الأحد 24 نوفمبر 2024

كان لي كاملة بقلم منى أحمد حافظ

انت في الصفحة 8 من 102 صفحات

موقع أيام نيوز

حقك عليا بس أنا فعلا مش عارف أفكر ولا أتكلم وإنت جانبي فأرجوكي أطلعي إنت خصوصا إن الوقت اتأخر ومش عاوز أي حد يضايقك بالكلام وبكرة يحلها ربنا يلا إسمعي الكلام واطلعي.
تابعها خالد وهي تغادر الغرفة وأغلق عيناه حين عاد هاتفه للرنين من جديد فأجاب إتصالها وقال پغضب
.. عاوزة إيه أنا عاوز أفهم بتتصلي دلوقتي ليه هو أنا مش قايلك متتصليش وأنا بس اللي أتصل بيكي.
توقف خالد عن الحديث وأستمع إلى صوت إيمان الباكي ليقول پغضب
.. ممكن تسكتي وتبطلي علشان مافيش أي حاجة حصلت وبعدين إنت ملكيش فيه وإياكي تسئلي إمل عن أي حاجة فاهمة.
في تلك الأثناء.. كادت أمل أن تستكمل صعود درجات السلم ولكنها تذكرت أنها نسيت أمر البحث وجهاز خالد اللوحي فعادت تهبط درجات السلم لتكتشف بأنها نسيت غلق باب شقته فولجت إليها ولكن أوقفها صياح خالد الغاضب وهو يقول
.. ما أنا قولت لك مافيش أي حاجة حصلت بيني وبينها فبطلي علشان أنا مخڼوق وعلى أخري ومش ناقص خنقة وفيا اللي مكفيني فكفايا زن وأستفزاز فيا وأقفلي أحسن أنا لا طايقك ولا طايق حالي.
أسرعت امل وغادرت قبل أن يلحظ خالد عودتها لتهرول لأعلى وعقلها ېقتله التفكير بسر تلك الكلمات التي سمعتها من خالد.
وفي غرفتها جلست ضحى تشعر بالأختناق وهي تستمع لكلمات إيهاب الهامسة فلم تدري لما أحست بأن عليها أن توقفه قبل أن يتمادى بحديثه فصاحت بإستنكار وقال
.. إيهاب لو سمحت ممكن تبطل كلامك دا وتتكلم فأي حاجة تانية علشان مضيقش أكتر من كدا.
أبعد إيهاب هاتفه عن أذنه وحدق به بعصبية وأعادة مرة أخرى وقال بصياح غاصب
.. في إيه يا ضحى على فكرة كدا كتير قوي منك يا بنتي أنا خطيبك وبكلمك عن بيتنا اللي هيجمعنا وبعبر لك عن مشاعري وأشتياقي ليكي يعني مأجرمتش علشان تصديني بالشكل دا أنا مش عارف في إيه بالظبط معاكي كل ما أجي أقولك بحبك ووحشتيني وتعالي نخرج تطلعي بمليون حجة مرة أصل المذاكرة والأمتحان وخالتك ولأ أتصل ببابا وأستئذنه أنا مش عارف أتكلم معاكي كلمتين على بعض إلا وتخرجيني عن شعوري يا ضحى.
أغضبتها كلماته فوقت بعصبيه وصاحت بصوت عال مماثل لصوته وقالت
.. علشان أنا وضحت لك قبل كدا كذا مرة إني مش بحب الكلام الرومانسي دا طالما اللي بينا خطوبة وبس وقولت لك معني إني أتكلم عن مشاعري وتسمعها وأسمعك يبقى بنشيل كل الحدود اللي بينا وأنا يا إيهاب مستحيل أقبل إني أشيل الحدود اللي بينا من غير ما يبقى في رباط شرعي يجمعنا ولو حضرتك شايف إني كدا مكبرة الموضوع وإني مش عايشة حياتي فأحب أقولك إني مش هتغير وإن كلام الحب والعشق دا أنا ماليش فيه فالوقت الحالي وأظن إن دا شيء ميزعلش جنابك يا إيهاب لاني بحترم غيبة ولدي وبحترم ثقته فيا اللي أدهالي وخلاني أعيش بعيد عنه ولو أنا أتنازلت وأتساهلت معاك مرة يبقى هفضل أتساهل لحد ما وعدي لنفسي ولولدي ميبقاش له أي قيمة ووقتها صدقني أنا لا هقدر أحترمك ولا هحترم نفسي ودلوقتي بعد أذنك يا إيهاب لان شكل الكلام ما بينا هيتطور وهتقلب بخناق ومشاكل زي كل مرة وأنا مش حابة كدا عن أذنك يا إيهاب سلام.
طعنت كلمات ضحى قلب أمل بعمق فهي فعلت عكس ما سمعته من شقيقتها أحست أمل بوقفتها أمام غرفة شقيقتها بأنها على وشك النحيب فأسرعت إلى غرفتها وولجتها وهي تتلقف أنفاسها بشدة وقد نشب الألم بقوة بصدرها فرمت بنظراتها إلى فراش إيمان لتجدها توليها ظهرها ولكن إهتزاز جسد إيمان أعلمها بأنها تبكي وقفت أمل بحيرة تتسائل والألم يزداد عليها لتمسك كتفها الأيسر وهي تفكر هل تحدثها أن تدعها كما هي فهي لا تستطيع مواجهتها في الوقت الحالي ولن تتحمل أبدا نظرات الأتهام التي ستقرأها بعيناها لتتفاجىء بايمان تعتدل وتجلس وتحدق بها وتأكدت أمل من بكاء إيمان بسبب عيونها المنتفخة وأنفها الأحمر ليعلو الأحمرار وجهها فحدقت إيمان بها بريبة بعدما لاحظت حالة أمل المجهدة والغريبة وملامح الألم التي ظهرت علي وجهها زادت حيرة إيمان وهي تفكر بأن تسئلها عما حدث بالأسفل ليسبب لها كل هذا وفكرت
إيمان بأن تخبر أمل بكل شيء ولكن خۏفها من الصدمة أوقفت كلمات أعترافها وقالت وهي تحاول إحتواء صراعها
.. مالك يا أمل ماسكة كتفك كدا ليه وماله وشك لونه مصفر كدا إنت تعبانة.
أوقفت إيمان كلماتها لإحساسها بالقلق الشديد تجاه أمل وهي تراها تترنح فوقفت سريعا وساندتها حتى أجلستها فوق فراشها حاولت أمل إخفاء دموعها عن إيمان ولكن يد إيمان التي قبضت على ذقن أمل وحدقت بوجهها بتركيز وقالت
هو في حاجة حصل وضيقتك طمنيني يا أمل ولا تحبي أروح أصحي لك خالتو نعمة.
إنتاب الذعر قلب أمل فهزت رأسها نافيبالنفي وقالت بصوت مضطرب
.. لأ يا إيمان أنا كويسة وبخير كل الحكاية إني طلعت السلم بسرعة وكنت بجري فعلشان كدا بنهج عموما دلوقتي أهدي معلش سامحيني إني خضيتك عليا.
رسمت إيمان إبتسامة باهتة علي شفتيها وقد تأكدت بأن شيئا قد حدث بينها وبين خالد فقالت بسخرية
.. طيب حاولي بقى تنامي أحسن شكلك يرعب ومظنش أبدا إن عندك استعداد لتحقيق من خالتك نعمة بسبب اللي إنت فيه.
رفعت إيمان حاجبها وربتت فوق وجنة أمل أتجهت إلى فراشها وجلست فوقه وقالت بخبث
.. إنما فين اللاب يا أمل مش مفروض كنتي تحت علشان البحث مجبتهيوش معاكي ليه.
يتبع
كان لي..بقلم مني أحمد حافظ.. الجزء الثاني.
الفصل الرابع .. مفاجأة. 
جذبت أمل مذكراتها بأصابع مرتعشة وأخذت تكتب بعمق صفحاتها تقول
.. لم أعد أنا يا مذكرتي لم أعد أعرف من أنا حقا منذ تلك الليلة حتى النوم أصبح يجافيني أتعلمين أني لا أصدق أن أسبوعا مر حقا لقد دفنت نفسي في دوامة الدراسة وحرصت على عدم إهدار أي لحظة من وقتي ولكني الأن أشعر بإهمالي لكل من حولي لم أعد أجالس خالتي نعمة هربا من عيناها التي دوما تحاصرني تريد أن تسبر أغوار نفسي ولكنها تخشى سؤالي لرؤيتها ابتسامتي الباهتة وفراري بعيدا عن طريقها وابتعادي التام عن ضحي وإيمان وكلما إلتقيت بهم صدفة اتحجج بكم المذاكرة والأبحاث وأن الأختبارات أقربت.
تنهدت أمل بحزن وكتبت
.. لقد أصبحت أخاف نظرات إيمان التي باتت تقتلني فأنا أراها تتهمني وتخبرني بأنها تعلم سر خطيئتي وبل وأقرأ احيانا في عيناها كلمات حبيسة بداخلها كأعتراف تخفيه عني.
إنهمرت دموع أمل حين تذكرت خالد فكتبت
.. أعلم أن خالد لم يعد يحترمني فهو ومنذ تلك الليلة وهو يتحاشاني لقد توقف عن التحدث معي ولم يعد حتى يسئل عني فبت أشعر بقسۏة ذنبي أتعلمين إني كدت أموت أول أمس فقد اصطدمت به أثناء هبوطة درجات السلم وحين تلامسنا أحسست بتوقف الزمن بيننا وهاجمني توق رهيب ليضمني إليه ولكنه ابتعد عني سريعا فاحسست بإهانته لقلبي و.
توقفت أمل عن كتابتها حينما اصغت لصوت خالتها يناديها فمسحت دموعها ورسمت تلك الابتسامة المعتادة وغادرت إليها وقالت
.. اسفة

انت في الصفحة 8 من 102 صفحات