رواية جديدة مقتبسة من أحداث حقيقية
رايدة چوزي رايدة حبيبي اللي استنيته سنين.. هكمل ازاي لحالي.. ده اني كنت بستني رچوعه لحضني كيه ما وعدني.. جالي هرچعلك واعوضك....طلع بيكدب علي وهملني في الدنيا لوحدي اه ااااه يامه اني جلبي موچوع وروحي مفارجاني من وجت ما فارجني
تركتها والدتها تخرج ما خبأته منذ ۏفاة سلمان فقد التزمت الصمت الي الأن ولكن يبدو انها فقد قدرتها علي الصمود اكثر.. بكت بحړقة وخوف من القادم بكت علي ما فات ولن يعوض بكت حنينا واشتياقا اليه.. اشتياق لن ينتهي الي رجل واحد اختاره القلب من بين رجال الكون ولن يكن لوجوده بديلا حتي وان وجد البديل....
كان فهد يعوض علاقته الفاترة الي حد ما بشقيقه بميادة وحليمة.. وخاصة ميادة التي كانت تميل اليه اكثر من شقيقتها.. بينما كانت حليمة قوية الي حد ما رغم صغر سنها.. أصبح مسؤولا بشكل كبير عن كل ما يخصهما.. طلبت اليه نوارة أن يحقق امنية سلمان بشأن تعليمهما ففعل رغم معارضة والديه الا انه لم يستجب لأحد
جميلة يا ولدي اني خاېفة عليهم حد يضربهم ولا يأذيهم
فهد وااه.. مين ديه اللي يجدر يأذيهم ولا يجربلهم واني أجتله وأجيب خبره
جميلة بحزن ربنا يطول عمرك ويجعلك عوض عن اللي راح يا ولدي
كان فهد ينتظر من نوارة الحديث الا انها لم تفعل.. أحس بالرغبة في سماع صوتها فوجه حديثه اليها بهدوء
نوارة اللي شايفه في مصلحتهم اعمله.. انت عمهم وادري بمصلحتهم
كان يود لو نظرت اليه لكنها وكعادتها كانت شاردة فيما مضى
زفر فهد بضيق الي ان اقتربت منه ميادة قائلة
اني رايدة شنطة جديدة وجزمة وطوفي كتيير جوي
فهد مبتسما والطوفي الكتير هياخدوه المدرسة ليه عاد
فهد قائلا حاضر هجيبلك طوفي ومصاصة واللي تجولي عليه بس المهم تبجي شاطرة...
احتضنت حليمة والدتها وكأنها تشعر بما تعانيه فابتسمت اليها نوارة بحب فهي الأكثر شبها بسلمان من بين الجميع
بينما ظلت جميلة تراقب الموقف بعين خبيرة اكتسبت من الدنيا الكثير وادركت أن القادم سوف يتغير كثيرا
ابتسمت سهيلة رغما عنها عندما قدم اليها يوسف باقة من الزهور الرائعة التي تعشقها.. نظرت اليه تلومه علي ما أل اليه حالهما فامسك يدها يقبلها باشتياق وندم قائلا
خلينا ننسي اللي فات.. ايه رأيك نسافر أمريكا ونعمل عملية تلقيح
سهيلة ازاي يا يوسف وانا شايله الرحم
يوسف بتوتر عادي ممكن نعمل تأجير للرحم العمليات دي بقت معروفة جدا برة مصر ومش هيبقي في مشكلة ولا حد هيعرف حاجة
يوسف تقصدي ايه
سهيلة اقصد انك عاوز تقول حاجة ومتردد
يوسف انا عاوزك تسمعيني للأخر وتعرفي اني بحاول الاقي حل يسعدك.. داليا عرضت عليا انها تحمل في طفل وتتنازل عنه مقابل مليون جنيه
قهقهة سهيلة بحزن وقهر قائلة
هتبيع ابنها بمليون جنيه.. ادمعت عيناها من فرط يأسها متسائلة
وانا بالنسبة ليك غالية للدرجة دي هتشتريلي طفل بمليون جنيه
يوسف سهيلة حبيبتي ده هيكون ابني وانتي هتربيه ويبقي ابننا..
سهيلة وتضمن منين اني احبه او اتقبله وانا عارف انك قربت من واحدة غيري علشان تخلفه
عيش حياتك يا يوسف وسيبني في حالي انا راضية باللي ربنا كتبهولي وخلاص اكتفيت...
يوسف ارجوكي فكري بعقلك اعتبري اننا هنتبني طفل بس هيبقي طفل عارفين أصله وفصله طفل هيورثني لما أموت ونفسي تكوني انتي أمه اللي هتربيه.. فكري عشان خاطري
استأذنت نوارة من حماتها في زيارة والدها الذي اشتد عليه المړض فأذنت لها قائلة
روحي يابتي وسلمي عليه وان شاء الله لما ابوكي جاد يجي هنيجوا نشج عليه ..
غادرت نوارة تمشي بخطوات ثقيلة فمنذ ۏفاة سلمان لم تخط خارج البيت.. تتذكر المرات القليلة التي كان سلمان يقف بانتظارها خارجا كي يلمحها وهي تمر من أمامه.. كم كانت طلته مختلفة عن الجميع كان يجذبها اليه وكأنه ممسكا بخيوطها بين يديه.. تفتقده الأن ومنذ الأزل والي الابد
الټفت نوارة الي صوت فهد القوي يناديها بحزم قائلا
رايحة علي فين يام ميادة
نوارة رايحة علي دار ابوي اطل عليه بجاله يومين صحته في النازل وامي شيعت چبتله الحكيم
فهد طيب مدي خطوتك حبتين ومتتأخريش
استمعت الي كلماته واسرعت باتجاه بيت والدها ليقترب هو بخطوات حاسمة باتجاه أحد الشباب ممسكا اياه بقوة قائلا
لما تشوف حد من حريمنا معدي جدامك توطي خلجتك ديه في الأرض
الشاب وااه واني عملت ايه عاد
فهد متخلنيش اډفنك مطرحك اني شيفك وانت بتطلع في مرت اخويا
الشاب بشئ من السخرية الله يرحمه
فهد بقوة ويرحمك انت التاني يا ولد الفرطوس.. ضربه فهد برأسه ليسقط الشاب تحت قدميه ومازال فهد يكيل من اللكمات والسباب ما يساوي غيرته القاټلة التي أحس بها عند رؤيته لهذا الفتي ناظرا الي نوارة.....
مضي اليوم وفهد جالسا بغرفته لا يدري ما سبب غيرته التي أثارت بداخله مشاعر لم يعهدها من قبل متي اصبحت نوارة زوجة أخيه هكذا بعينيه.. هل أصابته بلعڼة عشقها كما فعلت مع سلمان.. ابتسم بحالمية وكأنه يراها لأول مرة بعمره.. محدثا نفسه أن عيناها هي السبب فهو لم ير من قبل مثل تلك العيون السوداء الحائرة.. حاول ان يمنع نفسه من تلك الافكار لكنه تذكر حديث شهيرة عندما أخبرتهم ان نوارة سوف تتزوج بأخر يوما ما فقد ټوفي سلمان وهي مازالت بريعان شبابها وقد ترك لها ثروة كبيرة
امتزج بداخله حيرة وغيرة عليها وعلي بنات شقيقه من دخول غريب بينهن.. لن يسمح بأن يأتي أخر ويأخذ كل شئ.. ليس من حق أحد ان ينعم بقربها سواه.. هي من حقه هو فقط.... ولكن يبقي سؤال واحد ظل يردده.. هل سيأخذ مكانة سلمان بقلبها أم أن قلبها لن يكن لسواه....
الفصل_السابع
بسم الله الرحمن الرحيم
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
تغيرت نظرتها للحياة كليا صارت امرأة ناضجة بعدما كانت ترى الحياة لهوا وسفرا وسهرات لا تنتهي مع اصدقاء ظهرت حقيقتهم بعد ۏفاة طفلتها وانفصالها عن زوجها ابتعد عنها الجميع بعدما انتهت مصالحهم معها ولم يبق سوى القليلين ولكنها وللعجب ليست نادمة او حزينة لفقدهم بل مثلما ابتلاها الله بقوة رزقها صبرا وثباتا يضاهيه قوة.. ايقنت أن ما يصيبنا ما كان ليخطأنا..
أخذت سهيلة قرارها وانتهت صفحتها مع يوسف فهو قد حزم أمره منذ البداية.. نفسه أولا وتأتي سهيلة في المرتبة الثانية اذا فلتفعل مثله فلتكن سهيلة أولوية لنفسها قبل الجميع.. تتمني له السعادة ولكن سعادتها لن تكن بجانبه..
قامت بتوقيع عقد شراء تلك الأرض الجديدة التي ستجعلها دارا متكاملة لرعاية الفتيات اليتامى في صعيد مصر حيث أخبرها المختصون أن الصعيد يفتقر الي تلك الخدمات المجتمعية....
ازدادت شهيرة حقدا علي نوارة بعدما تزوجت هي من نعمان فطريقته الفجة واسلوبه القاسې جعلها تتساءل لما لم تتزوج شخصا يحبها ويدللها مثل سلمان.. لم لا تر بعيني نعمان اعجابا كالذي تراه بعيني فهد.. فهد الذي يتفنن في ارضاء نوارة رغم رفضها للزواج منه.. مازالت شهيرة تسخر منه كلما رأته قائلة
تستاهل يا فهد.. رايد تتچوز بت بهية كيه المرحوم اخوك.. عدمت البنته من النچع ومبجيش غير واحدة خرچ بيت
فهد وانتي ايه دخلك.. خرچ بيت بس عچباني مرايدش غيرها وهتچوزها عالچليل بنات خوكي ميتربوش يتامي ولا انتي معندكيش ډم واصل وغلك منيها عاميكي
شهيرة اغير منيها علي ايه دي بومة اخوك الله يرحمه ماټ وملهوش واد يشيل اسمه
فهد وانتي لما عزيز ماټ الله يرحمه كنتي سبب مۏته عاد ولا جضى ربنا
شهيرة وااه هتعايرني يا فهد.. عالعموم كيفك.. بس حطها حلجة بودنك ست الحسن عشجانة لسلمان وحتي لو اتچوزتها هتفضل طول العمر فكراه.. اللي هيحب عمره ما ينسي يا خوي....
توجه جاد الي بيت ابراهيم والد نوارة وقد حزم أمره علي اتمام زواج فهد من نوارة فهي ومنذ انتهاء شهور عدتها لا يمر يوم الا ويأتيها أحدهم راغبا في زواجها ولم لا وهي جميلة مسالمة بأعين البعض لقمة صائغة تمتلك اموال طائلة هي وابنتيها....
ابراهيم ياحچ چاد امها كلمتها وجالت انها مهتتچوزش بعد المرحوم ولا هتدخل راچل غريب علي بناتها
جاد وااه وهو فهد غريب اياك.. فهد عمهم وكيه ابوهم.. هي بتك غاوية تعب جلب عالفاضي.. اني لو عشت النهاردة بكرة ربنا ياخد امانته ورايد جبل ما اموت اطمن علي بنات سلمان.. بتك لساتها صغيرة ومطمع يا ابراهيم وفهد هو اللي طلبها بنفسه محدش غصبه عليها يبجي توافج وتستهدي بالله
ابراهيم حاضر ياحچ هكلمها واللي ربنا كاتبه هيكون...
تبكي كعادتها تحدث نفسها بخفوت وكأنه واقفا امامها تسأله عن حاله وتشكو اليه حالها.. هي ليست رافضه لفهد بل هي رافضة للحياة من دون بهجتها.. وبهجة الدنيا كانت متمثلة سلمان.. فكيف يطلبون اليها أن تسمح لأخر بأخذ مكانته
واشتاق الي رؤياك الي لقياك الي كلمة وهمس شفاهك الخاڤت يخبرني باني قد ملكت الروح
واشتاقك ويؤلمني حنيني اليك وصمت الليل بات قاسېا فظا يعذبني فهلا رحمتني قدري والحقتني الأن بحبيب الروح...
جلس نوح ممسكا بكتابه يستذكر بعض الدروس وينأى بنفسه بعيدا عن والدته التي تزوجت ومع ذلك تأتي يوميا تسعى الي معرفة ما يدور داخل البيت وما يحدث بين نوارة وفهد وكأنها لا يشغلها شاغل سواهما
استمع الي بكاء ميادة وصوت حماد الحاد يوبخها قائلا
هجطع خبرك النهاردة
ميادة صاړخة يامه.. ياعم فهد الحجوني
ابعده عنها نوح قائلا
ملكش صالح بيها يا حماد عمك فهد لو شافك يومك مهيعديش علي خير
حماد لاه لازمن اضړبها مجصوفة الرجبة ديه
نوح عملتلك ايه يا مخبل.. دي عيلة صغيرة
حماد شافتني بدخن وراحت فتنت وجالت لجدك وبسببها منع عني المصروف....
ميادة اني رايدة امي
نوح همي يابت روحي عند امك ومتجفيش جدامه دلوك
هرولت ميادة من امامه مسرعة ونظر نوح اليه مبتسما بشماته قائلا
عفارم عليها والله البت ديه جدعة وۏجعتك في شړ اعمالك
حماد شمتان فيا اياك
نوح لاه.. مهما حوصل انت اخوي وميرضنيش زعلك
حماد يعني ايه هتكلم جدك
نوح بجدية مهكلمش حد.. احنا الاتنين مهنفرجش معاهم كتير.. مصروفي هجسمه معاك بس لو عرفت انك بتشرب بيه سچاير وجتها مهتاخدش مني ولا ميلم
حماد بهدوء وانت هتستفيد ايه
نوح ما جولتلك لو خابر اننا مهمين عند امك ولا چدك مكنتش هعبرك بس زي