رواية أخذني بذنب أبي لكاتبتها هدير مصطفى
قائلآ ...
محمود خلاص يا امي ... قولتلك حسناء اختي وهتفضل طول عمرها اختي
خرجت آمنه من غرفته وعلامات الڠضب تبدو عليها بشده وتوجهت الي غرفتها لتترك محمود في غرفته الخاصه ليتسطح علي فراشه متنهدآ بقوه مستعيدآ الذكريات التي جمعت بينه هو وحسناء ومحمد شقيقه الصغير ... دائمآ ما كانوا معآ ثلاثتهم منذ الصغر ... اجتماعهم هذا كان كفيلآ ان يجعل قلبه ينبض لها حبآ .... فقد كان منذ الصغر وهو يحبها ولكن شائت الاقدار ان يحرم منها ...عاد بذاكرته الي ذلك اليوم الذي دلف اليه شقيقه محمد الذي كان يصغره بعامين .... كان محمد سعيدآ للغايه لينظر الي محمود قائلآ ...
محمود مبروك يا حبيبي بس علي ايه
محمد اخيرآ حسناء وافقت تتجوزني
صدم محمود مما يسمع وقال پصدمه ...
محمود حسناء مين...
محمد حسناء بنت خالتنا ... تصور بقالها 3 سنين مدوخاني ورافضه اننا نتخطب الا لما تخلص جامعتها ... بس الحمد لله وافقت اننا نتخطب دلوقتي ونتجوز بعد ما تخلص .... ياااااه ... هستحمل سنه كمان قبل الجواز
محمد جرا ايه يا حوده ... انت مش فرحانلي ولا ايه
استوعب محمود الامر ونظر اليه وهو يحاول ارتسام الضحكه علي شفتاه رغمآ عنه قائلآ ...
محمود ازاي بقي يا حماده ... طبعآ فرحانلك ... الف مبروك يا حبيبي ربنا يتمملك علي خير
محمود ماعدش ينفع يا امي خلاص
مر ذلك اليوم بسلام ... وبعد اليوم مرت ايام عديده ... كانت هدير تنتظر حتي يخرج شهاب من المنزل ثم تذهب الي والدته هند لتجلس معها كي تحصل علي بعض الونس ... وبالفعل اصبح جلوسهن معآ شئ اساسي في يومهم ... كل يوم تقوم هدير بأطعام هند .. كانت تعطيها ادويتها بشكل منتظم ... وتمشط لها شعرها ... وتروي لها الحكايات ... كانت تعاملها كطفلتها الصغيره ... ليس مجرد امرأه اوشكت علي الوصول للعقد السادس من عمرها .... وكانت هند تتجاوب معها الي حد كبير لدرجة ان شهاب كان يستعجب كثيرآ لتحسن والدته ... وبالمقابل بدأت هدير هي الاخري تستريح الي ذلك المكان وتطمئن له ولمن به بالرغم من كم التساؤلات الهائل الذي يدور ببالها ..ولكنها تجاهلت شهاب تمامآ بل اصبحت لا تهابه ابدآ فقد ادركت تمام الادراك انه لن ينفذ تهديداته ابدآ ويحدث ان ذات يوم يدلف اليها فيجدها و قد افترشت السجاده التي سبق وطلبتها منه علي الارض وتؤدي صلاتها في خشوع تام فوقف ينظر لها متأملآ ذلك الخشوع والايمان والتقوي الذي يحاول بشتي الطرق الا يصدقهم فكيف لمچرم مثل ذلك ال محسن ان ينجب فتاه مثل هدير التي هي مثال للفتاه المؤمنه فتسائل في نفسه ... لما لا يصدقها ... ولما لا تكون فعلآ هي علي عكس والدها ... لقد حدث كثيرآ ان ينجب الفاسد عالمآ والعكس ايضآ يحدث .... لم ينتبه شهاب لنفسه سوي وهدير تحدثه قائله ....
دلف الي الغرفه واضعآ تلك الحقيبه التي بيده قائلآ ....
شهاب عايز حقي
هدير هو اللي ليه حق عند حد يخطفه .... يسجنه جوا قصر مهجور بين 4 حيطان .... يجيبله اكل زي المساجين ... لا وبيجيبله هدوم وعلاج وكل طلباته مجابه كده
نظر لها من اخمد رأسها الي اسفل قدماها ليشرع في التقرب منها بغرض ان يبث الي قلبها الريبه والخۏف فأبتسمت له بسخريه قائله ...
شهاب طيب مادام كده بقي ... أحنا ممكن نتنقل للمرحله التانيه من اللعبه
هزت رأسها بالنفي قائله ...
هدير لا يا شهاب ... انا عمري ما كنت هدفك من اللعبه دي
بدأت علامات التعجب بالظهور علي وجه شهاب لتتابع حديثها قائله ....
شهاب مش يمكن بخليكي تحسي بالامان ليا عشان وجعك مني يبقي اكبر
هدير ممكن ... وليه لأ ... بس ممكن برده تكون نظريتي انا اللي صحيحه
شهاب جبتي الثقه دي كلها منين
هدير من الانسان اللي جواك
شهاب سبق وقولتلك اني بني آدم مع كل الناس الا انتي
فنظرت له بتحدي كبير قائله ...
هدير مين اللي انت عاوز توجعه بيا يا شهاب ...
كان نظرات هدير تنظر له بتحدي وقوه ايقن بسببهما انها لن ولا تخشاه بل ايقن ايضآ انها عزمت علي معرفة الحقيقه ... فنظر لها قائلآ پغضب...
شهاب يهمك اوي انك تعرفي ..
هدير معرفتي للحقيقه هتريح قلبي وتطفي الڼار اللي فيه
شهاب واهي الڼار اللي في قلبك دي جزء من اڼتقامي
عزم ان يخرج ويتركها ولكنها استوقفته قائله ..
هدير طب ما تقوليش انا هنا ليه .... بس عرفني الست اللي تحت دي هنا ليه
كانت هذه الجمله ان تثير غضبه وتساؤلاته فكيف عرفت بوجود امرأة اخري معها بالمنزل .... كانت تساؤلاته كثيره ولكن غضبه كان اكثر فزادته هدير بكلماتها قائله ...
هدير وازاي سايبها كده ... دي مريضه ومحتاجه رعايه ...تكونشي حابسها هنا وبتنتقم منها هي كمان ولا انت اللي وصلتها لحالة الجنون دي
هذه الكلمات جعلته يصب بغضبه عليها صارخآ ...
شهاب عايزه تعرفي دي مين .... وايه اللي جابها هنا ... تعالي معايا وانا اعرفك
ثم امسك بيدها وجذبها اليه خارجآ من الغرفه ثم هبط بها الي الطابق السفلي وصولآ الي غرفة هند التي كانت تغط في نوم عميق بهدوء وسلام ... ثم ترك يد هدير امام والدته وقال بصوت هادئ نسبيآ كي لا يقلق نومة والدته الهنيئه ...
شهاب الست دي اسمها هند عبدالعزيز الاسيوطي ... ابوها كان عمدة بلدها ... راجل كبير وكلمته مسموعه .... هربت يوم فرحها عشان تتجوز شاب اسمه احمد مهران ... الراجل البسيط اللي مكنش يمتلك حاجه غير شهادته وشوية حب في قلبه ليها .... هربوا واتجوزا وخلفوا ولد .... عاشوا في سعاده وحب لمدة 10 سنين ... واحده واحده احمد اغتني ... وبقي ليه شأن كبير في البلد ... لحد ما ظهر في حياتهم واحد خسيس كان زميل احمد في جامعته وكان جار هند في نفس الوقت ... وهمهم انه صديق وصاحب ... وخدعهم ... استولي علي كل اموالهم ... سجن احمد واعټدي علي شرفه ... اڠتصب هند وابنها واقف ... طفل صغير عاجز ومش عارف يتصرف او يعمل ايه ....
كان شهاب يتحدث والالم يعتصر قلبه ... صمت لبضعة لحظات ليلتقط انفاسه فلم يكن الامر مجرد كلماته يرويها ولكن كان ذلك المشهد الاليم يتكرر امام نظره فأنجرفت دموع عيناه لټحرق قلبه ففنظر له
ليجدها غارقه في دموعها هي الاخري