كانت الايام تمر وهو يزيد انشغاله بها
روحه او قلبه... او ان كل شئ تلخص بها ولم يعد موجود بغيابها.
وقف على حين فجأة فقالت ناهد رايح فين يا عامر!
عامر وهو يسير لمكتبه تليفون شغل مهم كنت ناسيه يا امى.
نظرت هدى لابنتها لكن هديل تصنعت انها فعلا تهتم ثم مالبست ان أكملت طعامها.. هى جائعه جدا الان ترجو دائما الا يسألها احد عن شئ او يطلب منها ان تفكر حتى وهى جائعه.
منذ متى وهى تتجاهل اتصالاته هكذا... عاود الاتصال مجددا بإصرار الى ان فتح الخط.
فتحدث بلهفة الو. مليكه... مش بتردى على طول ليه.
اغمضت عينيها پغضب... عامر سيظل عامر تحكمات فقط.. اسئله فقط.
أجابت بهدوء قاټل له ولاعصابهماسمعتوش.
عامر كنتى فين كل ده
مليكه يا ابيه ماسمعتوش فى ايه بتحصل.
مليكه عادى.. بنسى.. مش بييجى على بالى.
اتسعت عينيه وهى تخبره عن عمد انه لا يخطر على بالها ولو صدفه.. هو مشغول بها وهى بالمقابل لمجرد عدم وجوده أمامها تنسى انه بالحياه من الأساس.
عامرايه الى بتقوليه ده
كل ثانية يتلقى صفعه اجدد من الأولى... انتهى شغفها به... تبخرت لهفتها وهو يحرقه الشوق.
هم ليجيب عليها بحدة لكن احمر وجهه ڠضبا وهو يستمع لصوت شاب لجوارها يناديهايالا يا ميكا عشان ننزل الميا.
تحدث من بين أسنانه يقول بهدوء مرعب مين ده ومية ايه اللي هتزليها معاه يا هانم
ثم أبعدت الهاتف وقالت بصوت عالي وصل له بالطبعحاضر يا مازن جايه.
عادت تقول طب انا هقفل دلوقتي.. سلام.
حاول التحدث ينذرها الا تفعل لكنها أغلقت الخط وهو فى قمه غضبه.
وضع هاتفه في جيب بذلته وخرج سريعا.
ناهدرايح فين يا عامر.
عامر پغضب وهو يغادررايح اجيب مليكه.
احتدت أعين هدى ونظرت لابنتها التى فهمت على الفور وتصنعت الاهتمام عامر.. خد هقولك.
نظرت لها هدى بغيظ بينما الفت تبتسم باستمتاع شديد.
فى الإسكندرية
دلال يعنى بيغير من مازن.. انا ازاى ماجتش على بالى الحكاية دى ده انا قريتها فى ولا 100 روايه... بس.. احنا نخلى مازن يخطبك عشان نخليه يغير وينطق.
دلال يابت اسمعى ده انا بهديكى احلى هدية والله.
مليكه مالقتيش الا مازن الهبل.
دلالفشرررر.. قطع لسانك ده دكتور اد الدنيا.
اشاحت مليكه بيدها هو بالشهادة.. اهبل وانا وانتى عارفين.
دلالاحمم.. مش اوى يعني ييجى منة والله... استنى بس يا مازن.. مازن.
جاء إليها من بعيد وقال نعم.
دلال بقولك ايه ماتيجى اخطبلك مليكه.
مازن نعم.. مليكه ايه... هو انا طايقها.
نظر ناحية ندى وقال بغزلانا عايز اتجوز البت الحلوه العاقله دى.
تخضب وجه ندى بالخجل بينما مليكه ودلال اعينهم متسعه فرحه وتفاجئ.
بعد مرور أكثر من ساعتين
توقف أمام المبنى السكنى الذى تقطن به خالتها.
ترجل پغضب وصعد سريعا يدق الباب.
مازن حاضر.. حاضر جاى الله.
فتح الباب فوجد عامر أمامه شاب وسيم الى درجة كبيرة فى مقتبل العمر.
عامر انت مين
يريد أن يتأكد ان كان هو ذلك المازن أم لا.
مازن عامر بيه أنت مش عارفنى! انا مازن.
عامراااه.. ماعلش اصل آخر مره شوفتك كنت عيل.
مازن لا مانا كبرت... انت كمان كبرت شويتين.. اتفضل اتفضل.
تقدم وهو ينظر له ولكلامه المبطن بغيظ.
دلف للداخل وهو يبحث بعينيه عنها.
صك اسنانه وهو يجدها تخرج من المطبخ بتلك المنامه القصيره تقول پغضب انت يا بارد انت ازاى تاكل الايس كر.... قطعت حديثها وهى متسعة العين من وجود عامر أمامها ينظر لها بحاجب مرفوع والڠضب يقفز من عينيه قفزا.
مليكه أبيه عامر!!!
عامر اه شوفتى ابيه عامر.. اتفضلى يالا البسى عشان هنرجع القاهرة. يالا بسرعه عشان مستعجل.
اغتاظت كثيرا من نبرة حديثة واوامره.. ذلك التغطرس الذى لم ولن يتخلى عنه.
أظهرت اللين والهدوء على ملامحها وقالتبس انا مش هرجع معاك يا ابيه.. لسه الاجازه ماخلصتش وانا مش عايزه ارجع دلوقتي.
عامر من بين اسنانهمش شايفه انك طولتى هنا اووى.. للصبر حدود يا مليكه.
مليكه والله انا مش عارفة ده يضايقك في ايه.. ايه اللي جد مثلا.
زم شفتيه بغيظ وقالخلصى يا مليكه عايزين نبقى في البيت قبل الليل.
مليكه انا لسه عايزه اقعد... قولتلك انه خلاص انا مش هعمل غير الى عايزاه وبيريحنى وبس.
جائت دلال على صوتهم وقالت ايه ده فى ايه... عامر! اهلا وسهلا نورتنا.. اتفضل واقف كده ليه.. مش كنت تنادينى يا مازن.
مازنهو ساب لحد فرصة يا امى.
دلال طب اتفضل يا عامر بيه اتفضل.
كان مازال نظره مسلط پغضب على تلك التى تتحداه... تربت على يده واول ما كبرت كبرت عليه هو.
دلالعامر بيه.. عامر بيه اتفضل اقعد.
انتبه إليها وقال ها... لا مافيش وقت لازم نرجع دلوقتي.. مش عايز اسوق بالليل.
مليكه ايوة انا قولت انى مش هرجع دلوقتي.
هم ليجيب عليها پحده فتدخلت دلال تقول استهدوا بالله يا جماعة.. ايه يا عامر بيه ده انت بقالك مده ماجتش اسكندرية... هتيجى صد رد كده طب ده اسمه كلام بالذمه! انت تقعد وتاخدلك اجازة يومين هنا... تريح أعصابك وتتفسح.... كمان عشان خاطر ندى.. البنت جايه ضيفه مع مليكه ولا انت ناسى
هدء قليلا أمام حديثها اللين وجلس قائلا ايوة بس... قاطعته وقالت بخبثولا بس ولا حاجة... بالمرة تشوفلى حل انا تعبت.. كذا عريس متقدم لميكا وانا مش عارفة اتصرف.
نظر لها بتفاجؤ يؤددعريس.
دلال عريس ايه... انا قولت عرسان.. عرسان ياعامر بيه وانا... انا خلاااص مابقتش عارفة اتحكم في الموضوع.. الموضوع خرج من ايدى.
عامراممم.. وشافوها فين.
دلال معايا.. بصراحة بفكر اوافق على واحد فيهم ده كل... قاطعها بصرامه توافقى وترفضى ازاى يا مدام... مليكه مسؤليتى مش مسؤلية اى حد تانى وانا بس الى احدد امتى الوقت المناسب للجواز.
نظرت له مطولا ثم تحدثت بهدوء وقالت انت مصدق الى بتقولو... هو انت عشان بتديها الى يكفيها من المصاريف يبقى انت كده مربيها... طب انت عمرك خرجتها.. فسحتها..عمر كان في اهتمام خاص منك ليها حتى لو على سبيل الأبوة او الاخوه... ماحصلش.
عامر غريبه.
دلال ايه الى غريب.
عامر لا بس اصلها قريب قالتلى كلام شبه ده.
دلال لأن للأسف دى الحقيقة.. فى ناس بتفضل طول حياتها كده فاكره انها عامله الى عليها وزيادة بس هى يادوب بتقدم للى قدامها ابسط حقوقه... يعنى انت مثلا يادوب بتديها الى يكفيها من مصاريفها وزياده بس هى اصلا الوريثه الوحيدة لابوها طبعا مع ولاد عمها لأن مش عندها اخ بس بردو نصيبها كبير... هى عايشه في بيتك الى هو بالأساس بيت عيله الخطيب كلها يعنى ليها ورث فيه.. انت مش مقدم لها اى حاجة اسبيشال... بلاش تعيش فاكر انك عامل لها كتير يديلك الحق ان يبقى ليك كتير عندها ومليكه بنت زكيه ولماحه وعارفه انك مالكش اى فضل عليها... فامتنتظرش منها اى مكانه خاصه او انها تديك حقوق مش ليك