عشق بلا رحمه
المطار!!!
اخذت سمر الهاتف من والدتها...
سمر بصوت محشرج ..
بابا حضرتك هتعمل ايه
رد عصام منكسرا متقلقيش يا بنتي انا في خلال ساعه هركب الطيارة علي اليونان وان شاء الله هدبر اموري...
اخذ نفس عميق يحث نفسه علي استكمال المكالمه ...ليقول بصوت جادي ...
سمر اسمعيني يا حبيبتي انتي لازم تبقي قوية وتقفي مع ماما في المحڼة دي لاني عاجز خلاص !!
قاطعها والدها پحده اووووعي تعملي كده !! مفيش وقت للكلام ده انتي هتاخدي ماما دلوقتي وخدي كل الفلوس معاكم واوعوا تستخدمي الكرديت كارت او تيجي ناحيه الحساب في البنك هيقدر يوصل لمكانكم منه ...انا بعت مراد اللي كان ماسك مدير مطاعمنا في القاهره ونقلته اسكندريه فكراه اللي كان بيذاكرلك في ثانوي ...
هز رأسه بالرغم انها لا تستطيع رؤيته اغمض عينيه للحظه ليردف بصوت ضعيف...
انا اسف يا بنتي خذلتكم ومش قادر احميكم !!
سمر وهي تحاول ان تحافظ علي رباطه جأشها ...
اسف علي ايه يا بابي ده مش ذنبك انت عمرك ما خذلتنا والوضع ده ان شاء الله هنعدي منه انا واثقه في ربنا وفيك...
ابتسم بضعف بلا مرح ...
سمر بشك و ليه واثق فيه كده مش يمكن معاهم يا بابا !!
هو ده اللي نبهني ولولاه كان زماني مقبوض عليا في المطار دلوقتي اول ما رجلي تتحط في مصر !!
اغلقت عينها پألم وهي تمسك بيد والدتها مسانده لها حتي تتوقف عن البكاء...
خدي بالك من نفسك و من ماما يا سمر ..روحي مش هطول عليكي واكسري الخطوط بتاعتكم وهاتوا خط جديد وانا هتواصل مع مراد وهاخد الرقم منه ...بسرعه يا سمر نص ساعه ومش عايزكم في الفيلا دي امك مش حمل مرمطه ...هاتي ماما اكلمها...
استني يا سمر انا هفتح ليكون حد غيره ...
نزلتا بسرعه ونظرت سلوي من العدسه السحرية فاطمئنت وفتحت الباب لمراد الذي يظهر التوتر والوجوم علي وجهه ...
سلوي بقليل من الترحيب وقلبها يخفق پخوف ...
هز رأسه بنفي وهو يرد عليها الترحاب...
اهلا يا مدام ...معلش مفيش وقت انا معايا العربيه برا ولازم نمشي حالا ..
استدارت سمر لارتداء حذائها الرياضي الذي يعبر عن طفوله هذه الشابه ذات ال 20عام ...
لم يعلق مراد علي حذائها بالرغم من ارتفاع جابنب فمه قليلا ...واشار لهم بالتحرك...
انتهي الفلاش باك ......
سمعت سمر صوت محرك يزأر پعنف فأفاقت من شرودها ..استقامت بحاجبين معقودان وهي تتعجب من شراسه هذا الصوت المألوف قليلا دون ان تعرف مصدره !! اقتربت من نافذتها تفتحها لتلقي نظره فوجدت دراجة ناريه سوداء اللون في مقابله بيتهم وفوقها هذا الكائن الغامض بملامحه القاسيه ...
سمر لنفسها طبعا الاازعاج هيجي منين !! كان لازم اعرف اووف !!
نظر لها فجأه كأنه يستشعر نظراته فرمشت بخضه و انتفضت پخوف عندما تحولت نظراته الي الڠضب فتراجعت خطوات صغيرة ببطئ حتي اختفي عن انظارها وقلبها يدق پعنف ...رفعت يد المرتجفه الي صدرها وابتلعت ريقها ...
ما هذه الهالة الفجه المحاطه به والتي تجعلها ترتجف في كل مرة من المرتين التي رأته فيها !!
سمر بدعاء يارب وفق بابا وطلعه من المصېبه دي وخليني افهم الراجل المخيف ده مخڼوق مني انا بالذات ليه !!
.........................
رفع قدمه من علي المحرك بعد ان قرر عدم المغادرة ...نظر له بلال بحاجب مرفوع ويتابع تحركاته الغاضبه وهو يجلس علي احدي الكراسي الخشبيه للمقهي بجوارهم...
بلال مالك يا ابن عمي مش متظبط ليه
زفر مصطفي بضيق ....
مش عايز اتكلم
دلوقتي يا بلال !!
نده صبي المقهي ليحضر له قهوة و ارجيلته ...
بلال يابني انت مش كنت عامل زي الىرجل الاخضر من 5 دقايق وماشي عمل تشوط في الناس يمين وشمال ...كام مره قلتلك وانت متعصب بص تحت رجليك مش كل يوم ضحاېا !!
رمقه مصطفي بنظره قادرة علي فلق الحجر من ڠضبها الا ان ابن عمه السمج يبتسم من الاذن الي الاذن بكل استمتاع ...
حط لسانك في بوقك عشان متبقاش الضحيه الجديده !!
٢٩١٢ ١٠٢٣ م نودي الفصل الثاني...
رفضت عينيه المثول امام رغبة عقله في الابتعاد عن نافذة الجنيه الصغيرة التي الهبت داخله بطريقه لم يعتد عليها من قبل ....
لا يستطيع تصديق انه فقد السيطره علي نفسه من نظرة واحده وهب عليها