ظنها دميه بين اصابعه بقلم سهام صادق
إنك بتحب تقعد هنا تشرب
قهوتك... قولت أدخل يمكن أقابلك فيه واهو الصدفة جمعتنا.
لم يترك شاكر ل نائل لحظة لتساؤل أخر عن هذه الصدفة العجيبة بل استطرد بالكلام.
_ اخبارك إيه يا نائل... بتشوف رشوان ... المۏت اخد بعضنا واللي فاضل مننا إما راح قريته يعيش فيها وسط اهله وحبايبه أو الدنيا اخدته وسط أحفاده وولاده.
خرجت تنهيدة طويلة من شفتي شاكر ثم واصل كلامه وهو يخفض رأسه نحو عصاه.
_ حال الدنيا يا شاكر... ربنا يحسن خاتمتنا.
أمن شاكر على دعائه بصوت خاڤت.
_ آمين.
وضع العامل طبق الحلوى والقهوة أمام شاكر وقد تساءل وهو ينظر نحو نائل.
_ تؤمر ب حاجة تاني يا سيادة اللواء اجبهالك.
_ ضيف حساب شاكر بيه على حسابي يا زياد.
لم يعترض شاكر لأنه يعلم تماما صفات صديقه.
بدأ شاكر بتناول حلوى البسبوسة وارتشاف القهوة متلذذا بمذاقهم.
...
ضاقت عيني ليلى بدهشة بعدما وجدت العم سعيد يزيحها جانبا من أمام الموقد ويلتقط من يدها الملعقة التي كانت تقلب بها للتو الطعام الذي فاحت رائحته.
_ التوابل محطوطة بالمظبوط يا ليلى... وصلصة الطماطم متسبكة صح... مش فاضل غير نحط البسلة في الطواجن وكده يبقى أحلى طاجن بسلة باللحمة.
_ يعني الطعم عجبك.
التف لها العم سعيد برأسه يرمقها بنظرة مستنكرة بسبب سؤالها.
_ من امتى عمك سعيد بيمدح حاجة مش عجباه.
_ سعيد عمره ما جاملني أنا شخصيا ولا مدحني... لكن أنت يا لولو حاجة تانية عنده.
قالتها عايدة عندما دلفت إلى المطبخ وقد عادت للتو من الڤيلا ثم جلست على أحد المقاعد الموجودة بالمطبخ.
دلكت عايدة ساقيها من الإرهاق فالتمعت عيني ليلى بحب لها وقبل أن يخرج الكلام من شفتيها كان العم سعيد يتمتم باستنكار لتدليل شقيقته لابنتها التي لا تعاونها بشئ.
_ ما أنت لو تبطلي دلع في المفعوصة اللي كل شوية رايحة الدرس وجاية من الدرس كنتي ارتاحي وعرفتي إنك خلفتي.
هزت عايدة رأسها بيأس من شقيقها الذي لا يترك حديث إلا وأنبها على تدليلها لوحيدتها.
رمقها سعيد بنظرة ممتعضة فأسرعت ليلى قائلة بحنين.
_ أنا لما كنت في الثانوية... ماما مكنتش بتخليني أعمل حاجة في شغل البيت... الأكل كان بيجيلي على السرير.
دمعت عينين ليلى عندما تذكرت تلك اللحظات مما جعل سعيد يشعر بالضيق من حاله لأنه ذكر تلك الصغيرة التي يحبها بذكرياتها مع عائلتها.
_ مش كفايه على البسلة كده على الڼار... اللحمة هتتهري جواها ومش هتعجب عزيز بيه.
السيد عزيز
هكذا تمتمت ليلى داخلها وتعلقت عيناها بالعم سعيد الذي بدأ بسكب الطعام في الطواجن الفخارية.
لا تعرف لما عادت ذكرى تلك الليلة التي وجدها فيها تجلس على الرصيف وتنظر لحذائها بشرود تخترق عقلها.
ارتفعت سخونة وجنتيها وتوترت عندما تقابلت عيناها بعيني عايدة التي قالت
_ عزيز بيه لو اتعود على أكل ليلى هيطالب بيه كل يوم.
_ عشان تعرفي إن بقى فيه منافس معاك يا عايدة
تمتم بها العم سعيد ثم استطرد.
_ يلا يا لولو دخلي الطواجن في الفرن عشان ميعاد عشا عزيز بيه بعد ساعه.
وما كان من عايدة إلا أنها نظرت نحوهم بنظرة ملئتها السعادة.
_ إيه ده يا راجل يا طيب
تساءل عزيز عندما وقعت عيناه على الطعام الذي وضعه العم سعيد على الطاولة.
نظر العم سعيد نحو ما وضعه وقد فاحت رائحة الطعام.
_ أحلى طاجن بسلة باللحمة ممكن تدوقه من ايد الشيف لولو.
_لولو !
ارتفع حاجب عزيز وهو يتمتم بالاسم فأسرع العم سعيد قائلا
_ الشيف ليلى.
_ يا راجل يا طيب مش قولتلك عايز عشا خفيف.
قالها عزيز وهو يحدق بالطعام الذي لم يلقى استحسانه.
_ أنت مش شايف نفسك يا بيه تقول عليا إيه دلوقتي
نيرة هانم لما تنزل أجازة.
ثم واصل كلامه.
_ دي موصياني على أكلك لا يا بيه أنت لازم تتغذا.
_ اتغذا بالدهون دي شيل الأكل يا راجل يا طيب وبلاش تتصرف من دماغك...
فين أكل عايدة.
_ دوق بس معلقة واحكم بنفسك.
اضطر عزيز مرغما أن يتذوق الطعام بعد إصراره عليه.
أسرع العم سعيد بإخفاء ابتسامته الواسعة التي ارتسمت على ملامحه بعد رؤيته إلتهام عزيز للطعام.
_ بالهنا يا بيه.
ضاقت عيني عزيز ثم رفع رأسه إليه.
_ عجبك كده أهو أنا مش قادر اتنفس.
_ صحة على قلبك يا بيه.
حرك عزيز رأسه بقلة حيلة من أفعال هذا العجوز الماكر.
_ لولا الأكل طعمه حلو مكنتش أكلت.
_ مش قولتلك ليلى نفسها حلو في الأكل يا بخت اللي هتكون من نصيبه.
خرجت أميمة من مكتب عزيز بعدما قدمت له قهوته التي صارت من مهامها.
_ عزيز بيه عايزك يا استاذ جابر.
رفع جابر عيناه