رواية رائعة بقلم نور
قاسم بطبيعة صفاته أنه هادئ نوعا ما ... صارم في بعض الأوقات فهو يفكر في قرارته وليس متسرعا كآسر ..
نظر له قاسم بطرف عينيه ثم عاود النظر إلي الأوراق التي أمامه مرة أخري ..
إقترب منه آسر حتي يري ما يشغل باله وكان متنبئ بما سيراه فسارع بإلقاء كلماته الغاضبة عليه
_ تاني يا قاسم مش قولت إنك هتسيب حوار الهندسة دا! .... إنت وعدتني إنك هتكمل شغل في التجارة ..
ومين قالك إني سيبتها
نظر له آسر بعدم فهم ثم أردف
_ يعني إنت طول الفترة اللي فاتت ضحكت عليا ورمتني وخليت بيا
إبتسم قاسم علي جملته ثم قال بمزاح
_ هو أنا كنت وعدتك بحاجة إنت اللي عشمتي نفسك يا بيضة .
إبتسم آسر رغما عنه ثم قال بضحك متناسيا غضبه
قهقه قاسم حتي كشفت عن غمازتيه قاطعه آسر بالضړب علي رأسه مدعيا النسيان
_ شوف خلتني أنسي الحوار الاساسي بجد يا قاسم عرفني دماغك فيها إيه الهندسة مجبتش غير ۏجع القلب والدماغ ليك و ...
إقتطع كلامه لإستشعاره بأن ما سيتحدث به بعد ذلك سوف يضر نفسية صديقه ..
ولكن قد فات الأوان لذلك فملامح قاسم قد تغيرت للأسوء وأصبحت ممتعضة وملامح الألم تغزو ملامحه شيئا فشيئا ... ثم أردف
نظر له آسر بعدم فهم .. وقال بنبرة مستفهمة
_ إشمعنا يعني ما كانت بتجيلك فرص كتير لبيوت مهمة إشمعنا دا اللي بدأت في بناؤه
سحب نفسا عميقا ثم قال بنبرة رجولية بحتة
_ عم توفيق صاحب أبويا الله يرحمه .. وطلب مني بيت .. مقدرتش أرفض!
زفر آسر وحرك رأسه يمينا ويسارا في إعتراض ولكن آثر أن يكتمه بداخله ...
_ ألو !
إستمع إلي ما يقوله المتصل و تعابير وجهه تتبدل إلي الغلظة و الڠضب .. ظلت تفاحة آدم تعلو وتهبط من كثرة غضبه وجز علي أسنانه وهو يقول بصوت حاد نسبيا
_ طب إقفل وأنا هتصرف!
ألقي بهاتفه علي الأرض ثم عاد بجسده إلي الخلف حتي إستند علي كرسيه .. ووضع وجهه بين راحة يداه ..
_ مالك يا قاسم
وجه قاسم نظراته لصديقه وقال بنبرة خالية من التعابير
_ توفيق جايبلي عروسة عندها ١٧ سنة!
الفصول من 25
نظر آسر ب صدمة ل قاسم الصامت والذي برع في إخفاء ملامحه ولكن لم يصمت آسر و هب واقفا وقال بعدم فهم
لم يتحدث قاسم فآثر أن يقابل توفيق أولا حتي يستفسر عن طلبه هذا ..
خبط آسر علي طاولة المكتب ب قوة وقال صائحا
_ ما ترد يا قاسم فيه حاجات مينفعش معاها الغموض!
وأخيرا إنفجر قاسم في وجه صديقه قائلا
_ وأنا مش عارف أقول إيه ولا أعمل إيهإرتحت !!
أغمض آسر عينيه في يأس وخبط علي كفيه بتعجب وقال
_ معني كدة إنك هتستني توفيق يجي وتفهم منه .. لكن مش هترفض من البداية ..
إكتفي ب نظرات صامتة في وجه صديقه ثم أمسك ب معطفه وذهب بعيدا عن المكتب وغادر بسيارته إلي مكانه المفضل ..
بعدما ذهب لمكانه المفضل وأراح ذهنه وباله .. ذهب بسيارته و توجه إلي المكان الذي يقطن به توفيق .. كان يقطن في مزرعة بسيطة .. مليئة بالخيول .. وفي هذا الإسطبل يوجد غرفة صغيرة كان ينام بها هذا العم ..
طرق عدة طرقات حتي فتح الباب وخرج منه عم توفيق ب بشاشة وهو يقول
_ إتفضل يا قاسم يا إبني .. نورت
إبتسم قاسم ب حبور .. ثم جلس علي الأرض متربعا وإنتظر حديث العم .. وبالفعل إفتتح كلامه ب
_ شوف يا إبني الخدمة ديه أنا قاصدك فيها عارف إن البت صغيرة عليك .. بس إنت هتمنع ڤضيحة كبيرة ممكن تحصل .. و بعد كدة عايز تطلجها تطلقها براحتك .. المهم تكون اتجوزت والعيون بعدت عنها ..
تكلم قاسم ب رزانة
_ أنا مش هيرضيني الفضايح يا عم توفيق بس إنت عارف إني رافض فكرة الزواج .. ولو حبيت أتجوز أكيد مش هتجوز واحدة صغيرة أوي كدة!
قال عم توفيق ب نبرة مليئة بالخۏف من رفض قاسم
_ يا إبني أنا قولتلك بس إبعد الفضايح وبعدين إتصرف كيف ما بدك زي ما إنت عاوز ..
قال قاسم ب إستفهام
_ يعني لما هطلقها بعد ما نتجوز دا مش ڤضيحة يا عمي ليه أبهدل بنات الناس معايا
قال عم توفيق برفض
_ لا ما إنت هتطلجها هتطلقها مثلا بعد سنة أو ست شهور ..
ظل عم توفيق وراءه حتي إضطر أن يوافق وهو غير مقتنع
بما سيفعله