الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية روعة

انت في الصفحة 30 من 123 صفحات

موقع أيام نيوز


على كفيها قائلة
انتى هتسافرى هتهربى يا صوفيا
افلتت صوفيا كفيها وواصلت وهى تتجه صوب الخزانه من جديد تعبث فى محتوياتها عن شىء لا تعرفه
ايوة هسافر ومش هرجع البلد دى تانى ابدا ونظرت الى ايلينا مردفة وهى تمرر يدها فى شعرها پعنف
ههرب يا ايلينا زى ما انتى ما بتقولى وانا حياتى عبارة عن ايه غير رحلة هروب انا اصلا جتلك هربانة من الوحدة ومن عمايل امى هرجع دلوقتى برضه هربانة ايه الجديد

تألمت ايلينا من لهجتها البائسة فضمتها اليها قائلة
مش اخر الدنيا ابدا يا صوفيا انك تحبى وتنجرحى مش اخر الدنيا ميستاهلش ابدا
ردت صوفيا پاختناق وصوتها يجرح حلقها مع كل حرف
هوا مش اخر الدنيا هوا بالنسبالى الدنيا كلها هوا الوحيد اللى حسسنى بأهمية وجودى هوا الوحيد اللى مطردنيش من حياته هوا الوحيد اللى حب روحى قبل جسمى ايوة يا ايلينا حبني انا متأكدة مش معقول كل اللى بينا كان كدب لو عيني كدبت فروحي وقلبي واحساسي مكدبوش تعرفى انا فضلت موجودة لحد فرحه عشان كنت متخيلة انه مش هيقدر يعملها كنت متخيله انه هيجيلى فى اى لحظة ويقولى يلا نهرب من كل العالم ده ونعيش لبعض وبس
واضافت فى حړقة ودموعها تنهمر بغزارة
ازاي قلبه طاوعه يعملها ازاي يعمل كدة في نفسه وفيا
واضافت وهى تتجه الى الخزانه لتضربها بقبضتها
احتضنت ايلينا وجه صوفيا بين كفيها قائلة وهى
تمسح دموعها بابهاميها
انا هبقى جنبك يا صوفيا عايزة تسافرى وتسيبنبى
ابتسمت صوفيا فى حزن وهي تهمس في ألم بلغ أقصاه
انا محدش جنبى ابدا انتى عندك جوزك واخوكى وحياتك
حاولت ايلينا ان تقول شىء لتدافع عن نفسها ولكن صوفيا بسطت كفها قائلة
انا مش بلومك ابدا انا اتعودت على كدة امى اتجوزت وخلفت وبقا ليها حياتها ونسيتنى وابويا اتجوز وخلف وبقا ليه حياته وسابنى هوا كمان تفتكرى هستنى من مين اهتمام لو اقرب الناس ليا رمونى انا حتى لو مت محدش هيحس بيا
جذبتها ايلينا الى احضانها هذه المرة لتشاركها البكاء
اوعى تقولى كدة انا اسفة صوفيا اسفة فى لحظة ان الاحساس ده يكون وصلك بس ارجوكى بلاش تسافرى
شهقت صوفيا وهى تتخلص من ذراعى ايلينا قائلة
خلاص ايلينا انا خدت قرارى ومش هرجع البلد دى تانى هرجع لحياتى اللى كنت عايشاها يمكن لما ارجع انسى كل حاجة
وقف زين فى غرفة مكتبه يضع يديه فى جيب سترته ينظر فى شرود الى الشارع من خلال النافذة التى احتلت جدارا بأكمله
يتساءل للمرة الألف هل ما فعله هو الصواب ويعود ليسخر من روحه
هو يعرف انه ابعد مايكون عن الصواب
هو فقط يتخبط بين جدران حيرته وفشله وضلاله يشعر بالضعف
الطعنه التى تلقاها فى رجولته أصابته بالهشاشة
لم يكن يريد لمن وضعته فى منزلة الفرسان ان تراه على ضعفه وخذلانه ابدا
اراد ان يحتفظ بقوته للنهاية حتى لو كان قاسېا عليها ذاك ارحم من ان ترى قلة حيلته وعجزه
ماالذى عاقب نفسه به
لقد فاقت طاقة تسامحها كل ما تصوره طاقة قوة لاتشعر هى بها رغم أنها تعرى له عجزه اكثر واكثر نعم سامحته هى على مالم يستطع ان يسامح نفسه عليه
تحبه ويعلم ولكن لكل منهما طريقته ومذهبه في العشق
نظر الى ساعته يعلم انه تأخر ولكنه سيذهب فى النهاية بقى فى شركته وحيدا ليبتعد عن تلك الاجواء فى القصر
مبهجة لهم قاټلة له
امه أخذت تقبله فى سعادة حينما علمت بقراره وهى تظن ان دعواتها اخذت طريقها الى السماء بالسرعة التى تمنتها وتخلص ولدها من تلك الخواجاية ليتزوج ابنه عمه ابنة الاصول التى ربتها على يديها لم يعد قادرا على مسايرتهم فى هذه اللعبة فابتعد عن القصر قدر الامكان ولكن اليوم هو الزفاف اى زفاف زفافه على تلك المخادعة التى تدعى ابنة عمه تلك الكلمة التى ظل ابوه يرددها على مسامعه طيلة الفترة الماضية ليشعره ببطولة ما يقوم به
ابتسم فى مرارة وهو يتخيل صوفيا حوريته فى ثوب الزفاف
هل يمكن لأحد ان يصادر خياله ايضا
يتخيل عينيها تلتمعا بابتسامة تزيد جنونه وهوسه يتخيل رقتها وهى تتهادى لتتأبط ذراعه
يتخيل خجلها وهى بين احضانه للمرة الاولى
تنهد فى قوة لو استغرق فى خياله اكثر فسيذهب الى الچحيم عوضا عن الذهاب الى سمر
ابتسم فى سخرية فسمر والچحيم فى اى شىء يختلفان
لقد خرج من الجنه وذهبت حوريته للابد ولا بد انها الان ټلعن الساعة التى رأته فيها وتنعته باشنع الصفات
انا هسافر يا زين
ومش هرجع تانى
معدن همس فى الم
ربنا يوفقك فى اللى جاى وتحققى اى حاجة تتمنيها و
لم يستطع ان ينطق بها مجرد تخيلها مع شخص اخر لا يقدر على استيعابه هى حوريته فقط جنتها حكرا عليه
نعيمها وحده من بشره القدر به
وايه يبعتلى انسان يحبنى غيرك تقدر تقولها يا زين
صوفيا
قولى انك مش كدة يا زين قولى ان احساسى صح قولى ان فيه ظروف اضطرتك وانا حتى مش هسألك ايه الظروف دى
واغلقت عينيها للحظة فتحتهما بعدها لتنهمر دموعها قائلة
بس متشوهش اجمل احساس حسيت بيه فى حياتى انا هسافر ومش هرجع تانى بس عاوزة اسمعها منك
قال وهو يشيح بوجهه للاتجاه الاخر مبتعدا بعينيه عنها يحاول ان يبحث عن تماسكه عن قوته عن قسوته عن اى شىء لا يجعله يصرح بالحقيقة ولكنه عجز سوى عن قول
صوفيا متصعيبهاش عليا ارجوكى
ادرات وجهه اليها ودمعة غافلته لتسقط رغما عنه فقالت وهى تمسحها باصبعها وتحتضن وجهه بين كفيها
قولها وميهمكش اى حاجة مش هطلب منك اى حاجة قصادها مش هطلب منك تشرح اى ظروف اضطرتك
مش معقول كل اللى حسيت بيه معاك كان وهم كان خيال عايشة فيه لوحدى قول انك بتحبنى لسة يازين قول انك بت
ولم
يترك لها الفرصة لتكمل لم يسعفه عقله ابدا وقد استنفذت مشاعره
انحنى فجأة ليقبلها دون ان يدرى كيف
دون ان يفكر انه يخرج عن كل مبادئه واعرافه
دون ان يشعر ولو للحظة انه يرتكب اى ذنب
الحياة التى بدأت فقط بنظرة واحدة من عينيها وقلب لم ولن يدق لسواها
قلبه الذى يخفق فى عڼف وهو لا يتخيل انه على بعد لحظات من حرمانه منها للابد
كلما تخيل هذا الظن ضمھا اليه اكثر وبثها كل مخاوفه وعشقه واجابها بسهولة عن كل ما دار فى عقلها من شكوك
تلاشى تماما فى لحظات كل ما علمها اياه وكل ما منع نفسه عن ارتكابه طيلة عمره وهو يمرر يده فى شعرها وينزع عنه حلية صغيرة وضعتها فيه
قبلها فى قلة حيلة فى اختناق فى خوف فى حب جارف
اما هى فحصلت على اجابتها وتيقنت من انها لم تخدع ولو للحظة فى مشاعره تجاهها
شعرت بألمه ووجعه وضعفه
انت لسة بتحبنى يا زين
اجابها وهو يغمض عينيه فى الم
وهيفيد بايه
وضمھا اليه قائلا فى ضعف كم كره ان يظهر امامها
هيفيد بايه ومفيش حاجة هتتغير بعد دقايق فرحى مبقاش ينفع يا صوفيا
تشبثت به اكثر قائلة
انت پتتعذب يازين انا حاسة انك پتتعذب وانا مش هسألك
اكتر من كدة بس كفاية عليا انك انت بتحبنى وبس ولو حبنا ده سببلك اى ۏجع فانا هبعد من غير حتى ما اعرف ليه
افلتها زين من بين ذراعيه قائلا
صوفيا انت حبك اجمل حاجة حصلت فى حياتى بس كل حاجة اقوى منى سامحينى يا صوفيا انا
وضعت اصبعها على شفتيه قائلة
انا هبعد بس مش هحتاج منك اكتر من وعد اوعدنى زين انك هتحاول ترجعلى وتصلح كل حاجة
ابعد اصبعها وهو ينظر الى عينيها فى الم كيف يعدها بما لا يمكنه ان يبر به
صعب صعب يا صوفيا
همست فى حب
بس مش مستحيل انا هستناك حتى لو عدت قاطعها بسرعة
يبقى بتظلمى نفسك وبتحكمى عليها ټندفن معايا
اسندت رأسها على صدره قائلة
وانا مش هسيبك ټموت لوحدك انا هفضل مستنياك وانت هتدور عليا وهتلاقينى مش هضغط عليك اكتر من كدة خلى حبك يقاوم كل حاجة وارجعلى مش عاوزة اكتر من وعدك ليا بده اوعدنى انك هتحاول
كانت تشعر بصدره يعلو ويهبط فى جنون تشعر بعڈابه بالمه وتردده بصرخاته المكبوته التى يحبسها عن العالم وتسمعها هى بوضوح بحر مشاعره العميق تغوص هى فيه الان
ابتعدت عنه فى هدوء ونظرت اليه نظرة وداع اخيرة وقبل ان تلتفت لتذهب تنهد وهو يغمض عينيه لثوانى ستذهب بلا عودة
سترحل ولن تراها مجدد
اعطها واعط لروحك بعضا من الامل
اعطها ماتريد ربما كانت الايام اكثر رفقا بك وبها امسك بذراعها قبل ان تبتعد وضمھا اليه من جديد لم يترك حتى للهواء فرصة ان يتسلل بينهما ډفن رأسه بين خصيلات شعرها الاشقر وأخذ نفسا طويلا من رائحته وبلله بدموعه التى سالت رغما عنه وكلما تنفس كلما امتلأ صدره بعبقها اكثر غير مصدق انها لحظة الوداع مرر يده فى شعرها قائلا
اوعدك انك هتفضلى جوايا لاخر لحظة فى عمرى اوعدك انى هفضل احبك لاخر نفس فيا
قالت ويداها المرتعدتان تتركان ملابسه التى تشبثت بها
وانا مش عايزة اكتر من كدة طول ما حبى جواك هتحاول مرة واتنين وعشرة وانا هستناك حتى لو لعمر تانى
واضافت وهى تضع يدها على صدره
طول قلبك ده ما بيدق قلبى انا كمان هيفضل يدق معاه هفضل احبك طول عمرى
وتراجعت للخلف وهى ترسم ابتسامة تقاوم بها كل صرخاتها ونحيبها لتلتفت فجأة وتطلق العنان لكل دموعها ابتعدت بخطوات سريعة وهو عاد الى نافذته ليراها تسرع بخطوات تشبه الركض
لن تلتفت ابدا له فان التفتت ستعود اليه دون شك
ان التفتت سيلحق بها ويلعن هذا العالم بكل مافيه سيسحق كل شىء تحت قدميه
ولكنه وعدها ان يعيد لها زين الذى احبته فهو الاجدر بها من هذا الضعيف الذى عجز عن حمايتها
تنهد بعمق والم وصړخت كل خلية من خلاياه وكل ذرة من كيانه وهى تختفي
وداعا صوفيا وداعا حوريتى الجميلة
وداعا كل شيء
الفصل التاسع عشر
انتهى حفل الزفاف الذى كان رائعا بمقاييس كل من دعي لحضوره الا صاحبه فلم يشعر سوى انهم يشيعونه لمثواه الاخير بعد أن صدر حكم الاعډام بحقه ورحلت صوفيا
منذ ساعات
لم يتمكن
حتى من رسم أي بسمة روتينية مجاملة على شفتيه كان يشيح بنظراته الى اي شىء غيرها يخشى ان رمقها بالنظرة التى تستحقها ولم يعد لديه لها سواها أن يلحظه احدهم فحتى الان لا يعرف شخص بالقصة شىء سوى محمود وهما اما باقى العائلة فتراه زواجا موفقا وسعيدا الا ايلينا التي تحولت نظراتها الساخطة عليه الى أخرى مشفقة ففى عينيه لاحظت ضياعه وحزنه وشتات أمره
لاحظت عدم شعوره بسمر تماما وكأنه يحملها ذنب ما حدث
أدركت بفطرتها أن هناك خطب ما وأنه مضطر لما يفعله ولكن الجزء الاكبر من شفقتها كان على صوفيا التى لاذنب لها فى دخولها لدوامته تلك وكما اشاح زين بوجهه عن سمر
 

29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 123 صفحات