الإثنين 25 نوفمبر 2024

سيد القصر الجنوبي

انت في الصفحة 16 من 19 صفحات

موقع أيام نيوز


أنا يافرحة محدش هيقدر ياخد مكاني في حياتك ... قالت فرحة وقلبها يعتصر الم _ أنا عملت ايه ..! أجاب بإختصار وبمرارة _ محبتنيش .. اللي شوفته في عنيكي لا يمكن يكون حب. وبعدها عنه بنفور وبقيت تنظر له پخوف اجتاح كيانها كله ساعات قليلة قلبت حياتها رأسا على عقب ما باتت تعرف اكانت قاسېة حقا في مواجهته أم بسبب حالته نفسية يفسر الأشياء بتفسيرات مبالغة ! ... ولكن بما أن والده وشقيقه اعترفا انه بريء من تلك التهمة فأذن أنه بالفعل كذلك ... وغادرت الغرفة وهي تركض باكية عائدة للغرفة الأخرى .. وبالصباح ... استيقظت أشهاد والفتاتان معها على رائحة شهية جدا قالت وصفية وهي تشمم _ الله ... الريحة دي ريحة كيكة ! .. ابتلعت أشهاد ريقها وهي تبتسم وقالت _ أنا حسيت بماما جيهان وهي بتقوم من جانبي بعد الفجر يمكن هي .. قالت رضا بسخرية من أشهاد _ هي الضيفة كمان بقت ماما ! ... بكرة عم مغاوري يبقى جدك ! .. دفعت وصيفة بوجهها وسادة صغيرة وقالت بغيظ _ خلي الدبش اللي بتحدفيه في وشنا لنفسك ! ...مش عايزة اسمع حسك يابت ! وفجأة فتح باب الغرفة ودخلت جيهان وهي تحمل قطع كيكة البرتقال الشهية على صينية فضية وتقترب من أشهاد ثم قالت بابتسامة واسعة _ صباح الخير على الحلوين ... انا غلست عليكم ودخلت المطبخ بتاعكم وعملت كيكة سريعة كده أشهاد قالتلي عليها امبارح قولت اعملها قبل ما أمشي ... نطقت أشهاد پخوف _ أنتي ماشية دلوقتي يا ماما جيهان ! احبت جيهان تلك الكلمتان من هذا الطفلة الرقيقة وقالت وهي تضم رأسها لصدرها _ مش دلوقتي بالضبط يعني بس ممكن يحصل في أي وقت .. يلا بقا ادوقكم الكيكة بتاعتي .. لم يظهر الحماس على وجه أشهاد بل ظلت حزينة وعينيها الزرقاوان دامعتان فقالت جيهان كاذبة حتى تطعم الصغيرة وتروح عنها _ خلاص مش همشي اضحكي بقا .. واشرق وجه أشهاد بابتسامة ومسحت عينيها وهي تهتف بسعادة ثم بدأت تطعمها جيهان وشاركهما الفتاتان بشهية عالية .. وبالمبنى الآخر بجوار القصر... انتفض الطفل عصفور من فراشه وهو يفرك عينيه من النوم ويقول وهو يبتلع ريقه _ ريحة بسكوت يا عيال ... هو العيد جه ! اعتدل شاندو من فراشه ثم نهض وتفقد مصدر الرائحة حتى شعر أنها تأت من القصر فقال _ الكيكة عملت كيكة ... الريحة دي أنا فاكرها .. هتف عصفور بقوة فيهم _ بينا على القصر .. على ما أقول لباقي العيال .. واصبح أمام القصر الستون طفلا يركضون على الدرج كالذباب حتى غرفة جيهان والفتيات .... وفوجئت جيهان بذلك التجمهر على السلم وقالت پخوف _ حصل ايه ! قال عصفور بأتهام وغيظ _ أنتي عملتي كيكة ! اجابت جيهان ببساطة وهي لا تعرف ما الخطأ في ذلك _ آه عملت صينية كيكة .. في مشكلة ! أشار لها عصفور وهو يقف أمامها كذكر البط ېصرخ بلا هدف _ المشكلة أنك مجبتلناش ! ...احنا مش عيال هفأ في القصر ده !! اخفت جيهان ابتسامتها وقالت _ طب تعالوا معايا على المطبخ اعملكم كام صينية كيكة حلوين كده بس ... قال شاندو برجاء _ لا مافيش بس كل حاجة في المطبخ جاهزة أي نعم مش هيفضل حاجة لبكرة بس مش مهم ... أخذت جيهان بعض الأطفال معها والبقية عادو لمساكنهم وتشاركوا الحديث والمزاح أثناء أعداد الكيكة حتى قال شاندو _ نفسك حلو اوي في الطبيخ يا أبلة جيهان .. صحح بقلظ له _ بس ده مش طبيخ ! واكد عصفور _ دي حاجات مسكرة يا شانتو .. اغتاظ شاندو منه ثم قال لجيهان بجدية _ ما تخليكي معانا يا ابلة وتكسبي فينا ثواب ... ده احنا معدتنا حمضت .. قالت جيهان بتعجب _ مين اللي بيعمل الأكل هنا ! رد بقلظ بضيق _ عم مغاوري الأكل بيعمله اصلا حمضان ! ... بيبقى على الڼار وبيحمض ! .. ضحكت جيهان على قول ذلك الطفل وفهمت مقصده فقالت بصدق _ ياريت كنت أقدر افضل معاكم أنا بقالي زمان محستش أن روحي خفيفة كده .. بس ماينفعش افضل في بيت حد غريب ... انتبوا الأطفال لصوت أشهاد ووصيفة تجر مقعدها لداخل المطبخ _ أفضلي معانا يا ماما جيهان احنا هنا ايد واحدة هتحبينا أوي والله. اقتربت لها جيهان ومررت يدها على شعر أشهاد الحريري _ أنا حبيتكم واتعلقت بيكم كأني أعرفكم من سنين مش من كام ساعة بس !! ... قالت أشهاد برجاء _ طالما حبتينا يبقا ما تمشيش والله هخلي بابا يوافق .. قال عصفور بغيظ _ده بيكره الحريم والرجالة وكله كله ... هو قال مش بيحب البشر. ضيقت جيهان ما بين حاجبيها بدهشة من هذا الرجل المجهول الذي بدأت تعرف عنه أشياء مخيفة ! ولكنها نفضت عنها تلك الأفكار الغريبة وعادت لطهو الحلوى .. وتسللت أشعة الشمس الدافئة لداخل غرفة زايد وهو تائه بالنوم بجسد ثقيل وفتح عينيه ببطء ليصدم بوجود فرحة ممددة ونائمة بجانبه بردائها أو بمعنى اصح بردائه هو .. وتضع يدها على جبهته التي وضعت عليها كمادات باردة .. أنزل زايد الكمادات الباردة عن رأسه واعتدل مكانه حتى ادرك أنه لربما ارتفعت حرارته وهي هنا لذلك ... كان سيوقظها بعصبية وانفعال حتى توقف .. وتعلقت عينيه بملامحها الرقيقة وهي نائمة بأطمئنان وسكون ... آخذه مظهرها كليا بتلك الحالة وضعف أمام رغبته برؤيتها وقت أطول وهي هكذا .. فتمدد مجددا بهدوء حتى لا تستيقظ وظلت عينيه عليها يحفر تلك الذكرى بداخله ... فربما لا يتشاركا الغد معا وظل هكذا لوقت لم يشعر به حتى بدأت تستفيق وتفتح عينيها فأغمض عينيه في لمحة خاطفة لم ترصدها فرحة .. وتثاءبت فرحة بكسل ثم تذكرت حالته عندما عادت لتأخذ ملابسها فجرا ووجدته في حالة لا يرثى لها من ارتفاع درجة الحرارة والحمى. .. فاعتدلت بلهفة وتحسست جبهته ثم تنفست براحة وقالت _ الحمد لله الحرارة نزلت .. ودقتت النظر في وجهه القريب وشعره الاسود المشعث بفوضاوية ولكن عجبا أن زاده وسامة !.. وشردت بعض الشيء في الأحداث التي مرت منذ ساعات وارتسم على وجهها الحزن واليأس ... وعندما قررت النهوض وجدت شيء على الأرض جعلها تحملق پذعر ....!!! 

الفصل_الخامس ودققت النظر في وجهه القريب وشعره الاسود المشعث بفوضاوية ولكن عجبا أن زاده ذلك وسامة وجاذبية!.. وشردت بعض الشيء في الأحداث التي مرت منذ ساعات مضت فأرتسم على وجهها الحزن واليأس ... وعندما قررت النهوض وجدت شيء على الأرض جعلها تحملق پذعر ....!!! وما مرت دقيقة إلا وكانت فرحة تتشبث بالنائم بكلتا يديها المرتجفتان وتترجاه ليستيقظ فأنتفض زايد من مكانه وقد كان أقرب الظن أن
 

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 19 صفحات