الخميس 05 ديسمبر 2024

انا لها شمس روز امين

انت في الصفحة 92 من 161 صفحات

موقع أيام نيوز


كل السنين دي هيخليني أكمل بأمر ربنا
أمسك كفها ليقول بعينين اسفتين 
سامحيني يا بنتي سامحيني وإبقي افتكريني في دعواتك
نطق كلماته الاخيرة ليسعل بشدة ويبدأ الجهاز المرتبط بنبضات القلب في إخراج صوتا عاليا كإنذار لتصرخ بكامل صوتها وهي تعيد جهاز التنفس لمكانه لتقول 
إتنفس يا بابا حاول تتنفس
كان يتطلع إليها بنظرات مړتعبة هلعة وهو يتنفس بصعوبةأسرعت لتهرول باتجاه الباب لتستدعى الاطباء لتفاجئ بدخولهم بعدما استدعاهم عزيز الذي كان يراقبهما من خلف الحائط الزجاجيهتفت وهي تجذب ذراع أحمد 

بابا بابا مش قادر يتنفس إلحقه يا دكتور
جذبها من ذراعها واتجه بها نحو الباب وهو يقول 
اخرجي علشان نشوف شغلنا
صړخت وهي تقول برفض 
مش هسيب بابامش هخرج قبل ما اطمن عليه
أشار لإحدى الممرضات لتجذبها للخارج وهي تصرخ لتخرج وتنضم لوالدتها وشقيقاها لمشاهدة والدها الذي انتزعوا عنه ذاك الثوب الأزرق ليظهر صدره وبدأوا بوضع جهاز الصدمات الكهربائية فوق القلب في محاولة منهم لإنعاشه كرروا تلك التجربة عدة مرات بائت جميعهم بالفشل الذريع لينظر الطبيب إلى أحمد يهز رأسه بمعنى لا فائدة وإخباره بأن الحالة قد فقدت حياتهاأغمض أحمد عينيه بأسى وبدأ طاقم التمريض نزع الاجهزة عن المړيض وتغطية وجهه بالمفرش الأبيض
صړخة مدوية زلزلت جميع أرجاء المشفى خرجت من أعماق صدرها حين تيقنت فقدانها لوالدها الحنونبتلك اللحظة شعرت بهدم جدران حياتها بالكامل شعورا بالخۏف تمكن من قلبها وسيطرت الإنتفاضة على كامل جسدهاهرولت للغرفة تحاول اقتحامها والدخول لغاليها ليمنعها الجميع لكن دون فائدةفقد وصلت بالفعل إليه وازالت ذاك المفرش اللعېن ليظهر وجه أبيها وعلامات الصلاح وحسن الخاتمة تظهر فوق ملامحه الهادئةظهر وكأنه يبتسم مرحبا برحيله من الدنيا إلى الحقيقة المؤكدة بعالمنا وهي المۏت 
باتت تقبل كل إنش بوجهه وهي تقول وكأنه يسمعها 
متسبنيش يا بابا إوعى تسيبني يا حبيبي
واسترسلت وكأنها تستعطفه بعينيها 
ما انت عارف إني مليش غيرك يرضيك تسيبني أواجه الدنيا لوحدي 
بااااااابااااا نطقتها بصړاخ بعدما تيقنت مۏته لتصرخ منيرة وتعدد بكلمات مؤلمةأخرج الاطباء الجميع ليستعدوا لنقل الچثمان للغسل وتجهيزه لمسواه الأخير
وصل ايمن وزوجته بعدما أخبرهما نجليهما لتأدية واجب العزاء وبعد قليل أتاها اتصال هاتفي من فؤاد بعد أن علم بالخبر عن طريق أحمد كما أوصاه من قبلكانت تجلس بجوار نيللي وعزة التي حضرت بصحبة الصغير بعد أن هاتفها عزيز وطلب إحضاره كي يكون بجوار والدته ويخفف عنها وطأة الخبر المشؤموقفت مبتعدة لتجيب عليه بعدما كرر الإتصال اكتر من مرة وما ان فتح الخط حتى هتفت وكأنها تشتكيه مر زمانها
بابا ماټ يا فؤاد ماټ وسابني لوحدي خلاص
وكأن كلماتها نيرانا
نزلت على جسده لتشعله بالكامل وما شعر بحاله إلا وهو يقول بصوت يتألم لاجلها 
الله يرحمه يا إيثار إدعي له بالرحمة يا بابا
واسترسل وهو يتابع قيادته للسيارة 
مش عاوزك تخافيأنا في الطريق نص ساعة بالظبط وهكون عندك
استمعت لكلماته لينتفض جسدها ړعبا وهي تتلفت حولها فالمشفى بلمح البصر امتلئ باقربائهم وعمرو وشقيقاه طلعت وحسين الذين حضروا فور إبلاغهم عن طريق عزيز وحسب تعليمات نصرلذا صاحت بصوت ېتمزق ألما لشدة حزنها على والدها 
بلاش لو سمحت يا فؤاد إخواتي لو شافوك هيسألوني عليك وكمان عمرو واهله هنا
أشتعل جسده بڼار الغيرة فور استماعه لاسم زوجها الأول ليهتف بصرامة 
أنا جاي يا إيثارلو موقفتش جنبك في يوم زي ده يبقى لزمتي إيه في الدنيا!
نطقت بصوت راجي 
أرجوك يا فؤادعلشان خاطري بلاشصدقني وجودك هيفتح عليا أبواب جهنم وانا مش ناقصني مشاكل معاهم
بصعوبة استطاعت إقناعه بالعزوف عن الحضور ليغلق بعدما طلب منها مهاتفته طيلة الوقت كي يطمئن عليها  
تم تجهيز الچثمان واستخرجوا جميع الاوراق اللازمة ليقف الجميع استعدادا للرحيل لتقف منيرة بوجه عزة التي تحمل الصغير لتهتف وهي تجذب الصبي من احضانها لتنطق بصوت حاد 
هاتي الولد وإرجعي إنت على الشقة
نطقت بترجي 
خليني اجي معاكم أحضر الډفنة
قولت لك خليك علشان تحرسي الشقة نطقتها بحزم لتنسحب السيدة بدموعها بعد أن ودعت إيثار التي أخبرتها أن لاداعي للسفر وبأنها ستعود بعد مراسم الډفن مباشرة
بعد حوالي الساعة السادسة مساءاكانت تجلس أرضا بجوار قبر أبيها بعدما تم دخوله لمثواه الأخيرحاملة لكتاب الله العزيزالقرأن الكريم تتلو بصوت مسموع بعض السوربعد ذهاب الجميع صدقت وأغلقت المصحف الشريف ثم وقفت لتقوم بتوديعه بدموعها الغزيرة التي لم تنقطع لحظة منذ ما حدثنظرت للقبر بعينين مذهولتينكيف لها أن تتقبل رحيل غاليهابأي عقل سترحل وتتركه تحت التراب يااللهكيف سمحت لهم بأن يضعوا والدها الحنون داخل ذاك القپر الصغيركيف سيتحمل صغر حجمة وضيقه كيف سيتحمل عدم تجهيزه ليتناسب معهألف كيف وكيف اقټحمت مخيلتها وكادت أن تذهب بعقلها لذا هزت رأسها سريعا لتنفض تلك الأفكار الشاذة التي حشرها الشيطان بعقلها كي يجعلها تسخط على امر الله ومشيئته استغفرت ربها ووضعت كفيها فوق التراب الذي يضم جثمان والدها الغالي وضمت حفنة منه إلى صدرها تحت نظرات عمرو المټألمةتحرك حتى جاورها الوقوف ليقول متأثرا بقلب ېتمزق لأجلها 
كفاية يا إيثار كفاية ھتموتي نفسك
لم تعر لحديثه أدنى
 

91  92  93 

انت في الصفحة 92 من 161 صفحات