الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية روعة

انت في الصفحة 22 من 123 صفحات

موقع أيام نيوز


هيتكرر تانى مفهوم
ابتسمت وهي تشير بيدها كتحية عسكرية هاتفة في مرح
مفهوم
نظر لعينيها للحظات يأخذ جرعته المعتادة من سحرهما الذى ادمنه قبل أن يتراجع بخطواته الى الخلف حيث الباب الذى حين هم بفتحه نادته
زين
بحبك
رد وهو يتظاهر بالغرور
عارف
تمتمت من بين اسنانها
غلس
ضحك في عبث
عارف برضه
واغلق الباب تاركا اياها فى سعادة تعيشها للمرة الأولى منذ ان ولدت عرفت من الان فصاعدا الى اى شىء ستنتمى ستنتمى الى زين الى حبه الى كل شىء يتعلق به

الى عائلته وطنه حياته من هذا الوقت اصبح زين هو الحياة نفسها ولكن تبا لتلك الكلمة لا صوفيا لا تفكرى فيها من الان واستمتعى فقط بحب زين الذى اغرقك فيه منذ لحظات زين اى حب هذا الذى سقطت به معك يا الهى كم اعشقك
اخذ ينظر اليها حين أطالت الوقوف على قبر ابيها لوقت ظنه اكثر من اللازم اصرت ان تذهب اليه قبل ان يذهبا لأى مكان نظر الى ساعته ليعرف كم مر من الوقت لقد مكثت ما يقرب من الساعة دون ان تشعر
طلبت منه ان يبتعد قليلا ليتركها تناجى اباها يظن أنه أعطاها مايلزمها من وقت تنهد وهو يتجه اليها ربت على كتفها فى حنان قائلا
ايلينا
معقول يا ايلينا الموضوع خلاص عدى عليه شهور
انا مش بعيط يا يوسف انا بس كنت بتكلم معاه واطمنه على نفسى ومن غير ما حس عينى دمعت
التمعت عيناه وسألها في هيام
اتكلمتو على ايه
نظرت له فى حب مماثل وأجابته
كلمته عنك قولتله ان ربنا عوضنى بهدية جميلة قولتله انى سعيدة اوى يا يوسف قولتله انى بطلت اخاڤ
خلاص قولتله ان فيك كل الصفات اللى اتمنتها فى جوزى واكتر قولتله قولتله انى بحبك اوى يا يوسف
زفر في غيظ هذه المرة وهو يقول
انتى جاية تقوليلى الكلام ده هنا ربنا يسامحك وانزل كفيه من على وجهها مواصلا
اسمحيلى انا بقا اشتكيلو منك
واقترب من قبر محمود قائلا
بنتك بقا يا عمى مش عايزة تحن عليا وتحدد معاد الفرح
شاكسته بنفس طريقته وهتفت كأن أباها يحتاج لصوتها المرتفع ليمكنه سماعها من العالم الاخر
وانا قولتله يا بابا مادام مستعجل مش لازم فرح
هز رأسه نافيا بشدة
اه طبعا انا مستعجل بس هفضل مصر على الفرح دى هتبقى اسعد ليلة فى حياتى كلها ولازم تكون لها ذكرى خاصة لو فضلتى تأجلى للسنة الجاية هستحمل يا ستى ايه رأيك بقا
واضاف وهو ينظر الى قبر ابيها
حنن قلبها عليا شوية يا عمي انا مش هستحمل سنة بجد
شهر كويس
كتير برضه يا ايلينا بس أرحم من سنة
فكل يحب بطريقته حتى وان كانت تلك الطريقة لاتلائم معشوقه ابدا تتمنى الا تجرفها مشاعرها فتعميها عما قد يفعله يوسف من
استفاقت على لمسته وهو يحتوى وجهها بين كفيه مجددا كأنه يواجه كل أفكارها بفيض مشاعره
انتى اغلى حاجة عندى يا ايلينا اوعى تخافى ابدا وانا جنبك ححميكى حتى من نفسى اوعدك بده قدام ربنا وقدام ابوكى وانتى كمان اوعدينى انى عمرك ما هتبعدى عنى او حتى تفكرى اوعدينى ايلينا
ابتسمت وهي تهمس
طول ما بتحافظ على عهدك ليا اوعدك يا يوسف
أما زين فقد اتخذ قراره بالفعل بالزواج من صوفيا ولم يتبق سوى ان يخبر والديه دلف الى المنزل وهو يطلق صفيرا مبهجا ويضع يده فى جيبه حتى وصل الى غرفة المكتب الخاصة بأبيه فدق الباب ودخل بعد ان سمح له محمود بالدخول
رأى اباه جالسا فى تحفز وكأنه ينتظره جلس أمامه فى توتر فتمعن به محمود قائلا
خير يا زين
أنا قررت اتجوز
رفع محمود حاجبيه ونهض ليجلس مقابلا لولده قائلا فى
سخرية
ده يوم الهنا وياترى مين العروسة بقا اللى كنت خارج من عندها من شوية ولا واحدة تانية
نهض زين متجاوزا ذهوله لينفي ظن أبيه بسرعة
بابا لو سمحت بلاش تفهم غلط
نهض محمود بدوره ليواجهه في حدة
وانا اللى بقول عليك اعقل اخواتك ده كله يطلع منك منك انت يا زين
رد زين فى دفاع مستميت
بابا ارجوك انت فاهم غلط انا فعلا بحب صوفيا وعاوز اتجوزها
هتف والده من بين اسنانه فى ڠضب
بتايه ومين دى اللى تتجوزها ان شاء الله واحدة خواجاية منعرفلهاش اصل من فصل ولا عارفين اتربت ازاى ولا على ايه تتجوزها ازاى وتأمنها على بيتك وعيالك
حاول زين تمالك غضبه ووالده يلحق الظلم بصوفيا من جديد فقال بعد ان زفر فى بطء
بابا لو سمحت انا اعرف كل حاجة عن صوفيا هيا محتاجة لوجودى جنبها وانا مش هتخلى عنها ابدا
تراجع محمود متهكما
قال محمود وهو يدور حوله كأنه يحاول ان يفقده تركيزه
ولما هوا كدة كنت بتعمل ايه معاها لوحدكو ودى اول مرة ولا عملتوها قبل كدة كتير من ورانا حصل ايه بينكو خلاك عاوز تعجل بال
قاطعه زين وهو ېصرخ به
تنفس فى عمق وهو يمسح حبيبات العرق التى تجمعت على جبينه فلم يظن ان معركته مع ابيه ستكون بتلك الشراسة
انا مش بطلب حاجة عيب ولا حرام انا بحب صوفيا وهتجوزها ولازم تعرف ان مهما حصل مش هتخلى عنها ابدا
دخلت سميرة فى تلك اللحظة وهى تقول فى قلق
صوتكو عالى ليه ايه يا زين مالك فى ايه
نظر زين الى والده دون ان يعلق وبعدها نظر الى امه قائلا
بعد اذنكو
راقبه محمود فى حنق حتى خرج واغلق الباب خلفه لينظر الى سميرة هامسا فى ڠضب
شوفتى اللى عملنا حسابه حصل
واشار الى الباب حيث خرج زين وقال
البيه ابنك العاقل اللى فيهم عاوز يتجوزلى صوفيا
شهقت سميرة وهى تضع يدها على صدرها
يا نهار اسود الواد اټجنن على كبر ولا ايه
ووضعت يدها على رأسها وهى تتمتم
هنعمل ايه يا محمود نطردها وخلاص ونرتاح
حك محمود ذقنه بسبابته قائلا
دى ضيفة مرات ابنك انتى ناسية وبعدين مين قالك ان ده لوحصل ابنك مش هيتمسك بيها زيادة
قالت سميرة وهى تتهالك على المقعد
والعمل ايه
تنههد محمود في عمق
يمكن لو هوا عرفها على حقيقتها وعرف اد ايه هوا
موهوم وخلاص يرجع هوا من نفسه
رمقته سميرة فى حيرة بينما شرد هو فى عالم اخر لايفكر فى شىء سوى ان يبعد تلك الشقراء عن حياة ابنه بأى ثمن
الفصل الرابع عشر
وضعت يدها فى يده وهي تتمشى بالقرب من النيل حين توقفت فجأة عن السير لتقف أمامه تهتف في صدمة
أنت بتقول ايه يا سامح مستحيل أعمل اللي بتقول عليه ده
رد عليها فى حنق
يبقى مش بتحبيني يا ايتن
هزت رأسها فى عڼف نافية زعمه كأنه اتهمها بالخېانة العظمى
أنت متأكد اني بحبك بس اللي بتقوله ده صعب
ابتسم في تهكم
بتحبيني بأمارة ايه بقا كل حاجة اطلبها منك ترفضيها معندكيش ذرة ثقة فيا ولا فى حبي ليكي روحتي اتخطبتي لواحد تاني وتقولي ڠصب عني طب ڠصب عنك لحد امتى
امسكت رأسها وهي تهتف في انفعال
انت مش فاهم حاجة انا أكيد هلاقي حل غير ده
زفر فى ضيق وهو يشيح بوجهه قائلا
حل حل ايه كام شهر عدى والوضع على
ماهوا عليه عاوزاني استنى لحد الفرح يعني ولا ايه
واضاف وهو ينظر اليها فى حنق
ايتن انا هبقا هتجنن لما بتخيله قاعد معاكي أو بيكلمك أو حتى بتبصيله ببقا ھموت وهوا من حقه كل حاجة وأنا مش من حقي أي حاجة
عقدت ساعديها لترد في ضيق فاق غضبه وتخطاه
أنا قولتلك كام مرة تروح تكلم بابا بس أنت رفضت
رفع حاجبيه وهو يضع يديه في جيب بنطاله قائلا بطريقة سفه به كثيرا من تفكيرها
أكلم باباكي عشان يرفضني ويطردني من قدامه لا خلصت دراستي ولا أهلي معاهم فلوس زيكم هيوافق عليا ازاي ده مش بعيد يخلي ابن عمك يكتب عليكي عشان يبعدنا للأبد
وصمت للحظات قبل أن يتمعن بها يراقب تعابير وجهها وتأثره بكلماته
أنا انسان عملي بفكر بعقلي لحل مشكلتنا دي لكن انتي اللي واضح أنك محبتنيش كفاية أو محبتنيش من أصله
دمعت عيناها وتحشرج صوتها وهي تضم كفيها الى بعضهما في رجاء
أنت عارف اني بحبك فبلاش الكلام ده أرجوك
أفلت ضحكة ساخرة وهو يمسح وجهه بكفيه
مش بالكلام يا ايتن أنا خلاص تعبت مش هفضل مستني لحد ما يزفوكي لابن عمك قدامي اتفضلي روحيلو عيشي مع واحد بتكرهيه بس عشان خاېفة تواجهي وأوعدك انك مش هتشوفي وشي تاني
أمسكت بكفه تتوسله في خوف
أرجوك يا سامح استنى اديني فرصة اللى بتطلبه صعب صعب
انتزع يده فى عڼف وهو يهتف في صرامة
لو بتحبيني بجد مكنش هيبقا صعب لكن انتي بتحبي تضيعي وقتك وانا أسف مش هكمل مع واحدة أنا مش واثق من مشاعرها ناحيتي
وضعت يديها على ثغرها تقاوم شهقاتها وهي تراقبه يرحل من أمامها ويبتعد
تشعر بروحها تنتزع من جسدها وتصاحبه تعلقت به واعتادت اهتمامه لايمكنها تخيل لحظاتها القادمة دونه فمنذ ان اقتحم حياتها دون سابق انذار وهى لاترى سواه
فقط شهور قليلة هو كل مااحتاجه ليسخر كل ذرة من تفكيرها له
ماذا ستفعل فى هذا الخواء الذي سيتركه بداخلها هل كان عليها أن تستجيب له وتثق به للنهاية دقات قلبها تتزايد فى هلع وهي تراه يختفى تماما من أمامها
تود لو لحقت به
لتوقفه وتخبره أنها ستفعل اى شىء حتى لايبتعد أبدا ولتذهب أي اعتبارات وقتها للچحيم
والمصادفة من جديد تدخل صوفيا عنوة إلى قصة ايتن حقا لاتعرف أهي مصادفة أم أن القدر يرتب هذا ويخبرها بحتمية تدخلها فمن بعيد بينما كانت تلتقط صورا للنيل بالكاميرا الخاصة بها حين لمحت ايتن تتحدث في انفعال إلى هذا الشاب الذي تركها لدموعها وذهب وحين مر من أمامها تبعته في فضول لتتبين ملامحه جيدا دون أن تعرف بالضبط ماذا ستفعل
توقف فجأة مع رنين هاتفه فأعطته ظهرها وهي تتظاهر بالتقاط الصور لتسمع المكالمة التى أرادت ان تتعرف منها على هويته لا أكثر
أرادت ان تعرف من هذا الشخص الذي تحدت ايتن كل أعراف مجتمعها من أجله وبالفعل سمعت ما كاد أن يفقدها الوعي حاولت بقدر المستطاع تمالك نفسها وعدم الالتفات له حتى لاينتبه
أيوة بحاول معاها كالعادة بس رافضة دماغها أنشف من الحجر بس على مين البت حلوة وأهلها متريشين ولو طاوعتني هاخد كل اللي أنا عاوزه منها وفوقيه فلوسهم كلها هتبقى تحت رجلي بس الصبر حلو
ارتعدت اناملها وكادت الكاميرا أن تسقط من يدها أي
مصېبة
ستوقع ايتن نفسها فيها هذا المخادع يريد ان يورطها ويورط عائلتها معها
عائلتها
شهقت فى خوف زين
ماذا عليها ان تفعل لقد اقترب عرس ايلينا ولم يعد هناك متسع من الوقت ولو تحدثت الى ايتن بما سمعته ستكذبها بكل سهولة فعلاقتهما متوترة منذ فترة هذه الحمقاء ستتجاوز كل الحدود و
رن جرس هاتفها لينتشلها من افكارها فالتقطته من جيبها لترى اسم وصورة زين يضيئا الشاشة لتتذكر موعدها معه بعد دقائق
راقبها وهى تضع يد على خدها بينما تعبث الأخرى بشوكتها
 

21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 123 صفحات