لمن القرار
تقولي أنك عملتي الحاجات اللي بنسمع عنها في المسلسلات والأفلام.
وكان قدامنا طريق غير ده
احتدت عينين كاميليا بعدما دفعت الزجاجة إليها
أنت عايزانى اغضب ربنا وكمان اسحر أبني.. عند هنا ولاء يا ناهد.. أنا موافقة رسلان يتجوز ملك مدام هشوف أبني مبسوط وسعيد في حياته
حدقت بها ناهد تستجمع نفسها واقتربت منها تبسط كفها لتضع الزجاجة الصغيرة داخله وتغلق عليه
بكره الناس لما تعرف إنها مش بنتي ولا بنت عبدالله.. ابقى وريني هتعملي إية يا كاميليا
غادرت ناهد المنزل لا ترى شىء أمام عينيها لقد تخلت شقيقتها عن الحلم الذي تمنوا سويا منذ زمن ..
عادت لمنزلها تطالعها الخادمة التي تنحت جانبا بعدما خشيت من نظرتها لها
أتجهت نحو غرفتها تنظر نحو عبدالله الذي خرج للتو من المرحاض يجفف يديه بالمنشفة
كنتي فين كل ده يا ناهد.. اتصلت بكاميليا قالتلي أنك مشيتي من عندها بقالك ساعتين.. انا كنت بدأت أقلق عليكي
لو ملك هتسرق سعادة بنتي يا عبدالله يبقى تمشي من هنا
تجمدت عينين عبدالله نحوها وناهد تكرر بصوت أعلى
مها هي بنتنا.. كفاية لحد كدة.. مش هسمح ليها تسرق سعادة بنتي.. جيه الوقت اللي ترد فيه حقنا عليها
اغمض عبدالله عيناه بعدما تعلقت بملك التي اقتربت منهما ووقفت تطالعهما غير مصدقة ما سمعته.. تخبر حالها إنها تسمع مزحة من والدتها أو في حلم وستستيقظ منه
........
لا يعرف متى وكيف أتخذ قراره ولكن سؤاله قد جاء متأخرا وها هو يضرب بوق سيارته فيسرع الحارس ناهضا من غفوته يفتح له البوابة مرحبا به بعدما فرك عينيه بنعاس
تحرك بسيارته نحو الداخل والإجابة التي كان يبحث عنها قد نساها
كانت تقف جوار الفرسة التي علمت إنها خاصته تمسح عليها وتبتسم وهي تخبرها عن أحلام طفولتها
دية حكايتي يا سكرة.. كنت فاكرة حسن هيكون زي الشاطر حسن اللي بيحكوا عنه في الحكايات
اقتربت منها الفرسة تدس رأسها أسفل عنقها.. احتضنت فتون رأسها وقد اتسعت أبتسامتها
أنت حلوه أوي يا سكره.. شبه البيه.. تعرفي يا سكره أنا بحب سليم بيه أوي
كان يقف على مقربة منها يستمع لحديثها مع فرسته مبتسما لتخترق الكلمة أذنيه فتجمد حركته وقد تلاشت إبتسامته ... نظر نحوها وقد تعلقت عيناه بفرسته الحبيبة
سليم بيه هو الشاطر حسن يا سكرة
الفصل الثاني والعشرون
_ بقلم سهام صادق
وقفت ناهد تهذى بتفاصيل الحكاية وعيناها عالقة بعينين عبدالله الذي وقف يطالع تلك التي أغرقت الدموع عينيها والذهول والصدمة يرتسمان على ملامحها.. فمازالت ترى إنها في كابوس وستستيقظ منه
كنت ممكن أرميها في ملجأ بس أنا ربيتها وأحسنت تربيتها وفي الأخر تاخد هي السعاده اللي أتمنتها لبنتي.. بنتي هي الأحق ب رسلان .. كفاية سړقت حبك من مها ومبقتش شايف إلا هي مع إن مها هي الأحق بالحب ده
كفاية يا ناهد.. كفاية
اقترب منها يقبض على كتفيها يهزها بقوة لعلها تفيق من هذيانها الذي دمر على كل شىء
أنت عارف أنا وصلت لأيه.. روحت لدجال عشان رسلان يتجوز بنتي..
لو مكنتش البنت ديه موجوده في حياتنا كان مها ورسلان حبوا بعض وأتجوزوا وبنتنا سعيدة في حياتها.. لكن شوفت هي عملت في حياتنا إية..أنتشلناها من الشارع وهي عضت إيدينا
ولأول مرة في حياته كان عبدالله يصفعها.. يصفعها بكل قوته.. يصفعها وهو يعلم أنها السبب في كل ما فعله.. حبه لها كان لعڼة.. لعڼة لم يعفو عنها الزمن ولا يظن أنه سيمحيها يوما.. فهو يستحق أن يعيش الباقي من عمره معذب الضمير
ومع صړاخ ناهد وذهولها وهي تضع يدها على خدها مصډومة من فعلته كان يهوي على الفراش يضع يده على قلبه يلتقط أنفاسه الهادرة بصعوبة
ملك... ملك بنتي يا ناهد
ولكن ناهد لم تكن تعي شىء حولها إلا تلك الصڤعة التي جعلتها كالمچنونة.. تلتف حولها لعلها تجد أي شىء تنفث فيه ڠضبها.. وقعت عيناها على ملك التي أتخذت الجدار ملاذ لها تطالع المشهد وتستمع لحديثهم.. تجمدت عينين ناهد نحوها تقترب منها ببطء
كله ده حصل بسببك.. شايفه وصلتينا لأية..
ماما
صړخت بها ناهد وقد أصبح قلبها يغلفه الظلام والحقد
أنا مش أمك.. أمك رميتك وأنا اللي ربيتك
عبدالله الذي كان يلتقط أنفاسه بصعوبة.. كان يهمس بكل الحقيقة التي أخفاها مع الزمن ولكن وحده ضميره هو من كان يسمعه
سامحيني يا أمل ظلمتك زمان وظلمت بنتي.. سامحيني
ماما متكذبيش عليا.. قوليلي أنك بتكذبي وإنك بتقولي كده عشان زعلانه مني
ولكن ناهد لم تكن ترى أمامها إلا صورتها في الماضي وهي ترى صديقتها تزف على الرجل الذي أحبتة يوما ولم يكن إلا نصيب صديقتها .. دفنت حبها ومضت في حياتها أرتبطت برجلا آخر لتمحو خيبتها إلى أن جاء عبدالله ذلك الموظف الذي كان كلما طالعها بعينيه شعرت بأنها إمرأة كاملة
ولكن تلك الخيبة ظلت نقطة في قلبها
كل شىء مضى مع الزمن ولكن أن تعيش أبنتها تجربتها وېحترق قلبها لا وألف لا.. ستهدم تلك الصورة المثالية التي تظهرها للجميع .. ستهدم صورة ناهد الطيبة وستدافع عن حقها وحق إبنتها
كفاية لحد كدة.. قسمتي بنتي في كل حاجة في حياتها ..غلطة وجيه الوقت أصلحها
ماما..
مش عايزة أسمعها مش عايزه أسمعها منك.. أنت مش بنتي أنت بنت من الشارع روحي دوري على أهلك
ناهد.. كفاية يا ناهد
تجمدت في وقفتها تلتف خلفها بعدما أرتطم جسد عبدالله بالأرض فلم يتحمل قلبه رؤية وسماع المزيد.. وحده من يستحق حړقة القلب وحده من يستحق المۏت.. صړخت بقلب خائڤ
عبدالله.. عبدالله
........
أرتجف قلبها خوفا وهي ترى حركة سكرة وصهيلها بعدما كانت ساكنة تتمسح بها.. الټفت خلفها ببطء ولكن سرعان ما تلاشي خۏفها وانبسطت ملامحها براحة كحال أنفاسها التي أخذت تزفرها بهدوء وبطء
سليم بيه..
هتفت اسمه بسعادة كالطفلة الصغيرة وقد لمعت عيناها بتلك النظرة التي لم يفهمها يوما.. اقتربت منه بعدما تأملت سعادة سكرة لرؤيته
كنت بحكي لسكرة عنك يا بيه... كنت بقولها إني بحبك أوي.. وأنك جميل وطيب وشبه الشاطر حسن
هتفت عبارتها ببساطة دون أن تنتبه لنظرة عيناه الفاحصة لها
تعلقت عيناها نحو يديه التي أرتفعت لتقبض على كتفيها فاصبحت أسيرة ذراعيه
أنت عايزه إية بالظبط يا فتون.. قوليلي عايزة إية بالظبط
طالعته پخوف وقد داهمتها تلك الليلة التي رسخها مسعد في عقلها.. ابتلعت لعابها وهي تحاول الأبتعاد عنه ولكنه كان يقبض على كتفيها بقوة قد ألمتها
أنا مش عايزة حاجة يا بيه.. سليم بية أيدك بتوجعني
تملصت من قبضته بعدما خفف قبضت يداه عنها
أنت بتبصلي ليه كده يا بيه.. هو أنا عملت حاجة زعلتك يا بيه
أنا تايهه يا فتون حقيقي لأول مرة أكون تايهه في حياتي
تعلقت عيناها بعينيه.. وقد أغمض عيناه يتخيلها بين ذراعيه وهو ينالها..
أنت تعبان يا بيه..
هتفت عبارتها وقد