استيقظت فتاه في مقتبل العمر
مصطنع
_ اممممم أنت أبن أخويا وعزيز عليا أوى يا ياسين أحنا ممكن نتفق .
إتسعت عينا رغد بذهول لقد كان منذ لحظات يريد أن يعيدها بأى طريقة إلى ذلك الحسان والأن يتفق مع ياسين ... هل هى سلعة رخيصة إلى هذه الدرجة !
إمتقع وجه حسان ونهض بسرعة مغادرا بينما ألقت نظرات متسائلة إلى عمها فإبتسم لها بحنان مطمئنا .
ماذا الأن .. بأى سعر سيبيعها والدها له !
وما هو عقد الألم الجديد الذى ستعقده مع ذلك الشخص الغليظ !
الحب جنون !!
العشق سراب !!
الخداع وهم !!
وحبه كان سراب !!
حين ينجلى السراب من أمام عيناك تشعر بأن النور يضربها بقوة لتغمضها تارة وتعود وتفتحها تارة آخرى لكن بإدراك آخر وبعيون آخرى .
لا تعلم ما تفعله هنا أو ما جاء بها .. كل ما تعرفه بأنها لن تسكت لن تصمت وتسمح له بجلدها بدون ردة فعل !!
هى ليست صغيفة .. و هى ليست بالتأكيد خانعة .
تسارعت خطواتها لتدخل المبنى الضخم أوقفها مدير الأمن يسألها عن من تكون أو إذا كانت بحاجة إلى مساعدة فلم تعره إنتباه وأكملت الخطى إلى حيث تريد أو إلى حيث يتواجد .
إتجهت إلى غرفة المدير والتى أرشدتها لها إحدى العاملات .
لم تعبأ بالسكرتيرة التى كانت تصرخ بها كى لا تدخل ولا لأى شيئ .. فكل ما تفكر به .. هو !!
فتحت الباب پعنف وإندفعت بقوة أكبر لتجده أمامها حبيبها .. زوجها .. طليقها !!
يجلس على مكتبه الاسود العريض بخيلاء ذئب ماكر أجاد الإصطياد .. وببراءة ألقى بنظرته لها .. براءة الذئب فى عينيه و كانت هذه الجملة المناسبة لنظرته الباردة .
أرجع ظهره للخلف يستند به على الكرسى يطالعها بنظرة ناقضة .. متسائلا فى نفسه إن كان تغير بها شيئ بعد ليلة أمس !
عينيه كانت تتطوف بوقاحة على منحنيات جسدها ليغمض عينيه ببطئ وكأنه يتذكر شيئ ثم يعود ليكمل مسح جسدها بتمهل وتباطئ جعلها رغما عنها تحمرا خجلا وهى تجزم بأنه يتذكر ليلة أمس .
نفضت رأسها بقوة وهى تتذكر ليلة أمس لا بل ورقة إعترافه بحبه المؤلم .
قررت قطع الصمت المتأمل .. فقالت أخيرا بهدوء متجمد يخالف ملامح وجهها العاصفة
_ ماضى .. مۏت .. حب .. إنتقام !!
ماضى مكنتش أعرف عنه حاجة قصة قتل فيها قاټل ومقتول الإنتقام هو اللى جمعنا وهو اللى فرقنا أما الحب فأشك فى إنه موجود .
_ الحب اللى أنت شيفاه مش حقيقى لولاه مكنش ده هيكون الحال صدقينى يا زهور أنا لو كنت عاوز أنتقم بجد مكنش هيكفينى الجواز بس ولا أنتقام من فرد واحد فى العيلة.
واجهت بسؤالها المتردد دائما على بالها وبما أنها ساعة الصراحة فلن تخفى أى شيئ بجعبتها .
_ إيه سبب جوازك منى ! ... السبب مش الإنتقام لأن واضح أوى إن أنتقامك لسه مبدأش أو كنت أنتقمت منى بعد الجواز علطول بس أنت سيبتنى فترة طويلة من غير ما تقربلى بأى شكل .
إتسعت ابتسامته رويدا حتى تفلتت ضحكاته عالية بضخب بينما كانت تراقبه واجمة تطالع ضحكته الصاخبه لينهيها أخيرة مزمجرا وهو ينهض پعنف عن كرسيه .
_ ذكية .. جريئة .. قوية .. رقيقة .. حلوة وعجبانى برئيك كل ده مش يخلينى أتجوزك !
بما إنها ساعة الصراحة يبقا هقول كل اللى عندى أنا أدهم عاصم العامرى اللى اتربى على إيد جده أقسى تربية اتربى على مبدأ واحد
لازم تاخد حق أبوك بإيدك اللى شاف الدنيا بتيجى كلها عليه .. اللى شاف أبوه وهو بيتقتل ومقدرش يعمل
حاجة اللى عاش زى الخدام فى ملك أبوه .
سنين من التعب والظلم من أقرب الناس ليا جدى وأعمامى وأنا بكافح علشان مبقاش الضعيف الجبان دخلت كلية الهندسة و أملى واحد إنى أشتغل واجيب لأمى بيت بعيد عن أعمامى وإنى أريحها من شغل الخياطة يوم ورا يوم والزمن بيجرى بيا .. ما بين شغل ومذاكرة لشغل مستمر علشان أبنى شركتى وإسمى الخاص وشوفت أيام صعبة .. ومنافسين عالين أوى لدرجة إنى لما أكسب صفقة كبيرة لشركتى يبعتوا ناس تضربنى وكأنهم عاوزين يكسرونى وكنت أبقى عارفهم وأسكت لحد ما وصلت للى فيه وبقيت أنا اللى بقضى عليهم وبرجعلهم كل ضربه بحقها .. أعمامى اللى من دمى متهاونتش معاهم لحظة وأنا باخد ورثى اللى أكلوه سنين وبرضوا كان ليهم