السبت 23 نوفمبر 2024

لمن القرار

انت في الصفحة 7 من 301 صفحات

موقع أيام نيوز

باب شقة السيدة إحسان التي طالعته بنظرة مزدرئه لم تستطع إخفاءها وبقلب ام هتفت قلقة تنظر نحو باب الشقة المفتوح 

 هي فتون حصلها حاجه 

وقبل ان ينطق حسن بشئ ركضت السيدة إحسان للشقة تنظر الي ملامحها الباهته 

 الحقيني ياماما إحسان 

شعرت بالأرض تدور بها ولم تدري بعدها ما حدث لها 

استيقظت على كف دافئ يربت فوق كفها ولم تكن إلا السيدة إحسان 

 كده تخضيني عليكي يافتون 

ابتلعت لعابها لتبلل حلقها الذي جف تلتف حولها 

 انا فين

رمقتها السيدة إحسان بآلم يعتصر فؤادها عليها 

 احنا في المستوصف يابنتي.. اظاهر انك شلتي حاجه تقيله خلت الجنين ينزل

انحدرت دمعه من عينيها سرعان ما مسحتها

 فتون انتي فيكي حاجه يابنتي.. انادي الدكتوره تشوفك

شعرت السيدة إحسان بالقلق وهي ترى نظراتها الضائعة 

 فتون مالك بس يابنتي... قوليلي ايه اللي وجعك 

اغمضت عيناها تداري كسرتها واوجاعها.. فأسرعت السيدة إحسان للخارج تبحث عن الطبيبة تفحصها 

وقفت في الممر الطويل تراقب حسن الواقف مع الطبيبه اقتربت منهما وعيناها لا تفارق حركات الطبيبه المنفعله ثم انصرافها من أمامه بعدما رمقته بنظرة ممتعضة 

 الدكتوره كانت بتقولك ايه ياحسن 

التف نحوها حسن يرخي ملامح وجهه 

 دكتوره ولا فاهمه حاجه في اي حاجه 

وابتعد عنها يزفر أنفاسه حانقا يسب في الطبيبة

قطبت السيدة إحسان مابين حاجبيها تتابع خطواته متمتمه 

 الدكتوره برضوه اللي مش فاهمه حاجه ولا انت اللي واطي 

................... 

صړخت واعترضت ودافعت عن حقها في الحياة ولكن شقيقها كان كالصنم يستمع إليها متهكما 

 وانتي كنتي فاكراني نايم على ودني ياشهيرة... ده انتي اخت حامد الأسيوطي كل خطواتك بتوصلني

التقت عيناها الباكية بعينيه الباردتين كالصعيق 

 واه ابن النجار طلقك بعد ما زهق منك 

رفع والده رأسه عن عصاه المتكأ عليها يرمقهما في ضعف 

 حامد كفايه كده اختك غلطت وعرفت غلطها 

 وهي غلطه هينه ياحج ديه اتجوزت حفيد رأفت النجار االي كان حتت عامل اجري باليومية عند جدي 

ارتفعت شفتي شهيرة ساخرة فعن اي جدود يتحدث شقيقها

 بلاش تكدب على نفسك ياحامد انت پتكره العيله ديه عشان خديجة النجار في يوم من الايام رفضتك لأنها شافتك انسان فاشل 

التمعت عيني حامد بقسۏة يعود بالماضي لعشرون عاما

قبض فوق كفه بقوة يتجاوز الذكريات وتلك الليلة فمهما مرت السنين مازالت محفورة في ذكراه 

 متعملش فيا كده ياحامد... 

 عشان بحبك مش هتكوني لراجل غيري ياخديجة... 

 شهيرة هتسافر تمسك فرع المجموعه في أمريكا ياحامد... 

نطق والدهما بقراره الذي لا رجوع فيه

اغمضت عيناها حسرة على حالها فأي سبيل جعلها تقع في حياة سليم النجار 

 رايحه تتجوزي عيل بالنسبالك ياشهيرة 

سقطت بثقلها فوق الاريكه تذرف دموع قهرها تطالع خطواته وعن اي عمر يتحدث شقيقها وهو من كان سبب في ضياعه 

................... 

تلاعبت به شقيقته بدهاء أنثى لا يعرف متى وكيف أصبحت شقيقته هكذا

 مياده انا بدأت ازهق من ممطلتك وعندي شغل فكلمه واحده عايز اسمعها.. هتعرفي تجيبي ملك ولا لاء 

ارتسمت ابتسامة واسعه فوق شفتي مياده تبعد هاتفها عن اذنها وترفع قبضتها لأعلى كحركة انتصار 

استمع الي صيحتها التي وصلت اليه عبر الهاتف فأبتسم على مشاغبتها 

 هحاول يادكتور بس قولي ايه المقابل 

 هقنع بابا يغيرلك عربيتك 

رفعت ميادة حاجبها الأيسر تفكر في عرضه السخي 

 امممم انا شايفه ان تغير العربيه عليك 

 مادية ياحببتي 

 طبعا يا ابيه لازم استغل الفرص 

استمعت إلى صوت تنهيداته العميقة فلمعت عيناها بمكر

 اعزم مها معانا 

 مافيش تغير عربيه يامياده 

تعالت شهقتها تنظر لهاتفها لا تصدق تحول مزاج شقيقها بتلك السرعة 

ضحكت بملء فؤادها تنهض من فوق فراشها تتراقص على نغمات قد لحنتها بشفتيها ف أخيرا مشاعر شقيقها قد تحركت ويالها من مشاعر تمنتها منذ زمن 

.................. 

وقف يطالعها وهي تتقدم منه بخطواتها لم تكن هي شهيرة التي عرفها دوما.. كانت شاحبة الوجه هالاتها السوداء تحاوط عينيها لم تهتم بأخفاءهم بمستحضرات التجميل لم يعتاد رؤيتها إلا نجمة ټخطف الأنظار حولها أينما كانت بأناقتها وجمالها 

 حامد هددك مش كده ياسليم

اقترب منها ينظر إلي ملامحها المرهقة 

 مش

معقول ياشهيرة تكوني وصلتي للحاله ديه... شهيرة ارجوكي متخلنيش احس بالذنب 

اطرقت عيناها تخفي عنه دموع بؤسها 

 قولي ياسليم.. حامد هو اللي خلاك تبعد عني 

زفر أنفاسه متنهدا يشيح عيناه بعيدا عنها 

 حامد ميقدرش يخليني اعمل حاجه ڠصب عني.. انتي اكتر واحده عرفاني 

 ماهو ده اللي هيجنني

واقتربت منه تحتضنه بقوه ټشتم رائحته 

 مش معقول كل اللي كنت بحسه في حضنك وهم ياسليم... مش معقول مشاعرنا كانت وهم احنا كنا... 

وبترت عبارتها تتذكر لياليهم معا

وهل ينسى هو تلك الليالي التي عاشها برفقتها

ابعدها عنه يقبض فوق كتفيها برفق 

 وهم ياشهيرة... كل اللي عيشناه وهم وهم متعه بنهرب فيها من حياتنا 

 لو انت شايفه وهم انا مشوفتهوش غير حب 

وعادت تقترب منه حتى لم يعد يفصلهما سوي انفاسهم 

 يعني كنت ليك مجرد جسم 

هرب بعينيه بعيدا عنها

 شهيرة انتي اكتر ست اتجوزتها واحترمتها... هتفضلي طول عمرك ليكي مكانه في قلبي... لكن الحب 

التف بجسده هاربا من توقها الذي تفضحه عيناها وابتعد عنها بخطواته 

 ابعد من اني اعيشه او افكر اعيشه... لو فضلنا سوا انتي اللي هتخسري ياشهيره هتنطفي وانتي أغلى عندي من انانيتي.. مقدرش احولك للصوره ديه 

 انا مسافره ياسليم... بيتهيألي ان ديه نهاية طريقنا بس افتكر اني في يوم جيت اشحت حبك 

.....................

 فتون الاكله ريحتها فاحت يابنتي 

فاقت من شرودها تنظر حولها پضياع الي ان انتبهت على رائحة الطعام 

انتفضت مذعورة من فوق المقعد الجالسة عليه تغلق الموقد وترفع غطاء وعاء الطهي تنظر للطعام ببؤس فقد احترق الطعام وضاعت الطبخة التي اشتهتها السيدة إحسان من يدها

بكت بحړقة فأسرعت السيدة إحسان نحوها 

 مش مهم يابنتي... يعني هو حد فينا عمره ما حړق طبخه 

 بس انتى كان نفسك فيها 

احتضنتها السيدة إحسان بحنان يليق بها 

 تتعوض ان شاء الله... وشكلها مقبول ممكن ناكلها محروقه عادي ... امسحى دموعك بقى 

 لو مكنتيش في حياتي ياماما إحسان كنت هعمل ايه في الدنيا ديه 

ضمتها السيدة إحسان مجددا تمسح فوق ظهرها 

 في رب كريم يافتون تأكدي انه مهما الدنيا قست عليكي بابه مفتوح 

ابتعدت عنها فتون تنظر لعينيها الفائضتين بحنان لا ينضب 

وسؤالا كان يلح على ذهن السيدة إحسان منذ أن وقعت عيناها عليها ببراءتها ونقائها 

 أنتي كنتي محجبه يافتون

التمعت عيناها تنظر للفراغ الذي أمامها بشرود 

 حسن خلاني اقلعه واحنا في القطر بعد ما خرجنا من القريه 

وكأن جوابها ماكانت تنتظره السيدة إحسان.. فماذا ستنتظر من خسيس مثله 

 وتسمعي كلامه يابنتي في حاجه تغضب ربنا 

 قالي اني جوزك

انت في الصفحة 7 من 301 صفحات