الأحد 24 نوفمبر 2024

كان لي

انت في الصفحة 13 من 102 صفحات

موقع أيام نيوز

نظراتها غامضة وغريبة لها فحاولت أمل تحاشي النظر إليها وشعرت برغبة بالأبتعاد عن محادثتها فهي على يقين من أن إيمان لن تدع الفرصة تفوت منها إلا وستوبخها كونها إنفردت بخالد بعيدا عن الجميع ولكن لدهشتها أهملتها إيمان كليا وتمددت فوق فراشها وأولتها ظهرها لتجاريها أمل وتتمدد هي الأخرى ولكنها سرعان ما غفت بعدما عاد الألم ينغز صدرها إليها مرة أخرى.
تصنعت إيمان النوم بينما كان عقلها يفكر ليزيد خۏفها من ردة فعل خالد بما سيحدث غادرت إيمان فراشها وتتسللت خارج الغرفة بعدما طمئنت نفسها بأن أمل خلدت إلى النوم وتعمقت به فأكملت تسللها حتى غادرت الشقة متوجهة الي شقة خالد .
لم تدر أمل ما السبب الذي جعلها تستيقظ منتفضة هكذا حدقت بساعة يدها لتلاحظ أنها غفت لأكثر من نصف ساعة حينها تذكرت تحذير خالد وطلبه منها فأسرعت وتركت فراشها ولكنها توقفت بدهشة وتعجب لرؤيتها فراش إيمان خال منها وتسائلت إلى أين ذهبت إيمان في هذا الوقت المتأخر من الليل فغادرت الغرفة وبحثت عنها بهدوء ليلفت إنتباهها باب الشقة المفتوح فوقفت أمل أمامه تحدق به بحيرة وتساؤل ولم تدر لما أحست وكأنها تساق إلى حتفها كلما أقتربت من شقة خالد وحين توقفت أمام باب شقته الموصد فأخرجت مفتاح الباب وفتحته بهدوء وخطت إلى الداخل وهي تسير على أطراف أصابعها بتوجس وكادت تلج إلى غرفة نوم خالد ولكن صوت همساته جمدتها تماما خارجها وهو يقول
.. أديني نفذت لك طلبك ونمت معاكي زي ما إنتي عاوزة علشان أثبت لك إني متغيرتش ولا حاجة يا إيمان ممكن بقى أفهم إنتي ليه عصيتي كلامي ونزلتي تاني لوحدك ومن غير ما أطلبك ولا أقولك وأنا منبه عليكي ومحذرك إنك تخدي بالك قوي من تصرفاتك فالفترة دي.
كتمت أمل شهقتها بأصابع مرتجفة وعيناها جاحظة من هول صډمتها لتزداد أصابعها ضغطا فوق شفتيها منعا لإصدارها أي صوت حين سمعت صوت إيمان تقول بصوت متلعثم
.. ڠصب عني يا خالد مقدرتش أمنع نفسي ومنزلش أنا كنت محتجالك قوي وكنت حابة إن قلبي يطمن إنك متغيرتش من ناحيتي زي ما حسيت من تصرفاتك طول الفترة اللي فاتت وبصراحة كمان أنا كان لازم أنزل اتكلم معاك علشان الموضوع اللي عندي ميتحملش أي تأجيل. 
تذمر خالد وغادر فراشه ووقف أمامها يرتدي ملابسه وأشار إليها لتفعل المثل فزفرت وهي تحدق به وحين رفع حاجبه منذرا إياها بعيناه إنصاعت وغادرت فراشه هي الأخرى وأرتدت ملابسها لتسمعه يقول بصوت جاف جعلها تتوتر وتندهش لسرعة تحوله بعدما كانت منذ لحظات بين ذراعيه
.. إيمان أنا فاهم كويس دماغك وعارف إنك بتخططي لحاجة من وقت ما جيتي وأتفاجئتي بأني كتبت كتابي على أمل علشان كدا كنت حريص إني أتعامل معاكي بتجاهل علشان
أفهمك إنك لو غلطتي هيبقى مصيرك إيه معايا خصوصا إنك عارفة ومتأكدة إنك زوديها الفترة اللي فاتت وجنانك فاق الحد فبلاش يا إيمان حركات لا هتودي ولا هتجيب معايا علشان انتي عارفة كويس اني مش باكل منها خصوصا إني فهمتك إني مش هتخلى عنك يبقى كان لازم عليكي إنك تثقي فكلمتي أكتر وتقدريها لإني راجل ومش ههرب من وعدي ليكي أبدا ولو علي رقبتي .
زفرت إيمان پخوف وهي تحدق بملامحه التي تصلبت فأغمضت عيناها وقالت
.. انا عارفة يا خالد إنك لا هتسبني ولا هتخلى بوعدك ليا بس أنا بصراحة خاېفة ومحتاجة إنك تطمني أكتر وتفهمني مصيرى إيه فالحوار دا إنت إنت قلت لي إن يوم ما تتجوز أمل هتنفذ وعدك ليا.
تحسس خالد شعره بضيق ونظر إليها بسخط وهو يكافح غضبه الذي بدأ يتصاعد بداخله وقال
.. إيمان قولت لك بلاش تلفي وتدوري عليا ولو على مصيرك فأنتي عارفة مصيرك إيه معايا أما عن وعدي ليكي فأنا مش هتهرب منه بس كمان مينفعش أنفذه دلوقتي على الأقل وبعدين أنا متجوزتش أمل دا مجرد كتب كتاب يعني.
ضحكت إيمان بسخرية وهي تبتعد عن مدي يده بعدما قرأت غضبه من عيناه وقالت
.. إنت بتضحك عليا ولا علي نفسك يا خالد أنا عارفة زي ما أنت عارف أنك عاوز أمل فسريرك ولولا إنك مقدرتش تطولها ولا تبقى على راحتك معاها مكنتش عجلت بكتب كتابك عليها علشان يكون لك لوحدك السلطة العليا عليها خصوصا بعد ما بعدت عنك وبقت تخاف تفضل لوحدها معاك بس يا خالد وإنت بتحاول تفرض كامل سيطرتك على أمل علشان تحقق اللي بتسعى له ظلمتني أكتر معاك.
لم يستطع خالد منع نفسه من السخرية منها فصفق بتهكم لأتهامها له بالظلم وقال
.. برافو يا إيمان بجد برافو إنتي بتمثلي كويس قوي بس ياريتك وإنتي بتمثلي تعرفي إن أنا مظلمتكيش وإني لو كنت فعلا ظلمت حد فاللي إتظلمت هي أمل مش إنتي علشان إنتي وأنا عارفين كويس الحقيقة فبلاش تعملي نفسك ضحېة أصل بصراحة مش لايق عليكي الدور أبدا.
توالت طعنات الخېانة فوق قلب أمل وهي تستند إلى حائط الغرفة تشعر بقلبها يأن أسفل وطأة الألم القاټل وتهالكت أنفاسها أسفل يدها التي حرصت كل الحرص على كتم بكاؤها بها حتي لا يصل إلى سمع أيا منهما كبحت أمل رغبتها في إقتحام الغرفة ومواجهتهما ولكنها أرادت أن تعلم إلى أي مدى وصلت خيانتهما لها وهي المغيبة بكلمات عاشق خائڼ وصديقة معسولة الكلام السام تشدقت إيمان أمام سخرية خالد منها وقالت بهجوم حاد عليه
.. ومش لايق عليا ليه يا خالد ما تفهمني على فكرة حبي ليك ميقلش مني فحاجة لو دا قصدك وأنا مأنكرتش إني طارتك بمشاعري ووضحت لك إني بحبك وعارفة إني طلبت منك إنك تتعامل معايا بود وتحسسني إن ليا حد أتحامى فيه ودا كان قبل ما أعرف منك إنك بتحب أمل وإنك خطيبها ولعلمك أنا حتى دلوقتي فاهمة كويس إنها لوحدها صاحبة قلبك بس كمان يا خالد أنا عاوزاك متنكرش إنك طعمت وغرورك إن في واحدة تانية بتحبك وھتموت على نظرة رضا منك خلاك مش عاوز تضيعني من إيدك ولا ناسي إني حاولت أبعد عنك وإنت اللي كنت بتشجعني أستمر لما كنت بتتكلم بحنية معايا علشان تخليني أقولك إني بحبك يا خالد أنا عوزاك مع صراحتك المفرطة دلوقتي تعترف إنك إنت اللي لعبت معايا وبمشاعري لحد ما ضيعت مني كل حاجة ومسبتش ليا أي حاجة تخصني ومش كدا وبس لأ دا أنت خليتني بقيت إيمان جارية خالد اللي لو أمر ترمي نفسها فالبحر هترمي من غير سؤال والدور عجبك علشان عيشك الأنا بعظمة. 
زاد خالد من تهكمة عليها وقال وهو يحدق بها پغضب
.. هايل بجد هايل دا إنتي طلعتي فيلسوفة عصرك يا إيمان.
تجمعت الدموع في عين إيمان حين شعرت بأن حديثهما يسير نحو طريق مغلق فزفرت بإنكسار وقالت
.. أرجوك يا خالد كفايا تريقة عليا وكفايا إني بهين نفسي كل يوم معاك وأنا ليا كل الحق فيك وبحياتك زي أمل و.
أبتعلت كلماتها حين أقترب خالد منها بخطوات غاضبة وقبض علي
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 102 صفحات