الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية روعة

انت في الصفحة 2 من 123 صفحات

موقع أيام نيوز


حقا علام ينوى بالضبط تجاهك
زفرت ايلينا فى ضيق قائلة فليذهب الى الچحيم لقد انتهينا ولا سبيل للعودة بيننا ابدا
ولكنه يحبك ايلينا انتى تعلمين ذلك
قالت ايلينا فى حنق هذا ليس حبا ابدا لقد حاولت كثيرا وانتهى الامر ولن ابقى طيلة عمرى فى دائرة الخطړ
ربما لم تحبينه بالقدر الكافى لتحمل المخاطرة من اجله
اغمضت ايلينا عينيها وقالت عزيزتى صوفيا دعى عنك تلك الاحلام الساذجة فهناك اشياء كثيرة اكبر من الحب تتحكم بنا

حقا لا اعرف بما اجيبك ولكن اتمنى لك السعادة فيما تختارينه
ابتسمت ايلينا وقالت وانا ايضا صوفيا وبالمناسبة هل فكرت فيما قلته لك
ضحكت صوفيا وقالت جملتها المعتادة التى سأمتها ايلينا بالفعل فيما بعد ايلينا فيما بعد
قالت ايلينا فى احباط لافائدة ترجى منك ايتها المتهورة انتبهى لحالك جيدا وتوقفى عن نسيان اشيائك فى كل مكان فلم اعد موجودة خلفك دائما لاجمعها مع السلامة
انهت ايلينا المكالمة وهى تنظر الى اثاث الغرفة العتيق والراقى فى الوقت ذاته كان طراز البيت عربيا كلاسيكيا للغاية رأته فى كثير من الافلام المصرية القديمة التى كانت تتابعها لتشعر بها انها فجمالها كان مصريا خالصا له جاذبيته يزيده تلك النظرة الواثقة المتحدية فى عينيها وشخصيتها المنفردة الممتزجه بالتزام شرقى فى الخارج والتزام غربى عملى فى داخلها تمنت كثيرا ان تزور مصر فى الماضى ولكن لم يخطر ببالها الاقامة ولا تعرف لما قرر ابوها العودة فى ذلك التوقيت بالذات وخاصة بعد ان مر على ۏفاة جانيت خمس سنوات وحياتهم واعمالهم مستقرة كثيرا فى باريس التى تحبها ولم تفكر ابدا فى تركها ففيها عاشت كل ذكرياتها مع امها الراحلة وفيها صديقاتها العديدات على اختلاف ثقافتهن وفيها خاضت اكثر من معركة من اجل حجابها معارك لاتنتهى وتشعرها بلذة حقيقية فهى كانت تجاهد من اجل مبادئها ودينها وستختفى تلك اللذة فى وطن اسلامى كما تتوقع عن مصر لا تعرف لما تشعر بعدم الارتياح منذ ان قرر والدها العودة الى مصر لاتدرى سببا لشعورها بالاختناق منذ ان وطئت قدمها ارض المطار تنهدت وهى
تتعزى انها مجرد اعراض لاى بداية ونقلة جديدة فى الحياة ودعت الله ان تكون بداية موفقة
ترأست سميرة مائدة الافطار حيث غاب زوجها هذا الصباح لمقابلة صديقه فى المطار كما اخبرها نظرت الى الاطباق المتراصة بعناية وتأكدت ان الخدم ليسو بحاجة الى اى لفت نظر هذا الصباح فقد نفذو اوامرها دون اى اضافات او نقصان معتاد نظرت الى السلم حيث كان يهبط ابنها الاوسط زين بخطواته السريعة التى تتلائم تماما مع جسده الرياضى ذو الطول الفارع وتبعته اخته ايتن بخطوات متمهلة تناسب تماما حذائها الانيق ذو الكعب المرتفع الذى يصدر صوتا بدا مزعجا لاذن اخيها وهو يرتطم برتابة بدرجات السلم الرخامى ليتجاوزها مسرعا وهو يتأفف ويقف فى لحظات امام امه يقبل يديها ورأسها ككل صباح قبل ان يتخذ مجلسه وتتبعه ايتن لتفعل المثل وتتخذ مجلسها بدورها ليبدءا فى تناول الطعام شبكت سميرة كفيها ببعضهما وهى تنظر الى السلم من جديد للحظات وتضيق عينيها ليقول زين فى خبث ماما يوسف زمانه نازل ولا احنا مش مكفينك والا ايه يا ست الكل
هزت سميرة رأسها وهى تقول ابنى البكرى واللى شايل همكو كلكو من زمان مع ابوكو
ابتسم زين ونظر الى شقيقته ايتن قائلا شايفةواخد الحب كله واحنا وهز كتفيه فى حركة مسرحية ساخرة فتصنعت ايتن الامتعاض فهزت امها رأسها واساريرها تنفرج تدريجيا وهى ترمق يوسف يهبط السلم فى هيبته المعتادة يبدو ان الطول سمة وراثية فى العائلة فيوسف كان اكثر طولا من اخيه نظراته جدية يحمل سترته على ذراعه ونظارته الشمسية الانيقة تعلو رأسه اقترب يوسف من امه وقبل يدها ورأسها فى احترام وهو يقول صباح الخير على عيونك يا ست الكل يا احلى حاجة فى الدنيا كلها
ربتت سميرة على كفه وهى تقول صباح الفل يا حبيبى اقعد افطر يلا
نظر يوسف الى زين وايتن قائلا فى تهكم نازلين اكل اكل مش بتستنو حد ابدا
قال زين وهو يبتلع طعامه انت اللى اتأخرت وساعة البطون بقا انت عارف
رد يوسف وهو يسحب كرسيه ليجلس انا مبتكلمش عنى انا بتكلم عن بابا هوا فين
ردت امه وهى تضع بعض الطعام فى طبقه خرج من بدرى يقابل واحد صاحبه فى المطار
ابتسم يوسف بامتنان لأمه وقال ده صاحبه اللى كان مسافر باريس مع مراته ومرجعش تانى
هزت سميرة رأسها قائلة ايوة هوا رجع مع ابنه وبنته وناوى يستقر بعد الغربة
قال يوسف وهو يبدأ بتناول طعامه الراجل ده غريب اوى بابا لما كان بيحكى عنه كنت بحس انه مخه فيه حاجة بقا معقول يسيب بلده واهله عشان خاطر واحدة
تنهدت ايتن وقالت بيحبها يا ابيه الحب بيعمل المعجزات
نظر يوسف الى اخته نظرة طويلة وقال وهو يعود الى طعامه حب ايه وكلام فارغ ايه الحب مش موجود غير فى الروايات الخايبة اللى بتمققى فيها عنيكى ياست ايتن ده واحد ضعيف الشخصية جرى ورا نزواته
قالت سميرة فى صرامتها المعتادة عيب يا يوسف اللى انت بتقوله ده متنساش والدك بيعزه قد ايه
نظر يوسف الى امه وقال فى اعتذار مقصدتش حاجة يا ست الكل بس الحكاية انى مش مقتنع تماما بحاجة تاخد من الواحد عقله وكيانه ويقولك حب حب ايه بس وبتاع ايه
تمعنت به سميرة للحظات وقالت مشكلتك يا يوسف انك جد اوووى وبتاع شغل وبس مش عارفة والله هتتجوز ازاى ولما تتجوز مراتك هتعمل فيها ايه حك يوسف ذقنه بسبابته وهو ينظر الى طعامه كأنه المفر من القصيدة اليومية التى ستلقيها امه على مسامعه فكل الطرق لديها تؤدى الى طريق واحد الزواج ضحك زين وهو يميل الى يوسف قائلا استلقى وعدك بقا موال كل يوم
وبدأت امه بالفعل قصيدتها التى يحفظها عن ظهر قلب يوسف حبيبى انت مش ناوى تفرح قلبى بيك بقا يابنى انت عندك دلوقتى اتنين وتلاتين سنة هتستنى ايه بس اللى فى عمرك دلوقتى عندهم عيل واتنين وتلاتة كل ما جبلك عروسة تطلعلى فيها القطط الفاطسة اختار انت يا حبيبى لو عايز بس فرحنى
كان يوسف كالعادة يتظاهر انه يسمعها بينما يتناول طعامه بهدوء فقد تعود على هذا كل صباح ولكن حين اضافت امه الجزء الجديد
كاد ان يبصق مافى فمه ايه رأيك فى سمر بنت عمك اهى حلوة وغلبانة
ازدرد يوسف طعامه بصعوبة وهو يقول سمر مين نهار اسود دى عيلة
ردت سميرة فى جدية اولا عشر سنين فرق مش كتير ثانيا زى ما ابوك بيقول احنا اولى بلحمنا البنت اتيتمت بدرى وهيا واخوها ملهمش غيرنا
ابتسم يوسف فى خبث وهو ينظر الى زين قائلا مادام احنا اولى بلحمنا يبقا زين اولى بقا هوا قريب فى السن منها خمس سنين ارحم كتير من عشرة وبعدين انا شايفها ميالة ليه
رفع زين حاجبه فى استنكار وقال جرا ايه يايوسف سمر زى اختى من فضلك متهزرش فى الحاجات دى
تخطاه يوسف بنظراته لينظر الى ايتن قائلا وحسام بقا ياخد ايتن بالمرة ده قرب يبوس رجلك يا مفترية عشان توافقى
قطبت ايتن حاجبيها وقالت فى ڠضب ده نجوم السما اقربله منى انا اتجوز واحد زى ده على آخر الزمن
تضايق زين من طريقتها فى الحديث على ابن عمه وصديقه فالټفت لها قائلا فى استنكار وماله ده ان شاء الله يا ست هانم راجل محترم ويعتمد عليه
لوت فمها فى سخرية وقالت ومالها سمر يا سى زين ماهى حلوة وصغيرة ودكتورة علاج طبيعى اد الدنيا والف مين يتمناها
زفر فى ڠضب قائلا دى غير دى
مالت اليه وصوتها يعلو اكثر الاتنين واحد من حقك تختار وانا مش من حقى ليه
قال زين من بين اسنانه وطى صوتك واتكلمى بأدب
رفعت صوتها اكثر وهى تقول انا اتكلم زى ما انا عاوزة
رفع زين صوته بدوره وهو يقول انتى قل قاطعته سميرة وهى تقول الله الله حلو اوى يا بيه يا محترم انت والهانم متضربو بعض قدامى احسن
ربت يوسف على كف امه وقال اهدى يا ست الكل عشان صحتك
ونظر الى اخويه فى صرامة وقال صوتكو يعلى تانى فى وجود ست الكل رد فعلى مش هيعجبكو نهائى فاهمين ولا لا
زفرت ايتن فى ضيق وهمت لتقوم قائلة انا رايحة كليتى
رمقها يوسف بنظرة ارعبتها وقال محدش يتحرك غير لما ماما تسمحله فاهمة ولا لا اتفضلى اقعدى
ضغطت ايتن باسنانها على شفتها السفلى وجلست فى تأفف بينما ابتسمت سميرة وهى تنظر الى ولدها فى امتنان وكأنها تخبره انه دوما لها نعم السند نظرت الى السلم بابتسامة قالت بعدها فى خفوت صارم ولاد عمكو نازلين مش عايزة حد فيكو ينطق بكلمة تضايقهم
جاءت سمر ومن خلفها حسام الذى بحث تلقائيا عن كرسى مقابل لكرسى ايتن وابتسم لها فى خجل وهو يضبط نظارته على وجهه فى ارتباك نظرت له ايتن فى ضيق لتشيح بوجهها بعيدا حسام لم يكن بالجاذبية والوسامة التى تحلم بها فتاة مثل ايتن بالكاد تجاوزت سنوات مراهقتها وهى الان فى التاسعة عشر من العمر كانت تشدها المظاهر وحسام بمظهره المتواضع كان يئد اى محاولة منه للفت انتباهها لتتقرب منه وتتعرف على جوهره الحقيقى هو فقط يرتبك امامها وتضيع منه الكلمات الا انه ناجح فى عمله يدير احدى شركات المجموعة بنجاح مذهل صرامته تخيف كل موظفينه واسمه معروف فى الاوساط الثقيلة لرجال
الاعمال مثله
كيوسف وزين على الرغم من انه اصغرهم فهو فى السادسة والعشرين بينما زين فى السابعة العشرين
اما سمر فجلست على كرسيها فى حزن فقد سمعت مادار بينهم من حوار قبل ان يصل اخوها وزعت نظراتها بين الجميع فقد سمعت منهم مايكفى هذا الصباح تعرضت للرفض من ابنى عميها وكأنها مجرد عرض او بضاعة يراد التخلص منها لانها لم تعد لها قيمة لم يكلف احد نفسه بسؤالها هى عن رأيها قبل ان تطرح للبيع هكذا وكأن موافقتها امر مفروغ منه فمن ستجد افضل من ابناء البدرى للزواج لقد عاشت فى هذا المنزل كأمانة يخشى عليها من السړقة لم تنل ولو نصف الحرية التى نالتها ايتن فحياتها اقتصرت على الجامعة والمنزل ولكنها لم تشعر فى حياتها بالاھانة مثلما شعرت بها فى هذه اللحظة لم تستطع ان تتحمل اكثر فاستئذنت الجميع وعادت الى غرفتها لتذرف دموعها بعيدا عن الجميع كما اعتادت
متشكر ايلينا قالها محمود وهو يتناول فنجان قهوته منها وهى تبتسم وتمرر فنجانا اخرا لأبيها لتجلس فى مقعد مجاور
له ارتشف محمود من
قهوته وقال فى تلذذ الله تسلم
 

انت في الصفحة 2 من 123 صفحات