لمن القرار
اشوف عملالهم ايه
اقتربت منه پخوف تمد له صنية الطعام.. دققها بتقيم وقد ازداد احتقان ملامحه
ايه كل ده
ونظر نحو فطوره ساخطا
بقى كل ده بفلوسي... وتعمليلي انا طبق فول وجبنه
ابوس ايدك ياحسن متاخدش من الصنيه حاجه.. ديه ماما إحسان خيرها علينا كتير
اجتذب من يدها الصنية يضعها أمامه يلتهم مابها.. أنهى طعامه للمرة الثانيه وقد فرغت الأطباق يدبدب فوق معدته
قال نديهم من اكلنا وإكرام الضيف... امشي علي شغلك عشان لو جاتلي شكوه من البيه انتي عارفه
ارتجفت اوصالها وهي تجده يقترب منها يدقق النظر في تفاصيلها.. بلوزتها كانت ضيقة بعض الشئ تبرز من تفاصيل جسدها الصغير الذي لم تعد تلاحظ تحوله ولكن هو كان يلاحظ هذا
حاوطها بذراعيه وقد جحظت عيناها ذعرا يدقق النظر في موضع ما
اتدورتي واحلويتي يافتون
ابتلعت لعابها وتنفست الصعداء عندما حررها اخيرا وانصرف .. هندمت ملابسها مجددا تحكم وضع حجابها واسرعت في إخراج الأطباق الأخرى التي خبأتها منه
رتبت الصنيه ووضعتها جانبا متجها نحو الاريكة تنظر إلى اسفلها تخرج منها الكتاب الذي خبأته وقد سمح لها السيد سليم بأستعارته
خرجت من الشقة تطرق باب السيدة إحسان بسعاده.. تراجعت للخلف فور ان انفتح الباب وتعلقت عيناها ب عصام الذي رمقها بنظرة مستاءة جعلتها تبتلع ريقها
دلفت للشقه خلفه بعدما سمح لها بالدلوف تهتف بأسم السيدة إحسان التي خرجت من غرفتها وقد نئت فيها حالها منذ ذلك القرار الصاعق الذي صدمها به عصام امس
عملتلك احلى فطار ياماما انتي والأستاذ عصام
تعلقت عيني السيدة إحسان بالصنية التي تحملها وبولدها تنظر اليه بنظرة يعلم تماما تفسيرها ولكن سرعان ما اشاح عيناه عنها
تسلم ايدك يابنتي.. ليه تعبتي نفسك بس.. عصام كان نازل يجبلنا فطار
تعبك راحه ياماما
واسرعت في رص الأطباق تخبرها انها صنعت كل ما يحبه السيد عصام وتحبه هي.. تأملت السيدة إحسان المائدة التي أصبحت عامرة واقتربت منها تضمه اليها بقوه
والله يابنتي مش عارفه من غيرك كنت هعمل ايه
ضجر عصام مما يحدث أمامه وأسلوب الضغط الذي تمارسه والدته عليه
مش هنفطر بقى ولا هنقضيها كلام
ابتعدت بتوتر عن أحضان السيدة إحسان منسحبه نحو المطبخ بخجل
هروح اعملكم الشاي
جلست السيدة إحسان فوق مقعدها كما جلس هو الآخر ولكن سرعان مانهض متحججا ينظر للمائده
مافيش ميه .. هروح اجيب ازازه ميه
شهقت فتون عندما وجدته خلفها يضع حزمة من النقود أمامها.. دارت بعينيها بينه وبين المال تتسأل
ايه ده يااستاذ عصام
ارتفع حاجبه مقتا من ذلك الدور الذي ترسمه علي والدته وعليه هو الأخر
تمن خدمتك ولا انتي متعوده تشتغلي ببلاش
قټلتها كلمته تنظر اليه مرفرفة بأهدابها لعلها تطرد دموعها العالقه واردفت تخفي غصتها
انا مبعملش ده عشان الفلوس.. انا بعمل كده عشان بحب ماما إحسان
حدق بها مستهزء فعن اي حب تتحدث عنه والله اعلم ما تخفيه خلف نواياها.. التقط كأس الماء مغادرا تنظر في أثره بأعين دامعه لقد صفعها للتو بتلك الحقيقه التي تناستها انها مجرد خادمه ولم تعد تلك الفتاه التي كانت تملئ ارجاء بيتهم البسيط بأحلامها
................
تأملها وهي تضع الأطباق أمامه ولأول مره لم تكن تنظر اليه بتلك النظره التي اعتادها منها ولم تتلكع في مهمتها كما كانت تنتظر منه أي حديث.. طالع طيفها وهي تعود بأدراجها نحو المطبخ شاردة منكسرة في تلك النظره التي رأتها في عيني السيد عصام
مسحت فوق وجهها المرهق تحاول ان تتناسي حديثه اتكأت بذقنها على كفيها تزفر انفاسها تحادث حالها
ما انتي خدامه فعلا يافتون.. هو مكدبش مالك بقى
فتون
انتفضت مفزوعه من فوق مقعدها فأقترب منها ينظر إليها
بقالي مده بنادي عليكي
اطرقت عيناها تهتف متعلله
اسفه ياسليم بيه مسمعتش حضرتك
دقق النظر فيها متفحصا ملامحها
عازم ضيف علي العشا النهارده.. لو هتفضلي بالشكل ده قوليلي اعزمه في اي مطعم
لا لا انا هعمل كل حاجه انت قولي بس اعمل ايه
بسيطه هي في حديثها ولذيذه كل يوم أصبح يكتشف شيئا جديدا في خادمته الصغيره
هخلي حسن يشوفك عايزه ايه ويجبهولك.. اتمنى الأكل يطلع حلو
وارتكز بعينيه عليها ولكن سرعان ما نفض رأسه
صحيح الأومليت طالع مالح النهارده
واردف وهو ينظر لملامحها التي تغيرت علي الفور
والقهوه من غير وش
تعالت شهقتها مصدومه مما صنعته
اعملك فطار تاني.. اه هعملك بسرعه
واسرعت متلهفة تخرج الأغراض من أماكنها وتشعل الموقد
استمتع في رؤيتها هكذا.. لقد عادت خادمته الصغيره لنشاطها
اقترب منها يغلق الموقد ويأخذ منها حبات البيض
خلاص يافتون.. بس بعد كده خدي بالك
انصرف من أمامها بعدما وضع حبات البيض جانبا... زفرت انفاسها براحه تفتح عيناها على وسعهما لا تصدق انه كان معها هنا في المطبخ لدقائق يحادثها ببساطه وكأنها ليست خادمه لديه
رفرف قلبها وبعدما كان يؤلمها من نظرة أحدهما لها... جاء بطلها يمسح من عليه ذلك الۏجع.. هو يتلذذ ببساطتها التي تعيده لسنوات مضت وهي ټغرق في حاضر ومستقبل ليس لها
وفي النهايه كلاهما كان يحصل على متعته
.............
القى هاتفه بعدما ضاق ذرعا من سماع تلك الرساله للمره التي لا يحصاها الهاتف مغلق
تاني ياملك.. تاني اعمل فيكي ايه
وعاد يلتقطه مجددا يبعث لها برساله حتى يعلمها برحله سفره التي أتت فجأة وعندما سيعود سيعلن عن ارتباطهم دون ممطاله ولكن شئ في خاطره جعله يريد معاقبتها كما تعاقبه هي بتجاهلها وإغلاقها للهاتف دوما
قبض فوق الهاتف بقوه حائرا بين الأمرين الي ان قرر يعود لجمع ثيابه في حقيبة سفره فلم يعد متبقي على رحلته إلا ثلاث
ساعات وباقية الفريق الطبي ينتظره
اغلق حقيبته متجها نحو غرفة شقيقته سيترك لها رسالته معها
طرق على باب غرفتها لتنصدم من تلك الحقيبه التي يحملها
انت مسافر يارسلان
دلف للغرفه بعدما انزاحت جانبا
مياده اسمعيني كويس... انا احتمال اغيب شهر ويمكن اقل في أفغانستان معرفش مهمتي هتخلص امتى.. بس عايزك توصلي رساله لملك اني خلاص قررت زي ما وعدتها
دلوف والدتهم اوقف حديثهم لتقترب منه كاميليا تنظر نحو حقيبته
يعني اعرف من الخدامه انك مسافر يارسلان
اشاح عيناه بعيدا عنها فبعد الحديث الذي دار بينهم ليله امس لم يعد يعرف أين هي والدته التى دوما كانت الأقرب شعورا به
السفر جيه فجأه
ضمته بحب تمسد ظهره فأنحني يضمها اليه
فكري تاني ياماما... فكري عشان سعادتي
التقط حقيبته التي وضعها أرضا وتعلقت عيناه بعيني شقيقته يؤكد عليها بنظراته بما أخبرها به... رحلا تحت عيني كاميليا الباكيه فأقتربت منها مياده ټحتضنها وتمازحها
مش معقول ياماما بټعيطي.. ما انتي متعوده على كده من زمان وعارفه ان طبيعه شغله كده
ولكن كاميليا لم تكن تبكي إلا لخذلانها له..مسحت دموعها تعود لثباتها ترمق ابنتها بنظرات فاحصه
ايه الرساله