الإثنين 25 نوفمبر 2024

سيد القصر الجنوبي

انت في الصفحة 18 من 19 صفحات

موقع أيام نيوز


تفكيرها صوت أشهاد وهي تتوسل العجوز _ سيبها معانا ياعم مغاوري لو كنت غالية عندك .. وبدا على الرجل الحيرة والتردد في الموافقة فقالت جيهان بكبرياء _ أنا بعتذر عن بياتي هنا امبارح واضح أن وجودي مش مرغوب فيه أنا همشي دلوقتي حالا. اعترض شاندو طريقها وقال برفض _ تمشي لوحدك أزاي في مكان مقطوع زي ده ! ... لا حد مننا هينفع يجي معاكي ولا هينفع تمشي المسافة دي كلها على رجليكي لأقرب مواصلة من هنا ولوحدك ..!! عجزت جيهان عن الرد من غمر حيرتها واضطرابها فقال العجوز بطيبة _ خليكي يابنتي لحد ما نشوف حل وترجعي لناسك بس يعني الخۏف من ... قال عصفور وهو يسرق قطعة حلوى أخرى _ حتى لو الزعامة وصل مش هيشوفها هنخبيها .. قالت جيهان بضيق وقد شعرت أنها مصدرا للمتاعب والازعاج _ لأ أنا همشي دلوقتي هقف على الطريق لحد ما أي عربية تعدي واخلي صاحبها يوصلني .. رد شاندو بعصبية _ وأفرضي كان زي المچرم اللي ضربناه هتعملي ايه وأنتي لوحدك ! ... وبعدين اصلا قليل أوي لما عربية بتعدي من هنا خليكي معانا لحد ما الزعامة يرجع ونكون فكرنا هنعمل إيه ... وافق العجوز وقال متابعا لحديث الصبي شاندو _ خليكي يابنتي ولما يرجع هنكون دبرنا حالنا ولقينا حل. شعرت جيهان بشعور غير مريح بسبب هذا الرجل الغامض بينما اعترفت لنفسها سرا أنها أحبت هؤلاء الصغار ووجدت شيء من السعادة الصادقة والمتعة معهم .. وقبل أن يتركهم العجوز أصر على عودة الصغار الذكور إلى المبنى المجاور وتم ذلك بالفعل بعد توزيع الحلوى عليهم. أشارت سمر لسيارة أجرة لتقف وتقلها للمشفى حتى وقفت سيارة وجلست سمر بالمقعد الخلفي وكادت أن تتحدث مع السائق وتخبره العنوان تفصيليا حتى وجدت باب السيارة يفتح ويجلس بجوارها أمجد .. نظرت له لوهلة فسأل السائق _ على فين يا أساتذة ! ابتسم أمجد وهو يفرد جرنال ابتاعه منذ قليل وأختار مقالا عنوانه مثيرا للأهتمام للبدء في قرأته ثم قال العنوان للسائق فسألها السائق وجهتها فرد عنها أمجد أيضا _ نفس العنوان يا أسطى. .. تعجب السائق للحظة ولكنه لم يكترث كثيرا للأمر وحرك السيارة متوجها للعنوان المطلوب نظرا لعدم رد سمر لتصحيح ما قاله أمجد .. وظلت شاردة ناظرة عبر النافذة للمبان المتواترة أمام عينيها ولكنها بعيدة عن كل هذا.. عالمها الآن وفكرها كله يتمثل بالجالس بجانبها وتمسكه بها هل حبا حقيقيا أم أنه تعلق وهوس بها لرفضها الدائم له ! ستجيبها الأيام على ذلك .. خرج زايد من الحمام وهو يجفف رأسه وتفوح منه رائحة عطر صابون اللافندر المنعشة حتى وجد فرحة تدخل الغرفة بصينية تحتوي على أطباق طعام معدة بعناية وترتيب وتضعها على منضدة دائرية بقرب الفراش. وقالت له برقة _ تعالى أفطر عشان تاخد العلاج والدك رجع بليل بعد ما نمت أنت وادهولي .. القى زايد المنشفة بأهمال وعصبية وهتف بها _ خدي الأكل ده واطلعي برا أنا مش عايز منك حاجة ...! كانت تتوقع عصبيته فقالت _ عارفة بس أنا خلاص حضرت الفطار .. اغتاظ من ثباتها وتصميمها البقاء واقترب منها حتى جذبها من مقعدها إليه بحركة سريعة وقاسېة ثم هزها پعنف وقال _ أنا حذرتك .. بس واضح أنك ما فهمتيش كويس أنتي بالنسبالي أنتهيتي .. وجودك معايا هنا لهدف بمجرد ما يخلص هرميكي بعيد عني ... ولحد ده ما يحصل اعتبريني مش موجود. ڠضبت منه ومن قسوته عليها وقالت بأنفعال كاذبة لترد له الصاع _ أنا ما بحاولش اتقرب منك لكن بما أن مافيش غيري أنا وأنت هنا فمن باب الذوق حضرتلك الفطار عشان تاخد علاجك .. لكن ده مش معناه أني بحاول معاك ... أنت اللي فاهم غلط...!! أشتدت قبضته عليها وهو ينظر لها پعنف وفي حيرة ايلقيها خارج الغرفة في الحال أم يستجيب لتلك الفكرة المچنونة التي سطوت على عقله في الحال وسيطر على نفسه بأعجوبة وهو يسحبها لخارج الغرفة ويغلق الباب .. ووقفت فرحة أمام الباب المغلق ثائرة بعصبية لتعامله العڼيف معها وهجمت على الغرفة مرة اخرى پغضب شديد حتى وجدته يقف أمام النافذة شاردا .. فهتفت به بصوت عال وڠضب _ الفترة اللي المفروض هكون موجودة فيها هنا معاك لازم تحترمني وتعاملني احسن من كده أنا مش جارية عندك ! .. وظلت صامتا وساكنا مكانه ولم يعيرها ادنى التفاته حتى اغتاظت منه أكثر واقتربت منه وهي لا تنكر خۏفها من ردة فعله ولكنها صاحت _ مش كل ما هاجي اكلمك تطردني برا ! ... أنا موافقة على الطلاق ومش هحاول اصلا اقربلك بعد اللي عرفته وشوفته منك .. وهنا كأنها ضغطت على زر تحوله للجنون وانتفض عرق بجبينه وهو يلتفت لها وينظر لها بنظرات ڼارية فادركت أنها تفوهت بحديث لا داع له الآن فقالت متوترة وهي تعدل ما قالته وتمتص غضبه _ زايد .. أنا فعلا محتاجة اتكلم معاك بهدوء عايزة قبل ما أمشي أفهم .. مش يمكن .. كيف يخبرها أنه للآن لم يستطيع الحديث بهذا الأمر! بعد تلك السنوات التي مرت وهو يفر هاربا من ذكرياته وماضيه كيف يخبرها وهو لا زال يفشل في مواجهة الأمر ! الذي استطاع فعله بمهارة هو الهروب من الماضي .. ومن كل ما يذكره بأمه .. هي تريد مناقشة تفاصيل كانت ستجعله يتخلص من حياته يوما ما ... أجاب پألم شديد ظهر عليه _ طالما مقررة تمشي عايزة تفهمي إيه ! قالت واستغلت الفرصة _ أفهم اللي حصل .. من حقي افهم وأعرف منك أنت بالذات. أغضبته بقسۏتها عليه أم هذا يعتبر غباء منها ! ... الشرح ليس بتلك البساطة التي تطلبها ! .. هل هي مدركة لسؤالها أم أنها الأهم لديها معرفة التفاصيل ولا يهمها مشاعره ! ... جذبها اليه وهزها پعنف وهو ېصرخ بوجهها _ أنتي ډخلتي حياتي ليه وحبيتك في يوم من الأيام أزاي ! ... أزاي ما شوفتش أنك غبية وأنانية ومابتفكريش غير في نفسك بصرف النظر هتدوسي برجلك على مشاعر مين ! بقالي سنين كتير محستش أني غبي ومتسرع في اختياري لشيء قد اختياري ليكي !! استفزها حديثه فقالت _ ما تزعلش .. الغلطة هتتصلح وهنتطلق مش ده قرارك ! للحقيقة ... كانت تريده أن ينكر قرار أو يغيره عنادا معها هي للآن لا تتخيل أنهما سيفترقان وفي خضم تهيتها وشرودها بعمق عينيه سرق زايد بعضا قد وصل أشده بعضا من حقه كزوج جعلها في حالة جمود وتصلب !! وأن لم تكن أخبرته يوما انها تحبه فضعف مقاومتها له قد كشف له ذلك .. وهنا ابعدها عنه بنظرات منتصرة وواثقة جعلتها تهتز من الصدمة مكانها وتئن ڠضب والم بآن واحد ... وصدمها عندما
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 19 صفحات