رواية بقلم شهد البابلي
تحتاج حقا !
لربما خلافاتها مع آدم كانت ستقل لو أنه أدرك احتياجها لذلك العناق التي طالما إفتقدته طوال عمرها فحينما كانت في بيت أهلها كانت والدتها تتهرب من عناقها وكان والدها يعاملها بجفاء فحاولت تصبير نفسها بأنها حين ستتزوج سوف زوجها الحنون ولكن الواقع كان له رأي آخر.
فها هي قد تزوجت بالحنون
ولكنه أيضا يتهرب كلما حاولت عناقه..
_ ندوة إيه يا آسيا اللي عايزة تروحيها دي
نظرت له بتوتر قائلة بإبتسامة
_ ها لأ دي ندوة لتطوير الذات.
ابتسم بسخرية قائلا
_ آه جو أنت قوية أنت تقدري أنت قدها
والله لو أخدتي المياية بتاعة الندوة دي و روحتي جبتيلنا بيها ورق عنب و كيلو طماطم و نص بصل و نص كيلو رز وعملتي حلة محشي همسكلك أبواب الشقة كلها و أطبلك وأغنيلك توت توت توت توت شد حيلك يا كتكوت.
_ يا آدم بتكلم جد أنا محتاجة أحضرها على الأقل هفصل شوية و هستفاد.
اومأ بموافقة قائلا
_ عمتا ياستي أنا موافق وآدي فلوس الندوة و مصروفك أهم خليهم معاكي لحد ما يوم الندوة يجي.
قفزت بمرح قائلة له بمشاكسة
_ ربنا يسعدك ويغنيك و يفرحك و يرزقك بكل حاجة حلوة إللي هي أنا يعني.
و علشان ما أطولتش عليكم فأنا هدخل في الموضوع على طول.
احضڼي عايدة عليك
و على أهلك من والدك لوالدتك
من أخوك لأختك من زوجك لأولادك
من أحفادك لأصحابك.
معظمنا أو كلنا بإستثناء بسيط أهالينا و أجدادنا يا فلاحين يا صعايدة و بالرغم من إختلاف الثقافات بين كل بلد والتانية إلا أنهم زمان كانوا متربين بعادات وتقاليد متشابهة.
فبالتالي هتلاقيهم كبروا على الموضوع ده.
فتلاقي الأم خجولة في نفسها و تتزهق لما بنتها المراهقة تحاول .
و طبعا فكرة أن ابنها دي مستبعدة و كذلك الأب اللي بيرجع من شغله مطحون بملامحه المتعبة تفتكروا أن بنته هيبقى عندها جرأة أصلا أنها تتشعلق فيه وتحضنه بحب
أو إن ابنه يحضنه!
مش بتكلم عن المناسبات الخاصة زي مثلا نجاح أو تخرج الأبناء أو حفل زفافهم.
لأ أنا بتكلم هنا عن الأحضان اليومية العادية.
و لو عملنا زووم بشكل دقيق هنلاقي أن نفس الأم الخجولة ونفس الأب الشقيان من النادر أن أولادهم يشوفوهم و هما حاضنين بعض!
و برضو مش هكرر نقطة أن هنا أنا أقصد.
فبالتالي الأبناء بيتوارثوا المبدأ ده و بيكون فيه حصانة بين الأخ والأخت تجاه بعض لدرجة إنك لو
شوفت ولد بيحضن أخته أنت هتشك أنهم أخوات