الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية روعة

انت في الصفحة 3 من 123 صفحات

موقع أيام نيوز


ايدك
قالت ايلينا فى سعادة شكرا يا عمو
واضافت وهى تميل للأمام قليلا كنت عاوز اسأل حضرتك على المكان اللى احنا فيه ايه مداخله ومخارجه اقرب سوق او سوبر ماركت قاطعها محمود قائلا حيلك حيلك ايه يا بنتى ده كله
هزت ايلينا كتفيها قائلة حضرتك عارف ان بابا بقاله سنين برة مصر واكيد كل حاجة اتغيرت هنحتاج لحاجات كتير نشتريها مش هنعيش على الدليفرى

ابتسم محمود وهو ينظر الى سمير ثم الى ايلينا وواصل بس البلد جديدة عليكى ايلينا هبعتلك حد من الشغالين يساعدك
بسطت ايلينا كفيها امامها قائلة لا لا لا انا مبحبش حد يعملى حاجة فى بيتى انا بحب اعمل كل حاجة بنفسى
ابتسم محمود وهو يتذكر ايتن وسمر التى لا تجيد احداهما اى شىء سوى الثرثرة عديمة المعنى اتاه صوت سمير ليخرجه من عالمه مستغرب ليه ايلينا ست بيت شاطرة جدا والدتها توفت من خمس سنين وهيا شالت مسئولية اخوها والبيت كله
مط محمود شفتيه ونظر الى ايلينا متسائلا وناوية برضه تشتغلى مع بابا فى الكافيه
ردت ايلينا لا انا هدور على شغل فى مجالى
مجالك
ربت سمير على كتف ايلينا قائلا ايلينا مصممة ازياء بتصمم ازياء للمحجبات بس وكان ليها شهرة واسعة هناك فى باريس وسط العرب والمسلمين
ابتسم محمود وهو ينظر لها فى اعجاب واضح لم يستطع اخفائه وفكرة ما تراود عقله حلو اوى يبقا مش محتاجة تدورى احنا مجموعتنا بتوكيل لبس معروف واكيد هنحتاجك انا هكلم يوسف يسلمك شغل من بكرة
شبكت ايلينا اصابعها وقالت لحظة واحدة يا عمى بس اولا حضرتك مشوفتش شغلى ولا السى فى بتاعى عشان تعرف اذا كنت مناسبة للشغل ولا لا ثانيا واضح ان حضرتك مش اللى بتدير الشغل يعنى سورى ابن حضرتك هوا اللى من حقه يحدد ده
عقد محمود ساعديه وهو يتراجع فى كرسيه قائلا حاسس ان فيه ثالثا قوليها بالمرة
حكت ايلينا كفها بجبينها قائلة بصراحة انا مبحبش موضوع الواسطة فى الشغل ده خالص انا احب لما اكون موجودة فى مكان اكون موجودة عشان المكان ده محتاجلى ومحتاج شغلى يعنى انا مش هقبل اشتغل وانتو ممكن متكونوش محتاجين مصممين ازياء اصلا وهتشغلنى مجاملة
رد محمود خلينا ناخدها واحدة واحدة انا فعلا مش ماسك الشغل ويوسف هوا رئيس مجلس الادارة وانتى متعريفهوش معندوش مجاملات فى الشغل يعنى لو شغلك مش عاجبه لو حتى امه مش هيقبل وجودك وده برضه اجابة على سؤالك التانى انك مش هتكونى موجودة فى مكان مش محتاجك اما بالنسبة لحاجتنا لمصممين ازياء فده حقيقى احنا فعلا محتاجين تغير اديكى شايفة الحجاب فى الشارع عامل ازاى يا اما لبس ضيق مينفعش يتقال عليه حجاب اصلا يا اما مهرول ويكره الناس فى الحجاب وانا اهو شايف لبسك قدامى راقى ومحترم وفى نفس الوقت شيك فوجودك فى المكان هيكون اضافة كبيرة وزيادة اطمئنان ليكى انا مش هقول ليوسف حاجة على علاقتنا ببعض انتى هتروحى تقدمى السى فى بتاعك وتوريه شغلك وهوا يحكم ايه رأيك
تنهدت ايلينا وهى تنظر الى سمير فقال متبصليش انتى طول عمرك مسئولة عن قراراتك
رفعت ايلينا رأسها قائلة خلاص ياعمو حضرتك ادينى العنوان واى رقم تليفون اقدر اتواصل بيه مع الشركة عشان اعرف اخد معاد
قال محمود فى اهتمام طب خلينى اساعدك فى موضوع المعاد ده لان الدنيا بتبقى زحمة عنده وممكن تتأخرى على ما تقابليه
رفعت ايلينا حاجبها وهى تشير بسبابتها قائلة عمو انت وعدتنى مش هتتدخل
نظر محمود الى سمير فى استسلام قائلا بنتك واضح انها عنيدة عنيدة جدا خلاص يا ستى اللى يريحك
الفصل الثانى
دلف محمود الى حديقة القصر طوى بقدمه بساط العشب الأخضر المنسق بعناية أرسل بكفه تحياته الى العامل المختص برعايتها وهو يثني مجهوده ابتسم وأبطأ خطواته وهو يرى زوجته سميرة تجلس على الأرجوحة المقابلة للمسبح ترتدى نظارتها الطبية وتمسكك بين يديها كتاب الله ترتل آياته فى خفوت اتجه اليها وجلس الى جوارها فى هدوء فخلعت نظارتها والتفتت اليه وهى تغلق المصحف قائلة صدق الله العظيم وأضافت بابتسامة حانية حمد لله ع السلامة
بادلها ابتسامتها قائلا الله يسلمك
احتضنت المصحف قائلة صاحبك رجع مع
ولاده خلاص
هز محمود رأسه قائلا ايوة واضاف بعد ان ضيق عينيه وتمعن بوجهها لحظات مالك حاسس وشك متغير ليه
زمرت شفتيها قائلة في عدم رضا هيكون مالي هيكون فيه ايه غير البهوات عيالك وقصت له باختصار ماحدث صباحا على الافطار
فزفر محمود فى ضيق قائلا انتى عارفة انه كان هيرفض وبعدين سمر متنفعهوش هوا
لوحت بكفها قائلة في يأس يعنى اعمل ايه كل ما اجبله واحدة يرفضها بقا عنده اتنين وتلاتين سنة ولحد دلوقتى عازب ناقصه ايه هوا مش فاهمة لو كان هلاس زى باقى الشباب كنت قلت عاوز يقضيها لكن ده موارهوش غير شغله وبس واى واحدة تتمنى منه بس اشارة
شرد محمود ببصره فى المسبح أمامه لحظات فقالت سميرة وهى تلوح بكفها امامه رحت فين بكلمك
ظل محمود ينظر الى المسبح في شرود قائلا والله يا سميرة انا فى دماغى حاجة كدة لو نفعت يبقا ابنك ربنا بيحبه
قطبت سميرة حاجبيها فى اهتمام فنظر لها محمود واخبرها بما يفكر فيه فشهقت وهى تضع يدها على صدرها فى صدمة قائلة خواجاية يا محمود ده الحل اللى عندك عايز تجوز ابنك لواحدة لا عارفين هيا اتربت ازاى ولا على ايه
قاطعها محمود وهو يبسط كفيه أمامه لتهدأ قائلا اهدى شوية فيه ايه انتى لو شوفتيها مش هتصدقى انها اتربت فى فرنسا حجاب واخلاق وتربية ومسئولة ويعتمد عليها
رمقته سميرة بعدم تصديق وقالت مش عشان بنت صاحبك تجامله بابنك يا محمود
رد محمود فى عتاب اجامله فى ابنى طب ايه رأيك ان البنت اصلا كانت رافضة تشتغل مع ابنك ولحد دلوقتى متعرفش حاجة عن الموضوع اصلا
مررت سميرة يدها على وجهها فى نفاذ صبر وقالت انا مش فاهماك لزمته ايه اللف والدوران انا معنديش مانع اخد يوسف ونروح نشوفها مادام عاجباك
حك محمود ذقنه بسبابته فى تفكير انتى عارفة ان ابنك مش نافعة معاه الطريقة دى وبيروح معاكى تقضية واجب مش اكتر ابنك محتاج واحدة تحركه واحدة يعرفها من غير ما يكون مفروض عليه انه يعرفها يكتشفها هوا بنفسه من غير ضغط طريقتك فشلت معاه وانا متأكد ان لو حطيت البنت دى فى طريقه هتعجبه
ضيقت سميرة عينيها فى تفكير وقالت طب افرض انه رفض يشغلها ولا شغلها معجبوش انت لازم تكلمه وتوصيه
نهض محمود قائلا انا عايز الموضوع يمشى طبيعى ابنك لماح وهيا زيه بالظبط ونظر اليها نظرة ذات مغزى مضيفا بس ده ميمنعش من محاولة من بعيد من غير ما اخلف وعدى معاها
انهمك يوسف فى تركيز شديد على الحاسوب امامه فى مكتبه الفخم بمجموعة البدرى قبل ان يقطع تركيزه دخول محمود والده نهض يوسف فى سعادة مطلقا كل عبارات الترحيب في قاموس اللغة فأشار له والده ليجلس قائلا اقعد ياواد انت وبطل الشويتين اللى بتعملهم على امك دول انا ابوك ياواد فاهم
حك يوسف رأسه بكفه قائلا ليه بس كدة يا حاج هوا انا ليا غيركو
نظر محمود ليوسف لحظات تأمل فيها ملامحه المرهقة وقال بامتعاض كنت فين امبارح باليل يا يوسف واوعى تقول انك كنت فى شغل
اطرق يوسف برأسه ارضا وقال لا ياحاج مكنتش فى شغل
ابتسم محمود بزاوية فمه فى سخرية قائلا يعنى كالعادة كل ليلة فى كباريه شكل بتفضل تسكر لحد متبقاش قادر تقف على حيلك وترجع ع الشركة على ما تقدر تفوق الاول وبعدين ترجع البيت
مرر يوسف يديه فى شعره وقال دون ان ينظر الى ابيه يا حاج ما دام مفيش حاجة بتأثر على شغلى يبقى خلاص من حقى اعيش حياتى زى اى حد
ضړب والده كفيه ببعضهما قائلا هو انت ازاى عايش بالازدواجية دى بالنهار مثال للالتزام والاحترام وباليل بتتحول يا شيخ ده انت امك النهاردة بتقولى لو كان هلاس امال لو عرفت انك كل يوم مع واحدة شكل هتعمل ايه يا بنى ده انت عندك اخت اتقى الله
نهض يوسف قائلا في هدوء غريب كأنه يتحدث بالمنطق انا مبخدعش حد ولا بوعدهم بحاجة كل واحدة عارفة اخرها ايه وبتاخد المقابل وانا اه علاقاتى كتير بس موصلتش للغلط اللى فى دماغك
قال والده من بين اسنانه فى غيظ فهدوء ولده يذهب بضبط نفسه
أدراج الرياح غلط كل ده ومفيش غلط ده مجرد وجودك مع واحدة غلط لو مسكت بس ايدها ده اكبر غلط وحرام انا نفسى اعرف انت بتعمل فى نفسك كدة ليه اطلع من اللى فات بقا يا يوسف
تحركت عضلة في جانب وجه يوسف أخبرت أبيه عن استياءه للتلويح بأمر يحاول تناسيه فاحتد قائلا بابا لو سمحت انا مش طفل واقدر تراجع والده فى صدمة من حدته فتنهد يوسف وقال فى اعتذار وهو يتنهد انا آسف يا بابا حقك عليا
اشاح محمود بوجهه للحظات ما كان عليه ان يذكر اى شىء
يخص ما مضى تماما تنهد
فى عمق بدوره ليتجاوز الموقف بأسره وينفذ الى ما يريد وقال اقعد نستني كنت عاوز اقولك ايه
جلس يوسف في هدوء فتابع محمود انا حاسس ان احنا بقالنا فترة مبنجددش استايلات اللبس اللى بنزلها وخصوصا ازياء المحجبات
تنحنح يوسف قائلا وهو يستعيد عمليته والله يا بابا على يدك احنا بنتعامل مع اكبر مصممين ازياء فى البلد
لوح محمود بكفه في عدم رضا قائلا افكارهم كلها بقت قديمة ومكررة احنا محتاجين ډم جديد
مد يوسف شفتيه فى تفكير وقال ممكن ننزل اعلان فى الجرايد
هز محمود رأسه قائلا اعلان ايه بس يا يوسف ده انت بيجيلك الشركة هنا كل يوم يييجى مېت واحد مبتقابلهمش
اخذ يوسف يدق بقلمه على مكتبه وقال فى حنكة رجل أعمال ناجح كلهم موهوبين ممكن بس مبتدئين وانا مش هغامر بسمعة الشركة
ضحك محمود قائلا جرى ايه يا يوسف انا اللى هعلمك البيزنس كله ماهو الا عبارة عن مغامرة
تنهد يوسف وقبل ان يرد دلفت هالة سكرتيرته فرفع يوسف نظره اليها قائلا خير يا هالة فيه ايه
قالت هالة فى رسمية فيه واحدة برة يا فندم بتقول انها مصممة ازياء وعايزة تقابل حضرتك ابعتها على قسم المصممين زى اللى قبلها ولا تحب تقابلها
نظر يوسف الى محمود الذى نظر الى هالة قائلا واضح ان البنت دى بينها وبين ربنا عمار
ابتسم يوسف قائلا دخليها ياهالة
اومأت هالة برأسها فى نفس اللحظة التى نهض
فيها محمود فقال يوسف على فين
يا بابا مش هنقابلها سوا
تصنع محمود عدم الاهتمام وقال
 

انت في الصفحة 3 من 123 صفحات