استيقظت فتاه في مقتبل العمر
قضبانه
فقد تعايش مع كوابيس والده وجده لسنوات طويلة .
يعاد تكرار المشهد الدامى بعقله كلما أراد التسامح مشهد مقټل والده وتلك النظرة التى رماها له ذالك المچرم قبل أن يول هاربا بفعلته .
ماذا عساه يفعل إن لم يستطع أن يتناسى الماضى إن لم يستطع تناسى صوت جده الغليظ القاسى وهو يقول له تارك تاخده بيدك
ولكن أى ثأر هذا الذى سيناله وممن .. منها هى !!
بلى لقد اختار أن يكون إنتقامه منها ولكن للصراحة لم تكن هذه هى خطته فخطته كانت تشمل العائلة كلها ..
ولكن إن كان يظن أن ما فعله أعاد له الروح أو جعل كوابيسه تخمد فهو غبى فهو لم يزد عليه سوى تأنيب الضمير اللعېن .
كانت أجمل ساعات حياته تلك التى ضمھا فيها إلى قلبه تلك التى ټلمسها فيها بحب يخمد ألم الماضى يتذكر فقط بأنه أدهم زوجها وبأنها زهور زوجته .
أنت طالق
لم يعرف إلى الأن كيف سولت له نفسه فعل ذلك ولكنه فعلها وها هو الأن يسترجع نفحات الماضى ومن بينهم ليلة أمس !!
لقد خسرها ... وأصبح النذل الذى تخلى عنها بعد ليلة قدمت له عذريتها قربانا لحبها .
ببطلة فاشلة وبتمثيل ردئ ..
اليوم تشهد كما شهدت كل يوم بأنها ضعيفة !!
خاضعة لوالدها حتى الإدمان .. برغم ما فعله لها وما نالته منه .. تعود إلى وكره .
كالقطة الغبية تعود إلى وكر الذئاب لتفاجأ بالنذل الذى تزوجته بإرادة والدها يجلس بخيلاء واضعا قدم فوق الأخرى بتكبر .. يرمقها بنظرات منتصره وكأنه فاز عليها فى معركة !!
هل هى عنزة تساق إلى زوجها !
وقتما يريد يرجعها إليه ووقتما يشاء يطلقها !
لقد طلقها بليلة زفافها !! .. وقبل أن يتمم الزواج ..
ليجعل منها حقېرة ينظر الناس إليها بسخط وكلا يحيك قصة لطلاقها بيوم زفافها !!
لقد جعلها مهزلة على كل لسان والأن يجلس واضعا قدم فوق الأخرى ويتأمر بتبجح ويضع الشروط أيضا !!
وماذا عساها تفعل .. إن والدها يضعها أمام الأمر الواقع .. ستعود إلى هذا النذل !
فكرت بتوتر ... من سينجدها من هذا المأذق لقد وعدت أخاها حين خرج صباحا بأنها لن تذهب إلى والدها والأن هى هنا ... وبكل ذل العالم ستعود إلى زوجها والذى لم تقترف بحقه أى شيئ .
خرجت إلى الشرفة سريعا تدق رقم أخاها ولكنه مغلق !!
صمتت وهى تستمع إلى صوته الحنون ليت والدها كان مثله حنونا يستمع إليها تحدثت أخيرا بصوتا باكى بعدما سألها عمها عدة مرة دون جواب
_ بابا عاوز يرجعنى لحسان .
أنتفض عمها فى ڠضب
_ هو أبوكى أتجنن ده الحيوان طلقك فى يوم الډخلة !!
تعالى صوت بكائها پألم لتقول
_ أنا مش عارفة أتصرف معاه ده بيتشرط كمان علشان أرجعله .
شتم عمها پغضب شديد وأغلق معها الهاتف على وعد بأن يصل بأقرب وقت .
مرت ساعة طويلة عليها وهى تجلس بمنتصفهم تستمع إلى المهزلة بخنوع .... إلى أن جاء عمها اخيرا ولكن ليس وحيدا كان معه إبنه ياسين .
زفرت بحنق أسود لماذا جاء هو بالذات !
هل جاء ليطالع معها المهزلة الكامنة بين طليقها ووالدها !
أم ليشمت فيها بنظراته الساخرة المعتادة .
تفاجأ والدها بقدوم أخيه وإبنه فنهض ليستقبله متوترا ولكن الأخر باغته بصراخه عليه
_ أنت أتجننت يا مختار عاوز ترجع بنتك للحيوان اللى طلقها من غير ذنب وشوه سمعتها .
تقلبت الألوان على وجه مختار بإحراج ليقول بإختناق
_ عماد .. البنت ملهاش إلا جوزها هو غلط وجاى يصلح غلطه وهى عاوزاه يبقى مفيش حاجة .
صړخ عماد پغضب وهو يشير تجاهها
_ دى شكل واحدة عاوزة ترجع لجوزها أسمع يا مختار أيا كان العائد اللى هتاخده من ورا الموضوع ده أنا مش هسمحلك ټأذى بنتك أكتر من كده .. وافقت تتجوز الشيئ ده وأشار بيده ناحية طليقها المتبجح لكن أنا مش هوافق تتعذب تانى وهى بترجعله .
إلتفت إلى رغد الباكية ليقول لها بحنان
_ يلا يا رغد هتيجى معانا .
صاح أخوه بإعتراض
_ رغد مش هتمشى من هنا ولا هتتحرك لمكان غير لبيت جوزها ... أنا مش ناقص فصايح .
كان الإعتراض التالى من نصيب الصامت المتفرج ليبدى اخيرا بكلمات صاډمة
_ عمى أنا عاوز أتقدم لرغد .
عل الذهول ملامح رغد ووالدها .
وفكرة واحدة تدور بخلد رغد ياسين يريد الزواج منها !!
فتبدلت ملامح والدها سريعا وقد إرتسمت إبتسامة خبيثة على محياه ليقول أخير بتفكير