الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية شيرين

انت في الصفحة 12 من 157 صفحات

موقع أيام نيوز

فيها سألت متلعثمة لتحاول كسر هذا الصمت ولكن دون فائدة فتابعته بنظرها لتجده يتوجه نحوها من خلف مكتبه إليها ورسم على شفتيه ابتسامة ماكرة دون أن تلمس عيناه ثم وقف أمامها لم يفصل بينها وبينه سوى منضدة صغيرة لتشعر أن نظرته الثاقبه قد سړقت أنفاسها.
ظلت تنظر إليه بعسليتاها لتجده يخلع سترته وألقاها على مكتبه وهو لا يزال مثبتا نظره عليها أستغربت من فعلته وأخذت في النظر إليه محاولة فهم ما يحاول أن يفعله ولكنها لم تدرك شيئا من تصرفه الغريب.
شرع في فك رباطة عنقه والقاها بنفس عدم الاكتراث كما فعل في سترته ثم جلس على المنضدة التي أمامها وقد تقارب مستوى وجهيهما ونفس الإبتسامة لا تغادر شفتاه لتتعالى خفقات قلب شيرين حتى شعرت أنها قد يصيبها نوبة قلبية.
أقترب مها حتى وجدت ركبتاه تلامس ركبتاها فابتعدت عنه شيرين قليلا بمقعدها للخلف ولا تدري ماذا تقول أو كيف تمنعه عما يفعله لتتابعه بتلك العسليتان في تعجب وأنفاسا تعالت في عدم راحة لتراه قد بدأ في فك أول زرين من قميصه الأبيض المشدود بعناية على صدره العريض كأنه سينفجر بيد واحدة وبالأخرى قد مد يده بين ركبتي شيرين ولكن دون أن يمسهما وجذب مقعدها له مجددا بعد أن ابتعدت به. ويده الأخرى لا زالت أمام صدره لا تعلم ماذا سيفعل وما الذي ينتويه بتصرفاته تلك الغير مبررة.
لم تستطع شيرين الإنتظار أكثر ولن تتحمل تصرفاته تلك الغير مفهومة ولم يعجبها ما يفعله وإقترابه الزائد عن الحد معها فمهما كان وأيا كان شأنه لا يحق له
بارت 4
بسرعة البرق مسك يدها ليوقفها وقبضته تعتصر معصمها وزادت إبتسامته الماكرة التي لم تفهمها شيرين وتوسعت عسليتاها في صدمة من طريقته 
اه.. سيب ايدي.. أنت اټجننت ولا ايه صاحت متألمه وحاولت الإفلات من قبضته ولكن دون جدوى.
قام يجذبها خلفه بشدة ليرغمها على السير خلفه وهي لا تعرف ما الذي يفعله وكيف يفعل بها ذلك دون التحلي بالرسمية أو حتى بالعملية كأي رجل في مكانه فهو حتى لو اشتهر بجرأته الشديدة لا يحق له أن يفعل ما يفعله ولا حتى التصرف بتلك الطريقة التي تفتقر للإحترام!! 
يا نهار أسود!! لا يكون هيتحرش بيا زي ما سمعت عنه!! طب هاعمل ايه أنا دلوقتي لو عليت صوتي وصړخت ممكن حد يسمعني أصلا من مكتبه ده هاقدر أصوت أصلا أنا مالي كده لساني مشلۏل ومش قادرة حتى أزعق فيه ولا أمنعه عن اللي بيعمله!
اڼفجرت الأسئلة بعقلها وڠضبها من نفسها أكبر من ڠضبها وتوترها من هذا البارد. فجأة وجدته يلقي بهاعلى أريكة جلدية سوداء ضخمة لتزحف هي لآخرها بإرتباك وعسليتاها تتابعه في تعب امتزج بالخۏف والتوتر لتجده يبتعد وجلس أمامها بغرور على أريكة مماثلة وكاحله الأيم لامس ركبته اليسرى واضعا قدما فوق آخرى وذراعاه ممدتان يمينا ويسارا بجانب رأسه. ثم رآته ينظر لها بعيناه الرماديتان تلك التي لم ترى مثلهما من قبل لقد رآته بمئات الصور ولكن مواجهة تلك الرماديتان الثاقبتان بالحقيقة شيء مختلف تماما عما تراه بالصور!! 
لاحظت تلك الإبتسامة اللعوب المليئة بالمكر وكأنه يفكر بشيء ما أو يتخيل أمرا لم تعرف هي عنه شيء ولا حتى تستطيع توقع تفكير رجل مثله أنتي بقا مش زيهم.. تمام.. يالا بينا! تمتم بعقله ولكنها بالطبع لم تستمع لتفكيره
أسمعني كويس كده وفوق لكلامي عدلت من جلستها ونظرت له بأنفاس متلاحقة من إرتباكها الشديد وتوترها ولكنها تحلت بالشجاعة ثم صاحت به أنا هنا عشان الشغل وبس!! ومعنديش وقت أنا ولا فاضية لمسلسل السكوت بتاعك ده! واياك تقرب مني ولا تلمسني تاني ده إذا أصلا كنت هشتغل معاك! دي آخر فرصة قدامك عشان تكلمني بإحترام عن الشغل ولو مش حابب مظنش حد فرض علي...
متخلقش اللي يفرض عليا حاجة! قاطعها بمنتهى الهيمنة والغرور لتنظر هي له في غير تصديق وملامح وجهها التي تغيرت كانت كفيلة بجعا من يراها أن يدرك أنها قد قامت بسبه بداخل رأسها لآلاف المرات!
يا سلام!! أنت فاكر نفسك ايه أنت ولا مين! صاحت به بنبرة مليئة بالتقزز
كملي.. كملي أجاب ساخرا بإبتسامة مليئة إستهزاء
وريني العقد ده إذا كنت هاشتغل معاك أصلا آمرته بكبرياء
ده أنتي هتعرفيني أعمل ايه ومعملش ايه بقا! أنتي هتتشرطي يا شاطرة! نظر لها پغضب شديد وشراسه
أرجوك.. بطل تضيع في وقتي وقتك همست بصوت منخفض عاقدة ذراعيها وتملكها الړعب من نظرته المخيفة وحاولت أن تنقل عسليتاها حتى تتوقف تلك الرماديتان عن تفرسها بتلك الطريقة
اسمعي اللي هقوله ده كويس عشان أنا كلمتي مبكررهاش مرتين.. متخلقش اللي يقولي أعمل ايه وما اعملش ايه نظر لها نظرة باردة كالثلج وهمس بصوت مخيف ببطىء بعث في نفسها الرهبة أو يأ.. مر..
ني.. سكت متفحصا رد فعل كلامه عليها وهو يعلم جيدا ماذا يفعل وابتسم زهوا لخۏفها الظاهرعليها وإرتباكها فكبرت إبتسامته ورآها تريد
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 157 صفحات