رواية رومانسية رائعة
يكن في حوذتها
حتى تقذفه في وجهه لتحصل على حريتها كما
قال لها !...
تحدثت نادية أخيرا بصوتها الحنون وبمنتهى القنوط
قالت...
اهدى ياثروت.. اهدى عشان خاطري وخلينا نفكر بالعقل.... بنتك عايزه تطلق منه ... وكمان بعد اللي حكته لينا وبعد اللي عرفناه عن الواطي ده لازم نقف معها ونطلقها منه...
صاح بعصبية اكثر...
لوحدي.... وصعب استلف من حد... لو استلفت من
اي حد من اللي بنتعامل معاهم ممكن يطلعه عليه
اني خلاص فلسة ولو طلعت الاشاعة دي هقع في سوق اكتر مانا وقع.... فك ربطة عنقه وهو يجلس على الكرسي مهزوم وضائع امام حل تلك المعضلة الصعبة...
خروج عمرو منها... ومهم كنت مهتم بشغلي عمري ما هسد وجود شاب فاهم وطموح زي ابن أخويه...
صمت وهو يرمق ابنته بعتاب قاسې...
ابعدت رماديتاها الباكية عن مرمى عينا والدها القاسېة.. فمزال
العتاب ولوم في بدايته!...
هتفت نادية وسط حسرتها على ابنتها...
يعني إيه هنسبها على ذمته....
مقدمناش حل غير كده....
شكت شفتيها شهقة عالية لا تخلو من الصدمة والحزن على قسۏة قلب والدها عليها..
حتى بعد كل شيء يود رأيتها تتعذب أمامه..
هل اختيارها الخاطئ سيجعلها تعاني في حياتها ماتبقى منها وما مر عليها !...
نظر لابنته ولصډمتها ولحيرة عينيها الباكية تتجرع
صاحت نادية في زوجها پغضب...
انت بتقول إيه ياثروت انت عايز بنتك ترجعله وتعيش معاه بعد كل اللي عرفناه عنه...
نظر لهم بهدوء بارد عكس ما يعتريه الآن ليتريث
برهة قبل ان يقترح حالا آخر...
في حل تاني غير انها ترجعله...
نظرت له نادية بشك...
حل إيه ياثروت...
تطلعت عليه وعد وهي تراه يكمل حديثه بمنتهى البطء والحذر....
توسعت رمديتاها وهي تبلع ما بحلقها بقلق...
عمرو انا هكلمه وحكيله اللي حصل وهو اكيد هيشوف حل تاني مع الكلب ده غير موضوع الفلوس
دي أو حتى يتفق معاه يقلل المبلغ شويه...في نهايه دا صاحبه واكيد ليه داخله معاه....
كادت ان تعترض وعد سريعا كاعادته حينما يتعلق الامر بعودة عمرومره أخرى ورايته لحالها الآن!..لكن
هتفت نادية بصرامة..
اعمل اللي انت عايزه المهم بنتك تطلق...
نهض وهو يخرج هاتفه من جيبه ويوليهم ظهره مجري اتصال بابن أخيه...
لجت الممرضة داخل الغرفة لتفحص وعد وتطمئن على صحته مثلما وصى عليها الطبيب المتابع لحالته...
برغم من اسئلة الممرضة المعتادة في هذا الفحص الطبي إلا ان وعد لم تجيب على شيء لم ترى
احد غير والدها الذي يتحدث بالهاتف امامها بمنتهى
الهدوء وكأن صوته يصل لمسامعها بوضوح....
______________________________________
لج الى غرفة الطعام بحذاء أسود لامع وكان يرتدي حلة رسمية عصرية الشكل مصفف شعره البني بشكل يليق على ملامحه الرجوليه الجذابة...
ارتدى ساعة معصمه وهو يرمق دارينالتي وقفت بجوار سفرة الطعام تتفقد الفطور الذي اعدته له
ان كان ينقصه شيء...
جلس عمروعلى المقعد امامه سفرة الطعام مسك
الاب توبالخاص به والذي وضعته دارين على سفرة الطعام أمامه فهو يتفحص بعض الأشياء
الخاصه بمجال العمل والمنافسين له...
اي اخبار اعلان شركة VIPهنبدأ تصوير فيه امته...
قالت دارين بعملية..
المفروض الفترة الجايه نبدأ تصويره...بس هما عايزين فكره جديدة مش مكرره يعني...
هز راسه بتفهم وهو يرتشف قهوة الصباح وبنيتاه لا تفارق شاشة الحسوب...
تفقدته دارين بابتسامة هادئة وعينيها الخضراء تتشرب كل تفصيله به...
احس بمراقبتها له رفع عينيه عليها وهو يهز راسه بستفهام...
في حاجه يادارين...عايزه تقولي حاجه...
هزت راسها بنفي واسلبت عينيها في الأرض بحرج..
رماها بنظرة خاطفه قبل ان يسالها بهدوء...
مش بتاكلي ليه...
عضت على شفتيها متصنعه الحرج..
يعني...مش وقته في Break...اكون جوعت
هز راسه بتفهم وهو يقول...
تمام...لو حبه تشربي قهوة المطبخ عندك اتعملي عادي...
نظرت له بحنق فهو لم يهتم ولو لثواني لبث اي أمل في علاقتهم...
مطت شفتيها وهي تنهض متصنعه الوداعة..
اوكي...هروح اعملي فنجان قهوة على ما تخلص فطارك...
هز رأسه بهدوء وهو يكمل تفحص عمله عبر هذا الحسوب...
صدح هاتفه في تلك الأوقات التقطة بين يده وهو يرى الشاشة تنير بأسم عمه...
الو...إزيك ياعمي عامل إيه...
رد ثروت عبر الهاتف بطريقته المعتادة..
اكيد مش كويس طول مانت متغرب كده...
تنهد عمرو بهدوء واجاب..
انا مش متغرب ياعمي ولا حاجه..انا خلاص استقريت وهكمل حياتي هنا...المهم اي اخبار الشغل عندك....
الشغل كويس ولولا تصميماتك وافكارك كان زمان الشركة وقعت من زمان...
ابتسم عمرو بحزن وهو يقول بحرج...
متقلقيش ياعمي مفيش حاجه من دي هتحصل دي شركة جدي ووالدي كمان واكيد خسرتها هتوجعني زيك تمام....وعشان اطمنك اكتر ان شاء آلله هتابع
معظم العروض اللي جيلنا على موقع الشركة وهتفق
مع المصممين اللي هناك...
همهم ثروت بحرج..
انا عارف ياعمرو... بس انا مش بكلمك عشان الشغل..
اعتدل عمرو في جلسته سريعا وقد انتابه القلق..
امال في اي ياعمي... قلقتني...
بلع ثروت ما بحلقه بتوتر...
وعد...
انتبهت كل حواسه بعد لفظ إسمها بكل هذا التوتر والحرج البادي...
مالها وعد ياعمي في حاجه حصلت عندكم...
سمعت اسمها يخرج من فمه بسؤال وقلق بادي عليه
اكفهر وجهها پغضب ڼاري وهي تخمم لقب تلك الوعد
هل هي زوجته ام احد اقاربه..
وان كانت زوجته فلما لم تحضر هنا معه لم استقر في فرنسا بدونها...
عضت دارين على شفتيها پغضب ووجه متجهم..
اقتربت منه دارين بخطوات ثابته وهي تتظاهر بعدم سماعها شيء...
استمعت لعمرو يتحدث پغضب عبر الهاتف...
ابن ال.... عض على لسانه ممانع لفظ افظع الشتائم
عنه... تابع بحنق..
بلاش تعمل حاجه ياعمي الا لما اجي... انا هخلصك من الحوار دا كله...
تحدث ثروت بياس وعينيه على ابنته..
هتعمل اي ياعمرو... هنديله الفلوس عشان يطلقها..
اظلمت عيني عمرو وهو يهتف بغموض..
لما ارجع ياعمي.... لما ارجع هنتكلم ..
تهللت السعادة في عين ثروت بأمل!..
لم ترجع.. هترجع امته ياعمرو...
قريب... قريب هبلغك بمعاد الطيارة... اغلق الخط بعد ان القى السلام عليه...
وقفت دارين أمامه وهي تلملم متعلقاتها بهدوء واتزان...
ها ياعمرو ناوي تصور الفين...
لم يكن معها بالمره بل كان شرد في تلك الأخبار المفاجأه عن وطن محتل قد دعى إياها بضراوة
ليحرره
من براثن الشيطان..
لماذا دعتني هي تعرف انني اسواء منه بمراحل!..
لن يهمني سافعل هذا لاجل اسم العائلة واكراما لعمي
وزوجته الذين لم يبخل أحدهم علي انا وشقيقتي
بالحب والاهتمام...
سأعود ولكن عوده مؤقته أوعدك انها لن تطول !..
عمرو... عمرو... انت كويس... شعر بصوت ناعم ينتشله من شروده ولمسة يد حانية توضع على كتفه الصلب..
نظر نحو دارين وهو يقول بهدوء..
دارين... بتقولي حاجه...
رمقته بقلق وهي تسأله بخبث...
بقالي ربع ساعه بكلمك مالك في حاجه حصلت في مصر...
هز رأسه ورد بهدوء..
شوية مشاكل بسيطة في شغل اللي هناك.. هسافر أخلصه ورجع تاني....
هتسافر.. هتسافر امته...رفعت حاجبيها وهي تدقق به..
وجدته يرفع هاتفه وهو يقول بنبرة أمر..
احجزلي على اول طيارة نزله مصر... تريث برهة قبل ان يسمع الطرف الآخر..تابع عمرو بعد ثلاث دقائق من الصمت..
تمام..مفيش مشكله احجزلي عندك...أصبح الساعة تمانيه...رمق دارين وهو يشير لها..
اكتبي يادارين عندك..
سجلت دارين على مضض سجل السفر الغير مرغوب به!...
اغلق عمرو الهاتف وهو يلملم اشيائه قائلا بعملية..
يلا بين عشان نكمل اي شغل مهم النهاردة..وناجل اللي ينفع يتاجل لحد ما رجع تاني...
هو انت هطول ياعمرو....
اسبوعين بكتير وهرجع...وانتي مكاني لحد ما رجع..نظر لها بجدية لا تقبل التهاون في تلك المسأله
هزت رأسها بتفهم...
متقلقش.....المهم ترجع تاني...قالت اخر جمله بداخلها بقلق...
______________________________________
اشټعل قلب هند بالڠضب والحقد من ناحية وعداكثر فمزال بداخلها ذات الانطباع القاسې ان ابنة عمها سبب غربة وفراق اخيها عنها...
سألت نادية زوجها بأمل جديد..
يعني هو قالك هيتصرف...
هز ثروت رأسه بايجاب...
طب هيرجع أمته...طرحت نادية سؤال آخر...
رد ثروت بمنتهى الصلابة...
مش عارف بس هو قالي انه راجع قريب وهيبلغني عشان ابعتله العربية تاخده من المطار...
هزت نادية رأسها بتفهم وداخلها تدعي بانتهاء هذا الکابوس...
لاحت منها نظرة حانية تبث الأمل لابنتها الجالسه على فراش المشفى متعبة الوجه شاحبه بعيون حمراء من كثرة البكاء...
كل حاجه هتبقى كويسه ياحبيبتي..متخفيش...
هزت رأسها بتفهم وهي تستلقي على صدر والدتها بتعب...
رددت نادية بعض الآيات القرانية وهي تربت على منكبي ابنتها بحنان...
اغمضت وعد عينيها وهي ترتجف داخلها بقوة كلما فكرة بحالها وما ينتظرها بالايام القادمة مع عائلتها
وحياتها بعد ان تحصل على لقب مطلقه!...
قتل الصمت في الغرفة صوت هند الكاره للفكرة المطروحة أمامها...
انا مش فهمه ياعمي..اي دخل عمرو في طلاق وعد من هشام...يعني هو ماله... اخويه زمان سافر من قبل حتى مايحضر فرحهم ومحضرش اي حاجه تخص موضوعهم ليه عايزين تدخلوه دلوقتي في موضوع طلقهم...
ارتفع رأس وعد عن حضڼ والدتها وسلط الجميع انظاره على هند التي نظرت لهم بهدوء لكن كانت عينيها بركتان من الكره والڠضب الموجه نحو وعد لا غيرها...
لم يتحدث ثروت بل ظل صامتا يرمق ابنة اخيه الرقيقه الهادئه دوما وهي تتحدث كالنمرة الشرسة التي تود الانقضاض على من يحاول فقط الاقتراب
منها ومن عائلتها الوحيدة!...
اول من هتفت بأستغراب كانت نادية
ليه بتقولي كده ياهند... احنا طلبنا مساعدة عمرو لان هشام كان يوم من لايام صاحبه واكي...
حضرتك قولتي ياطنط كان صاحبه.. لكن بعد اللي حصل وجوازه من خطبته... بترت جملتها عمدا قبل ان تقول باهانة...
قصدي بنت عمي... علاقتهم إنتهت بعد جوازه منها وكلنا عرفين السبب... تحشرج صوت هند بحزن على اخيها...
انا مش عارفه إزاي تطلبو منه حاجه زي دي بعد اللي حصل زمان... إيه محدش فيكم مراعي شعوره...
نزلت دموع نادية بحزن...
يابنتي انتي لسه صغيرة ومش فهمه يعني اي قسمة ونصيب...
اسلبت هند عينيها ونزلت دموعها وهي تستاذن منهم بالباقة وحزن...
انا اسفه لو ضايقتكم.... بس عمرو دا أخويه وانا اكتر واحده حسى بيه...
خرجت من الغرفة وتركت ثلاثتهم بحيرة اكبر بعد حديثها..
والديها يفكرون بأمرين لا ثالث لهم
هل عمرو يحمل الكره والاڼتقام لابنتهم..
هل لا يزال يحمل الحب لابنتهم بعد كل ماحدث
بينهم...
اما وعد فكانت حزينه شاردة في صداقتها مع هند التي إنتهت منذ عامان حين فسخت خطوبتها
باخيها عمرو..
تعلم ان عمرو بنسبه لهند ليس فقط اخ بل العائلة بأكملها سعادته تفرحها بشدة وحزنه يزيد حزنها أضعاف لن تعاتبها فإن كان لها اخ او اخت ستفعل
مثلها واكثر قد أخطأت وتعلم لكن من سيفهم
انها أحببت هشام من قلبها وتمنت الزواج منه
برضا عائلتها وامام الله والجميع هل ستظل تعاقب
على تلك الخطوة من حياتها القادمة ! وهل حب عمرو كان امرا مفروض عليها من جميع من
حولها...
_____________________________________
في صباح اليوم الثاني...
أقلعت الطائرة متوجهه الى مطار القاهرة...
بعد عدة ساعات...
خرج عمرو من المطار وهو ممسك حقيبة سفرة استدار عند نقطة معينة فوجد سائق عمه ينتظره هناك....
اقترب منه الرجل العجوز وهو يقول بلطف...
حمدال على سلامتك ياعمرو بيه...
ابتسم عمرو بود وهو يرد عليه...
الله يسلمك ياعم محروس...عاش من شافك...
العمر كله ليك