الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

ظنها دميه بين اصابعه بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 39 من 63 صفحات

موقع أيام نيوز

يا زينب.
قالها نجيب الذي نهض من مقعده وأسرع بفتح علب الطعام بعدما بدأ الجوع يطرق أبواب معدته.
ارتسمت الحيرة على ملامح زينب ونظرت إلى جدها الذي ابتسم إليها.
_ جدك شاكر و جدك نجيب عزمينا على الغدا... هاتي الأطباق والشوك وتعالي.
_ شوك إيه يا نجيب ... مالها ايدينا.
قالها شاكر ببساطة وقد رمقه نجيب بنظرة ضاحكة.
_ شاكر الزيني نزل من عرش ولاد الذوات وهياكل بايده...
_ اسكت يا راجل يا شايب.
بنتي هاتي الأطباق لأننا مش هنخلص من تريقتهم على بعض.
استمرت ضحكاتهم أثناء تناولهم وجبة الغذاء وقد استعاد ثلاثتهم ذكريات تخرجهم من الكلية الحړبية وعملهم سويا بالجيش ولكن شاكر لم يستمر طويلا في خدمته العسكريه واستقال 
_ أحلى شاي بالنعناع بتعمله زوزو.
قالها نائل عندما تقدمت حفيدته بأكواب الشاي الذي تصاعدت أبخرته واقتربت منهم لتناولهم الأكواب.
_ تسلم ايدك يا بنتي.
تمتم بها شاكر بنبرة لطيفة ثم تناول منها الكوب وارتشف منه ليتمزج بمذاقه ويمدحه.
ارتفعت زاوية شفتي نجيب بدهاء بعدما بدأ يفهم نوايا صديقه وتقربه من عائلة نائل.
_ أخدت علاجك يا جدو
لطم نائل جبينه بخفة بعدما ذكرته بالدواء الذي يتناوله بعد الغذاء.
_ برضوه نسيت أعمل فيك إيه.
تمتمت بها زينب ثم أسرعت لتجلب له حبة الدواء.
لم تنزاح عينين شاكر عن زينب التي فور أن ابتلع نائل حبة الدواء وارتشف الماء قالت.
_ بالشفا يا حبيبي.
رقيقة جميلة هادئة والأهم خصالها جيدة... هذا ما يريده في زوجة حفيدة.
_ مش كفاية عليا المادة اللي بذاكرها.
توقفت ليلى عن حياكة أزرار بلوزتها وارتفعت ضحكاتها من تذمرها.
_ ممكن تكون عايزه تشرب مية أو بردانه يا شهد.
_ ما أنا حطيتها جوه كرتونه يا ليلى.
نهضت ليلى من على الفراش وقد تركت ما بيدها جانبا.
_ خلاص هخرج أشوفها.
_ لو عرف إن فيه قطة برا... هياخدها ويحطها قدام البوابة أصله مبيحبش القطط.
استمرت القطه في مواءها فهزت شهد رأسها بيأس.
_ القطه دي مصممه تفضحنا النهاردة مع خالي.
_ انا هخرج أشوفها.
_ لااا استني... افتحي الشباك أسهل.. هي تحت الشباك.
قالتها شهد بعدما عادت لډفن رأسها في كتابها الذي يأست من فهم صفحاته.
_ أنت حطاها تحت الشباك بتاع أوضتنا.
تساءلت ليلى واقتربت من النافذة ثم أزاحت الستار لفتحها.
_ ده ءأمن مكان ليها من خالي.... واهو خير تعمل شړ تلاقي.
ارتفعت قهقهة ليلى على فكاهة ابنة عمها وفتحت النافذة وقد نست تماما أن ترتدي شئ فوق منامتها بل وغفلت عن إرتداء وشاح رأسها.
_ حسابك معايا عسير يا معتز بقى هي دي الأمانة اللي سلمتها ليك.
شعر معتز بالحرج وهو يستمع إلى توبيخ عزيز وقد تحولت عيناه نحو نيرة التي كانت تستمع إلى عتاب عمها لهم.
_ صدقني يا عزيز بيه مكنتش عايز أخبي عليك اللي حصل.... بس اقول إيه نيرة صممت مقولش ليك عشان متقلقش.
زفر عزيز أنفاسه بقوة لا يصدق أن ابنة شقيقة أخفت عليه أمر إجهاضها.
أسرعت نيرة بإلتقاط الهاتف من زوجها تهتف بإعتذار مجددا.
_ أنا آسفة يا عمو أنا مكنتش عايزه أخبي عليك وفي نفس الوقت مش عايزه اقلقك عليا.
_ هو أنا عندي أغلى منك ومن أخوكي يا نيرة.
جلي الحزن بوضوح على ملامح نيرة وقد أطرقت رأسها بخزي من فعلتها.
_ هشوف حجز النهاردة وبكرة إن شاء الله هكون عندك في كندا.
_ يا عمو قولتلك إني بقيت كويسه دلوقتي و معتز واخد باله مني كويس... الحكاية عدا عليها اسبوع.
زفر عزيز أنفاسه بضيق بعدما عادت تخبره بالمدة التي أخفت عنه فيها ما حدث لها.
_ هجيلك كندا يا نيرة ولما اجي عتابي هيكون على جوزك.
أنهى عزيز المكالمة معهم ثم ألقى الهاتف على مكتبه وأغلق جفنيه بإرهاق.
نهض من فوق مقعده واتجه نحو الشرفة التي تحتل غرفة مكتبه.
أزاح الستار قليلا ليفتح النافذة وقد اخترق أذنيه صوت تلك التي انحنت بجسدها نحو القطة لتلتقطها وترفعها من أسفل النافذة.
القمر هذه الليلة كان في تمام إكتماله وقد تسلط ضوئه نحوها.
ضاقت عيناه بنظرة التهمت تفاصيل تلك التي ضمت القطه إلى حضنها ثم أسرعت بغلق نافذة الغرفة.
لولا ظلام الغرفة لكان أمره قد ڤضح... عيناه ظلت للحظات عالقة بنافذة تلك الصهباء التي ظهرت له اليوم بفتنتها.
أسرع عزيز بإزاحة الستار وابتعد
عن الشرفة يمرر أنامله فى خصلات شعره پعنف يكاد يقتلعهم.
أطبق على جفنيه وهز رأسه ثم أخذ يتمتم ب الإستغفار.
لا يصدق أنه بعد هذا العمر يقف كالمراهق يتأمل تفاصيل امرأة من وراء نافذته.
_ معقول يا عزيز .... معقول تقف زي المراهق تبحلق فيها.
ضيقه من حاله لم يستطيع إخماده وقد صعد إلى غرفته ليجهز حقيبة سفره وقد قرر داخل نفسه أنه حين عودته سيلفت نظر العم سعيد للأمر.
في الصباح الباكر
_ صباح الخير يا بيه.
قالها العم سعيد وقد استدار عزيز نحوه بعدما سحب فنجان قهوته بعدما امتلئ.
_ هتشرب قهوة على الريق... دقايق والفطار هيكون جاهز.
أسرع العم سعيد نحو البراد ليفتحه ويقوم بتحضير الفطار لكن توقفت يد العم سعيد أمام حبات البيض قبل أن يلتقطهم.
_
38  39  40 

انت في الصفحة 39 من 63 صفحات