الأحد 17 نوفمبر 2024

لمن القرار

انت في الصفحة 44 من 301 صفحات

موقع أيام نيوز

 

 رايحة فين 

 همشي يا بيه.. أنا بقيت عارفه مصيري خلاص.. اللي زي ملهوش حق يتكلم 

وتلك النظرة التي أعطتها يوما أملا في الحياة عادت تستوطن عينيه.. تذكرت تلك اللحظة التي أنتشلها فيها من الأرض بعدما دفعها حسن

 روحي أغسلي وشك لحد ما أجهز 

ودون أن يعطيها إجابة أخرى كان يتحرك نحو غرفته يدور داخلها يحسم قراره سيطلقها من حسن سيمنحها تلك الحياة التي حلمت بها سيلا يوما. 

.........

تعلقت عيناها بالطريق الذي تجتازه السيارة إنها تتذكر ذلك الطريق كما لو كانت مرت به لمرات عديدة

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.

 إحنا رايحين هناك ليه يابيه

لم يجيب عليه إلا بتلك النظرة التي رمقها بها ثم عاد يسلط عيناه نحو الطريق

 أنا هعمل إيه هناك يا سليم بيه

وأخيرا أجابها بعدما زفر أنفاسه

 هتقعدي مع جدي هناك.. ولا عايزة ترجعي لحسن 

 لا لا يا بيه.. يعني هطلقني من حسن يا بيه 

عاد يرمقها وعقله يدور دون هوادة.. عاد لصمته يكمل قيادته تنظر إليه من حينا لأخر تسأل حالها لما عادت الطمأنينة إليها ثانية لما صورته عادت كما كانت لما تناست كل شىء وعادت تراه منقذها 

.......... 

تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.

نظرت نحو باب غرفتها المغلق..وقد جفت دموعها على خديها.. ناهد تنتظر إجابتها إما تختارها أو تختار سعادتها مع رسلان 

وضعتها أمام أصعب خيارين رسلان قالها لها صراحة قرارها هو النهاية لكل شئ.. عادت دموعها ټغرق خديها لما أسعد اللحظات تحولت لأكثر اللحظات قاتمة على الروح 

زفرت أنفاسها بصعوبة ومازالت عيناها عالقة نحو الباب 

 لتختاري أمك اللي ربيتك أو تختاري حبك.. 

 وجعتي أختك ودمرتيها عشان نفسك 

 رسلان لو مبقاش لأختك يبقى مش هيكون ليك.. 

قاسېة هي والدتها قاسېة لدرجة إنها لم تعد ترى إنها إبنتها ك مها.. ماذا فعلت لتكرهها هكذا

 ليه كده يا ماما..ليه بتعملي فيا كده 

أنفتح باب غرفتها فجأة لتطالع والدها الذي وقف ينظر إليها بأعين حزينة يقترب منها ثم ضمھا إليه 

 أنا موافق يا ملك.. اتجوزي رسلان وأمشي من هنا وسافري

معاه يا بنتي 

ابتعدت عنه تنظر إليه على أمل أن تسمع موافقة والدتها 

 وماما.. ماما موافقه 

 ناهد بكرة قلبها يصفي وتنسى.. متضيعيش سعادتك عشان حد يا بنتي 

 بس ديه ماما.. ازاي 

والحقيقة وقفت على طرفي شفتيه.. ناهد لم تنطقها رغم إنه كان يأمل ذلك وكان يتوقعه ولكنها ظلت صامتة 

يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.

 ناهد ... 

ناهد التي وقفت تتنصت على حديثهم بعدما شعرت به ينهض من جوارها يغادر غرفتهما بهدوء حتى لا تستيقظ.. تعلقت عيناها بالفراغ تحدق في اللاشيء وصوت تلك الصديقة يتردد داخل أذنيها 

 ده مبقاش شايف مراته ولا عياله.. بيقولوا إنها سحرته.. 

وصدى الكلمة يتردد داخلها

الفصل الواحد والعشرون

_ بقلم سهام صادق

لم يخبرها عبدالله بالحقيقة كما كانت تنتظر.. الشك كان يراودها منذ أن بدأت تبتعد بمشاعرها عن ملك ولكن عبدالله حبه الأبوي لم يتغير يوما نحوها.. نظرات عينيه إليها تلك السعادة التي رأتها على وجهه عندما طلب رسلان يدها.. تأنيبه الدائم لها وكيف أصبحت أنانية لا ترى إلا مها.. مها أبنتها وأبنته أما تلك الدخيلة فهي أكرمتها لسنوات طويل

 في سر لازم أعرفه يا عبدالله.. ولحد ما كل الأسرار تظهر وتبان مش هسيبكم تقهروا بنتي لحد كده.. 

وعينين تلك الصديقة كانت تترصد خلجات نفسها التي ظهرت على صفحات وجهها .. شامتة هي بل وسعيدة

ناهد صاحبة الأنف المرفوعة والطبقة الإجتماعية المرموقة تطلب منها خدمتها 

 جيه اليوم اللي هشوفك فيه زينا يا ناهد لا وكمان بتطلبي مني مساعدتي 

هندمت الصديقة ملابسها واسترخت على مقعدها بعدما وضعت هاتفها على الطاولة تنظر إلى ناهد بترفع 

 متعرفيش أنا اخدتلك الميعاد ازاي يا ناهد.. لولا إنك غالية بس عليا 

طالعتها ناهد ممتقعة الوجه تستنكر تلك الطريقة التي تحادثها بها 

 عارفه كويس غلاوتي عندك يا فاتن متقلقيش.. قوليلي أمتي الميعاد مع الدكتور.. قصدي الشيخ فهيم 

 لا لا أوعي تتريقي يا ناهد.. ده راجل بركة وواصل

الټفت ناهد حولها بعدما دارت عينين فاتن في المكان 

 مالك يا فاتن بتبصي حواليكي كده ليه 

 اخاڤ يزعلوا مننا ولا حاجة

نظرت ناهد حولها في ذعر وتوجس تبحث عما تخبرها به فاتن 

 لا لا خلاص مش عايزه.. انسى الموضوع ده 

وكادت أن تلتقط حقيبتها لترحل ولكن فاتن كانت أسرع منها وقبضت على يدها تمنعها 

 الشيخ فهيم راجل مبيأذيش حد.. ده راجل بيساعد الناس لوجه الله.. بس طلبات الأسياد هي اللي بتكون كتيره

وعادت فاتن تسرد عليها قصص من ساروا في ذلك الطريق وقد أثمرت حياتهم بما أرادوا... ونسيت أن تخبرها بنهايات البعض.. زين لها الشيطان سهولة الطريق وجمال نفعه 

استمعت ناهد إليها بإنصات مدهوشة من إنجازات الشيخ فهيم ذلك الرجل البركة التي لا تكف فاتن عن نعته بتلك الكلمة 

 مش مهم الفلوس عندي... المهم يحصل اللي أنا عايزاه 

ربتت فاتن على يدها تطمئنها بأن ما تريده سيحدث 

 متقلقيش يا ناهد كله هيحصل وهتدعي للشيخ مبروك 

والإنسان يسقط في الحفرة التي حفرها له شيطانه.. 

........... 

أرتشف القليل من قهوته ينظر نحو الواقف أمامه وقد طرق رأسه أرضا ينتظر منه أن يعرف لماذا أستدعاه لمنزله بعدما أخبره أن فتون أصبحت تعمل لدي جده السيد عظيم 

الأمر أدهشه في البداية ولكنه كان خيرا من سعيد.. حسن كان عبارة عن صفحة مرئية له ولكنه ظن بعد زواجه إنه سيتغير ويصبح رجلا ولكنه كما هو حسن سائقه الحاقد العاق

انكسر الصمت أخيرا وحسن يرفع عيناه نحوه يسأله

 هي فتون هتفضل أد إية عند السيد عظيم يا بيه

 هيفرق معاك يا حسن

 مش مراتي يا بيه

وحسن كان أكثر منه ذكاء في الجواب عليه.. اقترب منه بخطوات بطيئة تنم عن هدوء صاحبها

 فتون عايزة تطلق يا حسن

العبارة لم تأخذ الكثير من الوقت حتى بدء حسن يستوعبها.. فتون تلك الحشرة الصغيرة التي تزوجها ليرضي رغباته ويشبعها تطلب منه الطلاق بل وتضعه أمام أكثر رجلا يمقته.. نعم إنه يكره هذا الرجل الواقف أمامه يكرهه لدرجة لا توصف

 بنت...

همس عبارته التي بترها ينظر نحو الذي أصبح أمامه دون أن يفصلهما إلا خطوات بسيطة 

 ها يا حسن هتطلقها بهدوء ولا أنت شايف حاجة تانية ممكن نعملها 

تعلقت عينين حسن فتلك النبرة التي يحادثه بها رب عمله لا تدل إلا على شىء واحد فتون قد أخبرته بالكثير بل والأكثر 

ازدرد لعابه يرفع هامته عاليا فهل يظن رب عمله إنه يمتلك القرار عليه في تطليق زوجته.. راقبه سليم بعينيه ينتظر جوابه وتلك النظرة المتحدية التي يطالعه بها حسن قد علم منها جوابه 

 مش هطلق مراتي يا بيه! 

........... 

تأملت المكان حولها ورغم إنها أتت إليه من قبل ولكنها كانت تحدق بكل شىء وكأنها تراه لأول مرة.. لم يكن الإنبهار ما يحتل عينيها الواسعتين بلونهما الأسود ولكن الراحة وذلك

43  44  45 

انت في الصفحة 44 من 301 صفحات