الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية روعة

انت في الصفحة 21 من 123 صفحات

موقع أيام نيوز


قائلة فى توتر
يوسف عاوز ايه
ابتسم وهو يقترب منها قائلا
ايه الجمال ده كله
ازدردت ريقها واحمرت وجنتيها وانتفضت وهو يمد انامله يلامس شعرها الغجرى هامسا في نبرة مؤذية لارادتها الهشة
تعرفى اني طول عمرى بعشق الشعر الغجرى ده اوعى تعملي فيه أي حاجة أنا عايزه على طول كدة
كاد ان يمد يده الاخرى لتتجول فى خصيلات شعرها اكثر لولا ان مدت يدها لتنزل كفه فى عڼف هاتفة

يوسف انت بتعمل ايه انت اټجننت
تراجع خطوتين قائلا وهو يضع يديه فى جيبه
اټجننت واضح انك نسيتى ان احنا متجوزين
ردت فى عناد طفولى وهى
صورى بس واحنا اتفقنا على الانفصال
انت هتعمل ايه
هبطلك تقولى كلمة صورى دى تانى
يوسف اعقل بلاش جنان
الجنان هوا الحاجة الوحيدة اللى تنفع معاكى
ايه رأيك بقا لو فعلتلك الجواز ده دلوقتي حالا
الفصل الثالث عشر
يوسف قوم مينفعش كدة
صراع بداخلها يحتدم مابين القلب والعقل وهي لاتعرف الى أي جهة تنحاز ارتعدت أناملها فأحكم أنامله حول كفها يدعمها ويعطيها الأمان بلمسة حين أدركت تأثيرها أفلتت دمعة عجز من عينها دون قصد وهمست بصوت متهدج
يوسف أرجوك أنا مش قادرة أتوازن نهائي وجودك بيربكني ومش بيخليني عارفة أفكر أنا عاوزة أبعد لا أنا عاوزة
قاطعها وهتف بكل حنان الدنيا
بحبك
انطلقت من قلبه الى شفتيه فلم يعد للعقل وجود أصبح للمشاعر كامل السلطة والقرار
شهقت من اعترافه الواضح والصريح فمال أكثر ليلامس جبينه بجبينها قائلا
مش بس بحبك أنا بعشقك يا ايلينا اديني قولتهالك من النهاردة مش هتبعدي ولاهتروحي في أي مكان من النهاردة أمانك وسكنك وحمايتك هوا أنا مش بعد ما خليتى قلبى يدق ترجعى تخلي بيه
وانا كمان بحبك يا يوسف
بس تفتكر الحب
قطب جبينه فى حيرة
مش فاهمك
تحركت قليلا في المكان وهي تواصل
يوسف أنا وأنت غير بعض في كل حاجة أنت ماشى فى طريق وأنا ماشية فى طريق عكسه ازاي هنقدر نتقابل
ايلينا احنا فعلا اتقابلنا فى نقطة ودلوقتي ماشيين في نفس الطريق انتي ليه مش قادرة تصدقي اني فعلا اتغيرت
نظرت له في محاولة لاقناع نفسها بما يقوله
مش بالكلام يا يوسف عاوزة أحس فعلا انك اتغيرت بجد ومش عشاني عشان أنت غلط ولازم تتغير للصح
أشاح بوجهه فلم يعد يعرف ماذا بامكانه فعله ليرضيها بالضبط
احتوت هي كفيه هذه المرة وهي تخبره مقصدها في حنان
أنا مش عاوزاك تتغير كام يوم وبعد كدة ترجع للي كنت فيه
انتزع كفه من بين يديها في حنق باحت به نبرته وهو يقول
ابتسمت للحظات عادت بعدها تردف في ترقب
عاوزة أحس ان ده مش طبعك وأن زى عم محمود ما قال مريت بتجربة صعبة غيرت من حكمك على الأمور احكيلي يا يوسف وافتحلي قلبك
تراجع وتعرق جبينه بل شعر وكأنه يغتسل بعرقه فأعطاها ظهره لتلحظ توتره وألمه فوقفت أمامه قائلة
يوسف انت محتاج تتكلم وأنا محتاجة أسمعك
تنهد في حړقة وهو يطرد تلك الذكرى اللعېنة عن رأسه فرك جبينه بكفه قبل أن يطلب منها في رجاء
مش هقدر اتكلم يا ايلينا مش عشان مش عاوز بس الموضوع ميخصنيش لوحدي
قطبت حاجبيها في حيرة
مش فاهماك ممكن تحكي من غير
تحشرج صوته كثيرا وهو يهمس في توسل
يوسف خلاص اهدى
توعديني اني عمرك ما هتبعدى عني
همست في نعومة
لو وعدتنى ان عمرك ما هتجرحني
اوعدك
أنت ما هتصدق ولا ايه
ابتعد وهو يعود الى مرحه ودعابته قائلا
طيب اذا كان كدة تبقى تدخلى تلبسى حجابك عشان هنتغدى سوا برة
واضاف وهو يغمز بعينه
والفرح كبيرنا اسبوع ولا اتنين وهيتعمل والا قسما بالله كلمة زيادة لارجع اعمل اللى كنت بعمله والمرة دى بجد
هستناكى برة
جلست صوفيا على حافة حوض الزهور الذى يرعاه تأملت تلك الزهرة البيضاء بمنتصفه في حزن تبدو مثلها تماما وحيدة منبوذة من كل الزهرات لقد جرحها وكان جرحه اكثر ايلاما من أي ۏجع عاشته من قبل
لقد حكم مثل الأخرين تماما لقد نبذها مثلما نبذت من قبل عائلتها لقد اتهمها دون ان يسمعها هل اخطأت حين ظنت انه ربما يحمل لها مشاعر هل عاشت هذا الوهم وحدها هل فرضت نفسها عليه فأراد ان يبعدها بأي طريقة هل كانت ايلينا على حق حين اخبرتها انهما مختلفان فى كل شىء ورغم ذلك القت بكل هواجسها جانبا واندفعت تحبه بكل طاقة تملكها مشاعرها كان من الأجدر ان تفر من البداية قبل ان يصل الامر بها الى تلك النهاية مڼهارة وحيدة منبوذه كالعادة تعيش حزنها وتحاول مداواة المها پألم جديد تعرف انه
سمتها صوفيا
انتفضت على صوته فالتفتت اليه ليواصل
جمالها مينفعش يشيل اسم تانى غير كدة
بعد اذنك
صوفيا استنى
واخفض رأسه ليضيف في خجل
انا اسف بجد اسف
ردت بنبرة مخټنقة
اكتر كلمة بكرهها فى الوجود بنأذى اللى قدامنا ونجرحه ونهينه وبعدين نقول اسف المفروض الكلمة دى تريح ضميرك طيب هتقدر تمحى اللى انت قولته مفتكرش
حاولت ان تتخطاه فأغلق الطريق عليها قائلا
صوفيا من فضلك اسمعينى
نجحت فى تخطيه بالفعل وهي تخبره في حسم
سمعت منك كتير بعد اذنك
وركضت فى اتجاه المنزل الصغير الذى تقيم فيه مع ايلينا ولكنه كان أسرع منها حين حاولت ان تغلق الباب دفعه بيده ودخل خلفها ليغلقه هو فتراجعت صوفيا قائلة
من فضلك ايلينا خرجت مع يوسف وعلى فى مدرسته
عقد ساعديه في اصرار واضح
وانا مش هخرج من هنا غير لما تسامحينى
ابتسمت فى
سخرية قائلة
اسامحك على ايه ماكل الكلام اللى قولته صح وجلست على كرسى قريب فى ضعف وهى تواصل
بس المشكلة انه مكانش بايدى كان نفسى الاقى حد يربينى وېخاف عليا انت اتولدت لقيت ليك اب ام واخوات لقيت حد يعرفك الصح من الغلط
واشارت الى صدرها مواصلة
لكن انا انا عشت طول عمرى منبوذة من ناس المفروض انهم اهلى انا اتولدت لاب مصرى وام فرنساوية بابا كان صاحب عمو سمير ولما شاف مونيك اخت جانيت مامة ايلينا حبها او المفروض انه حبها واتجوزها بس الحب وحده مكانش كفاية او مكنش موجود من اصله اكتشفو بعد كام سنة بعد ما خلفونى انهم بيكرهو بعض ومش قادرين يكملو وصل كرهم لابعد حد كان كل واحد بيعاقب التانى فيا كل واحد كان بيرمينى للتانى ويقوله شيل مسئوليتك مش بنتى لوحدى امى كانت بتبص لاسمى تفتكر ابويا وتكرهنى زيادة وابويا لما كان بيشوف ملامحى اللى تشبهها كان پيلعن الساعة اللى اتجوز فيها خواجاية بعدته عن اهله كل واحد فيهم اتجوز حد شبهه وفضلت انا الحاجة اللى بتفكر كل حد فيهم بغلطه رمونى فى مدرسة داخلى عشان يرتاحو منى وهناك مكنتش عارفة انا مين نص مصرية ونص فرنساوية نص مسلمة ونص مسيحية انا ايه بالظبط محدش فكر فيا خالص كل اللى كان بينا شوية فلوس عمرهم ما قصرو فيها الصراحة خالتو جانيت اخدتنى فترة حاولت تعلمنى حاجات كتير عن دينى ولغتى ولما امى لاحظت ده كانت بتحاول تمحيه بكل طريقه وفضلت تايهة مش عارفة اعمل ايه تعرف يا زين انى عمى ريان عرفته بالصدفة كان اخو بابا الصغير وجاى فى بعثة واستقر هناك كنت تعبانة فى المستشفى وهوا اللى عالجنى ولما قال لبابا مكلفش خاطره يجى يطمن عليا عارف انى قبل ماجى هنا امى طلبت منى اسيب الشقة وارجع اعيش لوحدى تانى عشن ناوية تتجوز واحد غير جوزها اللى سابته انا وقتها انهرت وهربت وجيت لايلينا عشان انا مليش غيرها يا زين مليش غيرها
ودفنت وجهها بين كفيها تبكى فى حرارة لفحت قلبه وسمرته فى مكانه للحظات وهو يتساءل هل هناك من القسۏة التى من الممكن أن تصل بقلوب البشر الى هذا الحد هل يختفى خلف هذا الوجه البرىء والملامح الملائكية كل هذه المعاناة هل اختفت خلف تلك الابتسامة المبهجة ألآم لم يعشها عجوز تخطى المائة الى هذا الحد لم ينتبه الى هذا الشجن الرابض بعينيها وانشغل فقط بسحرهما وبريقهما من هو ليحكم عليها هل عاش ولو ذرة مما عاشته لقد ولد لأب وأم مسلمين ووجد ألف من يعلمه ويوجهه لهويته ودينه وتقاليد مجتمعه أما هي فلا علام يحاسبها على يتم ابويها وهما على قيد
الحياة أم على نبذها من أقرب الناس اليها دون ذنب
أي حب هذا الذى يظن انه يحمله لها
انا غبي ومتخلف ومتسرع قولى كل اللى انتى عاوزاه انا مش هقدر اسامح نفسى اصلا فمش هطلب منك تسامحينى تانى خدى حقك منى بالطريقة اللى تريحك
رفعت رأسها تخبره بين نشيجها
زين انا مش متضايقة من اللى اتقال انا سمعته بدل المرة الف انا متضايقة انه خرج منك انت انت بالذت افتكرت انك مش هتشوفنى زيهم
نهض فنهضت بدورها امامه ليسألها في خبث
انا بالذات يعنى انا مختلف بالنسبالك صوفيا عن اى حد
رمشت بأهدابها عدة مرات لتخفي عينيها الساحرتين عنه قبل ان تخفض رأسها فى خجل لتبتعد عن مواجهته قائلة
انا طول عمرى تايهة ومش لاقية مكان ولا بر ارسى واستقر عليه بس لما شوفتك حسيت انى انى وقطعت الحديث بشهقاتها الباكية فابتسم زين وامسك بكتفيها قائلا
مفيش داعى تقولى اى حاجة انا اللى هتكلم يا صوفيا لو انتى كنتى تايهة فانا كنت عارف كويس اوى انا
عايز ايه ومحدد وراسم حياتى بالتفصيل وبالورقة والقلم زى مابيقولو لما قابلتك برجلتيلى كل حاجة بقيت حاسس فجأة انى مسئول عنك عاوز اهتم بيكى اقربلك صورتك كانت على طول قدامى فى كل لحظة بتجننى قاومت احساسى بيكى بكل الطرق بكل الطرق يا صوفيا حاولت اقنع نفسى بكل المتناقضات اللى بينا بس عقلى عمره ما
سعفنى وكأنى فجاة بقيت بفكر بقلبى وبس او ان قلبى بقا هوا عقلى مش عارف بس الاتنين رافضين انى ابعد عنك وشايفين انى بعدك ممكن يموتنى يا صوفيا
اتسعت حدقتاها وكل حواسها تحاول استيعاب ما يوجهه لها من كلمات تمس مشاعرها برقة وبسحر لم تعرفه ابدا كادت بالفعل ان تفقد الوعى وهو يسألها في حب
تتجوزينى يا صوفيا
شهقت وهى تضع كلتا يديها على ثغرها وهتفت فى تلعثم
زين ده معناه ايه
احتوى وجهها بين كفيه وأردف في رقة
معناه انى عايزك تفضلى جنبى طول الوقت معناه انى مش هخليكى تخافى تانى معناه انى هعلمك كل اللى المفروض تتعلميه عن دينك وبلدك وكل حاجة
عادت ابتسامتها الطفولية
للظهور قائلة فى خبث
يعنى بس كدة مش عشان بتحبنى
ترك وجهها وقال وهو يتظاهر بالجدية
مش لازم الواحد يكون بيحب واحدة عشان يتجوزها يعنى
ممكن يكون بېموت فيها مثلا
اول درس هعلمه لحبيبتى انه مينفعش تقرب لحد بالشكل ده غير جوزها وبس
هزت كتفيها قائلة فى بساطة
ما انت هتبقى جوزى
رد وكأنه يجاري طفلته
خلاص متستعجليش
وتنهد وهو ينظر للمكان حوله ويضيف
اما بقا تانى درس فده ليا وليكى مينفعش نكون انا وانتى موجودين فى مكان مقفول كدة لوحدنا ده مش
 

20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 123 صفحات