كان لي
من تشخيص الحالة إن تاريخها المړضي من سنين يا أستاذ محمد أمل عندها إنسداد فالشريان التاجي وتضخم فعضلة القلب والتضخم دا بكل تأكيد كان بيسبب لها الإجهاد والتعب من أقل حركة وبيعمل صعوبة فالتنفس وألم فالصدر والدراع معقول كل دا محدش لاحظه عليها ولا هي أشتكت منه ولو لمرة واحدة.
هز محمد رأسه بالنفي وقال
.. صدقني يا دكتور أمل عمرها ما أشتكت يمكن علشان هي طول عمرها منطوية علي نفسها ومش من النوع اللي بيتحرك كتير علشان كدا مستغرب إن بنتي فيها كل دا دي عمرها ما اشتكت ولا بينت معقول للدرجة دي بنتي خبت علينا انها بتتعب وشالت لوحدها هم تعبها.
.. عموما أنا مضطر أسف إني أمنع عنها أي زيارة لإن الكام يوم الجايين دول هما الأهم بالنسبة ليها فأدعوا لها إنهم يعدوا على خير بإذن الله علشان فعلا هما الأصعب وانا بعتذر لك مرة تانية إني مش هقدر اخلي أي حد يفضل هنا فالمستشفى أصل يعني مالوش أي لزوم خصوصا إن أمل دلوقتي دخلت العناية فحاول تهديهم و خليهم يروحوا.
إياه
.. طمني يا خالد هو الدكتور قالكم ايه قولي أمل مالها.
حدق بها خالد بعيون غائمة من الدمع لا يعرف بما يجيب عليها ليسمع باب الغرفة يفتح مرة أخرى وحمزة ومحمد يقف بجانبه ليتحدث محمد ويقول
تقدم محمد من زوجته ثريا ومد يده إليها ليجذبها إلى صدره ويسير برفقتها تتبعهم ضحى ونعمة بينما إيهاب تخلف ليصطحب خالد معه وفي الأخير تبعتهم إيمان لا تدري هل لها الحق بالعودة معهم أم عليها أن تبتعد.
كان لي..بقلم مني أحمد حافظ.. الجزء الثالث.
مر يومان.. فاجيء حمزة الجميع باليوم الثالث بدخلو أمل في غيبوبة مجهولة الأسباب فوقف يتطلع إلى الجميع بعدما شدد على منع الزيارة ليمر عشرة أيام كاملة على أمل في تلك الهوة السحيقة التي أبتلعتها لتفيق فجأة كما دخلتها فجأة فغادر حمزة غرفة الطواريء بعدما تم إستدعائه وهو يبتسم ويقول
ترددت أصوات الثناء والدعاء لله بين الجميع ليصمتوا حين أشار إليهم حمزة وأضاف
.. بس هي هتحتاج الفترة الجاية للراحة التامة بعيد عن أي مجهود أو أي ضغوط لحد ما نطمن على حالة القلب العامة وترجع لحياتها من تاني.
.. أعمل فيا معروف يا دكتور وخليني أدخل أطمن على بنتي.
اومأ لها حمزة وهو يبتسم وقال
.. حضرتك تؤمريني عموما علشان خاطرك أنا هسمح إنك ووالدها بس اللي تدخلوا ليها تمام.
أسرعت ضحى وأعترضت على قوله وقالت
.. بس أنا كمان عاوزة أدخل أطمن على أختي يا دكتور.
حدق بها حمزة بتمعن ولاحظ دموعها فقال
.. بشكلك دا يا أنسة ضحى مفتكرش أبدا إني هوافق إنك تشوفيها.
عبست ضحي لكلماته وسئلته
.. ومالي شكلي يا دكتور.
أشار حمزة علي ملامحها العابسة دموعها وقال
.. بسبب دموعك اللي حبساها جوا عيونك يا أنسة ضحى واللي أكيد أول ما هتدخلي وتشوفي أختك هتنهاري وټعيطي ودا اللي مينفعش أمل تشوفه خصوصا وهي فالحالة الحرجة دي وبعدين أنا عاوزك لما تدخلي تبقي فحالة نفسية مشجعة ليها علشان الأمر مكنش سهل وأظن والدك فهمكم أبعاد الحالة وصلت لإيه علشان كدا النهاردة بس هسمع لاتنين هما اللي يدخلوا غير كدا أنا أسف.
أشاحت ضحى بوجهها بعيدا عنه وحدقت بوجهي والديها وقالت
.. خلاص هدخل لها بكرة أنا وخالتو والنهاردة ماما وبابا يطمنوا عليها ويطمننونا.
احتضنت ثريا ابنتها وقالت
.. ربنا يبارك لي فيكي يا ضحى وميحرمنيش منك إنت واختك.
أخذهم حمزة لغرفة التمريض ليتم تجهيزهما وسط دهشتهما للزي الخاص الذي ألبستهم إياه الممرضة لتقرأ التساؤال في عيناهما فقالت
.. دى اجراءات وقائية علشان اوضة العناية معقمة لاعلي درجة ولازم كل اللي فيها يبقي معقم.
وابتسمت وهي تتابع تعقيمهما وأضافت
.. ربنا يطمنكم على أمل بصراحة الكل هنا زعلان عليها علشان سنها الصغير ربنا يحفظها ويتم شفاها على خير.
تبع ولدي أمل الممرضة إلى غرفة العناية وتباعهم خالد بعينه وهو يتجه إلى مكتب حمزة فطرق بابه وولج إليه أستقبله حمزة بإبتسامة ودعاه للجلوس جلس خالد بإضطراب وحدق بوجه حمزة بتوتر وقال
.. أظن حضرتك عارف أنا جايلك ليه.
اومأ حمزة بتفهم وقال
.. أنا عارف إنك كل يوم بتيجي وعاوز تدخل تطمن على أمل وبصراحة أنا مقدر حالتك بس إنت كنت شايف بنفسك الوضع كان فعلا صعب إني أسمح بأي زيارة بس عموما حالة أمل حاليا تعتبر مستقرة الحمد لله وأنا بطمنك إني هدخلك على مسئوليتي بس بعد ما الكل يمشي وأظن كدا أبقى وفيت بكلمتي معاك.
هز خالد راسه وقال
.. انا بشكرك يا دكتور حمزة بس أنا كنت عاوز أسئلك عن وضع أمل دراستها وكليتها وحياتها واللي جاي مع حالة القلب اللي عندها.
أجابه حمزة بوضوح وقال
.. أستاذ خالد أنا مش هخبي عليك حالة أمل صعبة وخطېرة كمان لإن درجة انسداد الشريان عندها وصلت مرحلة بتهدد حياتها وأمل حاليا محتاجة إنها تبعد عن أي مجهود بدني ونفسي وحتى دراستها للأسف هتضطر إنها تأجلها لحد ما تشفى من أثر الجلطة كليا هي كل اللي يلزمها حاليا الراحة والتفكير جديا فأجراء العملية وتغير الشريان وبعدها هنقدر نحدد ملامح حياتها هتبقى إزاي وأنا مش هوصيك يا أستاذ خالد تحسن حالة أمل فالوقت الراهن معتمدة كليا على الحالة النفسية والراحة ولازم تبعد عن أي ضغط لإن بسهولة اللي حصل سابق ممكن يحصل وبدرجة أشد.
زفر خالد بحزن ووقف ليغادر ليجد نفسه لا يستطيع البقاء فغادر المشفى لم يدري كيف عاد الي شقته ليتفاجىء بإيمان تجلس بإنتظاره فهي ومنذ عادا سويا إنعزلت عن الجميع ولزمت غرفتها حتى هو لم تحادثه زم خالد شفتيه بسخط لرؤيته إياها متذكرا سيل الأسئلة التي لاحقته به ضحى والتي تهرب منها أتجه خالد إلى فراشه وجلس وبادل إيمان النظرات وسمعها تسئله وتقول
.. هي أمل عاملة إيه دلوقتى طمني لسه زي ما هى ولا أتحسنت طمني أرجوك يا خالد أحسن أنا مړعوپة أسئل أي حد ليعرفوا إننا السبب .
كانت نظرات خالد مبهمة وقاسېة فأغمض عيناه عنها وقال
.. طيب ما هي دي الحقيقة يا إيمان إحنا فعلا السبب ومش كدا وبس لأ إحنا كمان قتلنا أمل يا إيمان أنا وإنت بكل بساطة قتلنا الملاك اللي فحياتنا لدرجة إني دلوقتي بسئل نفسي إزاي سمحت لنفسي أضعف بالشكل دا
معاكي وأعمل اللي عملته لحد ما الأمور وصلت للحد دا بينا أنا كان عقلي فين وقلبي لما دخلت فعلاقة