اولاد الحطاب
أخرى
بعد زوال الخۏف والتوتر من الصغيرين عاودا التسلل خلسة نحو المنزل المخيف حتى وصلا الى حافة الشباك الخارجي فتطلعا من خلاله بحذر الى داخل الكوخ فشاهدا الغولة وهي تشحذ سکينها وقد غطت وجهها بالضماد وبالقرب منها يرقد طفل أصغر منهما بقليل وهو مقيد
شاهد سمير على الأرض غطاءا قماشيا فالټفت الى مها وأخبرها أن لديه خطة تلا ذلك أن حمل الفتى الغطاء وتسلق خشبات الكوخ بمهارة حتى بلغ سطحه ثم عمد الى القماش فغطى به فتحة المدخنة وأسرع بالنزول
فانتهز سمير الفرصة فسحب نفسا عميقا وهرول الى الداخل مستغلا ستار الدخان حتى بلغ الصبي وكانت السکين الى جانبه فاستخدمها سمير لقطع قيوده ثم جره معه للركض الى الخارج وبأقصى سرعة
وبعد أن ركض الثلاثة بعيدا تطلع التوأم الى ذلك الطفل فذهلا أشد الذهول عندما اكتشفا أنه ليس سوى أخيهما هاني
أجاب هاني وقد شرع بالبكاء لقد شعرت بالغيرة لأن أبي كان يأخذكما للغابة دوني للمرة الثانية على التوالي لذا فقد تظاهرت بالنوم هذا الصباح وعند خروجكم تسللت خلفكم ولحقت بكم دون أن تشعروا ..
ثم جاء الوقت الذي فقدت فيه أثركم فرحت أتخبط في مسيري على غير هدى حتى وجدت نفسي أدخل هذه المزرعة وآوي الى ذلك الكوخ حيث عثرت الغولة علي فحبستني الى أن جئتما أنتما فأنقذتماني منها فشكرا لكما لكن بالمناسبة أين أبي
لكن وفي تلك الأثناء طار فوق رؤوسهم ذلك الغراب الأشعث وأخذ ينعب بصوت عال ليدل الغولة على مكانهم
فما كان من سمير إلا أن قذفه بحجر فضربه وجعله يرتد هاربا مخلفا وراءه بضع ريشات سوداء
الغولة الغاضبة كانت قد اكتشفت مكانهم من صوت غرابها فرفعت طرفي ثوبها ثم طفقت تجري على قدميها الحافيتين نحوهم بسرعة مخيفة لا تتناسب مع عجوز مثلها
اولاد_الحطاب
الجزء الرابع
..... بينما كانو اولاد الحطاب يجرو والهروب من الغولة حتى تعثرت مها وسقطت أرضا فعاد إليها أخويها وسألوها إن كانت بخير فأشارت الى الأرض فاكتشفوا أنها قد تعثرت بمقبض معدني لبوابة خشبية صغيرة على الأرض مغطاة بالتراب
أسرع الثلاثة بالولوج وهبطوا السلم فيما أعاد سمير غلق البوابة وهو يتمنى أن لا تكون الغولة قد اكتشفتهم .. فكان له ما تمنى ..
إذ إن الغولة قد فقدت أثرهم فجن چنونها وأخذت تهرول حول المكان هنا وهناك تحاول العثور على أي أثر لهم ..
قال هاني هل نحن في أمان هنا
قال سمير لا أعتقد أن الغولة تعلم بأمر هذا المكان فلو علمت لاقتحمته فورا
هنا أخرجت مها من جعبتها علبة ثقاب وشمعة وقالت
كان لدي اعتقاد بأننا سنحتاج إليها لذا أحضرتها معي من البيت
أنار ضوء الشمعة المكان فاكتشفوا بأنهم يقفون داخل ضريح حيث يقبع في زاوية المكان تابوت من الرخام نقشت على جانبه صورة كف مفتوحة
أمسك سمير رأسه وقال لقد رأيت تلك الصورة من قبل آه تذكرت إنها نفس صورة اللوحة التي
حركتها الغولة من