ظنها دميه بين اصابعه بقلم سهام صادق
متحضرش حاجة يا عم سعيد أنا هشرب قهوتي وهروح المعرض أخلص شوية حاجات مع أستاذ جابر وهطلع على المطار.
_ مطار أنت مسافر يا بيه...
ارتشف عزيز من فنجان قهوته ثم أطلق زفيرا طويلا.
_ نيرة ...
وقبل أن يواصل عزيز كلامه كان العم سعيد يقترب منه بلهفة ويتساءل.
_ مالها نيرة يا عزيز بيه.
تنهد عزيز ثم تجرع ما تبقى من قهوته دفعة واحدة.
احتل الحزن ملامح العم سعيد بعدما أخبره بفقدها للطفل.
_ ليه كده يا نيرة هانم ... قلبي كان حاسس إن فيها حاجه... صوتها من يومين مكنش عاجبني وهي بتسألني عليك وبتوصيني على أكلك.
وضع عزيز الفنجان الفارغ في حوض الجلي ثم اتجه إلى خارج المطبخ قائلا وهو يسرع بخطواته متجها لأعلى.
....
_ إدارة المدرسة اتصلت واشتكت من سلوك ابنك.
قالها السيد شاكر وهو يطرق بعصاه وينظر نحو حفيده الذي وقف قرب الدرج منتظرا أخذ طفله.
_ صالح أنا بكلمك.
_ نوال اطلعي شوفي الولد اتأخر فوق ليه.
تمتم بها صالح وقد تحركت الخادمة لأعلى لتنفذ أوامره.
_ استنى يا نوال عندك....
_ روحي المطبخ يا نوال.
خرج صوت شاكر پحده وهو يرمق صالح الذي أشاح عيناه بعيدا عنه.
_ ومتطلعش ليه تاخد ابنك بنفسك ولا خلاص حرمت على نفسك وجودك في القصر.
_ القصر ده مملكتك أنت يا شاكر بيه...
تجهمت ملامح شاكر واحتدت نظراته وقد أخذ يدق الأرض بعصاه بقوة من شدة غضبه.
_ كل اللي بملكه ملكك أنت يا صالح... أنا بعمل كل ده...
_ أنت وريثي.
استدار صالح ناحيته بفزع واتجه إليه بعدما احتل القلق عيناه.
_ جدي رد عليا أنت كويس.
التقط شاكر أنفاسه بصعوبه وقد صدح صوت صالح بصړاخ.
_ عم حسن... عم حسن... اتصل بالدكتور بسرعه.
ولم تكن اللهفة التي رأها شاكر في عيني صالح قبل سقوطه في غيبوبة مؤقته إلا إشارة له بأن حفيده ما زال يحبه مهما أظهر له غير ذلك.
انفرجت شفتي شاكر بابتسامة... حفيده لم يتركه بل بقى جواره.
حاول شاكر كتم سعاله حتى لا يوقظه ولكن أخذ يسعل بشدة.
انتفض صالح من نومه الذي لا يعرف متى سقط فيه ينظر إلى جده.
_ أنت كويس.
ثم تساءل وقد لمعت عيناه بالسعادة.
_ أنت و يزيد فضلتوا نايمين هنا في القصر.
زفرة طويلة أطلقها صالح ثم أخذ يحرك يده على خصلات شعره.
كاد أن يتحدث شاكر لكن انفتح باب الغرفة ودلف كلا من صفوان و حورية متجهين نحو شاكر بلهفة.
_ تاني يا بابا تاني هنعيد اللي حصل من سنين.
قالها صفوان بعدما أخبره أنه وجد ل صالح عروس جميلة ومن عائلة.
_ يا صفوان ابنك مش هيتغير هيفضل طول عمره حاسس بذنب سارة .. يزيد بيضيع... حالته كل يوم بتتأخر... حفيدك مشخص بالتوحد.
هز صفوان رأسه بيأس من والده ولكي ينهي نقاشه مع والده.
_ مش هجبر ابني على الجواز تاني يا بابا... ابني حر في اختياراته...
غادر صفوان غرفة والده وقد التمعت عينين شاكر بتصميم على أمر زواج صالح.
وقد زاد تصميمه عندما أتى نائل
و نجيب لزيارته والإطمئنان عليه وقد طلب منه نائل بحرج أن يجد وظيفة لحفيدته في شركته لكن عندما يطيب وتستقر صحته.
انتهت ليلى من تقوير حبات الكوسة وقد انشغلت السيدة عايدة في ترتيب الأغراض التي ابتاعتها من السوق.
_ انا خلصت تقوير الكوسه فاضل تقوير البتنجان.
قالتها ليلى فاستدارت السيدة عايدة جهتها وقد ارتسمت ابتسامة واسعة على محياها والتمعت عيناها بحب.
_ تسلم ايدك يا لولو... حقيقي من ساعة ما جيتي وحياتنا بقت أحلى.
خجلت ليلى من كلمات عايدة وقبل أن تواصل عايدة كلامها كانت شهد تندفع إلى داخل المطبخ.
_ ماما فين البلوزة بتاعتي.
_ ياريت خالك كان هنا عشان يسمعك كلمتين حلوين لأن الظاهر إني دلعتك.
أسرعت شهد جهة والدتها لتتعلق بذراعها بعدما وضعت قبلة خفيفة على وجنتها.
_ اتأخرت على الدرس يا عايدة... النهاردة الجمعه والمواصلات بتكون قليله.
_ليلى انا راجعه بسرعه يا حببتي... زمان سعيد جاي باللحمة من عند الجزار.
تمتمت بها عايدة قبل أن تسحبها شهد من ذراعها خارج المطبخ.
توترت ليلى من وجودها بالڤيلا التي دلفت إليها من قبل مع العم سعيد لتقديم الحلوى إلى السيد عزيز.
_ أنت مكسوفه ليه دلوقتي يا ليلى عزيز بيه مش موجود...
قالتها ليلى لحالها لعل دقات قلبها تهدأ عن الخفقان وعادت تنشغل بتقوير حبات الباذنجان التي تقوم عايدة بتخزينها لوقت الحاجة إليها.
_ حمدلله على السلامة يا عزيز بيه.
قالها عزيز السائق بعدما ترجل عزيز من السيارة ولم يخبر أحد بقدومه إلا بعدما صار بالمطار.
دلف عزيز المنزل وعلى وجهه ظهر التعب... سار اتجاه الدرج ولكن ارتفاع