في احد صالونات التجميل في احدي القري
عينيه فوجئ بأبوه يقف أمام باب الغرفة رفع عينيه له وهو يقول
..هيك ارتحت ...
... وما راح يكون لك أى صلة بهاى البنت مرة تانية وإلا راح اسوى تهديدى إلك وإلها بتفهم هاد ...
يومان فى المستشفى وثلاثة فى المسكن الذى كانت تقطنه مع خالد قضتهم هدى تحاول فيهم استيعاد قوتها لتعود لمصر لكن حزنها على وليدها كان حائلا دون ذلك فحقيقى لا تشعر الأنثى بأمومتها الحقيقية إلا فى وجوده وهو ينمو فى احشائها ترتبط به يوم بعد يوم حتى وإن لم تراه كما الحال مع هدى .
لم تشعر هدى بالوحدة والذل والمهانة كما حدث فى هذه الأيام القليلة فقد تركت وحيدة تماما حتى دون خالد فلم يسأل عنها ولو مرة واحدة بعدما حصلوا على ما أرادوا منها . هى الآن هنا لاشئ لا قيمة فقط مجرد أنثى منتهكة ومجردة من كل شئ آدميتها كرامتها انوثتها مشاعرها والأهم ولدها الرضيع الذى ولد قبل أوانه بشهرين ولم يشفع ذلك لهم ليتركوه لأمه حتى يكتمل .
أصبحت هدى مجرد أنثى تعيش لتتمنى المۏت
بعد ثلاثة أيام من خروجه من المستشفى التى تم تسجيلها فيها على أنها حالة استئصال مرارة وليس الحقيقة ولادة
اتاها شخص من طرف الأمير بجميع الأوراق الخاصة برجوعها مع ورقة إخلاء طرف من العقد
المنصوص عليه بينهم وجميع مستحقاتها المادية الخاصة بهذا العقد وبالطبع الشيكات الحقيقية الخاصة بوالدتها بالإضافة لاوراق معتمدة من أحد البنوك الدولية بإيداع مبلغ يتعدى الخمسة ملايين ريال سعودي
وفى النهاية أعطاها أوراق حجز وتذكرة طائرة لليوم التالى
ودعت هدى المملكة السعودية ومعها ودعت هدى القديمة ودعت نفسها ودعت طفلها الذى لم تراه
ودعتهم بدموع قلب ودعاء وتضرع لخالقها بالجمع بينها وبين طفلها فى يوم من الأيام .
عادت لمصر بشخصية جديدة تماما هدى جديدة شخصية أكل الحزن والذل قلبها وكرامتها أصبحت أنثى حاقدة على الحياة وكارهة لها
بعد مرور 7 سنوات ............
..... خالد خالد تعالى هنا إحنا مبقاش ورانا غير اللعب مش فى home wark المفروض هتخلصه لو مخلصش مش هتيجى معايا عند تيته ....
... بكرة وبعده كمان إجازة يامامى وهنروح فرح خالتو هدير بكرة هبقى أكتبه أما يخلص الفرح ...
...أنا قلت كلمة واحدة ياخالد لو مخلصتوش دلوقتى مش هتيجى معايا خليك مع بابى بقى ...
...لا لا لا هكتبه انتى عايزانى أفضل مع بابى عشان يحبسنى فى الاوضة ويسيبنى ويمشي ...
...مليش دعوة مش عايز اقعد مع بابى عايزة اروح معاكى عند تيته والنبى يامامى عشان خاطرى ...
... طيب يلا يالمض هات شنطتك عشان نشوف اخدت ايه انهارضة ...
...حاضر. ..
وقفت هدى بعدما ظهرت علامات الڠضب على وجهها فقد أصبحت الحياة مع هذا الرجل لا تطاق فاقد للمسؤولية تجاه ابنه والحب والاحترام مع زوجته رجل لم ينسى له ابنه حپسه له لمدة أربع ساعات كاملة وحده فى غرفته لمجرد أنه أراد أن يذهب لموعد مفاجئ ولم ينساها الطفل رغم مرور أكثر من عام عليها
...مامى مامى عمال بنادى عليكى ومش بتردى ...
...معلش ياحبيبى كنت سرحانة ..
...أنتى بتبقى سرحانة كتير اصلا ...
...بس ياد انت وهات الشنطة اللى فى ايدك دى ...
...اتفضلى ياستى ...
أصبحت هدى سيدة من سيدات المجتمع الراقى بعدما تزوجت من المهندس عمر عبد الفتاح صاحب أكبر مكتب هندسى فى القاهرة أو على الأقل هو الآن هكذا ولم يكن كذلك عندما تزوج من هدى لكنه استطاع فى
فترة وجيزة تنمية اسمه واسم مكتبه لهذه الدرجة وليس بفضل مهاراته كمهندس أو إدارى ناجح إنما بطرق أخرى لا تمت للأخلاق بصلة فهو انسان انتهازى وصولى ومنافق ليس لديه أى مانع لأى شئ ليصل لما يريد حتى وإن كان التقرب من نساء ستكون مفتاحه لما يريد زوجة فلان أخت فلان ابنة فلان حتى وإن كانت أم فلان
أما فضل النجاح الهندسى فهو لشريكه حسام رفعت وهو زوج منى صاحبة هدى وكان هذا هو سبب التعارف فقد رأاها فى حفل زواج منى من حسام ولم يبتعد عنها وقتها حتى تزوجها
حسام مهندس معمارى ناجح جدا شريك لعمر بنسبة 30 فقط مهمته هى إدارة المكتب الهندسية والفنية هو وجروب المهندسين العاملين معه أما طريقة الحصول على العمل نفسه فهى مهمة عمر .
وأخلاق عمر هى