الأربعاء 27 نوفمبر 2024

مذاق العشق المر بقلم سلمي المصري

انت في الصفحة 49 من 75 صفحات

موقع أيام نيوز


افتقادها لكل شىء أحبته وفقدته بكل طريقة 
حاول أن يكتم أنفاسه حتى لا تلاحظ اضطرابها من قربها الزائد 
ولكن ماذا عليه أن يفعل بنبضات قلبه المتمردة تكاد ټحطم ضلوعه تلك 
كيف يوقفها هي الأخرى 
اخترقت احدى دمعاتها قميصه فتحسس حرارتها جلده ليغمض عينيه مقاوما الما يعصف بروحه وينكره على نفسه 

مد يده في تردد ليربت على شعرها فتوقف كفه في منتصف الطريق وهو ينظر الى دبلة فضية لنور في خنصره 
الايمكن ان يسمي ما يحدث الان خېانة في حقها 
هل يقبل الم الخېانة الى ارق قلب صادفه ومع من حطمت قلبه مسبقا 
شاء أم أبى لازالت الذكرى تلوح بخياله بين الحين والاخر 
انحرف كفه الى كتفها يبعدها عن صدره في رفق 
ازدردت ريقها وهي تطرق أرضا قائلة 
انا اسفة محستش بنفسي 
تصنع ابتسامة باردة على شفتيه يخبرها فيها بحنان أكثر برودا 
متعتذريش يا ايتن مفيش اخت بتعتذر لاخوها انها اترمت في حضنه وقت ما احتاجته 
همست في ألم تنكر جملته رغما عنها 
تتذكر يوم ألقى مثلها في وجهها منذ سنوات يا لقسوته التي لاتعرف من أين أتى بها 
أخته !!! 
واصل حديثه 
طبعا يا ايتن وفي اي وقت احتجتي اي حاجة اطلبيها مني انا 
وقبل ان ترد او بالأحرى تبحث عن رد مناسب شعرت بنور تفتح الباب وتدلف الى المكان 
مسحت عبراتها سريعا قبل أن تقترب منها 
تمعنت الثانية بها لحظات قبل أن تربت على كتفها تسألها في رقة 
ايتن انتي كويسة 
تنفست ايتن في عمق وهي تضم الاوراق الى صدرها بقوة قبل أن تهز رأسها بالايجاب 
بعد اذنكو 
وفرت من المكان بأسره فلم يعد بمقدورها الاحتمال اكثر 
راقبتها نور حتى خرجت لتلتفت الى حسام الذي كان يراقبها بدوره حتى أغلقت الباب خلفها لتظل عينيه معلقة به للحظات قطعتها نور وهي تسأله 
مالها ايتن 
أجابها حسام وهو يتجه الى مكتبه 
اللي حصل لايتن وللعيلة الناس كلها عارفاه 
استقر في مكانه ورفع نظراته اليها 
الاف من الاسئلة تطرح ذاتها بوضوح في عينيها وهو لايملك جوابا واحدا يريحها او يريح نفسه 
سألته مسبقا عن علاقته بايتن فأخبرها أنه خطبها لبعض الوقت ولم يطل الامر كثيرا 
جعلها تتوقع سبب انتهاء الخطبة بأنهما لم يتفقا فتهور ايتن لايليق بشخصه الحازم 
جعلها تتوقع تقليدية العلاقة بينهما وأن الخطبة تمت لصلة القرابة ليس أكثر ولم يصحح لها مفهومها بأنه هام عشقا بايتن سنوات طفولته وشبابه 
جعل كفره بالمشاعر الذي يردده على مسامعها ليل نهار يدحض اي شك لديها عن أي مشاعر جمعتهما 
يخبرها دوما باعجابه بها وبذكائها وبكل شىء فيها يخبرها ان هذا يكفيه وأكثر في الزوجة التي يتمناها 
علقھا بأمل انها قد يمكنها تحريك مشاعره في لحظة 
أنا بحبك يا حسام 
قطعت أفكاره باعترافها الصعب على فؤاده فنهض ليصبح في مواجهتها 
لايعرف حقا بما يجيبها 
هل يخبرها ان القلب لايمكنه أن يدخل معادلة دون ان يدمر 
هل يخبرها ألا تحبه فقلبه لن يبادلها المشاعر تلك ما عاش 
ولكن من يدري 
وماذا بنور لا يمكن أن يعشقه رجل 
بها كل شىء يستدعي منه المحاولة 
كفاه غرقا في جنون حب مزيف لايمكنه تجاوز ما أصابه منه 
التقط كفها يقبله في رقة ارتعدت لها جسدها بأكمله وهو يسألها 
يبقى نتجوز دلوقتي يا نور مفيش داعي للتأجيل 
سحبت كفها من كفه لتقول 
مش ده معنى اللي قولته يا حسام 
قطب حاجبيه فواصلت 
لو طلبت منك فرصة هتديهالي مجرد فرصة اتاكد فيها من حاجات كتير انا بالنسبالك استاهل الفرصة دي 
التقط كفها مجددا يخبرها في سرعة 
انتي تستاهلي كل حاجة في الدنيا يا نور 
ابتسمت في حزن تخبره 
الفرصة مش ليا لوحدي الفرصة دي لينا احنا الاتنين مع بعض 
ضيق عينيه في حيرة 
قصدك ايه 
التفتت الى الباب المغلق ثم اليه دون ان ترد فاتسعت حدقتاه ينكر ما التقطه ذهنه من تلميحها 
نور ايتن بالنسبالي بنت عمي وبس ولو على 
أوقفته بكفها تمنعه من الخوض في الحديث أكثر لاتريد أن ينفي شكها بحديث واهن 
هي تريد الفرصة لكليهما كما أخبرته 
تريد قلبه خاليا حتى وان فقد احساسه بالعشق ستعرف كيف تعيد بعشقها اليه العمل 
فقط لو كان خاليا 
حسام انا
مش بتهمك ولا انت مدان قدامي بحاجة بس انا بحبك وخاېفة اغامر بقلبي وده حقي 
تنهد في عمق يفكر فيما تقوله 
فرصة 
ربما كانت محقه وهو في امس الحاجة اليها فليعطي لقلبه الفرصة في تحديد وجهته فاما يستقر مرساه على مرفأها أو يغرق دون ان يحذبها معه الى حدفها في القاع 
بعد مرور عامين 
ارتعدت بشدة وهي تحتضن نفسها وتنظر الى الباب تطالع ذلك القاسى الذي يتابعها فى نظرة تقشعر لها لتتذكر انه لاسبيل لها من الفرار أبدا ربما كان لديها أمل أخير فى انقاذ نفسها مما هي فيه خيط ضعيف من النور بين كل ظلمات اليأس التى تاهت فيها لماذا لم تلجأ اليه 
نعم جرحته ولكن ما كان ليتخلى عنها ابداا 
ليت الثمن كان حياتها اذن لفضلت المۏت مائة مرة على ان تقدم على ذلك ولكنها ليست حياتها بل حياة أخرى تستحق أن تجازف من أجلها 
ربما كان الله به رحيما فتلقى حدفها او ترسله هو الى حدفه قبل أن تذبح على هذا النحو 
انتفضت على صوت قاس وصارم 
هتفضلي واقفة كدة كتير ما تخلصي 
التفتت له بعينين امتلئتا بالدموع ولكنهما بقيا على حافة جفنيها يقاوما الانحدار لقد استنفذ ما مضي من دموعها ومشاعرها بما يكفى ولم يتبقى لها سوى الشعور بالقهر فقط والقهر لا يحتاج الى دموع 
القهر يستجلب العجز ويسلب ما تبقى من الروح ازدردت ريقها وهي تغمض عينها تتحسس هذا الخڼجر فى حقيبتها قبل ان تمد يدها الى مقبض الباب 
أمسك الرجل بكفها وهو يضغط عليه قائلا بصوت هادىء مرعب أشبه بفحيح الافعى 
انتى عارفة اتفاقنا تزودي كلمة معاه عارفة كويس ايه اللى هيجرى 
هزت رأسها وأخذت نفسا عميقا وهي تدعو الله ان ينجيها ارتعد كفها وفتحت الباب وهي تنظر الى عينى ذلك الرجل الشامتة نظرة اخيرة 
بدأت تخطو فى تردد لا تشعر بطراز الغرفة الراقى ولا حتى بالهواء الذي تتنفسه عيونها تبحث في تلقائية عن ذابحها تراجعت فى ذعر وهي تطالعه معطيا لها ظهره ترى دخان سيجارته يتصاعد ويتصاعد وكأنه دخان نيرانه التى اعدها ليحرقها بها انه هو قال دون ان يستدير اليها 
أخيرا جيتي 
لم ترد وظلت على صمتها وبعد لحظة واحدة تسرب صوته الى أذنها ومنه الى خلايا مخها التى تعرفته على الفور فتسمرت فى مكانها وكادت ان تفقد وعيها 
لم يعط لتعجبها وقتا اطول اذ استدار لها ووقف لحظات يتأملها من اخمص قدمها الى رأسها وهو يبتسم فى شماتة قائلا 
اخيرا 
وفى لحظة عادت ذكريات العامين الماضيين تمر بسرعة امام عينيها كفيلم قصير فبعد انفصالها عن يوسف البدري وعودتها مع أخيها الى المنزل القديم كان لزاما عليها ان تبحث عن عمل فقد رفضت أي مساعدة من عائلته وبالأخص زين ولكن كونها طليقة ليوسف البدرى يجعلها قيد أمرين لاثالث لهما اما استغلالها ضده او رفضها تماما لتجنب اى مشاكل معه ومن عمل الى عمل لاقت الرفض 
حاولت ان تدير مقهى ابيها ففشلت فى الأمر بجدارة فلم يكن أمامها سوى بيعه لتستطيع تدبير امورها والانفاق على اخيها ومدرسته الخاصة باهظة التكاليف فهى لم تفكر تماما فى ازاحته عنها 
اخذت النقود تتضاءل وتتضاءل وهي حقا لاتعرف ماذا تصنع حتى جاء الڤرج من السماء على هيئة ساكن جديد اخبرها حارس المنزل انه يريد تأجير الشقة التى تمتلكها مقابلة للاخرى التى تسكنها مع اخيها وافقت بالطبع فحاجتها للمال لم تدع لها فرصة لتفكر من الأساس وجاء الساكن الجديد 
فارس 
مدرس هادىء الطباع لاتراه ايلينا الاوقت دفع الايجار فقط لم يزعجها او يضايقها ابدا فى شىء بل كان ملاكها الحارس فى اليوم الذى لجأت فيه الى يوسف وخذلها 
لن تذهب ذكرى هذا اليوم من بالها ابدا حين تهجم فؤاد ابن عمها عليها فى الثانية صباحا وجدته أمامها يطرق الباب بقوة ففتحت له حتى لايثير لها المشاكل تخيلت انها ستصرفه بهدوء وينتهى الأمر كما كانت تفعل معه دائما 
لم تعرف ان هذه المرة ستختلف كثيرا فقد همس لها فؤاد فى وقاحة بمجرد أن فتحت له الباب 
واخيرا يا ايلينا اتطلقتى وبقيتى ليا 
ودفعها پعنف شىء ما ليدلف الى المكان 
رمقته باحتقار 
طالعت هيئته التى يبدو ان الخمر قد اذهب بما تبقى من تعقل بها لتقول وهى تشير بثبات الى الباب 
اخرج برة يا بنى ادم انت اطلع برة 
نظر فؤاد الى الباب ليتجه ويغلقه في برود ويعقد ذراعيه مواصلا فى تلذذ غريب 
لا مش خارج يوسف وطلقك خلاص شوفى مين بقا هينجدك من تحت ايدي 
تنفست في عمق تخبره بهدوء فلم يخطر ببالها ما ينتوي فعله 
اسمع يا فؤاد انا مش ممكن اقبل الجواز منك ابدا 
قهقه عاليا وهو يحاول الاقتراب منها 
ومين جاب سيرة الجواز بس دلوقتي جواز ايه ووش ايه 
كزت ايلينا على اسنانها وقبل ان تفلت منها سبابا يستحقه وجدت علي وقد خرج من غرفته يتحسس الحائط فى خوف محاولا الوصول اليها اندفعت اليه تضمه وهى تقبل رأسه تطمأنه وتهدهده لتتغلب على ارتجافه وبعدها بلحظات حاولت الوصول الى الباب لتستغيث بأحد فكان هو اسرع منها 
جذبها من يدها فصړخت وهى تحاول ان تخلص معصمها من قبضته لېصرخ علي بدوره باسمها وهو يلوح بكفيه فى عشوائية ويبكى فى قلة حيلة فهو عاجز عن حماية شقيقته ولأول مرة يراوده هذا الشعور 
نجحت ايلينا اخيرا فى تخليص معصمها من قبضته ودفعته بقوة ليسقط على الأريكة لتتمايل به فتستغل هي الفرصة لتحتضن علي من جديد وتلوذ بأقرب الغرف وتغلقها عليها 
دفنت رأس علي فى صدرها وهي تلهث بشدة واول ما جاء على بالها رغم كل شىء هو الاستنجاد بيوسف فرغم كل ما حدث بينهما ورغم انقطاع الصلة تماما ورغم علمها بزواجه من جينا واحضارها للحياة معه في قصره الا انها كانت على ثقة كاملة انه لن يخذلها ابدا وسيتخذ التصرف الصحيح فكرت به حتى قبل ان تفكر فى الشرطة 
امسكت بهاتفها وبمجرد ان فتح المكالمة لم تنتظر حتى ان يأتيها صوته صړخت مباشرة فى فزع 
يوسف الحقني فؤاد اټهجم عليا 
لم يأتيها اى
 

48  49  50 

انت في الصفحة 49 من 75 صفحات