لمن القرار
بين كفوفه
تعرفي ياسكره انك الوحيده اللي بحس معاها بطهرتي واني لسا الولد الصغير اللي كان بيقف مع جده يتفرج عليه وهو بيروضكم
احنت الفرسه رأسها وكأنها تخبره انها تشعر به وتشاركه ما يجول بفؤاده
ضحك بصخب يداعبها بمشاكسه
زعلانه عليا ياسكره...
هربان ليه ياسيادة المحامي المرموق
التف سليم نحو الصوت الذي يعرف صاحبه فوحده من يعرف طريق هروبه
رسلان
ولا فاكر اني هنسي مكانك اللي بتهرب ليه ديما
اقترب منه رسلان يضرب فوق كتفه مازحا
كنت منتظرك تجي افتتاح المركز ولكن البيه طلع هربان وقاعد مع سكره
طالع سليم سكره التي حشرت رأسها بينهم تخبرهم انها هنا
طب بذمتك المزرعه وجوها موحشكش
تأمل رسلان الجمال الذي يحيطه يزفر أنفاسه مستنشقا رائحة الهواء
احسن قرار اخده السيد عظيم انه بعد عن جو الاعمال وجيه هنا يتمتع بجمال الطبيعه
التقطت عين سليم خطوات جده البطيئة وهو يتقدم منهم متكأ على عصاه الانبوسية بوجه بشوش لا يخصه إلا للقليل
وعلى سيرة السيد عظيم اه جالك بنفسه ياسيدي... استلقي وعدك بقى
...............
مش معقول انت وشهيره الأسيوطي ياسليم... طب ليه مأعلنتوش جوازكم
تنهد سليم وهو يرتشف من فنجان قهوته
ده كان اتفاقنا
حبيتها ياسليم !
مش عارف يارسلان..
وضع فنجان القهوة جانبا ونهض من فوق مقعده يهرب من نظراته المتفرسة في ملامحه وكأنه يسبر أغواره
وكفايه استجواب بقى.. ده انت حتى دكتور مش محقق
مش عارف ولا خاېف تواجه نفسك ياسليم
اقترب منه رسلان يقف أمامه يضع يديه فوق كتفيه
وفيها ايه لما نحب
قولتلك محبتهاش...ولو للحظه حسيت بمشاعر ناحيتها مۏتها قبل ما تبدء
واردف بقسۏة أصبح يتلذذها
الست بالنسبالي متعه مكانها معروف.... لكن الحب كذبه بنضحك بيها على نفسنا
عجيب
انت ياصاحبي.. اللي يشوفك في شغلك يحسدك على دماغك لكن اللي يسمع تفسيرك لمنظور الحياه يحس انك...
وقبل ان يكمل رسلان كلماته تمتم هو
يحس اني عايز دكتور نفساني مش كده
واتبع كلماته بضحكه صاخبه وسېجارة يدسها بين شفتيه يخفي خلفها جموده ڼارا تحرقه ووالديه يفسران له حياتهم انها حياه طبيعيه فلا بأس أن يكونوا متحررين فكريا كل منهم يبحث عن حريته دون قيود
...................
التمعت عيني السيدة إحسان بعدما انهت محادثتها مع أولادها... كانت فتون تجلس على مقربه منها تطالعها بتأثر فقد اشتاقت هي الأخرى لوالديها وأخواتها
كان نفسي اقولهم اني مش محتاجه غير وجودهم حواليا في آخر ايامي
اقتربت منها فتون بلهفة ټحتضنها
بعد الشړ عليكي ياماما إحسان
ابتعدت عنها السيده إحسان وقد اجتذب الكلمه اذنيها
الله على كلمة ماما منك يافتون...
جذبتها لاحضانها تعطيها من حنانها الفائض كأم.. وكانت هي أشد احتياجا لتلك المشاعر التي عوضتها عنها السيده إحسان
الحياه بقى ليها طعم بوجودك يافتون... بتعوضيني عن غربه ولادي
مسحت فتون عيناها التي اغشاها الدمع تنظر اليها
قوليلهم انك محتاجهم جانبك
ذكريات حملها الحنين لتخرج تنهيدة عميقة من صدرها عبرت عن شوقها لهم
حياتهم ومستقبلهم هناك يابنتي.. هيجوا يعملوا ايه جانبي
كفايه حضنك عليهم
اجتذبتها إحسان لحضنها تضمها بشدة تشم فيها رائحة ابنتها
انتي ربنا بعتك ليا يافتون عشان تكوني ملاذ وحدتي
...............
وقف حسن أمامه ينتظر ان ينهي تدقيقه في تلك الأوراق التي وضعها احد المحامين أمامه ثم انصرف
رفع سليم عيناه بعدما أغلق الملف ينظر اليه يحاول ان يتذكر لما استدعاه لمكتبه
حسن شوفلي واحده تسافر المزرعه مع مدام ألفت...هما يومين وهتاخد أجرتها عليهم بس تكون واثق فيها
تنضف يعني يابيه
اماء سليم برأسه لينصرف حسن من أمامه مفكرا اين سيبحث عن تلك الخادمه التي سيقتصر عملها على مدار يومين
عاد الي منزله مساء تستقبله فتون بأبتسامة مسالمة
احضرلك العشا ياحسن
تعمق النظر فيها وفي هيئتها وعقله يدور هنا وهناك يخبره لما لا تكون هي لتلك المهمة التي سيجني منها المال وتعاونهم على نفقات الحياة وهم يومان لا أكثر
اعملي حسابك بعد يومين هتسافري الفيوم
قطبت حاجبيها لا تفهم حديثه فعن اي سفر يتحدث.. فهل سيذهبون لعطلة
هتفت بما جال بخاطرها وظنته ... ف أخيرا سترى أقاربه
هنسافر نزور اهلك ياحسن
امتقع وجهه من ذكاءها اللامحدود يزفر أنفاسه حانقا من سطحيتها متهكما
لا هنسافر نتفسح يافتون
اتسعت ابتسامتها وهي لا تصدق ما سمعته ولكن سرعان ما تلاشت معالم فرحتها
هتسافري تخدمي في مزرعة البيه !
الفصل الثالث
_ بقلم سهام صادق
عبرت السيارة البوابة الضخمة وسارت على الممر الممهد الطويل.. عيناها كانت عالقة مع كلا الجانبين تتأمل المساحه الشاسعه التي يحتلها المكان.. انها في جنة علي الأرض كما شبهتها
توقفت السيارة بهما فألتفت إليها السيدة ألفت مدبرة المنزل التي أتت برفقتها تحذرها للمره التي لا تعلم عددها
عينك ديما في الأرض.. مش عايزه اي غلطه مفهوم
ارتجفت اهدابها بتوتر تومئ برأسها
حاضر
هبطت من السيارة تلسعها برودة الهواء المعنشة لتلف بعينيها تتأمل تفاصيل المكان بدقة رمقتها السيدة ألفت بنظراتها المتربصة لخطواتها فأطرقت عيناها أرضا تتبعها صامتة
................
انقضت الليله الأولى وهاهي تستلقي فوق الفراش علقت عيناها بسقف الغرفه التي تتشارك بها مع السيدة ألفت
جسدها أخذ يأن من الآلم فمنذ وصولهم والسيدة ألفت لا تكف عن امرهم هي والخادمة الأخرى تخبرهم انها تريد ان ترى وجهها في بلاط الارضيات
اغمضت عيناها تسبح بخيالها في عالمها الوردي.. عالم لا ترى فيه إلا انها بطلة حكايه لا تعلم ماهي حكايتها ولكنها حلمت بعالم اخر جديد تعيش فيه وبيت جميل مثل الذي تبيت فيه ليلتها
انتفضت مذعورة ولكن سرعان ما تجاوزت فزعها وهي تلتقط هاتفها القديم الذي كان سبب من خروجها من عالمها الوردي
وكما ظنت كان المتصل ومن غيرها سيكون
ماما إحسان
طمنيني عنك يافتون... مش عارفه انام يابنتي وانا قلقانه عليكي
اعتدلت فتون في رقدتها تلقي بنظرة خاطفة نحو السيدة ألفت الغافية بعمق
انا كويسه متقلقيش عليا .. خلصت شغلي ودلوقتي في الاوضه
وأخذت تسرد لها أحداث يومها رغم البؤس الذي كل يملئه الا انها كانت لا تراه هكذا.. وهل البسطاء يحلمون بأكثر
استمعت إليها السيدة إحسان بقلب مفطور علي تلك الصغيره التي جارت عليها الايام بزوج كهذا الذي لا ينتمي للرجال
وكلما تذكرت والدي فتون كانت دون شعور منها تدعي عليهم.. فمدام الحياه معدمه لما ينجبون كثيرا ويجعلون أطفالهم يحرمون من أبسط حقوقهم
وبقلب ام يؤلمها قلبها على صغيرتها
أكلتي يابنتي
جاء ردها بحمد الله وبرضى
الحمدلله... اكلت كتير اوي.. السيد عظيم راجل كريم
تسألت إحسان بفضول عن هوية ذلك الرجل
مين السيد عظيم ده يابنتي
السيد عظيم جد البيه اللي بيشتغل عنده حسن
وعلى ذكر حسن امتعض وجه السيدة إحسان تسبه داخلها بكل النواقص
اخدتي دواكي ياماما
انبسطت ملامح إحسان