لا تتركني
ابيها وفتحت الباب بسرعة لتجد والدها ينتصب نصف جالسا على الفراش ويظهر عليه آثار التعب ولكنه عندما رأها هتف بشوق جارف ...
_ اسراء..تعالي يا قلب ابوكي...تعالي ف حضني وحشتيني اوي يا اسراء..
ركضت اسراء نحو ابيها ودفنت وجهها بأحضانه وهي تبكي بقوة وفرحة عارمة بنفس الوقت حتي دخل ظافر الي الغرفة واقترب منهما بابتسامة عريضة قائلا..
قطب رمضان جبينه قليلا وهتف يحدث ابنته...
_ مين ده يا بنتي وبيعمل ايه هنا...
الفصل السادس....
توترت اسراء كثيرا وخرجت من أحضان والدها ونقلت انظارها الي والدها وظافر بتوتر شديد ثم تحدثت اخيرا قائلة ..
_ ده ظافر يا بابا...ااا...
قاطعها ظافر هذه المرة قائلا بصوت رخيم وابتسامة عادية ...
نظر رمضان الي ابنته وتحدث بحدة ...
_ اسراء فهميني فيه ايه ومين ده وجوز ايه ...
ابتلعت ريقها بصعوبة ولم تجد مفرا سوي ان تقص علي والدها ما حدث معها طوال الثلاثة أشهر الماضية والتي تركها بمفردها بهما...
بعد أن انتهت اسراء من سرد ما حدث معها لأبيها بهذه الفترة لحقها ظافر بالحديث بسرعة هاتفا...
_ يا ابني حيلك شوية...ده جواز مش قلبة وقومه...وبعدين رأي العروسة ميهمكش!!... طب ابو العروسة اعمل حساب أنه لسه قايم من غيبوبة ..
ابتسم ظافر برزانة ثم قال بهدوء...
_ انا بقالي شهرين يا عمي مش عارف اخرج معاها حتي ...ولسه كمان هستني خطوبة تاني...
_ ربنا يحلها يا ابني أن شاء الله لما ارجع بيتي تقدر تيجي انت واهلك عشان تطلبها وهناك بقي تقولي طلباتك كلها ...
رفعت رأسها تنظر الى والدها بحب شديد دون حديث فها هو والدها الحنون عاد إليها مرة أخري ...
بعد مرور يومان ...
دلف رمضان الي الغرفة التي تجلس بها ابنته وصديقتها ..
_ هدهد روحي اعمليلنا طقم شاي كده وانا هجيب البت ديه واجي وراكي علطول ..
ابتسمت اهداء لرمضان وهتفت بنصف عين قائلة...
_ ماشي يا رمضان هقبلها رغم اني عارفة انك بتوزعني يلا...
خرجت اهداء من الغرفة وهي تضحك بقوة ويشاركها الضحك رمضان حتي اغلقت الباب خلفها..
تقدم رمضان من ابنته وجلس علي الفراش أمامها وبدا حديثه ...
_ مبسوطة انك هتتجوزي وتسبيني يا اسراء...
أسرعت اسراء بالرد عليه مستنكرة ...
_ لا طبعا يا بابا انا مقدرش اسيبك يا حبيبي...
ابتسم رمضان علي ابنته الخجولة بدرجة مبالغ فيها وربت علي يدها برفق قائلا...
_ انا عاوز اعرف انت اتعرفتي عليه ازاي يا اسراء...عاوز وانا قاعد معاهم النهاردة احس اني كنت معاكوا ومفيش حاجه فاتتني ابدا...
ابتسمت اسراء باهتزاز وهتفت...
_ حضرتك لما كنت تعبان وف المستشفي الحمل زاد عليا ف المصاريف وكده ..مصطفي واهداء كانوا بيساعدوني وانا مكانش معايا الا فلوس الدروس بس وكمان كنت محرجة اوي من مصطفي اللي بيشتغل بيه كله كان بيدفع مصاريف المستشفى بيهم ف نزلت ادور علي شغل بمؤهلي ملقتش...
سمعت من حد هنا ف المنطقة أن مطلوب مديرة بيت...تنظم الخدامين هناك يعني وكده ف روحت والمرتب كان حلو اوي بصراحة وساعدني كتير ومحتاجتش لفلوس مصطفي ...شافني هناك بقي واتقدملي يعني وفضل معايا لحد م حضرتك فوقت اهو ...هو ده كل اللي حصل...
رغم ضيق رمضان من ابنته وما أقدمت عليه وموافقتها علي تلك الوظيفة لكنه يعذرها فهو فقط سندها بهذه الدنيا من المؤكد أنها ستدق جميع الابواب
حتي تضمن وجوده معها وحولها...
_ طيب يا حببتي...رغم اني زعلان منك عشان تروحي تشتغلي مديرة بيت ديه بس اهو احسن من خدامة ...يلا اسيبك انا بقي عشان تكملي اللي بتعمليه ...
بعد أن خرج رمضان من الغرفة تنفست اسراء الصعداء والتقطت هاتفها بسرعة واتصلت بظافر ...
_ الو..أيوة يا ظافر ...عامل ايه..
_ الحمد لله وانت..
_ الحمد لله ...
صمتت قليلا ثم اردفت برجاء...
_ ظافر لو سمحت متقولش لبابا أن انا كنت بشتغل عندكوا خدامة...بابا لو عرف هيزعل مني ومش هيكلمني..انا قولتله اني كنت شغالة مديرة بيت ...
انا عارفة أن اختك مبطقنيش بس عشان خاطري لو سمحت قولها متجبش سيرة قدام بابا خالص...
ابتسم ظافر بخبث فها هي تعطيه احدي نقاط ضعفها علي طبق من ذهب...
_ اكيد طبعا يا حببتي مش هقول حاجة قدام عمي...ومتقلقيش من دارين كمان...يلا بقي احنا خلاص كلها ساعتين وهنيجي..باي..
اغلقت الهاتف مع زوجها مستقبلا وابتسامة عاشقه تزين ثغرها...أحبته كثيرا في هذه الفترة القصيرة لم تكن تتخيل حتي بأروع أحلامها أن تحظي بشخص گ ظافر شريكا لحياتها...
فهي خجولة وتتوتر من اي شيء وعادة ما يتجاهلها الچنس الآخر نظرا لتربيتها التي نشأت عليها بين أيادي والدها وتوترها الدائم اذا ما حاول أحد الرجال الاقتراب منها...
بعد مرور ساعتان كان رمضان يقف أمام باب منزله يستقبل الضيوف حتي اوصلهم الي صالون بيتهم المتواضع...
بعد أن تعارفا علي بعضهم خرجت اهداء تقدم لهما الضيافة ...اسراء تتوتر وتخجل اذا كانت هي موضع الاهتمام من الجميع ...
واخيرا خرجت اسراء وصافحتهم جميعا حتي شقيقته المتكبرة تلك مالت عليها ټحتضنها وتقبلها حتي لا يلاحظ والدها شيئا ...
بدأ ظافر بالحديث قائلا بصوت هادئ...
_ انا طلبت ايد اسراء منك قبل كده يا عمي وهي كانت موافقة...النهاردة انا جاي عشان نحدد معاد الفرح انا عاوز الفرح كمان اسبوعين انا واسراء مش محتاجين وقت عشان نتعرف على بعض لاننا عارفين بعض كويس...وكمان انا مش لسه هكون نفسي انا الحمد لله مقتدر وعاوزها بشنطة هدومها..
ابتسم رمضان ببشاشة وضم ابنته إليه قائلا ...
_ انا عن نفسي مش ممانع..رأي اسراء انا بثق فيه وطالما سمحتلك تقرب منها يبقي انت فعلا كويس...
بس خلي بالك يا ابني انا معنديش ف الدنيا ديه الا هي بس..يعني لو فيوم جاتلي تشتكي منك ف انا هعمل حاجه واحده بس...شيل ده من ده ...وبكل هدوء...
ابتسمت دارين بسخرية فمن الواضح أن الوالد الطيب لا يعلم اي شئ عن ابنته التي لا تحكمها مبادئ ولا ضمير...فما يمنعها عن ڤضحها أمام والدها أنها تريد أن ټحطم خطيبها السابق وهي السبيل الوحيد إليه...
ابتسم ظافر باصطناع واردف ...
_ وانت رأيك ايه بقي يا اسراء..
اقتربت من والدها اكثر وهتفت بصوت منخفض ..
_ اللي بابا عاوزه...
ابتسم رمضان برضا ثم هتف قائلا...
_ واللي بابا عاوزه أنه يفرح بيكي يا حببتي...وانا شايف انك فرحانة يبقي انا