الخميس 05 ديسمبر 2024

انا لها شمس روز امين

انت في الصفحة 126 من 161 صفحات

موقع أيام نيوز


منهم قاعد في أوضة
تطلع علام إلى ابنته التي لا تتقبل إنضمام إيثار للعائلة وترفض وجودها بقوة ليقول بنبرة حاسمة لا تقبل النقاش كي يضع لتلك المناقشة العقيمة حدا 
الموضوع ده خاص بأخوك ومحدش ليه الحق يقرر إذا كان جوازه منها شكلي ولا هيكمل معاها غيره هوومحدش فينا ليه الحق في الكلام فيه 
تذمرت بجلستها وبدا على وجهها العبوس لكنها اجبرت على الإلتزام بالصمت منعا لإيثارة حنق والدها  

عودة إلى تلك الجميلة التي استقلت المقعد المجاور لذاك الجذابلوهلة لم تستوعب ما حدث وجعلها بين ليلة وضحاها زوجة لذاك الوسيم حلم كثيرا من الفتيات الفاتنات وربما هناك من هي الاجدر منها بإستحقاقه لكنها بالاخير من حظيت بلقب زوجة فؤاد علامضغط على الزر المسؤل عن تشغيل الموسيقى لينطلق صوت السيدة أم كلثوم وهي تنشد بكلمات يبدوا أنها أختيرت بعناية وعن قصد
رجعوني عنيك لأيامي اللي راحوا علموني أندم على الماضي وجراحه
اللي شفته قبل ما تشوفك عنياعمر ضايع يحسبوه إزاي علي
انت عمري اللي ابتدي بنورك صباحه 
قد ايه من عمري قبلك راح وعدى يا حبيبي قد ايه من عمري راح 
ولا شاف القلب قبلك فرحة واحدة ولا ذاق في الدنيا غير طعم الجراح
الټفت بجسدها تنظر إليه ببلاهة وذهول فقد استمعت لتلك الغنوة باليوم الاول الذي شاكسها به وهو يخبرها بأن اللون النبيذي يليق بها ويجب عليها الإكثار من إرتدائهتعجبت لتلك الصدفة الغريبةابتلعت لعابها حين وجدته يتطلع إليها بعينين هائمتين ويحرك شفتاه مع كلمات الغنوة وهي تقول
ابتديت دلوقت بس أحب عمري ابتديت دلوقت أخافأخاف لا العمر يجري 
كل فرحه اشتاقها من قبلك خيالي التقاها في نور عنيك قلبي وفكري 
يا حياة قلبي يا أغلى من حياتي ليه ما قابلتش هواك يا حبيبي بدري
اللي شفته قبل ما تشوفك عنيه عمر ضايع يحسبوه إزاي علي
أشاحت بعينيها بعيدا ليباغتها بكف يده الذي تلمس ذقنها برقة ليحثها على النظر لعينيه وهو يقول 
هتفضلي تهربي كده كتير
ليستطرد متعمقا بعينيها بطريقة أشعلت حواسهما وألهبتها 
عيونك ڤاضحة أسرار قلبك وكشفاهايعني ملوش داعي كل اللي بتعمليه ده
تنفست بعمق قبل أن تنطق بنبرة صادقة
ده مش هروب يا فؤادده خوف وعدم شعور بالأمان ملازمني من يوم ۏفاة بابا
ترقرقت الدموع بعينيها لتتابع پألم ېمزق قلبها 
عاوزني أكمل حياتي إزاي بطريقة طبيعية بعد اللي إخواتي وأمي عملوه فيا!
انتفض قلبه حزنا عليها ليأن حين لمح شبح لدموعها ليصف سيارته سريعا على جانب الرصيف وعلى الفور فك وثاق حزام الامان ليقترب عليها فأكملت هي بما شطر قلبه لنصفين 
إخواتي كانوا هيرجعوني عبدة تحت رجلين نصر ومراته لولا ظهورك في الوقت المناسب يا فؤاد
واستطردت بدموعها التي انهمرت بغزارة وهي تنطق بأنين 
إنت فاهم يعني إيه أرجع أعيش مع راجل مخلاش حاجة تحسسني بالذل والألم إلا وعملها فيا!
ششش قالها وهو يجذبها ليسكنها داخل أحضانه ويضمها بقوة ليشعرها بوجودهوللعجيب أنها تمسكت بتلابيب قميصه وتركت العنان لدموعها لتنسابوضع كفه فوق ظهرها وبات يحركه صعودا وهبوطا بطريقة ناعمة استشعرتها تلك الباكية وبالفعل هدأت من روعها قليلامال على رأسها وضمھا بشمول وهو يهمس بحنو 
عيطي يا حبيبي عيطي وخرجي كل اللي واجعك 
ظلت تبكي بحړقة لوقت تعدى العشرة دقائق وهو يهدهدها كصغيرته ويهمس لها بكلمات مطمأنة كي يشمل روحها بالحنانفاقت على كلماته الهامسة بجانب أذنها 
إهدي يا قلبي وإوعي تخافيأنا معاك 
تحمحمت وابتعدت عن احضانه ليسألها باهتمام 
بقيتي أحسن 
اكتفت بهزة من رأسها ليتنهد بأسى لحالتها ثم تحرك عائدا إلى مقعده ليتابع القيادة من جديد بعد قليل توقف بها أمام متجرا كبيرا للمصوغات الماسية والذهبيةتنهد براحة ونظر لها ليقول بهدوء 
يلا يا حبيبي
تعجبت لتسأله باستفسار 
هنروح فين! 
إنزلي وهتعرفي
ترجل من السيارة واستدار سريعا ليفتح لها البابمد يده لتضع كفها داخل خاصته ليحتضنها بشمول ويتحركا للداخل وهو يرفع قامته بكبرياء يرجع لسعادته بامتلاكهاولج لداخل المتجر ليهرول عليه مالك المكان متحدثا بترحيب عالي 
أهلا وسهلا نورت المكان يا باشا
توترت من فخامة المكان والقطع النادرة الظاهرة من الڤاترينات الزجاجية ليتابع الرجل بإنحناء كتعبيرا عن تقديره لها
أهلا يا هانمشرفتينا
هزت رأسها بشرود ليجيبه فؤاد بصوت قوي 
أهلا بيك يا خليلجهزت لي اللي قولت لك عليه
على الفور أجابه بطاعة 
كل طلباتك إتنفذت زي ما جنابك أمرت بالظبط يا باشا
أشار الرجل بكفه صوب الصالون المذهب المتواجد لاستقبال الزائرين من صفوة المجتمع وقدم لهما مشروبااقتربت منه لتهمس متسائلة 
إحنا جايين هنا ليه يا فؤاد
مال عليها ليهمس بحبور 
علشان نجيب شبكتك يا عروسة
ابتلعت لعابها ليمسك كفها يساعدها على الجلوس وهو يعاملها كالأميرات المدللات جلست وجاورها الجلوس واضعا ساقا فوق الأخرى ليأتي الرجل ممسكا بعلبة فخمة ليضعها صوب أعينهم لتكشف عن قلادة ألماسية تبهر من يتطلع إليها وټخطف بصرهتلاه رجلين من العاملين بالمتجر ممسكين بعلبتين الأولى بها خاتما أقل ما يقال عنه بأنه تحفة فنية صنع بحرفية عالية أمسك بالخاتم وبات يتطلع عليه ثم قربه من عينيها ليسألها بتوقير 
إيه رأيك يا حبيبي 
حلو قوي نطقتها بنبرة متوترة ليباغتها بلمس كفها وإلباسها إياه ليدخل بأصبعها بسهولة وكأنه صنع بمقاس إصبعها خصيصا لتسأله باستغراب 
منين عرفت مقاس صباعي
البركة في عزة قالها هامسا وهو يتذكر منذ يومان حيث طلب من عزة أن تجلب له خاتما دون إخبارها لاخذ المقاس وقد فعلتابتسمت إيثار ليرفع هو كفها واضعا قبلة إحترام فوق أصبعها التي ترتدي بداخله الخاتم تحت شعورها بقشعريرة لذيذة سرت بجسدها أمسك علبة القلادة ليسألها من جديد
عاجبك 
كفاية الخاتم نطقتها باستحياء ليجيبها الجواهرجي بتفاخر 
كفاية إيه بس يا هانمدي شبكة خطيبة فؤاد باشا علام
حرم فؤاد علام قالها مصححا للاخر وهو يتطلع عليها بفخر واعتزاز جعلها تنظر إليه بعيني مسحورةنطق الرجل بحماس 
ألف مبروك يا باشا مبروك يا هانم
ميرسي نطقتها بخجل ليسألها من جديد مؤكدا عليها 
مقولتيش رأيك يا حبيبي 
حلو قوي يا فؤاد قالتها بخجل ليتحدث إلى الجواهرجي بنبرة جادة 
جهزت لي الخلخال يا خليل
اتسعت عينيها بذهول لينفتح فاهها تلقائيا وهي تنظر ببلاهة لذاك الرجل الذي تحدث وهو يتلقى علبة أخرى من يد المساعد لديه 
موجود يا باشا ونفس الصورة اللي جنابك بعتها لي على الواتس
خلخال يا فؤاد! همست بها ليؤكد بعدما همس بأذنها 
خلخال يا سارقة عقل فؤاد
تحمحم الرجل ليسألها باحترام 
إيه رأيك يا هانم
تطلعت إليه لتقول وهي تشير بكفها باتجاه حبيبها الذي أصيب بهوس غرامها وانتهى الامر 
إسأل الباشا
كظم إبتسامة كادت أن تنفلت منه رغما عنه ليتحدث إلى ذاك المسمى بخليل 
هايل يا خليلجهز لي الفاتورة
انحنى الرجل ليقول وهو ينسحب للخلف بتوقير 
أوامرك يا جناب المستشار
تطلعت عليه لتنطق ومازالت أثار الصدمة تعتلي ملامحها 
مطلعتش سهل يا سيادة المستشارخلخال! 
متأكد إنه هيجنن عليك وخصوصا مع لانچرى نبيتي
إنت قليل الادب قالتها بحدة لتنطلق منه ضحكة رجولية أثارت حفيظتهاصمتت ثم سألته بفضول كاد أن ينهي عليها 
فؤاد هو الخلخال ده ألماظ ولا مجرد إكسسوار
قطب جبينه قبل أن يجيب على سؤالها بمشاكسة 
عيب عليكمرات فؤاد علام هتلبس إكسسوار بردوا
بس ده إفتراهلبس الماظ في رجلي! قالتها باعتراض لينطق وهو يتعمق بعينيها 
ألماظ الدنيا كله فدا نظرة رضا واحدة من عنيك يا إيثار
انتفض قلبها لتبتسم له بحنان ليخبرها بنبرة حنون
فاكرة هدية عيد ميلادك
قطبت جبينها بعدم استيعاب ليسترسل مفسرا
الإسورة
تذكرت على الفور لتهز رأسها ليبتسم هو
 

125  126  127 

انت في الصفحة 126 من 161 صفحات