لا تتركني
كمان موافق...نقرا الفاتحه بقي...
رفع رمضان كفيه أمام وجهه وهو يقرأ فاتحة ابنته ...يوافق بكامل قواه علي ابتعادها عنه وتسليمها لآخر...
باليوم التالي ذهبت اهداء الي الشركة وهي تدعو ربها أن يسامحها مديرها في ذلك اليوم الذي تغيبت فيه عن العمل بدون اخبار أحد...
دلفت الي مكتبها بحذر شديد وخطوات بطيئة...فهي رغم جرأتها وقوتها التي تفوق اسراء بمراحل إلا أنها تتحول إلي طفلة مذنبة عندما تدرك انها المخطئة...
_ مستنيكي ف المكتب يا آنسة...
ودلف الي المكتب دون أن يتفوه بحرف اخر تاركا إياها وراءه تبتلع ريقها بصعوبة بالغة وهي تحاول أن تجد حجة مناسبة حتي يتقبل غيابها عن العمل دون استئذان...لكن عقلها لم يسعفها كعادتها عندما تتوتر...
_ اسرع شوية يا آنسة ...اتفضلي اقعدي...
تقدمت اهداء من المقعد الذي أشار إليه عمرو وجلست عليه...
_ممكن اعرف سبب الغياب من الشغل يومين ورا بعض يا آنسة اهداء وبدون إذن كمان..
تحدثت اهداء بتوتر شديد..
_ احب اعرفه ... ياريت...
_ والدي خرج من المستشفي ...كان فيها بقاله تلت شهور وف غيبوبة ..وفاق من يومين وانا واختي كنا معاه وبعدين اختي اتخطبت يعني وكده..
هز رأسه بتفهم ثم قال بهدوء...
_ تمام كل ده تمام ..حمد الله على سلامة والدك ومبروك لاختك بس بردو فيه تليفون شخصي ليا معاكي تقدري تبلغيني بيه مش تسبيني محتاس ف المواعيد اللي انت اصلا بتنظميها وبترجعي تفكريني بيها...
_ أن شاء الله مش هتتكرر تاني ...بعد اذنك...
وخرجت من المكتب وهي تتنفس الصعداء بعد أن مر كل شيء علي ما يرام اخيرا...
الفصل السابع...الجزء الاول
بمنزل رمضان حامد كانت تجلس علي الطاولة الصغيرة بالمنزل وتتناول غدائها مع والدها ومصطفي فقد أصر رمضان علي عزيمته بعد ما أخبرته
به ابنته ...
_ انا اتفقت كده أن الفرح بعد اسبوعين يا مصطفى...بس انت بردو اخو العروسة ويحقلك تقول الكلمة الأخيرة بردو...
ابتسم مصطفي پألم وهتف...
_ انا ماليش رأي يا عمي ... العروسة بس اللي يحقلها تقول هي عاوزة حياتها تمشي ازاي وطالما هي موافقة انا مقدرش اقول حاجة الا ان انا ف ضهرها لو عازتني هتلاقيني علطول...
_ أيوة طبعا يا مصطفي انت اخويا الكبير...وليك القرار ف اي حاجه تخصني بردو...
فتح فمه ينوي الكلام لكن قاطعه صوت طرق علي الباب فنهض والدها من مكانه حتي يفتح الباب...
_ اهلا وسهلا يا ابني اتفضل ...تعالي افطر معانا....
ابتسم ظافر بهدوء و قال...
_ تسلم يا عمي...انا سبقتكوا...لو تسمحلي يعني انا جاي اخد اسراء عشان نجيب الفستان يعني حضرتك عارف أن الوقت ضيق وكده...
اومأ رمضان برأسه وهتف بابتسامة...
_ايوة طبعا يا ابني حقك...بس ادخل كده واقعد معانا شوية وبعدين ابقوا انزلوا ...وكمان تكون البت هدهد جت وتروح معاكوا...يلا تعالي بقي كل معانا لقمة كده...
سار ظافر خلف رمضان بهدوء ووقار وفي رأسه سؤال واحد...كيف لفتاة نشأت مع ذلك الرجل الذي يوضع على الچرح يطيب ...رجل ذو مبادئ بحياته ان تتخلي عن ضميرها وتكون جاسوسة لشخص گ فادي الحقېر ذاك!!...
لكنه عاد يذكر نفسه انها كانت في امس الحاجه للمال حتي تنقذ والدها وتداويه...
توقف ظافر أمام الطاولة التي تجلس عليها اسراء وذلك الشاب الذي سبق ورأه معها عندما أوصلها الي المنزل بذلك اليوم..
_ سلام عليكم...
ردت اسراء ومصطفي بنفس واحد...
_ وعليكم السلام ورحمه الله...اتفضل يا بشمهندس ...
ابتسم ظافر بصفار لمصطفى وجلس علي المقعد بجانب اسراء وتجاهلها تماما ...
اكتسي وجهها بالحزن الشديد وهي تراه يتجاهلها بهذه الطريقة لكنها لم ترد أن تظهر أي شيء لوالدها ..
بعد أن انتهيا من تناول الطعام نهضت اسراء من مكانها وشرعت في لملمة الصحون عندما اوقفها صوت والدها يقول...
_ لا يا سوسو سيبي اللي ف ايدك يا حببتي وروحي البسي عشان تجيبي فستانك وكمان البت هدهد كلها نص ساعة وتيجي وتروح معاكي...
تركت اسراء الصحون من يدها كما أمرها والدها وذهبت الي غرفتها بصمت تام حتي تبدل ملابسها الي أخري مناسبة للخروج ...
بعد مرور ساعة تقريبا دلفت اهداء الي المنزل بنسخة المفتاح التي بحوزتها...
خرجت اسراء من الغرفة بعد أن ابدلت ملابسها فنظر إليها والدها وامد يده لها بظرف كبير نوعا ما...
_ خدي يا حببتي الفلوس ديه عشان تجيبي فستانك وكل حاجة نفسك فيها ...
قطبت اسراء جبينها باستغراب وهتفت...
_ منين الفلوس ديه يا بابا ...
ابتسم رمضان ببشاشة قائلا...
_ بعت الورشة يا بنتي...اول امبارح جالها مشتري وبعتها ودول بقي فلوس جهازك بس طالما جوزك اتكفل بكل حاجة يبقي من حقي بقي اني اجيب فستان بنتي...
هتف ظافر معترضا...
_ بعد اذنك يا عمي بس اسراء هتبقي مراتي وحقها عليا اني اتكفل بكل مصاريفها يعني انا مش بمن عليها...بما فيهم فستانها وبردوا كل اللي نفسها فيه ...
ابتسم رمضان بامتنان لزوج ابنته ثم هتف....
_ والفستان ده بقي هديتي لبنتي...واكيد الهدية مش هتترد...ويلا بقي عشان متتأخروش علي معادكو...
اقتربت اسراء من والدها وعانقته بقوة ثم ابتعدت عنه وسارت مع صديقتها وخطيبها حتي تجلب ما ينقصها لعرسها...
اخذهما ظافر الي مجموعة المحلات التي تتعامل معهم دارين شقيقته فهو لا يعرف غيرهم اماكن لبيع فساتين الزفاف...
كانوا مجموعة محلات خاصة بفساتين الزفاف فقط ...تاهت اسراء بينهم ولم تستطع الاستقرار علي ثوب منهم...
الي أن وقفت امام ثوب طويل الأكمام لكنها تظهر ما تحتها ضيق من منطقة الصدر ويتدرج باتساع هادئ الي آخره ..قماشته لامعه لا يوجد به اي تطريز أو ورود رقيقة حتي...ويظهر عظمتي الترقوة ..
اعجبها كثيرا ووقفت أمامه تتأمله..لا تعلم لم لاحت عليها ذكري والدتها الحبيبه...تمنت لو انها معها بذلك اليوم أكثر من أي يوم اخر مر عليها بدونها...
أخرجها من شرودها صوت ظافر وهو يسألها..
_ عجبك...
اومأت برأسها بسعادة غامرة وهتفت...
_ أيوة...عاجبني اوي...انا عاوزه ده...
ثم التفتت الي صديقتها المقربة قائلة...
_ تعالي يا اهداء بصي...ده عجبني اوي...انت ايه رأيك..
اتسعت ابتسامة اهداء بفرحة لصديقتها وهتفت..
_ جميل اوي يا حبيبتي...ربنا يسعدك يارب...
قاطعهم ظافر وهو يمسك بالثوب بيده ويقول لاسراء...
_ طب ادخلي قيسيه نعرف اذا كان مظبوط ولا ايه ولو عاوز يتظبط نعرف بردو..
أخذته اسراء من يده ودلفت الي احدي البروڤات الفارغة حتي تجربه..
بعد قليل خرجت اسراء من البروڤة وبيدها الثوب وقالت بفرحة شديدة...
_ مظبوط عليا...خلاص انا عاوزة ده...
نظر اليها ظافر بحدة خفيفة قائلا...
_ ازاي يعني تقيسي وتقلعي من غير م تورينا كده ..ايه قلة الذوق ديه!!..
وجذبها من ذراعها وخرج من المحل حتي وصلا الي السيارة ...كانت اسراء تبكي بنعومة
ودون صوت وهي تطأطئ رأسها للأسفل ...
ذهبت اهداء خلفهم وهي تقطب جبينها بقلق بالغ علي