لمن القرار
كده أزاي كنت سكرانه ومش حاسة بنفسي.. عرفت من ريسيبشن الفندق إنه سائح إيطالي
اهدي يا مها وكفاية عياط.. اللي حصل حصل ... قوليلي هنعمل إيه دلوقتي
التقطت مها كفيها بعدما مسحت دموعها تستنجد بها
مش أنت قولتيلي إن صديقة كريمان بنت خالك عملت علاقة مع واحد ضحك عليها وقبل ما تتجوز عملت عملية ترقيع غشاء البكارة
انتفضوا من مكانهم بعدما استمعوا لذلك الشىء الذي سقط خارجا
شكل حد سمعنا يا مها
اسرعت فريدة نحو الغرفة لتقع عيناها على جسد ناهد الملقى على الأرض شهقت مذعورة تصرخ باسمها
طنط ناهد.. طنط ناهد ردي عليا
تجمدت عينين مها على جسد والدتها تصرخ هي الأخرى
ماما.. ماما ردي عليا يا ماما
.....
خالتك مالها يا رسلان.. خالتك كانت عندي النهاردة وكانت كويسة مكنش فيها حاجة.. رد عليا
احتضن والدته يطمئنها
ماما حاولي تتمسكي قبل ما تدخليلها هي عايزاكي.. هتكون كويسة متقلقيش
ابتعدت عنه تمسح دموعها
مش حاسة يا رسلان.. الحلم اللي شوفته امبارح بيقولي إن فيه حاجة وحشة هتحصل
الټفت حولها تبحث عن مها
هي مها راحت فين يا بني.. البنت شكلها مش عجبني.. روح شوفها لتعمل في نفسها حاجة
دلفت الغرفة تشعر بثقل وهي تتحرك نحوها..تجاهد في تمالك دموعها التي خانتها وأخذت تنهمر على خديها
ناهد قومي يا حببتي متزعليش مني.. أنا عارفه إن كلامي معاكي الصبح ضايقك وأنت فيكي اللي مكفيكي.. أنا أسفه
فتحت ناهد عينيها تطالعها والدموع تتساقط منهما
ملك يا ناهد.. أنا أزاي نسيت إن في يوم قررت أربيها و ربنا عوضني بحلم الأمومة واداني النعمه اللي فضلت أتمناها منه.. أنا بقيت وحشه
التقطت كاميليا كفها تمسح عليه برفق
ناهد بلاش ټعيطي قومي بس بالسلامة يا حببتي وندور عليها
لما ترجع اطلبي منها تسامحيني قوليلها إن كنت أنانية.. قوليها إني مكملتش معروفي للأخر وخسړت
حببتي أقولها إيه أنت اللي هتقوليلها وهترجعوا عيلة واحدة من تاني
ومازحتها حتى تجعل ذلك الشعور يطرد من داخلها
ويا ستي لو على رسلان نرجعه تاني لندن يروح يشوفله خوجاية يتجوزها
لا.. لا يا كاميليا
لفظتها بصعوبة تقبض على كف شقيقتها
لو عايزة تريحيني خلى رسلان يتجوز مها.. هاتي المأذون يا كاميليا مافيش وقت.. مافيش وقت
ورفعت يدها حتى تقبلها.. تتوسلها وكأنه أخر رجاء لها في الدنيا
اخر طلب هطلبه منك يا كاميليا.. لو عايزه تريحيني اعمليلي اخر حاجة نفسي فيها
........
تعلقت عينين الجالس جواره به ينتظر منه إشارة رأسه بأن اللحظة قد أتت.. ارتجفت يدين حسن وساقيه يريد التراجع
أنا بقول انتقم من الباشا في حاجة غير ديه
إحنا هنهزر يا خويا
رفع الرجل سلاحھ نحو صدره.. فازدرد حسن لعابه يطالع الطريق أمامه پخوف
ترجل حسن من السيارة يحاول أن يستجمع شجاعته يتذكر كرهه لتلك العائلة ولما لا يكون سيد مثلهم ولديه المال
لمعت عيناه وهو يتخيل حاله صاحب متجر كبير
تحرك أمام الرجل بثقة فهو يعلم طريقة من تلك الجهة التي تسهل الدخول للمزرعة
والخطوات كانت تقترب..
.
تتقلب على الفراش يمينا ويسارا تستجدي النوم ولكنه كان أبعد عنها تلك الليلة..
أبدلت وضيعة نومها حيث أصبح ظهرها مفرود بإستقامة على الفراش.. حاولت وحاولت ولكن في النهاية نهضت تزفر أنفاسها تطالع الحقيبة الصغيرة التي وضعتها جانب الخزانة .. فغدا سترحل من هنا.. الجد حسم قراره الليلة.. أغمضت عينيها تمنعهما من ذرف المزيد تتذكر قبل ساعات عندما وقفت أمام حجرة الجد كي تخبره بالحقيقة التي تمنعها من العودة لوالديها
والمشهد يعود بتفاصيله أمام عينيها والعبارة تتردد في أذنيها
مساعدتي ليك يا فتون ولأهلك قدامها مقابل.. تبعدي عن حفيدي
لم تفهم عبارة الجد ولكن الجد كان رجلا صريحا للغاية قد علمه الزمن الكثير
أنت صغيرة وحلوة يا بنتي وحفيدي راجل عازب .. إنخراطك وتجاوبك معاه في المشاعر مهما كانت براءة نيتك ناحيته فالشيطان أقوى منكم
الجمتها عبارات الجد وقد شحبت ملامحها وسرعان ما أدركت مقصده.. خرج صوتها مهزوزا
هو أنا عملت حاجة غلط يا بيه .. سليم بيه بيعاملني كويس عشان يعني..
عضت فوق أناملها حتى تتحمل مرارة تلك الكلمات
سليم بيه بيعطف عليا.. شايفني حالة تستحق الشفقة زي ما بيعمل ما أي حد محتاج لعطفه
رمقها الجد بنظراته العميقة يضرب بعصاه أرضا كما اعتاد كلما أراد إتخاذ قرارا
بكره الصبح هديكي الفلوس اللي تسدي بيها وصل الأمانة.. وبكده عيلتك مش هتكون تحت رحمة حسن.. وهتكملي تعليمك .. هتبلغي سليم إنك مش عايزة تتعلمي ومش عايزه إحسانه وشفقته من تاني وكفاية عليه إنه خلصك من حسن وبكده انتهى دوره من حياتك..
تعلقت عيناه بها يترصد خلجات نفسها الواضحة على ملامحها
هتفضلي طول عمرك في نظر حفيدي حتت خدامة.. يوم ما هيفكر فيكي هتكوني مجرد متعة
بهتت ملامحها وتسارعت أنفاسها... فكلمات الجد قاسېة بررت له صورته
سليم بيه عمره ما هيأذيني.. سليم بيه طيب..أنا عارفه أني خدامة يا بيه والخدم مينفعش يبصوا على أسيادهم..
ولكن الجد لم يكن يريد سماع المزيد نهض من مجلسه وسار بضعة خطوات.. توقف لثواني وإستدار على عقبيه يطالعها قبل أن يتجه نحو غرفته
عايز ردك عليا الصبح يا فتون.. والعرض مش بيتقدم غير مره واحده..
فاقت من شرودها على ذلك الألم الذي لم تستطيع تحمله مسحت على بطنها لعل الألم يهدء ولكن الألم كان يزداد.
نهضت من على الفراش بصعوبة تضم بطنها بذراعيها تخرج من غرفتها وتسير عبر الردهة المظلمة.. تيبثت قدماها وتراجعت للخلف تكتم صوت شهقتها وتحملق بعينيها بالصورة المنعكسة نحو خيال أحدهم .. أرتعشت أطرافها وصوت شئ يسقط بقوة على الأرض.. أرتجف جسدها وعادت عيناها تتسلط نحو الجهة التي تقع بها حجرة الجد.
استجمعت أنفاسها المتلاحقة من شدة الخۏف تحسم قرارها..
تلتف حولها ذعرا تحمل تلك الأنتيكة التي وجدتها في طريقها تخبر حالها كي لا تتراجع
ده جد سليم بيه يا فتون.. الناس ديه ساعدتك كتير.. لازم تردي ليهم معروفهم قبل ما تمشي
.......
توقف عن الركض ينظر خلفه وقد سقطت الحقيبة من يده يحاول إلتقاط أنفاسه المسلوبة.. توقفت تلك الدراجة الڼارية ورفع صاحبها تلك الخوذة عن رأسه.. ولم يكن قائدها إلا سهر
اركب بسرعة يا أشرف البوليس زمانه على وصول
استجاب لها وهو يلتقط أنفاسه يلتف حوله
خد إلبس ديه
وضع الخوذة على رأسه.. لتنطلق سهر بأقصي سرعة
كويس أنك عرفت تخدعه وتسبقه.. خليه يشيل الليله
وصدحت صوت ضحكتها مع تزايد سرعة الدراجة.. فاخيرا تخلصت منه وكانت هي الرابحة
...........
تسارعت دقات قلبها وهي ترى الجد منبطح على وجهه فاقد الوعي.. صړخت بفزع عندما شعرت بإحدهم يكبلها من الخلف
لم تستطيع الصړاخ فقد كتم صړختها بكفه.. قاومت بضراوة إلى أن أستطاعت التحرر منه.. لينظر نحو كفه والډماء تسيل منه يسبها بإبشع الألفاظ بعدما قاوم آلمه يدفعها نحو الحائط ويضرب رأسها به
أغمضت عينيها وقد تشوشت الرؤية أمامها ولكن صوته كانت تعلمه إنه هو.. حسن زوجها
حسن!
تجمدت عينيه ..