الأربعاء 04 ديسمبر 2024

ارملة اخي

انت في الصفحة 33 من 53 صفحات

موقع أيام نيوز


لا ده كان صديقي واخويا وكنت مطمن لم ربنا يسترد ودعته هيكون هو مكاني ويخلي باله من احلام وجودي كنت بقول هسيب راجل من بعدي يحافظ على عيلتي
مش اخد العزاء فيه لله الأمر من قبل ومن بعد 
وقف جانبه واقترب منه ليعانقه بقوه وهو يهمس له بوعيد كلنا ولادك وفى ضهرك وحق حسام هنرجعه لازم حضرتك تكون واثق من ولادك لا هيغمض لينا جفن الا لم حق حسام وعيلته يرجع اوعدك بده 

ربت على ظهره بحنان ثم ابتعد عنه ثقتي في ولادي بلا حدود ربنا معاكم أنا هطلع اطمن على احلام وبعدين اروح لرنيم ابلغها وربنا يقويني 
بعد ان توجه اكمل لغرفه زوجته استقل فارس سيارته ورحل هو الاخر عازم النيه الى عودته لمكتبه ليظل به يراجع اوراقه ويعيد ترتيب حساباته فى تلك القضيه المعقده 
حفل خاص بهم يقتصر على وجودهم يحتفلون بما تم انجازه والخلاص من احدى ضباط الشرطه ضحك باعلى طبقات صوته وهو يرفع كأس الخمر عاليا نحتفل بقى بالخبر السعيد وولاءك لينا يا طروق اللورد مبسوط منك جدا وكمان ده اثبت انك قدها وهتسد مكان رشدي عايز كمان ابشرك ان عادل المدنى بسبب اللى حصل لعمرو بيفكر يبعد وده مزعلني جدا ومزعل اللورد واحنا فى قانونا مافيش حد يسبنا والا يكون بيحفر قربه وبصراحه عادل حفر قبرة وللأسف مضطرين نريحه ونستريح منه للأبد 
رفع طارق هو الاخر كأسه ورطمه بخفه بكأس سامي وماله يا باشا نريحوة اخر راحه ههههه ونحتفل احلى احتفال فى صحتك يا بوص 
ارتشف كلاهما مشروب الخمر على جرعه واحده ثم تطلع طارق لسامي بخبث هي القعده هتكون ناشفه ولا ايه 
ضحك بقوه وهو يرسل اليه غمزه ثم اشار الى فتاتين امامه لا طبعا هتستمتع بوقتك وسهرة سعيده يا طارق باشا 
عيوني يا باشا 
دلف لمكتبه بخطوات سريعه ثم اغلقه خلفه بالمفتاح وجلس امام مكتبه يهاتف شخص ما ويقص عليه ما فعله طارق فى الخلاص من حسام او فهد كما كان يخدعه 
وبعد عده دقائق انهى المكالمه بضيق واراح ظهره للخلف وهو ينظر امامه پغضب ويهمس بفحيح كالافعى بقى أنا سامي الحديدي بعد عمري كله اللى اشتغلته تحت طوعهم يجي حته عيل زى حسام يضيع كل اللى بينته ويزعل اللورد مني لا ده أنا احړق الكون كله باللى فيه واي حد يفكر يقرب مني هيكون هلاكه على ايدي ودورك جاي يا فارس باشا هخلص منكم واحد واحد واسم الحديدي هيفضل راعبهم ومعلم عليهم وبكده الداخليه ماحدش هيتجرا ويدخل عريني برجله عشان قبل ما يقرب هتكون اتكسرت 
انقضت الساعات عليها ببطئ وهى تنتظر افاقة والدها بعد أن تم اجراء العمليه له 
كانت تحتضن كف يده بين كفيها ومن حين لاخر تقبلها بحنان وتنساب دموعها الى ان شعر بها والدها وهتف بصوته الخاڤت مناديا بابنته الغاليه ورد انت هنا يا قلب ابوكي 
نهضت بفرحه تقترب من وجهه وتقبل وجنته حمدلله على سلامتك يا قلب بنتك قولي تعبان حاسس بحاجه يا حبيبي 
ابتسم لحنان إبنته وهز راسه نافيا الحمد لله يا بنتي أنا بخير بفضل ربنا وبفضل الدكتور اللى عملي العمليه 
الحمدلله يا حبيبي الدكتور طمني وان شاء الله بعد أسبوع هيفك الشاش اللى على عينيك والعمليه هتنجح وهترجع تشوف نور ربنا من تاني 
ضمھا من كتفها ثم طبع قبله حانيه اعلى رأسها أنا راضي الحمد لله بكل اللى ربنا كتبهولي وان عملتها عشانك انتى وبس مش عايز احرمك من فرحتك ونفسي اشوف ضحكتك الجميله تنور دنيتي واعوضك عن كل التعب اللى شوفته طول التلات سنين اللى فاتو 
عانقته بحب وهمست له برقه انت مخلف راجل يا حوده ويقدر يشيل مسئوليه جيش بحاله انت مستقل بيه ولا ايه 
ضحك بخفه على مشاكسة إبنته ودعى داخله بان الله يعوضها خيرا عن كل ما عانته بعمرها الصغير هذا وهى متكفله بوالدها الضرير وتركت كل شي من اجله لم يطلب لنفسه شيئا ولم يفكر بحياته قط الا من اجل سعاده إبنته ويخشى ان يتركها وحيده بهذه الدنيا ولكن يعلم بان الله معها ولن تضيع بدونه 
ظلت متماسكه ترفض حتى البكاء وعندما استقر وضع والدتها تركت الغرفه وتوجهت على الفور الى المرحاض تريد أن تبكى دون ان يراها أحد فقد تماسكت بما فيه والان لم تعد قادره على اخفاء مشاعرها اكثر من ذلك دلفت لداخل المرحاض وبعدما تأكدت بانها وحدها الان خارت قدميها ارضا وضمت قدميها لصدرها وتحاوطها بذراعيها ثم اطلقت لدموعها العنان بكت بكل ما تحمله من ألم داخل صدرها على صوت بكاءها فلم تعد قادره على حبس مشاعرها صړخت بصوت مرتفع تنادي روحها الأخرى
التى فارقتها ليه روحت وسبتني يا حسام انت عارف من غيرك هكون هشه ضعيفه انت قوتي يا حسام ليه سبتني فى الدنيا دي لوحدي سبتني قبل ما تصلح عيوبي يا اخويا أنا محتاجلك انت مرايتي واللى هتقدر تغيرني ليه خلفت وعدك معايا ليه 
افرغت كل طاقتها فى البكاء الى ان شعرت بالقليل من الارتياح لم تريد لوالديها رؤيتها بتلك الحاله المزريه قررت التوجهه الى كافيه المشفى الا ان تهدى 
ابتلعت ريقها بتوتر ثم وقفت مستقيمه لتبتعد عن نظراته المصوبه اتجهاهه وهمست بصوت مبحوح شكرا 
همت بالابتعاد والمضى فى طريقها لداخل الكافيه ولكن لحق بها ايمن وهو يهمس داخله شكرا بس كده ده اللى ربنا قدرها عليه البت دي مجنونه ولا ايه بالظبط 
أسرع فى خطواته وبحث عنها بعينيه ليجدها جلست بمكان مبتعد عن الجميع لحق بها وجلس امامها دون استأذان انتي كويسه ايه جابك المستشفي بالليل مش ميعادنا لسه بكره 
تطلعت اليه بحزن ثم وقفت عن مقعدها ولكن قبل ان ترحل قبض بقوه على رسغها جعلها تنظر له بغرابه ليتحدث هو بصرامه مش هسيبك تمشي قبل ما نتكلم وافهم فيكي ايه ماكنتيش بالشكل ده الصبح 
همست پغضب باي حق حضرتك تمسكني بالطريقه دي لا وكمان عايز تجبرني اقعد معاك واتكلم عن حاجه ماتخصكش اصلا 
لا تخصني ايوة تخصني انتي مريضه عندي ومسئوله مني وبكره هستلم تقرير بحالتك ومن هنا لحد لم اطمن انك بخير وكل حاجه زى الفل من حقي كطبيب افهم مالك بالظبط ثقي فيه 
نظرت له پضياع ماعنديش ثقه فى حد 
شعر بحزنها ليهمس بصوت حاني طب جربيني ممكن 
عادت تنظر له بعينيها الحائره وتسمرت مكانها عندما شعر بتخبطها سحب يدها برفق وجذب لها المقعد لتجلس عليه انصاغت له كالمغيبه ليجلس هو الاخر بالمقعد المقابل لها 
تشربي ايه 
هزت رأسها بالنفي وظلت صامته لعده دقائق كان يتطلع لها بهدوء احترم صمتها الذي طال ولكن عندما انسابت دموعها اعلى وجنتها شعر بوخذه داخل صدره ومد انامله ليمحي تلك الدموع وهو يتسأل بقلق ارجوكي قوليلى مالك بجد حاسه باي تعب طيب الصداع شديد لو شديد أنا ممكن اجبلك اقوى مسكن هنا فى المستشفي 
قاطعته بحزن اخويا ماټ 
صمت فجاه عن الحديث عندما استوعب ما قالته ثم مسح على لحيته الخفيفه بقله حيله سحب شهيقا ثم زفرة ببطئ ووجد نفسه يضع كفه على كفها الصغير يربت عليه بحنان وكانه يشاطرها ذلك الحزن الذي سكن قلبه هو
الاخر من اجلها نظرت بقوه لكفيه القابضه بقوه على كف يدها ولم تبعد يدها بلا تمسكت بيده بقوه وهمست بصوت حزين مش عايزة ابقى لوحدي
همس بصدق مش هتبقي لوحدك وأنا موجود ماتخفيش أنا معاكي لو حابه تحكي أي حاجه جواكي أنا هسمعك بدون مقاطعه 
همست بصوت ضعيف يكاد يكون مسموع له ماما تعبانه جتلها كريزه القلب وهنا 
نهض عن مقعده وجذبها لتنهض هى الأخرى قومي نطمن عليها وان شاء الله هتبقى كويسه وتروح معاكي البيت كمان بس خليكي قويه عشانها 
سارت جانبه بهدوء الى ان استقلوا سويا المصعد الكهربائي ومن ثم الى الطابق الثالث الذي يوجد به رعايه القلب وقفت امام الباب وتسمرت مكانها امسك بمعصمها ودلف لداخل العنايه وهو ينظر لها بتسأل رقم غرفه ماما كام 
نظرت بجحوظ لذاك الفراش الفارغ وداهمها دوار قوي عندما انتابها القلق بخسارة والدتها هى الأخرى لم تعد قادره على النطق لتاتي ممرضه من خلفها وهى تهمس لها بابتسامه بشوشه يا انسه والده حضرتك حالتها استقرت واتنقلت لغرفه عاديه ٤٠٥ 
استردت انفاسها بصعوبه وتشبث بذراعه بقوه ربت ايمن على كفها المحاوط بذراعه شوفتي ربنا كبير وحالة والدتك بخير ماتقلقيش 
انسابت دموعها دون توقف وهى تنظر له بتشتت وتهمس باضطراب انا لم شوفت السرير فاضي قلبي كان هيقف خلاص قولت هخسر مامي هى كمان لو ده حصل كنت انا مت بجد 
ابتسم بخفه وربت على كفها بعد الشړ عليكي وعليها يلا قدامي كده نشوف ماما وجمدي قلبك 
سار بها بالرواق إلى أن وقف امام الغرفه المنشودة وقبل أن يطرق بابها أتاه صوت من مخلفه مناديا إليه دار وجهه لينظر لصاحبة الصوت وجدها الممرضه الخاصه به 
دكتور ايمن غرفه العمليات جاهزة حضرتك جاهز 
نظر لساعه يده ثم نظر إليها تمام يا منى خمس دقائق وهحصلك 
بعدما رحلت الممرضه نظر لجودي بأسف بعتذر ورايا عمليه مهمه دلوقتي بس هرجعلك تاني اطمن على والدتك ارجوكي خليكي قويه 
كان يتحدث مع احدى ضباط البحريه وينتظر قدوم تقرير المعمل الجنائي الذي احضره الضابط الآخر الذي شاهد الحاډث بالميناء
التقط قاسم المظروف بلهفه وبدء فى قرائته يبحث داخله عن املا اخر لعدم تصديق ما راءته عيناه ولكن تبخر ذلك الامل وعاد الحزن يطغو على قسمات وجهه
همس الضابط بصوته القوي افتكر وجودك دلوقتي مابقاش ليه داعي يا قاسم باشا الشحنه اللى تخص شؤكات
الحديدي فى ميناء بيروت ومادخلتش حدود السويس يبقي كل الحكايه هترسي على مافيش فى الآخر 
صړخ منفعلا يعني ايه هنسيب سامي يفلت كده بسهوله جرا يا حضره الظابط لو هتياس كده يبقي بلاش نلبس البدله من الأساس بلاش نجيب حق كل شهيد ضحى بحياته فى سبيل القبض على الخونه نقف نتفرج وواحد ورا التاني بېموت مننا قدام عنينا ونسكت لم الدور يجي علينا هو ده المطلوب نعمله 
ابتلع ريقه بصعوبه وربت على كتف قاسم اهدى يا قاسم أنا مقدر حالتك والله وكلنا بنمر باللى انت بتمر بيه بس
 

32  33  34 

انت في الصفحة 33 من 53 صفحات