الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية روعة

انت في الصفحة 31 من 123 صفحات

موقع أيام نيوز


اشاح به ايضا عن ابيه
نعم ابيه الذى غير كثيرا من تفاصيل تلك الليلة التى طالما روادته فى احلامه وهي تجمعه مع حوريته التى نفاها بعيدا بعد ان اشعره ابوه بعجزه المطلق امامها
أشعره أنه لايستحق سوى بقايا أنثى كسمر ابنة عمه ليتها لم تكن هكذا ابدا
ليتها لم تكن شرفه وعرضه فلقد حمله أبوه مالا يطاق
عاد الى جناحه فى القصر مع عروسه

لم يحتج زواجه بها سوى مجرد تعديلات بسيطة على جناحه الفخم من الأساس تركه لهم ليفعلو به ماشاءوا فقد ترك لهم حياته بأسرها من قبل
تولت سميرة تلك المهمة وأنهتها في وقت قياسي ألهتها سعادتها بابتعاد ابنها عن الشقراء عن حزنه وصمته واستسلامه ربما أدرك مؤخرا أنها لا تصلح زوجة له وأن ابنة عمه هي الاختيار المناسب سيتناسى مع الوقت بل سينسيه عشق سمر له هوسه بتلك الخواجاية
جلست سمر على طرف الفراش بينما هو لم ينطق بحرف
خلع رباط عنقه والقى به فى عشوائية واتجه الى المرحاض بعد ان اخرج من الخزانة بعضا من ملابسه خرج بعد دقائق ليجدها لازالت على جلستها بثياب العرس ابتسم فى سخرية دون ان يعلق وهو يتجه الى ملحق صغير بجناحه لينام فيه
نهضت خلفه مسرعة وهى تمسك باطراف ثوبها قائلة في حذر
زين استنى
توقف دون ان يلتفت اليها فمنذ أن اتخذ أبيه قراره بشأنهما لم يتبادلا حرفا قط
تقدمت خطوتين لتقف فى مواجهته
احنا لازم نتكلم
عايزة تقولى ايه
ازدردت ريقها بصعوبة وهى تنظر الى اصابعها تفركها فى شدة
انا عارفة انك متضايق من اللى حصل ومن الل
اوقفها بكفه في صرامة
بلاش تتكلمى فى اللى فات احسن عشان انا مش ضامن اعصابى ولا ضامن ممكن اتهور عليكى ازاى
واصلت وكأنها لم تسمعه
انا عارفة انى غلطت بس ده كله كان عشانك يا زين عشان حبيتك
ضحك فى سخرية وهو يضرب كفيه ببعضهما قائلا
هوا انتى مفهومك عن الحب ايه حبتينى ازاى وامتى وفرضا انك حبتينى ازاى تسلمى نفسك لحد وانتى بتحبى حد تانى وترجعى تكدبى وتخدعى الكل عشان تورطيه معاكى وتلبسيه فى جريمتك حب بأنهى منطق
صمتت للحظات أمسكت بثيابها ترفعها لتتقدم اليه خطوة اضافية هامسة بصوت مخټنق
بمنطقي أنا !!! حب مدقتش منه غير مراره وانت بترفض مشاعري مرة ورا التانية كنت بمۏت وانا بشوفك معاها كنت عاوزة انساك باى طريقة كان شبهك يا زين او يمكن انا شفته شبهك صدقت كلامه اللي كان نفسي اسمعه منك انت سلمتله عقلى عشت معاه كل اللي اتمنيت اعيشه معاك حبيتك انت فيه
تراجع في حدة وكأنها شيئا يثير أقصى ما في نفسه من اشمئزاز كأنه يحاول أن يحافظ على أبعد مسافة
ممكنة بينهما في هذا المكان الذي اصبح أضيق من جحر النمل
اللى بيحب ميخونش انتى خنتى اهلك ونفسك الحب بيطهرنا بينضفنا من جوانا ولو معملش ده يبقى يتسمى اى حاجة تانية
اقتربت محاولة ان تضع يدها على كتفه فدفعها فى عڼف يشعر انها لمسته ستندسه فقالت وهى تقبض كفها في الهواء
انا عارفة انى غلطانة وعارفة انى اللى هطلبه صعب
وعارفة انك عمرك ما هتفكر تقربلى على الاقل دلوقتى بس انا مستعدة لكل اللى انت عاوزه كل اللى تطلبه مقابل ان احنا نعيش مع بعض حياتنا زين صدقنى انا عمرى ما تمنيت حد غيرك
هز رأسه في أسى قائلا
وانتى كانت مكانتك عالية اوى عندى يا سمر كانت كانت اعلى بكتير من المكانة اللى انتى حطيتى فيها نفسك دلوقتى انا لما سمعت اللى سمعته منك اټجننت
مكنتش قادر اصدق انك انتى كدة ورغم كل ده لما بابا دخل علينا مكنتش ناوى اقوله كنت هكدب عليه بأى حجة وهحاول باى طريقة اخرجك من مصيبتك دى تعرفى كان ممكن فعلا اتجوزك لو وصل الموضوع لحارة سد لكن اللى عملتيه صدمنى اكتر من صډمتى الاولانية فيكى احنا مفيش ولا هيبقا بينا حياة يا سمر
نظر الى دموعها بعدم اكتراث فمهارتها الخارقة فى التمثيل لم تعد في حاجة الى اثبات
او ربما كان هو احوج البشر فى تلك اللحظة الى البكاء والعويل فقد خسر حبيبته لتحتل اخر من تمناها فى العالم مكانها
حبيبته التى بدأ يضنيه الشوق اليها مع أول خطوة وطأتها قدماها بعيدا عنه
قبضت ايلينا على هاتفها فى قوة وهى تطرق على طرف الفراش به فى ڠضب كادت به ان تحطمه الى اشلاء ولكنها تحتاجه الان
وبعدها ليرى من نوبات ڠضبها ما يشاء فما يحمله يذهب بعقلها تماما
انتبهت على صوت الباب ليدلف يوسف اليها بابتسامة واسعة وهو يخلع سترته قائلا
مساء الخير
لم ترد تحيته وظلت تتطلع اليه فى تمعن ايعقل ان يفعلها
فتح اول زر فى قميصه والټفت ليتحدث اليها ويروى لها يومه كما تعود ولكنه توقف وهو يقطب جبينه وينظر اليها حيث بدت شاردة الذهن فقال وهو يقترب منها ويضع يده على جبينها فى قلق
مالك ايلينا انتى تعبانة
تصنعت ابتسامة بدت شديدة الغرابة له
انا كويسة بس انت بقا
قطب حاجبيه فى استنكار من طريقتها فى الحديث
ايلينا فى ايه ايه اللهجة دى
نهضت فى عڼف وهتفت وهى تنظر اليه فى ڠضب وبعينين حملت كثيرا من السخط وخيبة الامل
فيه ان مهما حاولت اغير فيك مفيش فايدة فيه انى تعبت وزهقت فيه انى بحارب طواحين الهوا معاك
هتف وعيناه تتسع في دهشة
انتتى بتتكلمى عن ايه
مالت اليه وهى تهمس من بين اسنانها فى حړقة
يوم فرح اخوك روحتنى القصر وقلت انك هتكمل سهرتك مع اصحابك ده حصل فعلا
ضړب كفيه ببعضهما فى نفاذ صبر قائلا
يا ريت تتكلمى على طول وتقولى عايزة ايه
هزت كتفيها بسخرية وقالت بينما تعبث بهاتفها
حاضر هتكلم
وصوبت الهاتف نحو عينيه مباشرة كأنها تصوب قذيفة
نظر الى الهاتف وضيق عينيه بشدة وتركيز فواصلت
انا فعلا ندمانة على كل لحظة عشتها معاك ندمانة على كل احساس حسيته وياك انت مصر تفضل فى الحضيض والقرف وهما فعلا لايقينلك خليك فيهم وانا هبعد وكفاية لحد كدة
واكملت وهى تسحب الهاتف من امامه غير عابئة بملامحه التى كستها الصدمة
ايه مكنتش عامل حسابك صح مش لاقى كلمة ولا رد ترد بيه بتفكر فى حاجة تضحك عليا بيها مش كدة مش هتقدر تضحك عليا ابدا انا مش هتنازل المرة دى ولازم نتطلق
وضع يديه فى جيبه وعض على شفته السفلى قائلا وهو يرفع رأسه فى بطء
فعلا معنديش رد ولا كلمة اقولها لو انتى مصدقة ان انا اللى فى الصور دى خلاص ايلينا يبقى انا
رفعت حاجبيها في دهشة وكادت أن تتهمه بالوقاحة فتابع فى حزن
انا زهقت وتعبت صدقى اللى تصدقيه واعملى اللى انتى عايزاه انا مش هعيش حياتى معاكى كلها فى حرب وسجن اټهامات مبتنتهيش لو عاوزة تطلقى
حالا هطلقك وكفاية عليكى عيشة مع واحد خاېن وۏسخ زيي
اتسعت عيناها كأنها ستبتلعه بداخلهما وتمتمت فى حيرة وهى تلقى نظرة على هاتفها كأنها تتأكد من شىء ما
انت قصدك ان مش انت اللى فى الصور
ضحك فى مرارة وهو يتابع ما تفعله
انتى من كتر شكك فيا مجاش فى بالك حتى ولو لمرة ان الصور متفبركة ولا حتى حاولتى تتأكدى وتتأكدى ليه انا راجل خاېن بطبعى عمرى ما حبيتك ولا بفكر اسعدك ازاى بأي طريقة
وعاد ليلتقط سترته لينهي النقاش قائلا في هدوء
على كل حال شوفى انتى عايزة ايه وانا اعملهولك واشار بسبابته قبل ان يذهب ليواصل في تهكم
واه بالمناسبة انتى مش محتاجة تسألى حد اذا كانت الصور متفبركة ولا لا لان لو عندك ثقة فيا كنتى قدرتى تلاحظى ان ده حد تانى انا فى كتفى چرح واضح بقاله سنين اللى فى الصور جسمه سليم
نظرت الى الهاتف فى يدها وهي تشهق فى صدمة لقد ذهب هذا الأمر عن بالها تماما نعم الوجه في الصورة له ولكن هذا ليس جسد يوسف مطلقا
ليس الچرح فقط فلون بشړة صاحب الصورة أفتح من لون يوسف بقليل لو دققت من البداية لأدركت هذا بسهولة ولكن غيرتها تحكمت بها فشوشت نظرها كالعادة
نظر لها من اعلى الى اسفل فأطرقت برأسها فى خجل وهى تتذكر كل الكلمات اللاذعة التى امطرته بها ظلما لقد هدمت جزءا بداخله لا يمكن اعادة بناءه من جديد حاولت ان تقول اى شىء ولكن لسانها الذى انطلق بلا هوادة فى وصفه بأشنع الصفات قد تخلى عنها الان ارتجفت نبرتها كثيرا وهي تحاول صياغة أي جملة
يوسف انا
اوقفها بكفه يمنعها من الحديث فقد اكتفى وفاض
انتى ايه انا خلاص تعبت طول الوقت شك طول الوقت بتحسسينى بندمك على جوازنا اللى انا بعتبره اجمل حاجة حصلتلى طول الوقت بتحسسينى انك اتنازلتى لما قبلتى تتجوزينى انا حكتلك وعرفتك كل حاجة من البداية وانتى قبلتى ووعدتك انى مش هجرحك وانتى عمرك ما ادتينى ثقتك انتى استغليتى ماضيا عشان كل لحظة تعايرينى بيه من يوم ما اتجوزنا وانا بسعدك بكل طريقة عمرى حتى ما بصيت مجرد بصة لواحدة غيرك نظرة الاتهام اللى فى عينيكى بقت بټقتلنى انا تعبت والله تعبت
واغلق زر قميصه وهو يحمل سترته على ذراعه وهم ان يفتح الباب فهرعت لتضع يدها على مقبض الباب تترجاه في ندم
يوسف استنى انا اسفة ارجوك سامحنى
تنهد في مرارة فاقتربت أكثر لتمسك بياقة قميصه هامسة في نعومة تعرف كم هي مؤثرة به
انت عارف اني بحبك وبغير عليك
حركت ذراعيها لتحيط بهما عنقه اقتربت من شفتيه ببطء تطلب التصالح بطريقتها نظر الى ثغرها لحظات قبل أن ينزل ذراعيها ويبعدها فى رفق
لا يا ايلينا المرة دى غير كل مرة مش هضعف قدامك وانسى حرف من اللى قولتيه
وتركها ليخرج نظرت حولها بسرعة والتقطت وشاحا لفت به رأسها دون ان تهتم ببعض الخصيلات التى ظهرت من تحته لتتمكن من اللحاق به
أدركته وهو على وشك ركوب سيارته فامسكت بذراعه تتوسله
ارجوك يا يوسف انا اسفة اعمل فيا اللى انت عاوزه بس بلاش تمشى وانت زعلان منى كدة
قلى
بس انت رايح فين
نظر لها فى خيبة امل واستنكار وحزن جعلها تلوم نفسها للمرة الالف على ما فعلته تنهد في ألم وهو يزيح كفيها
الحياة بينا بالطريقة دى بقت مستحيلة فعلا
هتفت فى رفض واضح تستنكر ما يقوله وهي تضع يديها على ثغرها
لا يايوسف متقولش كدة انت عارف انا قد ايه بحبك
رد وهو يفتح باب سيارته ملقيا نظرة يائسة عليها
بتحبينى واكتر حد بيوجعنى وانا بحبك ورغم كدة بتشكى فيا فى كل نفس الحب مش كل حاجة يا ايلينا للاسف اكتشفت ده متأخر
دلف الى سيارته فتحسست زجاج النافذة ومالت اليه وهي على حافة البكاء
طيب بس قولى رايح فين
نظر لها نظرة مطولة أخيرة دون ان يرد قبل أن ينطلق بسيارته بعيدا عنها
راقبت السيارة
 

30  31  32 

انت في الصفحة 31 من 123 صفحات