رواية جديدة
ما انتي مش راكبة تاكسي و مش هتعبري السواق اتكلمي معايا أحسنلك
التفتت له ضاحكة اه راكبة تاكسي و مش هتكلم معاك أنا هتكلم مع فروحة عشان هي وحشتني
التفتت إلى الفتاة الجالسة بالمقعد الخلفي تبادلت معها الحديث حول تدريب السباحة و رفيقاتها بالحضانة كانت تشعر بالسعادة بصحبتها ثم هتفت الفتاة فجأة بابي مسافر النهارده أنا قولتله يجيبلي شيكولاتة و عروسة و هو جاي قوليله انتي كمان يجيبلك عروسة
شعرت نيرة بالخجل فهي لا تعلم إن كان ما قاله على سبيل الدعابة أو أنه يلمح لشئ
أوقف يحيى السيارة أمام محل مثلجات ثم ترجل من السيارة ليحضر لهما ما تشتهياه فهو يعلم النكهة التي تفضلها كل واحدة منهما غاب لبضع دقائق ثم عاد و ناول كل واحدة نكهتها المفضلة و أثناء تناولهم إياه فاجأ نيرة بحديثه على فكرة كنت بتكلم جد و منتظر الرد أنا مسافر نيويورك النهارده و عايز ارجع من الرحلة دي تكوني فكرتي و على فكرة دا كان السبب إني أجيلك الشغل انتي وحشتيني أنا مش فرح و شوفي تحبي أجيبلك إيه وأنا جاي
أنهت جملتها و ترجلت سريعا من السيارة صاعدة إلى منزلها حتى لا تترك له فرصة للنقاش فهي ستضعف أمامه
جلست سارة برفقة والديها تريد أن تفاتحهم بشأن أمجد فهو طلب منها أن ترتب موعد له مع والدها ليتقدم لخطبتها لم تعلم كيف تبدأ الحديث معهما كلما همت بالحديث تتراجع مرة أخرى كانت والدتها تراقبها تشعر بترددها إلى أن قالت لها بغتة الموضوع شكله فيه عريس
ضحكت والدتها ولا ألغاز ولا حاجة بس هي من ساعة ما جات من بره و هي مش على بعضها و عمالة تفرك عايزة تقول حاجة و مكسوفة
نظر إليها والدها ليجد
علامات الخجل تزين وجهها سألها كلام ماما صح
أومأت برأسها إيجابا دون أن تتحدث فسألها والدها مرة أخرى هو مين
احتضنتها والدتها بشدة فهي تعلم كم عانت في خطبتها الأولى ظلت تدعو لها كثيرا أن يعوضها الله خيرا و ربما يكون الله قد استجاب لدعائها
جلست برفقة والدها تتابع نشرة الأخبار و لكن عقلها كان شاردا فيما دار بينها و بين يحيى من حديث اليوم كانت تفكر إن كانت قد اتخذت القرار الصحيح أم أنها قد تعجلت لفت انتباهها خبر عاجل بالتلفاز خبر تسبب بغصة بقلبها هي كانت تريد الإبتعاد عنه لحمايته و ابنته و لكن أن تحرم من رؤيته إلى الأبد لن تتحمله
سقوط طائرة الخطوط الجوية المصرية المتجهة إلى نيويورك و جاري انتشال چثث الضحايا
الفصل السابع عشر
أصابك عشق أم رميت بأسهم فما هذه إلا سچية مغرم
هذا ما كان يستمع إليه حازم أثناء جلوسه بشرفة منزله شاردا تعلو وجهه ابتسامة طفيفة و إمارات السعادة بادية على وجهه فهو قد ارتبط بمن ملكت قلبه و بقي أمامه أن ېحطم الحواجز التي تضعها هي بينهم
دلفت شقيقته إسراء إلى الشرفة فلم يشعر بها اقتربت منه ببطء و قامت بدغدغة جانبه الأيسر فانتفض من مكانه صارخا بها اكبري بقى و بطلي هزارك الثقيل دا
جلست في الكرسي المقابل له ضاحكة أعملك ايه إنت اللى بتركب الهوا
انتبهت إلى ما كان يستمع إليه بس إيه يا عم الرومانسية دي دا الموضوع كده شكله كبير
ضربها حازم بخفة على مؤخرة رأسها بس يا حشرية ملكيش دعوة
أمسكت بيده و ترجته بطفولية لا عشان خاطري يا زوما قولي الحقيقة إنت اتعرفت على نسمة إزاي سيبك من الكلام اللى قلته إنها جارة واحد زميلك و هو اللى رشحهالك دا الكلام دا تقوله لماما انما أنا عايزة الحقيقة
كان حازم قد قرر أن ما حدث ل نسمة في السابق يخصهما وحدهما ولا يحق لأحد من أسرته أن يعلم بشأنه فقرر أن يخبر شقيقته حكاية أخرى تحمل نصف الحقيقة شوفتها في المستشفى اللى كانت شغالة فيها الاول كنت بزور واحد صاحبي راقبتها و عرفت عنوانها و سألت عنها
ابتسمت إسراء بسعادة لحال أخيها فهي تعشق الروايات الرومانسية بل تتمنى أن تكون أحد بطلاتها يوما ما الله عالرومانسية عيني هتطلع قلوب
ضحك حازم لطريقتها
أغار عليها من أبيها و أمها إذا حدثاها بالكلام المغمغم و أحسد كاسة تقبلن ثغرها إذا وضعتها موضع اللثم بالفم
سألت إسراء شقيقها طب بتغير عليها فعلا
كانت تلمح لذلك المقطع الذي سمعاه للتو ابتسم حازم قائلا بحسدهم على إنهم دايما معاها
غمزت له بعينيها يا عم خلاص هانت و هتبقى إنت اللى معاها على طول بس الصراحة كده يا حازم أنا بحس إن نسمة منطوية وواخدة جنب أو مش عايزة تاخد علينا
بهت حازم لكلام شقيقته فهي على حق فيما تقوله ف نسمة تشيد حواجز بينها و بين كل ما يخصه ولكن عليه أن يبرر موقفها هي بس تلاقيها محروجة و مكسوفة منكم بس لما تاخد عليكم هتبقى على طبيعتها
ثم أتته فكرة بقولك إيه يا إسراء ما تحاولي انتي تقربي منها ابدأي انتي بالخطوة الأولى
وافقته قائلة يا سلام إنت تؤمر يا برو يالا بقى أسيبك لهيامك و أروح أنا أعملي طبق فاكهة معتبر
أمسكها حازم من رسغها ممازحا انتي قضيتي عالفاكهة اللى في السوق يا إسراء
شهقت إسراء بتبصولي في الأكل انتو مستحيل تكونو أهلي لالالالالالا أنا هشوف حد يتبناني
رحلت و ظلت تتمتم بكلمات مازحة جعلت أخيها ينفجر ضاحكا
مذبذبون دائما بين العقل والقلب لحماية من تحب ترجح كفة العقل اعتقادا منا بأنه الصواب فيكون الفراق اختياري و لكن أن تحرم من رؤية من تحب و يكون الفراق إجباري فتبا للعقل و ليستيقظ القلب بحثا عن من يحب
خرجت من منزلها مسرعة وجهتها مطار القاهرة الدولي و الحجة لوالديها صديقة على متن الطائرة المنكوبة و لأول مرة هي كاذبة فهي ليست صديقة ولا صديق أيضا بل حبيب
وقفت بصالة الانتظار بالمطار تتلفت حولها ترى جمع من الناس منهم من يبكون و منهم من يولولون جميعهم بانتظار جثامين ذويهم يلوح بالافق رائحة المۏت دماء حزن من جاء ليودع حبيب أو قريب أو صديق و هي وقفت تائهة تنساب دموعها الغزيرة بصمت على وجنتيها لا تعلم من تسأل عنه هي الصحافية المرموقة قد توقف عقلها عن العمل بحثت بعينيها في الأرجاء اتجهت لمجموعة من أمن المطار لتسألهم عنه و عند وصولها إليهم لمحته يجلس بأحد المقاعد واضعا رأسه بين راحتيه نادته و هي تهرول ناحيته رفع رأسه متعجبا من مجيئها وقف لاستقبالها وهي تسمرت قدماها أمامه تريد احتضانه لتتأكد من وجوده أمامها سليم معافى ولكن لا يحق لها
سألها متعجبا إيه جابك يا نيرة
كفكفت دموعها و تحدثت بصوت لم يفارقه آثار البكاء إنت كويس يحيى أنا أسفة أنا موافقة أنا كنت ھموت لو جرالك حاجة
جمل غير مرتبة تنطق بها و كان عليه تهدئتها اهدي يا نيرة أنا كويس أنا تعبت قبل الرحلة و ضغطي وطى مسافرتش
قاطعته كأنها لا تستمع إليه من الأساس أنا غبية كنت مفكره إني هبقى مرتاحة وإنت بعيد عني وعن تهديدات شغلي بس اكتشفت إني ھموت لو جرالك حاجة اكتشفت إني بحبك يا يحيى و مقدرش استغنى عنك
شعر بالذهول من تصريحها لم يعرف بم يجيبها ولا كيف يتصرف قاطع لحظتهم صوت نداءات بصالة المطار تعلن وصول جثامين الضحايا
نظرت إليه تعالى نخرج من هنا
وافقها مصطحبا إياها إلى خارج المطار جلسا بسيارته يخبرها بما حدث تعبه المفاجئ و عدم قدرته على السفر نبرته يشوبها الحزن
سألته بفضولها الصحفي
الطيارة وقعت ازاي
رفع كتفيه ثم أسدلهما لسه مش عارفين بس في الأغلب عطل فني
أدار سيارته قائلا هوصلك البيت و افوق بس من اللى حصل دا و هيبقى فيه بينا كلام كتير
أومأت برأسها دون حديث طالما اطمأنت عليه فلا داعي لأي حديث آخر
جلس مالك بغرفته شاردا يفكر فيما طلبته منه ندى فليس بمقدرته شراء شقة جديدة و تجهيزها يرى أنها تعجزه بطلبها
دخلت عليه والدته تسأله بابتسامة مش هتتعشى يا مالك
أجابها بضيق مليش نفس
تعجبت والدته من حاله فمنذ عودته من الخارج وهي تشعر بتغييره علمت أن هناك ما يضايقه ولكنها فضلت أن تتركه حتى يتحدث معها بنفسه ولكن نبرته الآن أقلقتها
توجهت إليه لتجلس بجواره على الفراش ثم سألته باهتمام مالك يا حبيبي
زفر بضيق مفيش يا ماما مخڼوق شويه
ابتسمت له قائلة طب فضفض معايا جايز ترتاح
تنهد مالك ثم قص على والدته ما دار بينه و بين ندى أخبرها بضيقه من طلبها و عدم مراعاتها لظروفه
لكزته والدته بكتفه و أخبرته ضاحكة يا عبيط إنت كده مفهمتش دي كده بتحبك
نظر مالك إلى والدته يحاول مداراة غضبه داخله انتي بتضحكي يا ماما و بعدين هو اللى بيحب حد يعجزه بالطلبات كده
ابتسمت له يا بني افهم دي كده تبقى دايبة فيك كمان غيرانة يا عبيط هي حاسة إن وجودكم في شقتك هيخليك دايما تفتكر ذكرياتك مع ياسمين الله يرحمها عشان كده عايزة تبعد عن الشقة
تنهد مالك طب و الحل إيه دلوقتي و بعدين هتغير من واحدة مېتة
ربتت والدته على كتفه و تغير عليك مني كمان ومن جنس أي انثى تعدي من جنبك حتى لو قطة
ضحك مالك لكلام والدته مش للدرجة دي يا ماما المهم