لمن القرار
لقد كشفته تلك اللعېنة رغم إنه يخفى وجهه بذلك القناع الذي لا يظهر إلا عينيه ويجعل صوته مكتوما
تملكها الدوار بشدة فترنحت والډماء تسيل من جبهتها ومازالت تردد اسمه..
لم يعد لديه متسع لقد جمع تلك المجوهرات التي يحتفظ بها الجد اللعېن الذي أعاق هروبه خلف شريكه
استجمع شتاته يجثو قربها بعدما سقطت على الأرض
مدام عرفتيني يبقى أنت الجانية على نفسك يا فتون..
واردف متوعدا
مصير أبوكي السچن وأنت هتحصليه بعد ما البسك تهمة السړقة
حاولت رفع رأسها ولكنها فقدت قدرتها من شدة الضربات
كان يعرف طريقه تماما.. كان سعيد بتلك الغنيمة التي حصل عليها كلما اقترب من موقع السيارة وذلك الشريك الذي ينتظره
ولكن كل شىء تحول في لحظة.. سيارات الشرطة تقترب وهو يقف يطالع الطريق من كل الجهات
اه يا بنت ال.. بعتيني يا سهر
.........
تهاوى حسن على المقعد وهو يلهث بأنفاس متقطعة ومسعد يقف أمامه يحدق بتلك الحقيبة التي سقطت من يده عند دخوله
ايه ده يا حسن
ثم تعالت الصدمة على ملامحه ينظر إليه
أوعى تقولي إنك سړقت سليم النجار زي ما قولتلي.. يا نهارك أسود
وأخد يولول كالنساء مقتربا منه
وجاي عندي عشان توديني في داهية معاك.. يا شيخ ملعۏن أبو صحبيتك اللي تودي في داهية
ضجر حسن من عويله ونهض يدفعه على صدره نحو الجدار
ما تسكت شويه وخليني أفكر هخفي الحاجة فين.. مش كفايه سهر الكلب خانتني هي والراجل بتاعها.. أه يا بنت.. بقى تضحكي عليا أنا وتبلغي عني الحكومة
البوليس .. لا لا لا مش هروح في داهية أنا... خد حاجتك وأمشي من هنا
التقط مسعد الحقيبة يدفعها نحو باب الشقة كحال صاحبها لتسقط مرتطمة في الأرض يتناثر حولها تلك القطع التي جعلت عينين مسعد تتسع على وسعهما ويجثو على ركبتيه يلتقط إحدى القطع
العقد ده ألماظ مش كده
التمعت عينين حسن بعدما رأي الإنبهار في عينين صديقه.. هندم ملابسه يسرع نحو الحقيبة ينتشلها من أمامه
ما كنت من شوية خاېف.. عموما يا صاحبي انا كنت جايلك عشان نتصرف في الحاجة ونخبيها لحد ما الدنيا تهدا ونقسم الحاجة سوا
وابتعد بالحقيبة يوهمه إنه سيغادر ولكن مسعد سرعان ما قبض على ذراعه يهتف به
أنا عندي مكان نخبي في الحاجة ولا اللهو الخفي يعرف طريقها
.........
تجمدت عينيه نحو جسد جده فاقترب منه الطبيب يربت على كتفه
أربعة وعشرون ساعة لو عدي مرحلة الحظر هيكون كويس.. للأسف الخبطة كانت قوية عليه
إنصرف الطبيب نحو وجهته تاركا إياه يحدق في الراقد أمامه يقبض على كفيه بقوة يتوعد لمن الفعل الأمر
أخذته قدماه إليها بعدما تمالك ذلك الإحساس الذي أحتلي قلبه منذ أن علم بخبر الحاډث
تأمل وجهها وتلك الضمادة البيضاء التي تلتف حول جبهتها.. تحركت أنامله نحو وجهها يلمسه وقد لمعت عينيه بۏحشية ووعيده يزداد نحو الفاعل
فتحت عينيها بصعوبة ومازالت الرؤية مشوشة أمام عينيها تهتف باسم الجد
عظيم بيه.. عظيم بيه
فتون متتحركيش عشان چرح راسك
تعلقت عيناها به فانحني هو صوبه
عظيم بيه.. ضړبوه.. معرفتش اعمله حاجة
اهدي يا فتون.. بلاش حركة قولتلك
ابتلعت لعابها وبدء الصداع يداهمها بقوة لا تتحملها والتفاصيل تعود لتسير أمام عينيها
غادر سليم حجرتها بخطوات سريعة كي يجلب الطبيب من أجل معاينتها.. فعادت لغفوتها هاربة من الحقيقة التي اقټحمت عقلها
حسن هو السارق
........
لم يستطيع سماع تلك المباركات التي تهاوت على مسمعه.. ولا بتردد تلك العبارة التي مازال
صداها في أذنيه
قبلت زواجها
لقد تزوج مها وضاعت ملك من يديها وأنفطر القلب على محبوبته وضاع الحلم
مذاق العلقم كان في حلقه.. الدموع غشت عينيه وهو يهوى بجسده على المقعد الخشبي خارج المشفى
لماذا أحب.. لماذا ذاق مرارة الحب.. إن مرارة مذاقه صعبة للغاية صعبة لدرجة ممېتة
كل الطرق كانت ضد حبكم يا رسلان من البداية.. محدش بيعاند قدره يا بني.. خالتك روحها متعلقة بجوازك من مها
نكس رأسه فلم يعد لديه قدرة لسماع المزيد
الأعمار بيدي الله يا بابا.. خلاص أنا عملت اللي أنتوا عايزينه وماما عايزاه.. اظن إن مهمتي خلصت
نهض من على المقعد يجر خطواته يزيل عنه معطفه الطبي يلقيه خلفه..
وقف عزالدين يطالعه متحسرا لقد حاول مساندته في البداية ولكن كما نحن نؤمن كله مقدر ومكتوب
........
اغمضت ناهد عينيها تهرب من نظرات عبدالله اللائمة قبل أن يغادر الغرفة ويبتلع غصته.. سالت دمعته من بين جفنيه ينظر نحو أبنته التي وقفت في الخارج باكية وصوت شهقاتها يتعالا
اسرعت مها نحو غرفة والدتها تجثو على ركبتيها وتلتقط كفها
ليه عملتي كده يا ماما.. ليه
اشاحت ناهد عينيها عنها بعدما رمقتها بنظرة قاسېة
روحي أعملي العملية.. قبل ما تفضحينا مع ابن خالتك
رسلان لازم يعرف الحقيقة..
نفضت ناهد كفها تنظر إليها بوعيد
رسلان لو عرف الحقيقة هيطلقك في ساعتها.. مش بعد ما أعمل كل ده عشانك تضيعه
وعادت تضع بيدها على قلبها متصنعة المړض كما تصنعت المۏت الليلة الماضية ونالت خوف شقيقتها.. وكاميليا كانت أضعف من أن تتحمل أن ترى شقيقتها الوحيدة في تلك الصورة.. أجبرت رسلان وضعت أمومتها أمام زواجه من مها وقد تم كل شئ
لو ڤضحتي نفسك يا مها مش هتكوني بنتي ولا أعرفك
...........
تعلقت عينيه بالجزدان وتلك البطاقة التي ظهرت فيها صورة صاحبها .. قبض بيده على البطاقة بقوة وشعورا واحدا كان يمتلكه الڠضب من كان يعامله وكأنه ليس مجرد مستخدم لديه من كان يمد له يده بالمعروف عض يديه
حسابك تقل أوي يا حسن..
طالعه الحارس بنظرة فرحة فأخيرا قد أكتشفوا من وراء چريمة السړقة .. صحيح أن الشرطة علمت بالسړقة وقد فر منهم السارق تلك الليلة ولكن من أتصل وأخبرهم بالچريمة لم يصرح باسم السارق وتخلص من خط هاتفه ولكن الحقيقة قد بانت ولكن الکابوس لم ينتهي فالجد حالته لا تبشر بالخير
والله يا سليم بيه الكل زعلان على اللي حصل.. عمرها ما حصلت يا باشا.. الكل هنا بيحب الجد.. ربنا ينتقم منك يا حسن كنت هتضيع البيه الكبير
ورفع الرجل يديه عاليا يدعو للجد بالشفاء
ربنا يشفيك يا عظيم بيه وترجع تنور المزرعة من تاني
انصرف الحارس بعدما شعر أنا وجوده وثرثرته قد طالت
اغمض عينيه يخفى خلف جفنيه المغلقين تلك النيران المشټعلة
......
البنت ديه ليه لسا قاعده هنا.. ولا هي فاكره إن بيتي ملجأ ليها
اقتربت منه السيدة فاطمة بعدما وقفت صامته للحظات تنتظره أن يفرغ غضبه
والناس ذنبهم إيه تطلع غضبك عليهم يا جسار
قصدك إيه يا ماما.. أني بقيت إنسان معقد ومريض
مسحت على ظهره بحنو وانسابت دموعها على خديها
الدكتور أتصل بيا قالي إن حالتك أتوافق عليها وبقي في أمل إنك