سيد القصر الجنوبي
تصرف فادي حتى انتبه فادي أن هاتفه يرتفع صوته بإتصال هاتفي فتركهما واقفان واقترب للسيارة واخذ هاتفه ليتفاجأ أن والده هو المتصل وانتهى الإتصال بتلك اللحظة ليصدم فادي بعدد المكالمات الفائتة !... فقرر الاتصال بوالده وعندما رد ممدوح صاح بفادي وقال _ اتصلت بيك كتير وأنت مش بترد ! ... المهم تعلالي دلوقتي على بيت أخوك زايد .. دهش فادي من ذلك الأمر وكاد أن يسأل والده السبب قال الأب بعصبية _ من غير استفسار مش وقته لما تيجي هفهمك .. ومتقولش لحد .. أنتهى الإتصال وابتعد فادي عنهما دون كلمة فقالت نوران بشك _ رايح فين ! وقف فادي مكانه حائرا ثم رد عليها بإجابة غير واضحة _ خارج ... مش طايق اقعد هنا.. علمت نوران أنه ېكذب وأن ممدوح لربما طلب حضوره لذلك يذهب وتركته يبتعد بالفعل حتى التفتت لهيثم وقالت بلهفة _ أنت عملت إيه خلى ممدوح يسيب كل حاجة ويروح لزايد حصله ايه اللي مايتسماش ! ضيق هيثم عينيه مفكرا بالتطورات التي حدثت وهو ليس على علم بها ثم ابتسم بانتصار وقال _ يبقى اللي خططتله اتنفذ حتى وأنا بعيد ..! لم تفهم نوران جملته وتساءلت _ عملت ايه فهمني ! .. أخرج هيثم هاتفه الشخصي وشغل مقطع فيديو كانت تحتفظ به نوران بعدما كانت تراقب من بعيد حالة أبن زوجها بالمصحة النفسية وكانت ستستخدمه ضده لولا خۏفها من زوجها أن اكتشف الأمر فشهقت نوران پذعر مما رأته ثم قالت پغضب شديد _ هو أنا كنت بوريك الفيديو ده عشان تاخده من ورايا ! ... قال هيثم بسخرية _ أنا مش فاهم ليه خليتي ممرضة تصوره بالشكل ده لما مش هتعملي بالفيديو ده حاجة ! .... أجابت نوران وهي ترتجف خوفا _ لما فكرت ولقيت أن ممدوح مش هيسكت غير لما يعرف مين اللي ورا الموضوع ده ولو عرف أني اللي وراه مش هيكتفي بالطلاق الله اعلم ممكن انتقامه مني يوصل لفين ..! ليه يا هيثم عملت كده ! ... ڠضب هيثم من خۏفها هذا وقال پحقد _ أنا مش عارف أنتي باقية عليه كده ليه ! ... ياريتك كنتي عملتي كده مع أبويا كمان مكناش وصلنا للي احنا فيه ! .. قالت نوران بغيظ _ أبقى على أبوك اللي كان بيضربني وكل يوم بيعرف عليا واحدة ! ... ده أنا صحتي مااتحسنتش ونفسيتي هديت غير بعد طلاقي منه ! ... وتابعت وهي تتنفس بعمق علها تهدأ بعض الشيء _ أنا عارفة ممدوح كويس مش هيسكت غير لما يوصل لنهاية الخيط ويعرف أني ورا اللي حصل وساعتها هتبقى الدنيا كلها اتهدت على دماغي ... وبدل ما كنت تقصد تخرب بيت زايد هتخرب بيتي أنا !... ابعد هيثم عيناه عنها بغيظ شديد وإزدراء ثم قال بمقت _ مټخافيش هكون وراه في كل خطوة مش هخليه يوصل لحاجة ... هتفت به نوران بعصبية _ أوعى تكون ظهرت نفسك في اللي حصل ! ... أنت عملت ايه بالضبط احكيلي. اغتاظ منها هيثم أكثر وصاح بها _ آه أنا اللي وريت فرحة الفيديو بنفسي على تليفون مش تليفوني اصلا ولو قالت كده هكدبها لأن مافيش دليل أني كلمتها اصلا حتى البنت الكوافيرة اتعاملت معاها بحيث لو حد كلمها وسألها ... والأوضة اللي فرحة كانت فيها مافيهاش كاميرات أنا كنت مرتب كل حاجة .. ولو يعني حصل وقالت أن انا اللي قولتلها هقلب عليها الترابيزة وهكدبها وهقول أنها حطاني في دماغها ... فهمتي انا وصلتلها الفيديو بنفسي ليه ! .. لم تطمئن نوران بقوله بل توترت أكثر وتوقعت أبشع السيناريوهات الممكنة الحدوث فلا ممدوح بالرجل الساذج ولا زايد سيترك الأمر يمر مرور الكرام .. ! وبالقصر الجنوبي ... أنتهى الأمر بجيهان بعد أن حثتها الطفلة أشهاد على سرد بعض القصص قبل النوم لخلود الثلاث فتيات الصغيرات للنوم وكانت أشهاد كالطفلة ذات الأشهر وهي ترمي رأسها على صدر أمها وتتيه بغفوة في أمان وسكون ... نظرت جيهان لها وربتت بحنان على رأسها بابتسامة دافئة حتى سمعت ضجيج يصدر من الشرفة ! فتسحبت بهدوء وتوجهت لشرفة الغرفة لترى ما يحدث حتى وجدت الستون طفلا يتجمعون أمام البوابة الرئيسية للقصر ويصيحون بإتجاه الخارج ويشيرون إليه وكأنهم يرون شبحا .. فنظرت بإتجاه أنظارهم حتى رأت ذلك المچرم يقف خارج البوابة الحديد وينظر لهم بنظرات توعد وټهديد ويهز البوابة پعنف في محاولة مستميتة لفتحها !! .. ابتلعت جيهان ريقها پخوف وهي تراه بهذه الحالة الشرسة والعدوانية وإزداد خۏفها عندما صاحت أشهاد پصرخة خوف وهي تقول _ في ايه .. العيال بيصرخوا كده ليه اكيد في حد غريب ! .. هرعت اليها جيهان وضمت جسد أشهاد الصغير الذي يرتجف بقوة قائلة _ مافيش حاجة يا حبيبتي ده ... ده الولاد بيلعبوا بس .. قالت أشهاد وهي تهز رأسها برفض _ لأ ... في حد غريب .. أنا عايزة أبويا .. حد يتصلي بيه .. ياريته ما سابنا ومشي . دهشت جيهان للحظات وشعرت بغرابة في الأمر وقالت _ حاضر هخلي حد يتصلك بيه بس أهدي الأول وأنا هروح وأشوف في إيه .. بكت أشهاد وهي تتمسك بجيهان قائلة بتوسل _ لا متسبنيش خليكي هنا .. فضمتها جيهان بشفقة وحنان حتى انتبها لأصوات ضحكات طفولية صادرة من الخارج ... وهنا ذهبت جيهان للشرفة مجددا لترى ذلك المچرم يفر بعدما أصيب برأسه ويبدو أن احدهم دفعه بحجارة صوب رأسه ... وابتسمت رغما عنها عندما رأت الأطفال يحملون صديقهم المناضل شامي بفخر ويهتفون مناصرة له فنزل شامي وهو يلوح لهم ووقف امامه شاندو قائلا وهو يضع يده غلى كتف شامي _ كنت عارف أنك قدها يا صاحبي ... رزعته طوبة فلقت دماغه خليته مش عارف هو كان جاي من أي طريق...! رد شامي بثقة _ دي حاجة بسيطة يابني ... ادخلوا ناموا يا عيال واطمنوا .. هتف عصفور به موافقا وقال _ أيوة يا كبيرنا هنام واسهر انت احمينا بقا... جر شاندو عصفور وقال بغيظ _ كلنا هنسهر وهنحمي القصر محدش يتحرك. حاول عصفور الفكاك من يد شاندو كالارنب العالق وقال معترضا _ واحنا نسهر ليه أنا عايز اتخمد .. الدنيا ساقعة. قال شاندو له _ عشان كلنا مسؤولين عن القصر وكمان نبقى صاحيين لو رجع تاني ... لما نبقى كلنا موجودين هنقدر عليه ونشتته ... ودارت مجادلة مضحكة بين شاندو وعصفور جعلت جيهان تتسع ابتسامتها ودخلت للغرفة تطمئن أشهاد التي استقبلت جيهان بذراعين مفتوحتان ... وضمتها جيهان قائلة بأطمئنان _ يظهر كده أن شامي ضړب الغريب اللي كان عايز يفتح البوابة وخلاص مشي ... اطمني .. قالت أشهاد بابتسامة واسعة وهي تمسح دموعها _ شامي بيقدر على أي حد