رواية جديدة
غلق المشفى هددتهم بأن تدع المتورط خلف القضبان و عندما شعروا أنهم في طريقهم إلى السچن أتتهم خطة شيطانية أخرى و أخذوا الاذن بتنفيذها من صاحب القرار الأول و الأخير اصطحبوا أحمد إلى غرفة العناية المركزة بحجة أن حالته غير مستقرة و في اليوم التالي أعلنوا الخبر لأهله البقاء لله
قتل أحمد و ضاع حقه و الحقيقة مدفونة داخل أروقة المشفى
اشتياقك لشخص فقدته ولن تراه ثانية هو أصعب شعور قد يمر به الانسان ما يلهمك الصبر هو أن يكون معك قطعة منه بل نسخة مصغرة همس التي أتمت عامها الثاني منذ شهر و بتاريخه قد أتمت نور شهور عدتها هي من تذكر نور دائما بزوجها الراحل فهي تشبهه بالملامح و ببعض الطباع فتأخذ طريقته بالنوم أصناف الطعام التي يحبها طريقته بتناول الطعام. حبه لأنواع العصائر
ترقرقت عينيها بالدموع حين داهمتها الذكرى الثالثة يوم أن علمت بحملها قررت أن تعلمه بالخبر بطريقة رومانسية ولكن لغبائها نسيت إخفاء الاختبار و تركته على
بغرفة العمليات بالرغم من خوفه و رهبته من الموقف إلا أنه وافقها و النتيجة كما يقولون أغمى عليه فلم يتحمل الموقف طلبت مساندته و أصبح هو من يحتاج المساندة
مسحت دموعها و أكملت ارتداء ملابسها فاليوم لديها مقابلة عمل بعد أن أتمت ما أرادت تعلمه عبر الإنترنت بدأت تبحث عن شركات ممن لا يشترطون خبرة موظفيهم لتجد مبتغاها في شركة قد تأسست منذ شهر لا يشترطون الخبرة ولكن هم يريدون إثبات الكفاءة
أجابت نور بثبات عندي انترفيو
صاحت بها والدتها بردو هتنفذي اللي في دماغك وأنا قلت انتي عقلتي و شيلتي الموضوع من دماغك
أجابتها نور محاولة الحفاظ على ثباتها لا يا ماما الفكرة في دماغي و كنت بدور على مكان مناسب والحمد لله لقيته لو سمحتي تاخدي بالك من همس لحد ما ارجع و مش هتأخر إن شاء الله
فهمت ما تريده والدتها والدتها تحاول أن تضع العقدة بالمنشار ولكنها لن تسمح لها اتجهت ناحية الباب تحمل ابنتها بين ذراعيها بسيطة يا ماما ميرضنيش تعبك هوديها حضانة و طبعا البيت بيتك
خرجت من المنزل قبل أن تسمع رد والدتها التي ظهر
الڠضب بملامحها فهي لم تستطع أن تخضع ابنتها لها ثم تلألأت برأسها فكرة قد سعت لتنفيذها منذ فترة و ربما قد حان وقت التنفيذ الآن
وقفت نور بالشارع تجري اتصالاتها بصديقاتها لتضع همس برفقة أحدهما ريثما ترتب دخولها الحضانة حين تبدأ عملها وجدت كلا من نسمة و نيرة بعملهما و المتفرغة اليوم ندى و السبب أنس برفقتها أخبرتها أن تأتي بها و ستساعدها والدتها برعاية الطفلين
أغلقت نسمة هاتفها بعد أن أنهت محادثتها مع صديقتها نور التي كانت ترغب بترك ابنتها معها ولكنها اضطرت للرفض بسبب تواجدها بالعمل عملها بمشفى جديد بدأته منذ ما يقارب الشهر و من ساعدها بهذا هو حازم خطيبها و بتذكرها للمصطلح نظرت إلى أصابع يدها اليمنى و بالتحديد دبلته التي تتوسط خنصرها داعبتها بحركات دائرية تتذكر ما حدث معها منذ ما يقارب الشهرين حين تقدم حازم لخطبتها لم تكن حالتها النفسية بالجيدة ولكنها وافقت على مقابلته إكراما لوالديها و في المقابلة لم ترفع عينيها به كانت خجلة حزينة في موقف مشابه ربما كانت تشعر بالسعادة بل تطير فرحا مثلما كان شعورها حين تقدم أيمن لخطبتها ولكن تلك المرة الأمر يختلف فالموضوع لا يشكل فارق معها لا يهم من هو العريس ولا شكله ولا عمله فهي كانت تعتقد بأنها خطبة مؤقتة ولن تستمر
لم يدر بينهما الحديث الكافي بأول لقاء نظرا لتواجد والديها كما رغبت فتوالت اللقاءات وفي اللقاء الثالث رفعت عينيها لتراه وكانت المرة الأولى رأت نظراته إليها تفيض عشقا احتارت في أمره فهي لا تصدق أنه أتى لخطبتها لشخصها فهي لم تعد تؤمن بالحب ولا تؤمن بالرجال من الأساس ولكنها حين وجدت إصراره بطلبه و رأت تمسكه بها وافقت على الخطبة
أتى بعائلته المكونة من والدته و شقيقته وتمت الخطبة بجو عائلي بحضور صديقاتها و القلائل من أفراد العائلتين و في أول حديث بينهما بعد الخطبة ترجاها بشئ يا ريت بلاش ماما أو إسراء يعرفو حاجة عن اللى حصل معاكي
كانا يقفان بالشرفة تستند إلى السور مولية إياه ظهرها و لكنها استدارت فجأة بعد جملته شعرت بالصدمة فهو الآن يشعرها بأن ما حدث معها قد يكون عارا يريد إخفاءه عن أسرته
طوال فترة خطبتهما كانت ترى العشق بعينيه كان دائما ما يحاول التقرب
منها
و من مظاهر حبه و اهتمامه إيصالها للعمل و اصطحابها عائدة للمنزل بأغلب الأوقات تشعر بالشفقة لحاله فهي لن تستطيع أن تبادله شعوره و لكنها قررت أن تترك كل شئ للأيام فربما تداوي الچروح و تغير الأحوال
انتشلها من شرودها صوت طرقات الباب لتدعو صاحبها بالدخول فطالعتها الممرضة المساعدة لها دكتور نادر محتاج حضرتك في العمليات
نفضت عنها ذكرياتها و همومها و توجهت لتمارس عملها الذي ينسيها كل شئ
جلست ندى تداعب همس التي أحضرتها نور و اضطرت للرحيل سريعا لكي تلحق بموعدها تركتها برفقة والدتها التي اندمجت باللعب معها و توجهت لرؤية أنس الغافي بغرفتها جلست بجواره تتأمل ملامحه الملائكية فقد كان يشبه والده كثيرا فهل هذا دليل على حب والدته لوالده كما تدعي العادة فبالأعراف القديمة أن من تنجب طفلها يشبه والده فهذا يعبر عن مدى حبها له فهل كانت تحبه زوجته الراحلة و هل كان يبادلها الحب سألت نفسها كل تلك الأسئلة علها تصل لإجابة عما تشعر به في الفترة الأخيرة فهي تشعر بغيرة قاټلة فما رأته من مالك تجاهها من اهتمام صادق بها و الاهتمام بأدق تفاصيلها جعلها تتأكد بأن أنس لم يكن السبب الوحيد له ليتقدم لخطبتها
وجدت نفسها تلقائيا تبادله هذا الاهتمام تسأل والدته عما يحب من أصناف الطعام لتعدها له بنفسها عندما يأتي لزيارتهم و الفكرة التي تدور برأسها منذ فترة هي أكبر دليل على غيرتها و بالأمس تحدثت معه بشأنها عندما أتى لزيارتها مصطحبا أنس ليقضي معها يومين فانتهى الأمر بأول مشاجرة بينهم
سألته مترددة و تخشى اجابته مالك هو إحنا لما نتجوز هنقعد فين
أجابها ببديهية في شقتي طبعا
فركت كفيها قبل أن تخبره بتوتر بس أنا عايزاك تشوف شقة تانية
نظر إليها باهتمام ليه يبقى عندي شقة و أدور على غيرها! لو حابة تغيري حاجة في الشقة معنديش مانع حقك طبعا بس أنا حاليا مقدرش أشوف شقة تانية و اجهزها من أول و جديد
انتفضت واقفة پغضب وأنا مش هتجوز في شقة ليك ذكريات
في كل ركن فيها مع مراتك الأولى
شعر بالڠضب من طريقتها فاستأذن و رحل و تعلل لوالديها بأن لديه عمل طارئ و تركها لحيرتها و غيرتها
و هاهي تفكر الآن إن كان ما تفكر به صحيح أو خطأ و لكنها تعلم في قرارة نفسها بأن سكناها بشقته القديمة أمر غير مقبول لها
جلست نور وسط جموع من المتقدمين للعمل مثلها تستمع إلى حديثهم عن الشركات التي عملوا بها من قبل و تباهيهم بالشهادات المهارية الحاصلين عليها تشعر بأنها الأقل بينهم فبالرغم من أن هذه الشركة لا تشترط وجود الخبرة إلا أنه لو كان بين المتقدمين من يحمل الخبرة فبالتأكيد ستكون له الأولوية فكرت أن تنسحب ولكن نداء السكرتيرة لها لتدخل إلى المقابلة قطع تفكيرها اتفضلي يا أستاذة نور أستاذ مهاب في انتظارك
دلفت إلى حجرة مكتبه شعرت بالتوتر يجتاحها فهذه أول مرة تجري مقابلة عمل رحب بها مهاب و دعاها للجلوس تناول منها سيرتها الذاتية و تفحصها جيدا لفت انتباهه أنها حصلت على جميع شهاداتها من خلال التعلم على الإنترنت أرته بعض أعمالها من نماذج لألعاب الفيديو و التطبيقات على حاسوبها الخاص أعجبه شغفها بالعمل و الذي اتضح بنبرة صوتها أثناء شرحها ما صممته من نماذج
ظهرت ابتسامة هادئة على وجه مهاب بصراحة بالرغم إنك مفيش معاكي شهادات خبرة بس موهوبة و بتحبي اللى بتعمليه
ظهر بعض الارتياح على وجه نور شكرا
أومأ لها برأسه و علا وجهه ابتسامة إن شاء الله خلال يومين نتصل بيكي و نبلغك بالنتيجة
رحلت شاعرة بالسعادة يبدو أن أعمالها قد أعجبته فهي لاحظت نظرة إعجاب بعينيه خرجت من الشركة تبحث عن حضانة قريبة لكي يسهل عليها إيداع همس بها حتى انتهاء وقت عملها فهي لن تسمح لوالدتها بأن تضع العقبات أمامها
أنهت نيرة عملها و
ترجلت من مبنى الجريدة وقفت لتبحث عن سيارة أجرة فسيارتها معطلة و لكنها تفاجأت بمن يناديها و يلوح لها من نافذة سيارة مصطفة على جانب الطريق فقد كانت
إليه لا بجد أنا كده ممكن أقلق على فكرة
اعتدل يحيى بوقفته عرفت من أمجد إن عربيتك عطلانة قلت أكسب فيكي ثواب و اجي اوصلك
شعرت بالخجل من اهتمامه بس مكنش فيه داعي تتعب نفسك
زفر يحيى ثم أشار تجاه السيارة اركبي يا نيرة وبلاش هبل
ركبت نيرة السيارة بجواره و أثناء الطريق شردت بالفترة الماضية حيث توطدت علاقتها ب يحيى كان يبدي اهتماما لمقالاتها و عملها اكتشفت به شخصية جديدة فهو يحب ابنته كثيرا فهي بالمقام الأول لديه كما أنه أصبح يهتم بأخبار نيرة كثيرا تعددت لقاءاتهم بالنادي في الفترة الأخيرة و هذا حرك مشاعر نيرة الكامنة تجاهه فحب المراهقة قد عاد بالظهور
انتشلها من شرودها سائلا إياها سرحانة في إيه لا