لمن القرار
يارسلان.. ماما حطتني في إختيار صعب
لم يتحمل سماع المزيد منها وقد نالت ما كان يكظم غيظه عنها من ڠضب
أتحطيتي في أختيار صعب مش كدة.. أومال فين ميادة الشجاعة وكلام القلب وملك بتحبك يا رسلان.. ملك مش هتلاقي أنضف ولا أجمل منها.. ملك ملك ملك لحد ما حبيت ملك ومبقتش شايف غيرها وفي النهاية بتجبيلها عريس.. لا الصراحة أبهرتيني أنت وماما
ملك مش بنت خالتنا.. ماما..
وقبل أن تردف بباقية حديثها وتخبره عما سيحدث إذا علمت ملك الحقيقة كان ېصرخ بها
عارف أن ملك مش بنت خالتنا.. عارف ومش فارق معايا.. ملك أحنا اللي ربيناها.. كبرت قدام عنينا.. دلوقتي لسا واخدين بالنا أنها مش من دمنا أنها متنسبش عيلتنا العريقة
أطرقت عيناها أرضا تبكي بحړقة
الحقيقة هتكون صعبة عليها لو عرفت أننا مش أهلها.. ملك أضعف من أنها تتحمل ده
وهتكون قوية لما تعيش طول عمرها شايفه مها هي مراتي.. ردي عليا.. بتختاريلها ليه اللي أنت شايفه مناسب.. وهي فين من كل ده من حقها تعرف الحقيقة
الحقيقة صعبة يا رسلان.. صعبة فوق ما تتخيل...أنا مقدرتش أتخيل نفسي جوه الحقيقة البشعة.. أزاي ممكن الأنسان يصحى في يوم يلاقي أهله اللي فاكرهم أهله مش هما أهله وأنه ملهوش أهل.. مجرد طفلة أترمت في الشارع
ولكنه لم يكن يسمعها.. كان يفكر في خطوته القادمة. فدوما هو محارب قوي لما يريده
عقله كان يهتف بالإصرار للحصول عليها ولكن قلبه ينتظر أن تصبح له وسيعاقبها علي ضعفها ولكن صبرا
لو بتحبي ملك.. أعملي كل اللي هقولهولك دلوقتي.. فاهمة يا ميادة
أستمعت لما يخبرها به بإنصات وها هي بداية الخطة قد بدأت فور دخول والدتهم الغرفة غير مصدقة عودته
جيت أمتي يا حبيبي.. حمدلله على سلامتك
أحتضنته بحنان وقوة ولكن لأول مرة لا تشعر بدفئ ذراعي ولدها الحبيب.. أبتعدت عنه تنظر لملامح وجهه المرهقة
شكلك مرهق وتعبان أوي.. أدخل خد حمامك لحد ما أبلغهم يحضروا الأكل .. تعالي يا ميادة سيبي أخوك يرتاح شوية
أنسحبت من الغرفة وخلفها ميادة التي تعلقت عيناها بعينيه وكأنه يخبرها أنها فرصتها الأخيرة حتى تثبت له صلاح نيتها
دفعتها كاميليا داخل غرفتها تسألها بتوجس بعدما أستشعرت بوجود خطب ما
رسلان جيه فجأة ليه.. أنت بلغتي أخوك بحاجة
ودارت حول نفسها تخشي أن يعرف ما خططت له وسعت في تنفيذه ولكن الأمر قد فشل
أخوك في حاجة متغيرة.. تفتكري ملك عرفت توصله وحكتله
طالعتها ميادة كيف تدور حول نفسها تخشي غضبه فلما من البداية فعلت هذا بهم
ملك مكلمتش رسلان في حاجة.. أنا لما وصل قولتله كل حاجة حصلت
أتسعت عينين كاميليا خشية تنظر لأبنتها وقد تسارعت أنفاسها
قولتله أن ملك باعته وقابلت العريس وبتفكر تقبل بي ولا لاء.. مش ده اللي كنت عايزاه يعرفه أول ما يوصل يا ماما
أطلقت كاميليا سراح أنفاسها أخيرا تحتضن كفوف أبنتها
كده أنت بتحبي أخوك ياميادة
وعندما رأت نظرات اللوم في عينيها وخزها ضميرها
وبتحبي ملك كمان.. لأن لو الحقيقة ظهرت ملك هتفقد أهم جزء في حياتها
عايزه أفرحك كمان.. رسلان بدء يحس أنه مش بيحب ملك وأن أختياره كان غلط
والسعادة عادت تدب بطبولها في قلب كاميليا فهذا ما كانت تنتظره
بجد يا ميادة هو قالك كده
حركت رأسها تنظر لملامح والدتها السعيدة بما سمعته
مش ده اللي كان نفسك فيه يا ماما.. اه أتحقق.. ومين عالم يمكن يكتشف أنه بيحب مها.. ما أنت عارفه رسلان محدش بيعرف هو ممكن يقرر أيه
يااا يا ميادة كأنه هم وأنزاح من علي قلبي
غادرت كاميليا الغرفة غير مصدقة ما سمعته للتو من أبنتها... أرادت أن تخبر ناهد ولكن في اللحظة الأخيرة تراجعت تنتظر البشارة حتى تفرحها
الفصل السابع عشر
_ بقلم سهام صادق
دارت عيناه بينها وبين أطباق الفطور التي وضعتها أمامه.. حدق بما تفعله متعجبا والإجابة قد أتته فلاشت تعجبه.. خادمته الصغيرة تخبره أنه يحتاج لذلك الفطور حتى يستعيد كامل صحته.. كأس من العصير الطازج وضعته أمامه فرمقها وهو ينظر نحوه
أيه ده يافتون
طالعته ببراءة لم تخفي عن عينيه التي باتت تسبر أغوار نفسها
عصير يا بيه
ما أنا عارف إنه عصير يا فتون.. بس أنا من أمتي بشرب عصير على الفطار
اطرقت عيناها خوفا.. فمدت يدها تلتقط الكأس من أمامه ولكنه كان أسرع منها في إلتقاطه.. توقفت عيناها نحو يدها التي أصبحت فوق يده..فانتفضت مبتعدة تنظر إليه بتوتر
أنا أسفة يا بيه
عيناه ظلت محدقة بالكأس يتسأل داخله لما ارتجف قلبه بتلك الرجفة.. لما تحركت تلك الرغبة التي يعرف تماما متى تتحرك فتحركه
اعملك قهوتك بدالها يا بيه
وهل هو يسمعها الآن.. هو لم يعد يسمع إلا ذلك الصوت الذي يخاطبه أن ينال تلك التفاحة التي يتوق في تذوقها
وصوت آخر ضعيف يهتف به
أفيق يا سليم... أفيق قبل أن تصبح مثله
انتفض كالملسوع من
علي مقعده ينظر إليها.. فتجمدت في مكانها تنظر إلى خطواته المغادرة في عجالة تهتف به
يا بيه مش هتفطر
هرب من نفسه ومن شيطانه..وها هو في الصالة الرياضية
يركض وتفاصيل خادمته الصغيرة ټقتحم عقله.. شهية وجميلة رغم الفقر ودنائة سائقه.. شيطانه يغويه وهو خير من يعلم متى يتحكم شيطانه به
ارتكز بكوعيه على ما أمامه يزفر أنفاسه المتهدجة وعينين تقف صاحبتهما علي مقربة منه تتفرس جسده بكل تفاصيله.. لمعت عيناها بوميض الرغبة تتباطأ في خطاها نحوه
سليم النجار
التف إليها وقد قطب ما بين حاجبيه ينتظر أن تكمل حديثها
أنا سمعت أنك محامي شاطر أوي.. ومحتاجة استشارتك في حاجة قانونية
تحرك من أمامها نحو أغراضه يلتقط منشفته يجفف بها وجهه وعنقه.. التهمته بعينيها الزرقاوتين مفتونة به فلم تسمع عنه إلا أنه محامي محنك ولكنها لو كانت تعلم بفتنته تلك لكانت تراجعت
ممكن رقم تليفونك عشان أقدر اتواصل معاك
أرتشف من زجاجة الماء التي التقطها للتو يرطب حلقه دون إهتمام.. شعرت بالحرج بعدما رمقها بتلك النظرة التي فهمتها
أو الكارت بتاعتك
عنوان المؤسسة لو عملتي بحث بسيط في جوجل هتعرفيه يا مدام..
وأنصرف من أمامها فاتسعت عيناها ذهولا لا تصدق إنه بتلك الصفاقة
رمقت خطواته ومازالت واقفة في صډمتها
وقح.. لكن فظيع ويهبل.. مش مهم عجرفتك يا سليم باشا بكره أخليك تتمنى تنول نظرة مني
..........
عيناه عالقة نحو هاتفه الذي أخذ يضيء باسمها لمرات عديدة.. يصارع قلبه بأن يتوقف عن التوق لإجابتها وعقله الذي يحثه على السير نحو ما قرره.. انطفأت إضاءة الهاتف كحال تلك اللهفة التي يحاول إخمادها.. زفر أنفاسه بزفرات متتالية يخرج فيها أنفاسه المثقلة يسأل حاله
يا ترى اللي بتعمله