رواية أخذني بذنب أبي لكاتبتها هدير مصطفى
غرفة والدته كي يقدم لها الطعام كعادته ولكنه وجدها تغط في نوم عميق علي غير عادتها .... فكر ان يوقظها ولكنه وجد علي وجهه علامات راحه وسکينه فعاود التفكير قائلآ ...
شهاب مفيش مشكله اني اسيبها تنام مدام مرتاحه ...
ثم خرج من الغرفه وحمل الحقيبه الاخري وتوجه الي الطابق العلوي متجهآ الي غرفتها فوجدها تجلس علي الفراش فدلف اليها قائلآ ...
هدير شكرآ
ثم اخرج من جيب جاكيته علبه دواء قائلآ ...
شهاب و دي علبة الدوا بتاعتك
تعجبت هدير كثيرآ من هذا الامر و ...
هدير ايه ده معقول .... وانت عرفت منين انها خلصت
شهاب امبارح لما جبتلك الاكل خدت بالي انك فتحتي العلبه عشان تاخدي الدوا ولقتيها فاضيه فخدت الروجتا من شنطتك وجبتهولك
هدير شكرآ ليك علي اهتمامك
فكرت لثواني معدوده من الوقت في كيف تسدد له الضربات التي يمنحها لها يوميآ عن طريق كلماته الجارحه تلك ...
هدير عادي .... دا حتي العيشه هنا جميله خالص ومريحه جدآ ... حد يطول انه يعيش كده وكل طلباته مجابه
نجحت هدير في ان تثير غضبه فزفر في ضيق ثم ترك لها الغرفه وخرج بعد ان اغلق الباب نلفه توجه الي غرفة مكتبه ليقضي فيها ليلته كالمعتاد ......هنا وفي منزل أخر وفي احدي غرفه حيث كانت تجلس فتاه في غاية الجمال عشرينية العمر تدعي حسناء .... كانت ترتدي الاسود والحزن بملأ كل تفاصيل وجهها .... تتأمل صورة لها معلقه علي الحائط ... كانت حسناء بردائها الأبيض وبين احضان زوجها ..... تأملت وجهه ثم غرست وجهها بين كفيها لتبكي بحرقه لتدلف اليها امرأه خمسينيه العمر تدعي آمنه فجلست بجانبها و ....
حسناء انساه ازاي يا ماما آمنه ... محمد مكنش جوزي وبس ... محمد كان حياتي كلها
آمنه كان يا بنتي ... محمد ابني خلاص ماټ الله يرحمه ... وانتي مش مرات ابني بس يا حسناء ... يعلم الله انك احسن من بنتي عندي .... عشان كده انا جايه اتكلم معاكي
ترددت آمنه كثيرآ قبل ان تتكلم ولكنها استجمعت قواها لتقول ...
آمنه انا .... عايزاكي تتجوزي يابنتي
صدمت حسناء من هذا الطلب الغير متوقع تمامآ ففزعت قائله ...
حسناء اتجوز .... طب ومحمد
آمنه محمد ماټ خلاص
هبت حسناء واقفه وهي تصرخ قائله ...
حسناء محمد مامتش ... ايوه مامتش ولسه عايش ... عايش جوايا .... محمد جزء مني
آمنه محمد ماټ يا حسنا ... فوقي بقي ... هتفضلي لحد امتي عايشه في الوهم ده ... لحد ما تفوقي تلاقي نفسك عندك 50 سنه ... ولا عندكيش عيل ولا تيل ... ومفيش حد يقف جمبك يسند ضهرك
جلست حسناء علي الاريكه والحزن والانكسار يبدوان عليها بشده فتمتمت قائله ...
حسناء ماقدرش ... ماقدرش اعيش مع حد غير محمد ... مش هستحمل قربي منه ...ولا انه يلمسني ...اظلم انسان مالوش ذنب معايا ليه
وقع هذا الاسم علي اذان حسناء كصدمه اكبر من صدمة طلب الزواج فقالت متسائله ...
حسناء محمود ... محمود مين
آمنه محمود ابني يا حسنا نسيتيه ولا ايه
حسناء انتي عوزاني اوافق اني اتجوز محمود ... ابنك واخو جوزي .... مستحيل ... محمود ده اخويا
آمنه لا محمود مش اخوكي ومحمد ما بقاش جوزك خلاص ... حياتك من سنتين حاجه وحياتك دلوقتي حاجه تانيه خالص .... ولازم توافقي علي الجوازه دي ...
حسناء اوافق ڠصب عني
تنهدت آمنه بنفاذ صبر ثم جلست علي الاريكه واجلست حسناء بجانبها قائله ...
آمنه بصي يابنتي ... انا وانتي ومحمود خلاص مابقيلناش حد غير بعد ... انتي امك الله يرحمها ماټت وسابتك امانه في رقبتي ...وكنت مطمنه عليكي طول ما محمد معاكي ... بس محمد اټوفي ... راح للاحسن مني ومنك ... وانا يابنتي خلاص ... ومش هعيسلك طول العمر ... وعاوزه اطمن عليكي قبل ما اموت
حسناء بعد الشړ عليكي يا ماما .... بس صدقيني ماينفعش ... سيبك مني انا ... محمود شاب واكيد فيه حد في حياته وبيحب ... وحتي لو مش بيحب ... ليه تظلميه وتبليه بواحده زيي ... ارمله
آمنه تفي من بوقك يا بنتي ... بلوة ايه كفالنا الشړ .... انتي شابه وجميله والف مين يتمناكي
سمعا صوت بالخارج فأدركا ان محمود قد عاد من عمله فهمست حسناء قائله ...
حسناء انسي الكلام ده يا ماما ... انسيه وماتجبيش سيرته تاني حتي لو مع نفسك
زفر آمنه في ضيق من الامر و خرجت من غرفة حسناء لتستقبل ابنها محمود و ...
محمود مساء الخير يا امي
آمنه يسعد مساك يابني .... تعالا عشان عوزاك في موضوع مهم
محمود خير يا امي فيه ايه
آمنه تعالا بس ندخل اوضتك وانت هتعرف
__________
الفصل الثالث والرابع
خضع محمود الي امر والدته وذهب معها الي غرفته الخاصه وجلسا معآ و ....
محمود خير يا حاجه فيه ايه
آمينه انت مش ناوي تتجوز يا محمود
محمود ايه اللي فتح الموضوع ده فجأه كده
آمنه يابني انت قربت تقفل ال سنه
محمود هو انا بنت يا امي ... انا راجل ومايعبنيش سني يعني
آمنه انا عارفه يا حبيبي ... بس اللي انت وصلتله ده صعب اوي
محمود جري ايه يا حاجه ... هو انا وصلت لايه بالظبط ... ما انا شاب زي الفل اهو وبشتغل ومجتهد كمان ... وبزنس مان يعجب اوي كمان
آمنه ما هي دي المصېبه .... انك من يوم ما اتعرفت علي اللي اسمه شهاب الدين ده وانت كل حياتك شغل في شغل وبس ... انت نسيت حتي ان لبدنك عليك حق
محمودانتي اكتر واحده متأكده من ان معرفتي بشهاب واتحادي معاه هما سبب النجاح اللي احنا وصلناله ده ... احنا اتعرفنا علي بعض واحنا صغيرين في اول الطريق ... كل واحد فينا مكنش كمل 20 سنه .... هو كان صنيعي وانا طالب مش لاقي اصرف علي دراستي ... اشتغلنا سوا صنيعيه وواحده واحده بقينا حاجه في البلد ....لولا توحدي مع شهاب ده مكنتش وصلت للي انا فيه ده
آمنه عارفه يابني .... بس كفايه لحد كده ... وانتبه لنفسك بقي
تنهد محمود بنفاذ صبر قائلآ ....
محمود بتخططي لايه يا حاجه اعترفي
ترددت آمنه قليلآ لتقول ....
آمنه عايزاك انت وحسناء تتجوزوا
لم يستوعب محمود ما قالته والدته قبل ثواني فأردف قائلآ ....
محمود حسناء مين لامؤاخذه
آمنه حسناء بنت خالتك
محمود قصدك مرات اخويا
آمنه كانت مرات اخوك دلوقتي هي ارملته
محمود دا انتي بتتكلمي جد بقي ومش بتهزري
آمنه وهو انا عيله عشان اهزر معاك في موضوع مهم زي ده
محمود لأ يا أمي ... غلط ... وماينفعش ... ازاي اتقرب منها بصفتي جوزها وهي بالنسبه ليا مش اكتر من اخت ... طول عمرها وهي اختي
آمنه بس
يا ابني ...
قاطعها محمود بحزم