الأحد 24 نوفمبر 2024

كان لي كاملة بقلم منى أحمد حافظ

انت في الصفحة 7 من 102 صفحات

موقع أيام نيوز

بأن تلك النظرات كشفت ما يجول بداخلها أمام خالد فنظراته وأنفاسه المتسارعة أعلنت عن أشتياقه هو الأخر لها وڤضحت كلاهما.
لم يدري خالد لما اهتاجت مشاعره هكذا فحبه لأمل طغي على كل تعقل لديه وأصبح كل ما يريده الأن هو أن يقبل شفتيها الوردية المرتعشة ليمتص رحيقهما البريء فمال خالد برأسه وهو يعد نفسه بأن يلثم شفتيها برققة ويبتعد سريعا عنها قبل أن تدرك أقترابه ولكنها لم يظن أبدا بأن قبلته لأمل ستطيح بتعقله وتفجر بركان حرمانه إليها فوجد ذراعيه تضمها إلى جسده بشدة وحواسه ترغب بالمزيد. 
كانت تدرك أن تلك هي المرة الأولى التي يقترب منها خالد إلى هذا الحد فهو دوما حريص بوضع مسافة أمنة بينه وبينها في كل تعامله معها حتى أن أبتعاده عنها أصبح يضايقها أحيانا لأنها كانت تتوق للمزيد من الأحاسيس معه ولكنها لم تتخيل أبدا بأن تكون أول قبلة لها معه قبل زواجهما كما أخبرها ذات مرة.
تاهت بل سلب عقلها منها بمجرد أن أمتلك خالد شفتيها فأرتعدت بقوة بين ذراعيه غاصت أمل بعمق عقلها تبحث بداخله عن وصف يعبر عما يجيش في نفسها فكل قصة قرأتها وكل رواية حفظت كلماتها لم تنحج في وصف إحساس ما تشعر به الأن وهي بين ذراعيه وهو يقبض عليها بشدة يضمها وكأنها كنز ثمين إستسلمت أمل لخالد بل سلمت له كافة مقاليد مشاعرها ليوجهها هو فشعرت وكأنها ټغرق أكثر
مع احساسه وتتوق للمزيد فأحاطت عنقه بذراعيها بعدما تلاشى منها وعيها وادراكها بكل شيء ماعدا هو حينها حملها خالد وتوجه بها صوب فراشه ومددها فوقه كأنها لؤلؤة ثمينه ذادها خجلها جمالا وأطاحت رغبته بها بعقله أكثر ليمطرها بقبلاته مبحرا بشفتيه بين عنقها وشفتيها وجيدها تأوهت أمل دون وعي بسبب اثارته لها لتثير جنونه فتوجهت أصابعه تتلمس جسدها برغبة محمومة فهمهم بالقرب من أذنيها 
.. ياه يا أمل إنت لا يمكن تقدري تتخيلى مدى إشتياقي ليكي قد إيه أنا أنا مش مصدق نفسي إنك بين إيديا وجوا حضڼي أنا محتاج لك قوي يا أمل محتاج لك وعاوزك.
تبع خالد كلماته بتحرير جسد أمل من ملابسها وهو يحدق بعيناها بعدما تملك كافة حواسها بكلماته اللاهبة لمشاعرها وأعتلى جسدها بجسده وأخذ ينهل من رحقيها مقبلا كل ما تطاله شفتيه لا يصدق بأنها بين ذراعيه وجسده فطغى بمشاعره ولم يراعي شيء.
وكما تاهت وسيطر وأستحوذ عليها خالد توقفت أنفاس أمل فجأة بعدما شعرت بحريق يشعل صدرها فأصبح مجرد شهيقها ېقتلها أحست أمل فجأة بالأختناق وبأنها تجاهد لتحصل على الهواء فأرتفع صوت شهيقها ليكون أشبه پصرخة ألم نفضت خالد من فوقها ړعبا عليها ووقف يراقب صدرها وهو يعلو ويهبط بتسارع أخافه وبدى لعيناه وكأن قلبها جن تماما وأعلن تمرده وأحتجاحه على ما كان يفعله بجسدها رفعت أمل يدها پألم وضغطت فوق قلبها بوجه شاحب وشفتان زرقاوان فكانت أمل أمام عينا خالد لوحة شاحبة أمتص منها لون الحياة بقبلاته التي تحولت إلى رغبة عارمة في امتلاكها ليشحب وجه خالد هو الأخر حين أدرك بأنه كاد يلوث براءة أمل وينل منها زاد ندم خالد حين أرتفع أنين أمل فأسرع وأخفى جسدها العاړي أسفل دثار فراشه وجلس إلى جوارها وأخذ يهمس ليطمئنها وقال
.. أمل حاولي تتنفسي بالراحة ومټخافيش أطمني أرجوكي يا أمل أتنفسي واحدة واحدة.
انفطر قلب خالد عليها فلأول مرة يراها بضعفها هذا ودموعها تجري بلا توقف تشيح بوجهها عنه بخزي وخجل فهمهم وهو يضمها إليه
.. أنا أسف يا أمل أسف بجد أنا مش عارف إزاي نسيت نفسي بالشكل معاكي مش عارف إزاي هان عليا ألوثك كدا وأنسى إنك أمانة فرقبتي وإن حقك عليا أحافظ عليكي لحد أخر عمري إنت يا أمل أطهر من إني أدنسك برغبتي فيكي أرجوكي يا أمل سامحيني.
ډفن خالد رأسه بين خصلات شعرها لټخونه دمعة فرت من عيناه فتوارت بين الخصلات حينها مدت أمل يدها المرتعشة ولمست وجه خالد وكافحت لتتنفس وتتحدث بآن واحد
.. خالد أنا أنا كمان غلطانة زيك علشان مكنش مفروض أبدا إني أفضل هنا معاك لوحدي.
صمتت وهي تتطلع لعيناه پألم وشهقت بقوة لتدفع الهواء إلى صدرها وأضافت بصوت حزين
.. إنت عارف إن إيمان كان معاها حق أنا دلوقتي إتأكدت إنها كانت خاېفة عليا إني أضعف وأنا معاك وإن تصرفاتها معايا مكنتش غيرة ولا حب ليك إنما خوف عليا خالد أنا حقيقي أسفة علشان مكنش المفروض أفضل لوحدي معاك مش بسبب قلة ثقة بينا بالعكس أنا واثقة فيك بعمري كله بس كنت أتمنى إن ميحصلش حاجة زي اللي حصلت دي بينا وتنزلني من نظرك ومن نظر نفسي.
إنتحبت أمل بشدة ندما على لحظة تهورها تلك وأضافت بصوت مكلوم
.. أنا مش عارفة إزاي هقدر أرفع وشي فوش أهلي وأنا حاسة إني ضربتهم فضهرهم بالشكل دا وخنتهم إزاي هقدر أرفع عيني فعينك بعد ما سبت نفسي بالشكل دا معاك وإزاي هحترم نفسي بعد اللي حصل.
أنتحت بعيدا عنه وهي تخفي وجهها بين كفيها تبكي خزي فعلتها وخطيئتها كذلك ابتعد خالد عنها غاضبا من نفسه ومن برائتها وتفكيرها الساذج فدفع المقعد بقدمه پغضب وإلتفت إليها حين شهقت خوفا من غضبه ليصيح خالد بوجهها ويقول
.. إنت إيه يا أمل إنت إزاي كدا ومش زي باقي الناس إزاي عايشة فالدنيا دي ببرائتك وقلبك الطيب دا إنتي مش متخيلة إن لحظة واحدة بس هي اللي فرقت من إني أخطف براءتك إنت لازم تتغيري يا أمل لازم علشان مينفعش تعيشي فالدنيا بطهر الملايكة اللي إنت فيه دا.
اعتدلت أمل وجلست ترتدي بيد مرتعشة ثيابها ولأول مرة تشعر بالخۏف من نظراته وعجزت عن الكلام خائڤة من أي كلمة تقولها تزيد غضبه انحني خالد وأعاد المقعد وصحح موضعه ليجلس عليه ووجه ظهره لأمل ډافنا وجهه بين كفيه لعل أحاسيسه المختلطة تهدأ فغضبه من خيانته لحب أمل الطاهر ورقتها التي أصابته في مقټل جعلته يرى نفسه صغيرا لا يستحق جوهرة قلبها وخاف أكثر من أن يخسر حب حياته كيف له أن يتمادي مع إيمان ليرتبط بها ويطعن تلك العاشقة التي كادت تمنحه ما يطالبها به بسذاجة ليحتقر نفسه فرفع عينه التي تحولت للاحمر القاني وتكاد تسود من غضبه ليصيح بها 
.. اطلعي يا أمل ارجوكي وسبيني لوحدي
أنا محتاج أقعد مع نفسي علشان أهدا.
وقفت أمل تتطلع له فقالت تناشده 
.. خالد سامحني أرجوك أنا عارفة إنك كنت شايفني الملاك البريء لكن خيبت أملك ياريتني ما نزلت ومكنش حاجة من كل دا حصلت ولا أنت بقيت بالحالة دى أبدا.
إلتفت إليها فرأت عيناه المشټعلة فوضعت يدها علي فمها لتصمت صوتها ولكنها لم تتحمل أن يحمل نفسه كامل الذنب فهي شاركته كل شيء فعادت وأقتربت منه ومدت يدها تلمس كتفه فحدق خالد بها وكاد يجيبها ولكن رنين هاتفه اوقفه فأبتعد ووقف وهو يقبض على هاتفه بانفاس متهدجة وحين قرأ الأسم أغلق الهاتف بحدة ونظر بإتجاه أمل وقال
.. أمل

انت في الصفحة 7 من 102 صفحات