بائعة الرمان
انت في الصفحة 1 من 10 صفحات
بائعة الرمان.
في الحياة هناك من يعيش برفاء تام وهناك من يعيش على فتاة المترفهين. كلاهما القدر يحكم فيهما ولكن قليلا من الحظ قد يغير معيشة بعض الناس للاحسن وهذا مافعل القدر بفيولا.
فيولا فتاة ولدت في ايام الحړب والفقر والعوز. عندما ولدت خافا عليها والديها آنذاك ان ټقتل كما فعلا بأخوبها اللذان أغيرا عليهما بإڼفجار إستهدف مسكنهما أودى بحياتهما على الفور ولولا رعاية الله لقضي على والديها اللذان كانا خارج
مرتاحة تذكر..
.لذى قررا والدي فيولا بعدما ولدت في اپشع مكان وهو المخيم قررا ان يهجرا بلدهما ويبحثا عن بلد امن ومسالم تعبش فيه إبنتهما الوحيدة معززة مكرمة بعيدا عن الخۏف والذل والهوان.
ولان والد فيولا رجلا طيبا وصادقا يحبه اغلبية الناس وخاصة منهم البحارة بسبب كونه يعمل لديهم إذ الاخير يقوم بجمع قوته بتنظيف بواخرهم ومراكبهم مقابل راتب ضئيل عبارة عن بضعة اسماك لاتسمن من جوع تقدم إليه كأجرا لعمله او
فوق ذلك لانه قنوع وراض ويقدر الظروف التي من حوله. لانه يعلم جيدا انه لايمنح له اكثر من ذلك جراء الحړب
وماسببته من الدمار الإقتصادي والحاجة من جميع النواحي ومتطلبات الحياة حتى البسيطة منها لاتتوفر بسهولة للناس.
فلم يتآن الرجل لطلب والد فيولا بل وافق على الفور و امره ان يحضر متاعه وعائلته ليلا على الساعة الواحدة صباحا قبل ان تبحر الباخرة بقليل.. ولكن صاحب الباخرة حذره من حراس السواحل انهم يفتشون البواخر خوفا من المهاجرين. فاجابه والد فيولا ان المۏت هنا والمۏت هناك كلاهما. واحد فلا بأس ان يجرب الإنسان حظه على الاقل انه فعل شيئا إكراما لطلب حياة افضل واجمل..
وبينما الباخرة تبحر على مقربة من الساحل الجنوبي إذ بعدة مركبات عالية السرعة تتقدم نحو الباخرة وهي تشعل كشافات فائقة الإنارة تصوبها بإتجاه داخل المركبة طالبين منهم ان يخفضوا سرعة إبحار المركبة وان يضع الجميع يديهم فوق رؤوسهم.
على حين غرة اصبحت الحركة كثيرة فوق سطح الباخرة والاصوات والهتافات من هنا وهناك مرتفعة فقرر والد فيولا ان يصعد للاعلى لكي يستفسر مالذي يحدث هل الباخرة بها خطب ما..
وقبل ان يصعد اوصى زوجته انها لاتلحقه مهما كان حتى ولو تأخر وكأن قلبه حدثه عن مكروه ما. وطلب منها ان تعتني بفيولا وان لاتسمح لها باللعب والركض ومن الافضل لو قامت بتنييمها احسن.
صعد والد فيولا مسرعا خطاه على سلالم الباخرة تحت إرتفاع اصوات الركاب اكثر واكثر والصافرات المعلنة بوجود خطړ.. في تلك الاثناء اصبح قلب والد فيولا بالخفقان اراد العودة من اجل خوفه على اسرته الصغيرة ان يحدث لهما مكروه ظنا منه ان الباخرة بها ثقبا وقد تدخل المياه حيث تتواجد زوجته وفيولا. لكنه تسمر بالوسط ولم يستطع ان يصعد او يعود
ادراجه للخلف.. ولكن قدره يناديه ان يصعد لاعلى الباخرة.. وما إن وصل للاعلى حتى أصطدم بمنظر لم يتوقعه قط.
الليل اصبح نهارا فجأة من الاضواء المتجهة نحو الباخرة
التي تكاد ان تعمي الأبصار