نذير شوم
الشقه وتفضى متفضاش بكره هاخدها يأما هتلاقى نفسك فى الشارع .
أنهى حديثه وتركها ودلف للداخل غير مراعيا بحالتها شعرت فى هذه اللحظه بالتشرد وليس هناك كلمه تصف حالتها غير هذه أين ستذهب تدرك جيدا أنها لن تجد أحد يأويها فى هذه المنطقه فجميعهم يتمنون أن يتخلصوا منها اليوم قبل غدا ....جلست أمام الباب على درجة السلم الوحيده وهى تنظر أمامها بشرود وهم ماذا ستفعل غدا أستترك المأوى الذى قضت فيه حياتها الماضيه وأين ستذهب وماذا ستفعل فى عملها المرتبط بهذه المنطقه !...
كان عائدا بعدما أنهى مقابلة من جاء ليدعيه على زفاف أخيه وطوال الوقت تشغل باله تلك الفتاه التى قابلها صدفه وشغل عقله بقصتها وعن ما قاله الرجل عنها ترى ما قصتها ليظنون أنها كما قال الرجل وش نحس وهل يربطون كل شئ سئ يحدث بها !
نظر يمينا وهو يسير بسيارته فى الشارع الرئيسى كى يخرج من المنطقه فلمحها تجلس أمام أحد البيوت ذات الثلاث طوابق تقريبا كانت تنظر أمامها بشرود كأنها لا تعى ما حولها أوقف سيارته بعدما تخطتها ونظر من مرآة السياره عليها ليجدها لم تحرك عيناها حتى رغم مرور السياره أمامها ظل محله يفكر لم توقف ولم يشعر بالفضول لمعرفة قصتها ربما جذبته ملامحها المميزه وربما صوتها الرقيق وربما نظرة الحزن التى كانت تحتل عيناها أو حديث الرجل عنها وإثارة فضوله حول قصتها وجلوسها الآن كأنها تحمل هموم الكون بأكمله! لم فتاه ربما فى بداية العشرينات من عمرها تبدو بكل هذا البؤس والحزن ! زفر بضيق بعدما طال تفكيره بها وطالت وقفته فقرر الذهاب ما شأنه بها ليفكر فى أمرها أو يقف أمامها هكذا ! فليتركها بما تعانيه لا دخل له هكذا حدث نفسه قبل أن يترجل من سيارته متجها صوبها !!! ..
أنزلت عيناها وجذبت الوشاح على وجهها أكثر ثم هبت واقفه أمامه وقالت
خير يا أستاذ أيه الى رجعك تانى
حمحم بحرج وهو يدرك الموقف الذى وضع نفسه به وقال
لا أبدا أنا خلصت
مشوارى بعدين وأنا راجع شوفتك قاعده كده ففكرتك محتاجه مساعده .
مساعده ازاى يعنى
رفع منكبيه بجهل وهو يقول
بصراحه أنت غريبه من وقت ماشوفتك مشيت فجأه من غير ما تدلينى على البيت ودلوقت قاعده فى الشارع لوحدك والكل فى الفرح الى هناك ده هو أنت كنت راجعه منه
وأنت مالك ! أمرك غريب يا أستاذ أنت مش شايف أنك بتدخل
فى الى ملكش فيه
نظر لها يوسف بضيق وقال
تصدقى أنا غلطان أنى جيت أتكلم معاك أصلا .
التف ليعود لسيارته ووقفت هى تنظر له بضيق حتى أت بعقلها شئ ما فرفعت صوتها تنادى بلهفه
استنى يا ..أنت يا أستاذ استنى ..
ايه قلة الذوق دى ! أنا مش بنادى !
وأنا مش عاوز أرد .
هو أنت منين
هو أنت يعنى زعلت ده أنا كنت بهزر .
رفع حاجبه باستنكار
لا يا شيخه بتهزرى ده أنت كنت هتضربينى .
شهقت بخضه مصطنعه وهى تقول
اضربك! طب بذمتك أنا كنت طايلاك حتى عشان أضربك ! بعدين أنا كنت متضايقه شويه وجت فيك .
تنهد بهدوء ثم قال
عاوزه ايه
من الحدادين .
هتفت بلهفه
طب تعرف مكان عندكوا عاوز ساكن
ضيق حاجبه متسائلا
عاوزه شقه يعنى
ايوه بس إيجار .
نظر حوله بتفحص ثم نظر لها متسائلا
أومال أنت عايشه فين
أشارت على المنزل الذى كانت تجلس أمامه وقالت
هناك بس هسيب الشقه بكره .
سألها باستغراب
ليه
أخفضت نظرها وهى تردد بخفوت
ظروف والمنطقه هنا مفيهاش شقه فاضيه كلهم ساكنين فقولت أسألك جايز فى المنطقه عندكوا فيه ..
تذكر منزل والده الآخر الذى فتح فى أحد شققه عيادته الخاصه والتى يوجد فوقه شقتان فارغتان لم يتم الانتهاء منهما فقال
بصى أنا أعرف شقتين فاضيين بس على المحاره الأسمنت فاضلهم الدهان وشوية تشطيبات خفيفه كده لو حابه ....
قاطعته بلهفه وهى تقول
مش مهم يكونوا متشطبين أنا موافقه .
ابتسم وهو يقول
تمام ممكن تقعدى فى واحده منهم على التانيه متتشطب وتنقلى فيها تعالى بكره وأسألى على بيت دكتور يوسف المهدى أى حد هيدلك وأنا هبعت معاك حد يوريك الشقه .
تسائلت بحرج
طب يعنى هو إيجار الشقق عندكوا غالى
ابتسم لها بلطف ورد
متقلقيش هتوسطلك عند صاحب الشقه وهتدفعى الإيجار الى تحبيه .
ابتسمت بحرج من سؤالها عن المال ومن حديثه ولكن ماذا تفعل فهى تعرف إمكانيتها المتدهوره أتذهب دون علم بمبلغ الإيجار وتفاجئ بالسعر هناك وحينها ستضطر أن ترفض وتبقى هى وأشيائها بالشارع.....
تنهدت بحزن على حالها ثم نظرت له مبتسمه ابتسامه صغيره وقالت
تمام شكرا إن شاء الله هكون عند حضرتك بكره .
لاحظ التغير فى ملامحها ونظرة عيناها الحزينه لكنه فضل الصمت