بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف
مازن لإصرار والدته خوفا من نظرات مالك التي تخترقه ظنا منه أنه سيعرف يأخذها منها وهم وحدهم
ثم انتوي الذهاب إلى أعلي ليبدل ملابسه أوقفه صوت مالك مناديا عليه بحدة أرعبته
مازن اقف عندك .
حول بصره لأخيه وداخله يرتجف وأجابه بتوتر
نعم يامالك في حاجة تانية.
اتأدب لما تيجي تتكلم مع أخوك الكبير إللي في مقام والدك .
لم يفتح فمه ببنت شفة وانتظر تحذيرات أخيه بملل إلي أن سمع صوت مالك مرددا بأمر قاطع
اعمل حسابك إنك هتنزل معايا المصنع من بكرة إن شاء الله
تتابع الشغل مع علي وتتعلم منه وتشتغل تحت إيده علشان حجم الشغل كتر عليه
وأنت ماشاء الله فاضي أهو ولا وراك شغلة ولا مشغلة
أهو نستفاد من طولك وعرضك إللي ملوش لازمة في الدنيا غير السرمحة مع إللي يسوي وإللي ميسواش .
مط شفتيه بضيق وأردف مستنكرا
يعني إيه أنزل الشغل والمصنع وأنا ولا أعرف أي حاجة وكمان
لسة مخلصتش دراستي يامالك
أجابه مالك ببرود دون أن ينظر له
وإيه علاقة الشغل بالدراسة انت ولا بتذاكر
واسترسل باستهزاء وهو يشير إليه
البيه إللي بيصحي كل يوم الضهر ومقضي بياكل مامه وينام ننه
شكل الواحدة البايرة إللي قاعدة ترازي في خلق الله بسبب وبدون سبب .
وإن رفضت بقي يامالك هتعمل إيه
قالها مازن باستنكار.
والفيزا أوردي انسحبت منك .
قالها مالك بتأكيد .
ڠضب مازن بشدة وتركه وصعد إلي الأعلي دون رد علي حديثه
بكرة الصبح إن شاء الله تظبط منبهك علي ٩ بالدقيقة تكون صاحي ٩ ٣٠ تكون علي الفطار سامعني
قالها مالك دون أن ينظر إليه بكل ثقة وعاود عمله علي اللابتوب
وجدها من طليقته وكان محتواها
إزيك يامالك
أنا بجد زعلانة منك علي المقابلة الۏحشة إللي إنت قابلتها لي في المكتب ومش بس كدة ده انت طردتني كمان وخليت منظري وحش قدام السكرتيرة
أنا لسة بحبك يامالك وباقية علي عشرتنا مع بعض
للدرجة دي مبقتش تحبني ولا طايق تشوفني !
قرأ هو رسالتها بملل واستغرب من أين أتت برقمه الخاص والذي لم يعطيه لأحد سوي والدته وأخيه وأخته وصديقه علي
وحدث حاله
الزفتة دي جابت رقمي منين هو أنا ناقص ۏجع دماغ من الحرباية دي
مش معقول يكون علي إللي إداها الرقم ده أما أصدق إني طلقتها وخلصت من نكدها وزنها
ولا ماما طبعا معقولة تكون أختي ولا مازن
بس مازن ميجرؤش يعملها يبقي مفيش غير الست هيام هانم ما هم طول عمرهم حبايب
واسترسل متوعدا
ماشي ياهيام إن ماشفت شغلي معاكي مبقاش أنا مالك.
ولم يعير رسائلها انتباها ثم وضع رقمها ضمن الأرقام المحظورة كي لا تبعث له رسائلها التي تجلب له صداع الرأس مرة أخرى .
انتظرت هي كي يرد عليها أو يعيرها انتباها بعدما رأت علامة استلامه للرسالة ولكنه لم يرد
جائت لترسل له مرة أخرى وجدته قد حظرها ورمي برسائلها عرض الحائط كما ترمي القمامة في سلة المهملات
استشاط داخلها وانتوت غدا الذهاب إلي أخته
كي تشهدها عليه وعلي تجاهله وأفعاله معها .
عجيب حقا أمر الإنسان الشئ يكون ملك يمينه ويفرط فيه بسهولة وما إن يتركه ويرحل ثم يعود ويجد ذلك الشئ وينظر إليه بعين أخري يلمع في عينيه ثانية ويريد امتلاكه
وكأنه لعبة شفراتها في يده يحركها كيفما شاء ووقتما شاء .
في الجامعة صباحا يدلف رحيم بسيارته إلي الجراج كي يصطف سيارته ويصعد إلي مكتبه
وبعدما صفها وخرج منها ذاهبا إلي مكتبه إذا به يسمع أنينا خاڤتا لايسمعه أحد إلا بصعوبة
سار تجاه الصوت بخطوات بطيئة جدا وإذا به يسمع صوت أحدهم يقول
لاااا يا مي مش هعمل كدة ولا هنفذ لك إللي إنتي عايزاه
واسترسلت وهي تبكي ألما بصوت منخفض
إنتي فاهمة إنتي بتطلبي مني ايه أصلا اعمله ! إنتي عايزاني أعمل حاجة لا عمرى هقبلها ويستحيل أعملها ولو على رقبتى
انتي بتعملي كدة بحكم إني مليش حد يحاسبني وإن ده عادي
يستحيل أعمل إللي إنتي عايزاه ده وإللي عندك اعمليه واللى يحصل يحصل.
ثم أغلقت الهاتف وجلست تضم ساقيها تنتحب بشدة بسبب ضغط تلك المي عليها وابتزازها لها بسبب خطأ ارتكبته دون قصد أوقعها تحت براثن تلك المي .
كل ذلك أمام الواقف المستمع لكل كلمة قيلت واخترقت أذنه
وحدث حاله
مين دي إللي عماله ټعيط بالشكل ده وواضح جدا إن حد بيبتزها علي حاجة وهي رافضة
وأكمل وهو مثبت أعينه علي ظهرها
طيب أروح لها وأفهم منها وأحاول أساعدها ولا أخليني في حالي أحلالي لا تعملي مشكلة وإحنا هنا في الجراج
بس أنا متعودتش أشوف حد محتاج أو حزين وبيبكي ومروحش أشوف ماله خلاص هروح وامري إلي الله.
وما إن خطي أول خطوة إليها حتي وجدها غادرت الجراج بسرعة دون أن