اطلع بره ياقاشل
قالت بلهفة من وسط بكائها: وحشتني، وحشتني أوي يا حازم بالله عليك متمشنيش زي ما عملت مع ماما.
أرجع رأسه للوراء لينظر لها بتعجب: وأنتِ عرفتِ منين؟
أبتعدت عنه ومسحت دموعها : ماما قالتلي وهى تعبانة وزعلانة أوي علشانك.
وضع يده على كتفها بجدية: نور طمني ماما أنا كويس ومفيش داعي تيجي تاني، جيتي إزاي أكيد مش هيسمح؟
أبتسمت إبتسامة مهزوزة: قولت لبابا أنه ورايا كورس وجيت قعدت أستنيتك هنا.
وبخها حازم: إزاي تكدبي؟ هو أنا عملتك كدة؟
طب افرضي كان حد ضايقك؟ أوعى تكدبي أبدا تاني يا نور.
رفعت نور عيون دامعة له: حازم أنا اضطريت أعمل كدة أنت مش عارفة حياتنا مش ساعة ما مشيت بقت عاملة إزاي، بابا بقت تصرفاته غريبة أوي وبقى ڈم ..ا بيسألنا كلنا رايحين فين وجايين منين وڈم ..ا لازم يعرف المكان اللي إحنا رايحين فيه قبل ما حتى نروح، كأنه مش عايزنا نيجي لك، وأنا عملت كدة علشان أشوفك لأنك وحشتني أوي.
نظر لوجه شقيقته الصغيرة بحب وحزن وقد استبد الاشتياق به فعانقها بقوة وقال بصوت مخڼوق: وأنتِ كمان وحشتيني أوى يا نور.
صدر صوتا ما فرفع بصره ليجد ملك تقف عند بداية السلم تنظر له ولنور بصد@مة وتعبيرا آخر في عينيها لم يتمكن من معرفته.
رواية اختيار حازم الفصل السابع
وقفت ملك حائرة لا تعلم هل تتقدم أم تتراجع.
أبتعد حازم عن أخته نور ثم نظر لملك، أبتسم لها بدون تكلف: ازيك يا ملك؟
أقتربت ملك بتردد وقالت بصوت خاڤت: الحمد لله.
ثم نظرت لنور بإستفهام فقال حازم: أقدم لك نور أختي الصغيرة.
ثم نظر لنور: دي ملك بنت عم عمر يا نور وهى اللي أخدت بالها مني وأنا تعبان لأنها ممرضة.
نظرت نور لملك بابتسامة ودية: أهلا بيكِ عاملة إيه ؟
ظهر الارتياح على وجه ملك ثم أبتسمت لنور بخجل: بخير شكرا وأنتِ؟
هزت نور رأسها: الحمدلله على كل حال.
عادت ببصرها لحازم وقالت بحزن: أنا مضطرة أمشي دلوقتي بس هحاول اجي لك تاني.
حاول حازم أن يبتسم: خلي بالك من ماما وسلميلي على الواد أحمد.
ودعته بعناق أخير ثم غادرت وهى تحاول التحكم بدموعها، نظر لها حازم وهى تذهب پألم ولكن لا شئ بيده أن يفعله.
الټفت ليجد ملك مازالت واقفة تحدق إليه بصمت.
أبتسم لها: فيه حاجة يا ملك؟
أحمر وجهها بإرتباك ثم قالت: لا بس أنا عايزة أقولك حاجة.
عقد حاجبيه: نعم سامعك؟
ملك: أنا معرفش إيه اللي حاصل ولا ليه أنت بعيد عن عائلتك بس تأكد أنه ده كله خير من عند ربنا، هو يمكن بيختبرك علشان يشوف مدى صبرك وفى النهاية هيجبرك أكيد وأنت أكيد تستاهل كل خير.
تفاجئ حازم بحديثها ورغم أن كلماتها بسيطة إلا أنها نفذت لقلبه بشدة وشعر أنها تعطيه دفعة حتى يكمل طريقه.
أبتسم لها وقال بإمتنان: شكرا يا ملك، شكرا أوي.
قالت بخجل: الشكر لله على إيه بس.
ذهبت من أمامه بخجل أما هو فصعد لأعلى ليمضي بقية اليوم عاديا.
سارت بقية أيام حازم بروتين محدد هو ذهابه للعمل والعمل بكد ثم العودة لمنزل عمر يمضى بقية اليوم معه ومع عائلته فى بعض الأحيان حتى بحضور بملك وقد تعرف على بقية العائلة ووجدهم لي غاية اللطف.
حتى جاء يوم كان ذاهب إلى العمل حتى اصطدم بملك التي كانت تبكى عند باب منزل عمر.
نظر لها حازم بدهشة: ملك! مالك بټعيط ي ليه؟
مسحت دموعها وأدارت وجهها للناحية الأخرى: مفيش حاجة، هو عمي هنا يا حازم؟
أومأ برأسه: اه لسة جوا بيشرب قهوته قبل ما يروح الشغل.
قالت له وهى تنظر إلى الأرض: شكرا يا حازم عن إذنك.
طرقت الباب ففتحت لها زوجى عمها ودلفت ملك ثم أغلقت الباب ورائها.
تعجب حازم وتسائل عن سبب بُكائها ذلك، مضى إلي عمله ولكن ذلك الأمر لم يرغب عن باله طوال النهار.
في منتصف عمله ناداه المدير وطلب الحديث معه لأمر هام.
تنهد المدير بينما ينظر ليديه التي تمسك بقلم على المكتب بينما وقف أمامه حازم ينتظر حديثه بترقب.
رفع المدير بصره له: مش عارف أقولك إيه والله يا حازم.
قال حازم بقلق: في إيه يا فڼدم؟