بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف
آه قلتي لي طب متحلميش بقي ياحبي علشان ماتفقيش علي كابوس
إحنا في بينا شرط إنك لو هتشتغلي يبقي مش مباشر إنتي عارفة إني بغير عليكي من الهوا الطاير
ومش مستعد بقي لحوارات التصميم إللي معرفش مصنع مين مكلمك وآتليه مين عايزك وحوار الإغراء بالفلوس علشان تروحي للمصنع ده ولا المصنع ده
واستطرد وهو ينظر داخل عيناها بحب
بعيدا عن ضوضاء السوشيال ميديا وعالم الأعمال إللي مبينتهيش
لم يعجب جميل حديث باهر وتحطيمه لآمال غاليته ولكنه صمت لعدة أشياء أهمها أن ابنته موافقة علي حديث زوجها ولم تعترض
وأيضا لم يريد أن يحشر نفسه بينهم هم أدري بشؤون بيتهم
أما ريم حزن داخلها لأجل تصميم زوجها علي غمر موهبتها داخل أركان منزلها فقط
ثم التهت مع عائلتها في جو كله مرح وسعادة لاتريد هي إفسادها بمزاجها السئ .
في منزل مالك الجوهري
يجلس علي الأريكة وأمامه اللابتوب الخاص به يراجع بعض التصميمات المرسلة إليه من علي
وجد أن أكثرها يحتاج إلى تعديلات دونها أولا بأول لكي يرسلها إليه فهو المسؤول عن التصميمات الأون لاين ومتابعة أصحابها
من هدوئه الذي يخطف بريق العين
ومن اكتماله فنادرا ما يجد لصاحبة هذا التصميم أخطاء فهي
تنفذ تصميمها بحرفية عالية
ومن توقيعها أسفل التصميم توقيع خاص بتصميمها فقط
وحدث حاله وهو يتناول قهوته ويشرب معها السېجار المفضل لديه قائلا بإعجاب
إللي زيك بالخبرة والإبداع ده اكيد عمرك معدي ٥٠ سنة
وأكمل متسائلا حاله بحيرة
ياتري ليه مختفية ورافضة الظهور واحدة زيك كان المفروض أقل حاجة يبقي عندها مشغل وأتيليه ويجي لها أشهر الناس يصمموا عندها
وبقي علي حيرته وتعجبه إلي أن خرجت والدته تدعوه إلي تناول العشاء
هو الأستاذ مازن سهران برة كالعادة كل يوم نتعشي من غيره
ونظر في ساعة يده مردفا بحدة
والساعة حاليا داخلة علي ١١ وهو ولا في دماغه .
ربتت أمه علي يده مردفة بحنان
أمنتك أمانة يامالك ماتعصب نفسك يابني كل لما تيجي تاكل لقمة وتنكد علي نفسك
أجابها متهكما بسبب دفاعها المستميت عن تصرفات ذلك الفاشل
لحد امته ياماما هتفضلي تبرري له أفعاله الژبالة دي
البيه السنة بياخدها بسنتين ومش حاسس ولا دريان بعمره إللي بيضيع في التفاهة والهيافة إللي هو عايشها
واسترسل بضيق وهو يتناول هاتفه لكي يتصل به ويري اين هو إلي الآن وما إن أجابه أخيه اڼفجر فيه بحدة
الأستاذ إللي بيصيع مع شلة المراهيق إللي زيه ناوي يجي امته إن شاء الله
توتر مازن من حدة أخيه وابتلع لعابه وأجابه بتوتر
أنا أنا خلاص راكب العربية وجاي أهو يامالك
وبعدين أنا متأخرتش يعني علشان تتعصب كدة دي الساعة لسة مجتش ١١ !
أنا مستنيك نص ساعة بالكتير ألقاك قدامي
قالها مالك بأمر وهو يغلق الهاتف في وجهه دون أن ينتظر رده .
وما إن وجدته والدته يمسك بالفوطة الخاصة بالطعام والتي بها يعلن عن انتهاؤه للطعام
حتي أمسكته من ذراعه وأردفت بمحايلة
أستحلفك بالله لا تقعد تكمل عشاك إللي كل يوم والتاني متكملهوش بسبب
أخوك
وأنا والله لما يجي هتكلم معاه وهشد عليه ياأخويا .
مالك بهدوء
لأ إله إلا الله أنا خلاص شبعت ياأمي مقدرش آكل حاجة تاني .
لا والله ما هتقوم إلا لما تخلص طبقك ده كله .
قالتها والدته بتصميم استجاب له مالك كي لا يحزنها
ثم أنهي طعامه وطلب من والدته فنجانا من القهوة تطهيه بنفسها له
وذهب إلي الأريكة لكي يكمل عمله بهدوء وهو ينتظر ذلك البارد
انتهت والدته من صنع القهوة وما إن جاءت تجلس بجانبه حتي سمعوا صوت السيارة الخاصة بمازن
حدثته والدته بامتنان
بقولك ايه يامالك متتكلمش معاه سيبني أنا المرة دي أتكلم معاه ياحبيبي .
وافق مالك علي حديثها لكي لا يحزنها وتناول قهوته في هدوء دون أن يعير قدوم أخيه ادني انتباه
نظرت إليه والدته پغضب شديد منعتة إياه بشدة
حمد لله على السلامة من اللف يامازن بيه
إيه مش هتسيبك من شلة الضياع إللي إنتي ماشي وراها دي وتركز وتفوق لمستقبلك
ثم رفعت سبابتها أمام عيناه وأكملت بشدة
وهي تمد يدها الأخري له
هات الفيزا إللي معاك وحسك عينك تطلبها تاني إلا لما تتخرج من الكلية
اڼصدم هو من حديث والدته الذي يراه لأول مرة وسألها متعحبا
هي الفيزا مالها ومال اني انجح أو منجحش ياماما !
وبعدين انتي معصبة نفسك ليه ياحبيبتي كدة غلط عليكي من السكر والضغط .
صممت علي أن يعطي لها الفيزا وأكملت بحدة
أقول لك ليه يا عنيا الفيزا دي إللي مقوية قلبك ومخلياك تبعتر فلوسك يمين وشمال
علي شلة المقاطيع إللي بتمشي معاهم وبيستغلوك للضياع .
واستجاب